تحرك برلماني ضد زاهي حواس بسبب «تحطيم تمثال في سقارة»

طلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكري (صفحته على «فيسبوك»)
طلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكري (صفحته على «فيسبوك»)
TT
20

تحرك برلماني ضد زاهي حواس بسبب «تحطيم تمثال في سقارة»

طلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكري (صفحته على «فيسبوك»)
طلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكري (صفحته على «فيسبوك»)

تحت عنوان «جريمة في حق الآثار المصرية»، تقدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري، بطلب إحاطة وجهه إلى شريف فتحي وزير السياحة والآثار، حول تحطيم أحد التماثيل الأثرية في منطقة سقارة السياحية.

وقال النائب في طلب الإحاطة الذي نشره على صفحته بـ«فيسبوك»، الأحد، إن «الرأي العام المصري فوجئ بفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن عن اكتشاف أثرى كبير في إحدى مقابر سقارة، حيث يعود هذا التمثال إلى عهد الأسرة الخامسة من عصر الدولة القديمة، أي منذ نحو 4300 عام تقريباً».

وأضاف النائب في طلب الإحاطة: «أثناء هدم واجهة النيش الحائطي باستخدام القادوم، بواسطة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المعروف، قام بكسر النقبة البيضاء التي يرتديها التمثال، تحديداً في الجزء الأسفل منه».

وأشار الطلب إلى أن «المادة (42) من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته تنص على أن تكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه، لكل من هدم أو أتلف عمداً أثراً منقولاً أو ثابتاً أو شوهه أو غيّر معالمه أو فصل جزءاً منه عمداً».

وأوضح النائب أن عالم الآثار أمام حالة الارتباك والصدمة أمسك بالنقبة المكسورة من التمثال أمام الكاميرا، مؤكداً أن «ما حدث يعدّ جريمة في حق الآثار المصرية، ومع ذلك لم يحدث أي رد فعل من الأمانة العامة للآثار، كما لم يكشف النقاب حتى الآن عن تقرير مفتش الآثار المرافق للبعثة، والأمر نفسه بالنسبة لبقية المسؤولين عن الآثار في الجيزة وسقارة واللجنة الدائمة».

من جانبه، قال عالم الآثار المصري زاهي حواس: «هذا الكلام ليس له أساس من الصحة إطلاقاً»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «التمثال لم يُمس وهو في حالة جيدة جداً، وكل ما يقال ليس له أساس من الصحة»، تابع: «غداً سننشر صورة التمثال في كل مكان ليتضح للناس أن هذا الكلام ليس صحيحاً، فالتمثال لم يمسسه أحد».

وتداولت وسائل إعلام محلية بياناً نسبته إلى عالم الآثار جاء فيه أنه يعمل في الحفائر الأثرية لأكثر من 50 عاماً، ولا يوجد أحد في مصر متخصص في الحفائر مثله. وأورد البيان المنسوب لحواس أنه «لا يوجد خطأ علمي فيما حدث بالتمثال الذي اكتشفته، وعملت بكل فنون الحفر على أعلى مستوى ولم أخطئ، وفي الحفائر الأثرية يحدث أكثر من ذلك». مع الإشارة إلى أن مكتشف مقبرة توت عنخ آمون هوارد كارتر قام بإزالة القناع عن المومياء مما أدى إلى كسرها إلى 18 قطعة، وتم ترميمها بعد ذلك.

وكان حواس قد أعلن في يناير (كانون الثاني) 2023 عن العثور على جبانة من عصر الدولة القديمة بها العديد من المقابر، أولاها مقبرة المدعو «خنوم جد إف»، الذي كان يعمل مفتشاً على الموظفين ومشرفاً على النبلاء وكاهن المجموعة الهرمية للملك أوناس آخر ملوك الأسرة الخامسة.

كما أعلن عن العثور على مقبرة أخرى لكاهن المجموعة الهرمية للملك «ببي الأول»، وفيها 9 تماثيل من الحجر الجيري الملون تمثل رجلاً بجواره زوجته، وكذلك تماثيل خدم وتماثيل منفردة. وبعد عدة شهور من هذا الكشف تم العثور على باب وهمي بجوار التماثيل يذكر أن صاحبه يدعى «ميسي» من الأسرة الخامسة، وذلك خلال أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار بمنطقة جسر المدير في جبانة سقارة.


مقالات ذات صلة

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

ثقافة وفنون 5 قطع ثعبانية من موقع سلّوت الأثري في سلطنة عُمان

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

بدأ استكشاف تاريخ سلطنة عُمان الأثري في النصف الثاني من القرن الماضي، وأدّى إلى العثور على سلسلة من المواقع الأثرية تعود إلى أزمنة سحيقة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق الكشف قد يُغيِّر فَهْم التاريخ (جامعة دورهام)

كنز من العصر الحديدي قد يُغيّر تاريخ بريطانيا

كُشِف عن أحد أكبر وأهم كنوز العصر الحديدي التي عُثر عليها في المملكة المتحدة على الإطلاق، مما قد يُغيّر فهمنا للحياة في بريطانيا قبل 2000 عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)

نقوش صخرية غامضة قد تُعيد كتابة تاريخ البشرية في أوروبا

اكتشف علماء الآثار في إسبانيا ما قد يكون أقدم النقوش الصخرية المعروفة التي صنعها البشر، ويُحتمل أن يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لغز بناء الأهرامات ما زال يحير العلماء  (تصوير: عبد الفتاح فرج)

زاهي حواس ينفي وجود أعمدة تحت الأهرامات

نفى آثاريون مصريون الأنباء المتداولة بشأن «اكتشاف مدينة ضخمة أسفل أهرامات الجيزة»، وعدّوا ذلك «ضرباً من الخيال العلمي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية بقيمة نحو 4 ملايين دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
TT
20

التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)

كشفت دراسة ألمانية أن الأفراد الذين يمارسون تقنيات التأمل التجاوزي على المدى الطويل يظهرون مؤشرات بيولوجية إيجابية، تدل على تباطؤ الشيخوخة وانخفاض مستويات التوتر.

وأوضح الباحثون من جامعة زيغن الألمانية أن هذه النتائج تُضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم دور التأمل في تحسين الصحة العامة، وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الأمراض القلبية والنفسية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Biomolecules).

والتأمل التجاوزي هو تقنية تأملية بسيطة وفعَّالة تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني، من خلال ترديد كلمة بشكل صامت، مما يساعد العقل على تجاوز الأفكار السطحية والوصول إلى حالة من الوعي والصفاء الذهني دون مجهود.

ويتميز التأمل التجاوزي عن أساليب التأمل الأخرى -مثل التركيز على التنفس أو الوعي الذهني- بأنه لا يتطلب تركيزاً شديداً أو تحكماً في التفكير؛ بل يعتمد على الاسترخاء الطبيعي للعقل. وتُمارس هذه التقنية مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة؛ حيث يجلس الشخص في وضع مريح ويغمض عينيه، مما يتيح للدماغ العمل بتماسك أكبر، وللجسم الحصول على راحة عميقة.

وقارنت الدراسة بين مجموعتين من الأشخاص: الأولى مارست التأمل التجاوزي لمدة تتراوح بين 12 و40 عاماً، مقابل مجموعة من غير الممارسين للتأمل.

وخضع المشاركون لتحليل التعبير الجيني، والوظائف الإدراكية باستخدام تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، وقياس مستويات هرمونات التوتر في الشعر.

وأظهرت نتائج الدراسة أن التعبير الجيني المتعلق بالالتهابات والشيخوخة مثل جين (SOCS3) كان أقل لدى ممارسي التأمل، مقارنة بالمجموعة غير الممارسة. ويُعرف هذا الجين بارتباطه بالإجهاد المزمن، مما يشير إلى انخفاض العبء التراكمي للجسم الناتج عن التوتر المستمر.

وقام الباحثون بقياس مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر في شكله النشط) ومستويات الكورتيزون (شكله غير النشط) في عينات الشعر. وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الكورتيزول النشط إلى الكورتيزون غير النشط لدى ممارسي التأمل، مما يعكس استجابة أقل للتوتر مقارنة بغير الممارسين.

ويلعب الكورتيزول دوراً مهماً في استجابة الجسم للتوتر، وارتفاعه المزمن يرتبط بمشكلات صحية مثل التدهور الإدراكي. لذلك، يعد انخفاض هذه النسبة مؤشراً على زيادة المرونة الجسدية والنفسية، مما يعزز الصحة وطول العمر، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن ممارسي التأمل التجاوزي الأكبر سناً أظهروا سرعة معالجة عقلية مشابهة للأفراد الأصغر سناً، بناءً على تخطيط الدماغ الكهربائي، وسجلوا درجات أعلى في مقياس تكامل الدماغ الذي يقيس التناسق الدماغي والانتباه وسرعة الاستجابة.

ويخطط الباحثون لإجراء دراسات مستقبلية لفهم المسارات البيولوجية المسؤولة عن هذه التأثيرات، وكيفية تأثير مسارات الالتهاب على تباطؤ الشيخوخة.