يراهن مهرجان «الفضاءات المسرحية» الذي تنظمه «أكاديمية الفنون» المصرية خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل على اكتشاف المواهب الشابة، وإتاحة الفرصة أمام العروض المسرحية المختلفة للعرض أمام قاعدة جماهيرية أكبر، مجتذباً أهم وأبرز إنتاجات الطلاب بالمعاهد المختلفة داخل الأكاديمية، بالإضافة إلى عروض الفرق المستقلة والهيئات الثقافية المختلفة.
ووفق بيان صحافي (الخميس)، فإن الدورة الأولى تقدم لها أكثر من 120 عرضاً مسرحياً تمثل جهات مختلفة، من بينها الأكاديمية، ووزارة الشباب، بالإضافة إلى المكتبات وعروض من المسرح الخاص ونقابة الممثلين، وهي العروض التي ستقوم لجنة المشاهدة بالاختيار فيما بينها قبل الإعلان عن أسماء العروض النهائية المشاركة في الدورة الأولى من المهرجان.
وقال مدير المهرجان محمود فؤاد صدقي لـ«الشرق الأوسط» إن لجنة المشاهدة ستقوم باختيار نحو 20 عرضاً فقط للمشاركة والعرض خلال الفعاليات التي حدد لها بشكل مبدئي مدة تتراوح ما بين 10 و11 يوماً بواقع عرضين أو ثلاثة بحد أقصى يومياً في المواقع المتعددة داخل أروقة «أكاديمية الفنون»، مشيراً إلى تسلم اللجنة نسخاً من العروض المتقدمة للاختيار فيما بينها.
تقسيم العروض
وأضاف أن المهرجان سيقسم العروض المشاركة إلى قسمين، الأول مخصص للعروض التي تنتمي لـ«مسار العلبة الإيطالي»، بينما القسم الآخر سيكون مخصص لـ«الفضاءات غير التقليدية»، على أن تكون الجوائز ذاتها بكل قسم مع عدم إلزام لجنة المشاهدة بحصة محددة للهيئات المتقدمة للمشاركة، والاعتماد فقط على جودة الأعمال، والاختلاف الموجود فيها فنياً.
وأوضح أن قرار تقسيم العروض المشاركة لمسابقتين يرجع لرغبتهم في منح فرصة أكبر للعروض المختلفة بالتنافس في نطاق الأعمال المشابهة لها، مع الاعتماد على تقديم العروض في مسابقة «الفضاءات غير التقليدية» بالأماكن المفتوحة في الملاعب والحدائق.
يشير صدقي إلى أن المهرجان يهدف إلى تقديم فرص للمواهب الشابة بعرض أفكارهم وإبداعاتهم المسرحية أمام الجمهور والنقاد، في ظل عدم وجود مهرجان مسرحي مصري يسمح بعروض «الفضاءات غير التقليدية» بشكل خاص، لافتاً إلى وجود مساحات متنوعة في الأكاديمية سيجري استخدامها لتقديم العروض المختارة بجانب جوائز مالية يجري العمل على زيادتها للعروض الفائزة؛ تشجيعاً لأصحابها، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق الشهر المقبل.
وتشيد أستاذة المسرح بأكاديمية الفنون الدكتورة سامية حبيب لـ«الشرق الأوسط» بإعلان إقامة الدورة الأولى من المهرجان الذي سيوفر مساحة لعرض الأفكار المسرحية الجديدة أمام النقاد والجمهور بما يكشف عن مواهب جديدة، خصوصاً مع الأداء المميز لكثير من الفرق المسرحية التي لا تجد مساحة لإيصال ما تقدمه لجمهور أكبر خارج النطاقات المحدودة.
وأضافت أن «المهرجان بالشكل المعلن يفترض أن يكون على غرار مهرجانات مسرحية عالمية، لكن الأهم مع ارتفاع سقف التوقعات من العروض خروجه بشكل جيد»، لافتة إلى أن «المواهب المتوقع مشاهدتها ستكون كثيرة في ظل العدد الكبير المتقدم من العروض».

وتحمل الدورة الأولى من مهرجان «الفضاءات المسرحية» اسم رئيس أكاديمية الفنون السابق ونقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، وهو ما يرجعه مدير المهرجان إلى «رغبتهم في الاحتفاء بما قدمه زكي للأكاديمية وللوسط الفني والمسرحي فنياً وإنسانياً، ودوره في تشجيع الشباب».
وتلفت أستاذة المسرح بالأكاديمية إلى أن الرهان الحقيقي في تميز عروض «الفضاءات غير التقليدية» على الأفكار المغايرة التي يقدمها الفنانون الشباب، عادّةً أن «وجود مهرجان لهذه العروض أمر سيكون له تأثير إيجابي على تشجيع زيادة هذا النوع من العروض المقدمة سنوياً».