تجربة جديدة يترقبها المسرح المصري بالتحضير لعرض موسيقي ضخم يتناول سيرة «كوكب الشرق» أم كلثوم، ويستعرض مسيرتها بأسلوب ميوزيكال يجمع بين الدراما والغناء والاستعراض.
وأعلن صُنّاع العرض المسرحي عن ملامح المشروع في مؤتمر صحافي، مساء (الثلاثاء) بأحد فنادق القاهرة، ومن المقرر أن يتم تنفيذه بشراكة إنتاجية بين عدة جهات، ووفق الخطة الزمنية الموضوعة للعمل، من المنتظر عرضه على خشبة المسرح بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو من تأليف وأشعار مدحت العدل، وإخراج أحمد فؤاد.
وقال العدل إن إنتاج هذا العمل يأتي احتفاءً بذكرى مرور خمسين عاماً على وفاة كوكب الشرق، التي تجاوزت حدود وطنها وأصبحت سفيرة للفن العربي في العالم أجمع، مشيراً إلى أن «المسرحية سيتم تقديمها بمستوى إنتاجي يليق بمكانة أم كلثوم، وسيتم توظيف أحدث التقنيات البصرية والصوتية لضمان تجربة فنية راقية تواكب مستوى العروض الموسيقية العالمية».
وسبق أن قدم العدل تجربة مشابهة في مسرحية «شابلن»، التي قدمت سيرة الفنان العالمي شارلي شابلن، وقام ببطولتها الفنان محمد فهيم، وعُرضت على مدار عدة مواسم ورفعت لافتة «كامل العدد» في غالبية عروضها، بينما يُنتظر أيضاً خلال العام الحالي عرض فيلم «الست»، الذي يتناول حياة «كوكب الشرق»، وهو العمل الذي تقوم ببطولته منى زكي، وكتبه أحمد مراد، ويُخرجه مروان حامد.
مخرج المسرحية أحمد فؤاد قال لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل على المشروع بدأ قبل أكثر من ثلاثة أشهر بشكل مكثف، مع عقد جلسات عمل تضمنت تفاهماً واضحاً بين صُنّاع العمل حول الرؤية الفنية التي سيُقدم من خلالها»، مشيراً إلى أن المسرحية ستكون مختلفة تماماً عن الأعمال السابقة التي تناولت حياة أم كلثوم، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية.
وأكد فؤاد أن «العرض يعتمد على تقديم السيرة الذاتية بأسلوب موسيقي درامي، ولن يكون مجرد إعادة تقديم لأغاني أم كلثوم، بل سيشمل أيضاً مشاهد غنائية ضمن الحوارات، مما يخلق تجربة متكاملة للجمهور».
وأشاد الناقد الفني المصري خالد محمود بالمشروع الفني، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يُمثل خطوة مميزة في التأريخ لمسيرة أم كلثوم للأجيال الجديدة، خصوصاً مع تقديمه بشكل يمزج بين الموسيقى والاستعراض والدراما».
ويرى محمود أن التحدي الأكبر الذي سيواجه صُنّاع العمل سيكون اختيار البطلة التي ستُجسد دور أم كلثوم، خصوصاً مع احتياجهم لفنانة تمتلك حضوراً قوياً وأداءً غنائياً مميزاً؛ حتى تتمكن من تقديم الدور بالشكل اللائق.
وهو الرأي الذي دعمه مخرج المسرحية، بتأكيده على أن «دور البطولة يتطلب قدرات تمثيلية استثنائية إلى جانب إمكانيات غنائية فائقة؛ مما يجعل عملية البحث تأخذ وقتاً أطول لضمان تقديم الشخصية بأفضل صورة ممكنة، وفي ظل صعوبة الاعتماد على تقديم الأغاني بطريقة (البلاي باك)، لكون الغناء جزءاً لا يتجزأ من السرد الدرامي».
ولفت إلى أن «المسرحية تسعى لتسليط الضوء على الجوانب المختلفة من حياة أم كلثوم، ليس فقط على الصعيد الفني، بل أيضاً من النواحي الاجتماعية والسياسية التي أثرت في مسيرتها»، الأمر الذي اعتبره «صعباً للغاية»، ويجعل فريق العرض يعمل بشكل مكثف لتقديمه في ساعتين فقط، وهي مدة العرض، نافياً اعتزامهم تجاهل أمور قد تكون مثيرة للجدل في حياتها، لكن ستكون المعالجة مرتبطة بالسياق الدرامي للأحداث.
ويستبعد خالد محمود إمكانية اعتراض الورثة، على غرار ما تشهده هذه النوعية من الأعمال، نظراً لحرص صُنّاع العمل على دعوة ورثة كوكب الشرق وجميع من يُتوقع ظهورهم بالعرض للمشاركة في المؤتمر الخاص بالإعلان عن المسرحية.