يحتفي مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة برائدَيْن من رواد العمل المسرحي السعودي أسهما في رسم ملامح البدايات الأولى للقطاع المسرحي، وشاركا في تأسيس الحركة المسرحية في المملكة وتطويرها. وتشهد النسخة المقبلة من المهرجان، الذي تُنظّمه «هيئة المسرح والفنون الأدائية» في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تكريم رائدَي المسرح السعودي إبراهيم الحمدان وعبد الرحمن المريخي؛ تقديراً لمسيرتهما الحافلة وإسهاماتهما البارزة في تطوّر هذا القطاع.
ويُعدّ المخرج والمؤلّف السعودي إبراهيم الحمدان أحد أبرز رواد المسرح في المملكة، من خلال كتابته عدداً من الأعمال المسرحية وإخراج مسلسلات تلفزيونية في بدايات الدراما السعودية. وينفرد بأسبقية كتابة أول مسرحية يعرضها التلفزيون السعودي، وهي مسرحية «طبيب بالمشعاب» التي أعدَّها عن مسرحية «طبيب رغم أنفه» لموليير، ومثَّلتها نخبة من رواد المسرح، من بينهم حمد الهذيل، وأحمد الهذيل، وعلي إبراهيم، ومحمد الطويان، ومحمد العلي، وأحمد السريع، وعبد الرحمن الخطيب، وغيرهم. وإلى جانب خبرته العملية المبكرة، عزَّز حصوله على دبلوم الإخراج التلفزيوني من الولايات المتحدة مهاراته الفنية.
ومن أبرز أعمال الحمدان تأليف مسلسل «فاعل خير» (1974)، ومسرحية «المهابيل» (1985)، وإخراج مسلسلَي «مقالب من الحياة» (1979) و«الضيف الغريب» (1976).
وإلى جانب الحمدان، يُكرّم المهرجان رائد مسرح الطفل، الممثل والكاتب المسرحي الراحل عبد الرحمن المريخي، الذي حمل رسالة المسرح إلى الطفل وأسهم في غرس القيم والتربية عبر أعمال بقيت حاضرة في الذاكرة. وقد كان مثالاً في التواضع والثقافة والحضور الإنساني، وجعل من المسرح درساً في التميُّز والإبداع.
بدأت رحلته من الأحساء مُعلّماً ومُخرجاً وشاعراً جمع بين الفنّ والتربية، وكان من المؤسّسين لفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، مُكرّساً جهده لصناعة مسرح هادف للأطفال. وقدَّم أعمالاً تحمل قيماً نبيلة، من بينها مسرحية «ليلة النافلة» الموجَّهة إلى الأطفال، ونال جوائز عدّة قبل أن يتوفى إثر مرض ألمَّ به عام 2005.
وتُنظّم «هيئة المسرح والفنون الأدائية» مهرجان الرياض للمسرح من 15 حتى 22 ديسمبر في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض، في خطوة انطلقت قبل 3 أعوام لتعزيز الحراك المسرحي ودعم الإنتاج المحلّي، وإبراز المواهب السعودية في مختلف مجالات الإبداع المسرحي. ويُعدّ المهرجان ركيزة أساسية لإثراء الحراك المسرحي المحلّي وتفعيله، وزيادة مستوى إقبال الجمهور على قطاع المسرح والفنون الأدائية، ويُجسّد التزام الهيئة برفع مستوى الإبداع المسرحي، وتحقيق حضور قوي على الساحتين الإقليمية والدولية.

