أطلقت السعودية مركزاً لتعزيز الجوانب المعرفية المرتبطة بالثقافة والفنون، وتوفير مسارات تعليمية للمواهب وللراغبين في تطوير مهاراتهم الإبداعية، من خلال منصة على الإنترنت تُقدِّم برامج تعليمية ودورات تدريبية ودروساً احترافية في مختلف القطاعات الثقافية.
ودشَّنت وزارة الثقافة، مركز التعلم الثقافي، ضمن جهودها لتنمية القطاع في البلاد وتطويره تحت مظلة «رؤية السعودية 2030»، وإتاحة الفرصة للمتطلعين لشحذ طاقاتهم الإبداعية، وشق طريقهم في رحلة التعلم المكونة من عوالم متنوعة، بدءاً من المتاحف والموسيقى وصولاً إلى فنون الطهي وعالم الأزياء، حتى الكتابة والفنون البصرية، والمسرح والفنون الأدائية.

منافذ جديدة للتعلم والإبداع
تستهدف الوزارة من خلال المركز التعليمي، تمكين وتشجيع قطاع التعليم الثقافي بما يعكس تنوع الثقافة السعودية وثراءها، ويسهم في بناء مستقبل واعد، يفتح للمتعلمين منافذ جديدة ومختلفة للإبداع وتنمية القدرات والتعبير الثقافي.
وقال حامد فايز، نائب وزير الثقافة، إن «المنصة تُسهم في نشر الثقافة والمعرفة بطرق مبتكرة وفعالة، وذلك ضمن جهود وزارة الثقافة الرامية إلى تمكين الباحثين من الوصول إلى المعرفة، وتنمية قدراتهم في مختلف النواحي الثقافية، بما يتماشى مع مستهدفات (رؤية 2030) في رحلتها نحو التحول الرقمي».
وبيَّن فايز، خلال حفل للتعريف بالمنصة في مؤتمر «ليب 25» الذي أُقيم في الرياض هذا الأسبوع، أن هذه المنصة «تمثل انطلاقةً واعدةً نحو تشكيل مستقبل التعلُّم الثقافي. ويبدأ ذلك من خلال تسهيل الوصول لمحتوى تعليمي رقمي يغطي مختلف الجوانب الثقافية، وهو ما يساعد على تمكين الأفراد من اكتساب مهارات جديدة ومعارف عميقة، وتتيح في الوقت نفسه لجميع الهيئات الثقافية نشرَ محتواها التعليمي للجمهور بكل يسر وسهولة».
وأضاف: «إننا نؤكد إيمان وزارة الثقافة الراسخ بأهمية التعليم ودوره في تطوير مهارات الأفراد بمختلف اهتماماتهم، وهو ما يجعلها تحث الخطى لابتكار كل ما من شأنه أن يسهم في توفير الجهد والوقت على أبناء هذا الوطن الغالي، وتمهيد الطريق لهم ليسهموا في نهضة ثقافية مستقبلية بوصفهم شركاء رئيسيين».

الأولوية للتعليم التفاعلي المرن
بين برامج تعليمية مجانية وأخرى مدفوعة، تركز منصة المركز على تلبية احتياجات المتعلمين المختلفة، مع إعطاء الأولوية للتعليم التفاعلي والمرن، مع التركيز على جودة المواد المُقدَّمة لتحقيق الفائدة، وتتوفر المنصة منذ إطلاقها على مكتبة معرفية واسعة، ودورات لتنمية المهارات والتدريب المعتمد، مع فرص واعدة لتشكيل مستقبل التعلم الثقافي.
وحسب قائمة أهداف المنصة الواردة على الصفحة الرسمية لها، فإنها تسعى إلى توفير بيئةٍ تعليمية إلكترونية متكاملة، وأن تكون منصةً موحدةً للتعلم الثقافي، ومختصةً بأساليب التعلم الثقافي، والمساهمة بشكلٍ كبيرٍ في تحقيق أهداف الوزارة، التعليمية والتدريبية بكفاءة عالية.
كما تسعى إلى توحيد وتوسيع نطاق موارد التعلم الثقافي، وجعلها متاحةً للباحثين عن المعرفة وتنمية القدرات في مختلف النواحي الثقافية في السعودية، ونشر المحتوى التعليمي لجميع الوكالات والهيئات التابعة للوزارة بيسر وسهولة، وقابلية مستمرة للتطور.