الفرد وريثُ الأحمال في بينالي الشارقة... والجمال المأساوي يجمع

الروابط العاطفية تُحقِّق اللمَّة من عمق هوّة يصعب تصوّرها

مَشاهد وأشكال من الذاكرة الثقافية والتقاليد الحيّة في كينيا (الشرق الأوسط)
مَشاهد وأشكال من الذاكرة الثقافية والتقاليد الحيّة في كينيا (الشرق الأوسط)
TT

الفرد وريثُ الأحمال في بينالي الشارقة... والجمال المأساوي يجمع

مَشاهد وأشكال من الذاكرة الثقافية والتقاليد الحيّة في كينيا (الشرق الأوسط)
مَشاهد وأشكال من الذاكرة الثقافية والتقاليد الحيّة في كينيا (الشرق الأوسط)

تتنوّع مساحات العرض بين قديم وحديث ومعاصر، فتمنح التجارب الفنّية المُشاركة في الدورة الـ16 من بينالي الشارقة أطراً وسياقات تُجمِّل المُشاهدة. بين المجموعة المُختارة، ثيمات آتية من الأقاصي؛ من عادات أخرى وثقافات مُتباعدة. طرقُ التعبير المُغايرة تعمِّق الفضول لفَهْمها وتأمُّل أدواتها، لغوصٍ أبعد في الإنسان وهواجسه وقراءته للعالم. بين أعمالٍ؛ نماذج أدناه، يُقدّمها فنانون يُذلّل الفنّ الشعور بتضاؤل القواسم المشتركة أو بأنهم «غرباء» عنا. تحضُر إشكاليات البقاء والفناء بشكلها الفرديّ المتعلّق بالكائن الحيّ، والأشمل المتعلّق بمصير الكوكب والبشرية، فيبلغ البينالي مقصده بتحقُّق اللمَّة الإنسانية حول ما يجمع.

ملامح مُرتبكة تتّشح بالغموض والصلابة معاً (الشرق الأوسط)

يبرُز بورتريه من ملامح مُرتبكة، تتّشح بالغموض والصلابة معاً، للفنانة والمصوِّرة النيوزيلندية فيونا باردينغتون، المُنتمية إلى أصول قبلية مختلطة وأخرى غير ماورية. فمشروعها «وطأة أشعة الشمس المُتهاوية»، يتناول وجوهاً في قوالب صنعها العالِم بفراسة الدماغ بيار ماري دوموتييه، خلال رحلة استكشافية (1837 - 1840) قادها المُستكشف الفرنسي دومون دورفيل إلى أوتياروا بنيوزيلندا. تصف باردينغتون هذه القوالب بأنها شكل من أشكال فنّ البورتريه السابق للفوتوغراف، مُستلهمةً مفهوم «آهوا» الماوري الجامع بين المظهر الخارجي والشخصية الداخلية. أعمالٌ فنّية تعكس الاعتقاد الماوري العميق بأنّ الفرد يحمل إرث أجداده أينما ذهب.

عمل «شعب المدّ المقدّس» عماده النار (الشرق الأوسط)

ويستعيد خورخي غونزاليس سانتوس معارف الأسلاف المتجذِّرة بالثقافة المادية وأنظمة القيم والبيئات الطبيعية لشعب التاينو الأصلي في أرخبيل بورتوريكو، اعتماداً على تعليمه الذاتي وتتلمذه على حرفيين. فعمل «شعب المدّ المقدّس»، يُشكّل تفاعلات ومنهجيات تعاونية عمادها النار. فهي سبيل استدامة هذا الفضاء؛ واستخدامها في إشعال موقد يحيل على شمعة تشاركية وإنتاج أوانٍ خزفية. يصنع غونزاليس سانتوس أشكالاً تتخطّى الأشكال البشرية إلى المقدّسة ربما، عبر حرق الطين المحلّي في فرن مكشوف خلال كسوف الشمس، ويستكشف تقنيات النسّاجين المهرة في تقليد بوركوا سول-لاس، مُتّخذاً دعامة مركزية مصنوعة من حُصر منسوجة وسرير من الأشواك الخزفية؛ مما يعكس أساليب الصمود والبقاء في المناطق المائية الخصبة أو الصحراء. يخلق هذا المشروع تضاريس تجمع بين دورات الطبيعة والطقوس واستعادة التقاليد الأصلية.

إعادة تشكيل الصور النمطية والثقافات الفردية (الشرق الأوسط)

ثمة نيات راسخة تنسج خيوط ذاكرة الأرض؛ فتنبع من أعماق التربة حيث نقف فسحات الشوق والتعلُّم والرعاية. ومع تعاقُب الزمن، يتردّد صدى الأصوات، مُستدعياً أسراراً عظيمة تُشكّل هويتنا، لتتحوّل قوّة هادفة وجليّة.

نجدنا نصغي إلى أصوات مهيبة، وربما مثيرة للاضطراب، لكنها تحمل في طيّاتها طمأنينة تُعيد الثقة، تماماً مثل النهر وهو يستعيد مجراه العادل. ما مصير تلك اللحظات المعلَّقة التي تبثّ الطمأنينة وتُخفّف وطأة القلق؟ نؤمن بأنها ستغذّي العلاقات المُتبادلة في التعليم الجماعي وروح الرعاية المشتركة. فالاعتراف بالروابط العاطفية يُمثّل حاضراً مُشرقاً في أوقات توحي بوجود هوّة لا يمكن تصوّرها.

وفي عمله «هدف»، المصنوع من البلاستيك والفولاذ المطليّ بالبودرة، مع شَعر صناعي ولوحة خلفية وطوق كرة سلة، يتبع الفنان هيو هايدن نهجاً كيميائياً وتخريبياً يمزج بين التاريخ الاجتماعي والعالم الطبيعي. ومن خلال أساليب تجسيدية ساخرة وعاطفية، يُعيد تشكيل الصور النمطية والثقافات الفردية، داعياً المشاهدين إلى استكشاف أعماله بكونها مواقع للفرح والمقاومة والحميمية وإحياء الذكرى.

وتستوقف الممارسة الفنّية لليو تشوانغ التي تجمع بين الأفلام والأعمال التركيبية والنحتية الجاهزة، المتغيرات السريعة التي شكّلت المجتمع العالمي، مع التركيز على الصين المعاصرة. ففيلمه «بحيرة الليثيوم وجزيرة بوليفوني 2»، يعرضُ الأرض من منظور أنثروبولوجي فضائي يأخذ هيئة الإنسان «سوفون»؛ وهو الكمبيوتر الخارق في ثلاثية الخيال العلمي «مسألة الأجسام الثلاثة» للكاتب ليو تسي شين؛ حيث يتساءل الراوي: «الصمت يسود الأرض، فلماذا يغنّي البشر؟». يؤرّخ الفيلم التاريخ المتشابك للغناء البوليفوني واستخراج المعادن، والتطوّرات التكنولوجية، متنقّلاً بين القارات والعصور.

الإبداع الفنّي ليس مجرّد إنتاج للأشياء وإنما جزء من طقس (الشرق الأوسط)

بانتمائها إلى عائلة نبيلة بارزة من مجتمع باريدريان ضمن شعب بايوان في جنوب تايوان، طوَّرت الفنانة ألوائي كاوماكان مبادرات لتنظيم أنشطة جماعية بعد تعرُّض قريتها لأضرار هائلة جرّاء إعصار. فمن خلال ورشات النسيج، أعادت ربط النساء النازحات بمجتمعها، ليعكس التماهي بالتراث ممارساتها التي تقترح أنّ الإبداع الفنّي ليس مجرّد إنتاج للأشياء، وإنما جزء من طقس، ووسيلة للتواصل مع الأجداد. عملها «كروم في الجبل» يلتقط روح التعاضد بُعيد الدمار والفقدان، مُجسَّدةً بالنسيج المجدول بأشكال تجريدية وخيوط زاهية تُشرق بالألوان.

منحوتات ترمز إلى التعافي والإصلاح (الشرق الأوسط)

منحوتات تحمل علامات الزمن العميق (الشرق الأوسط)

وتتمحور ممارسة الفنان موريس فويت حول مَشاهد وأشكال من الذاكرة الثقافية والتقاليد الحيّة في كينيا. ببحثه عن الأصوات والأشكال الناشئة من الخشب المحلّي، ترمز منحوتاته إلى التعافي والإصلاح، وتحمل علامات الزمن العميق في خطوط الطبيعة وأطوارها وألوانها وكثافتها، على نحو من التواصل مع النُّظم البيئية المتعدّدة التي تسكن سطح الخشب. تظهر لحظات الاحتفاء والروابط بين الأجيال عبر سلسلة منحوتات نفَّذ كلاً منها باستخدام جذع شجرة وحيد، في حين تُبيّن أعمالٌ أخرى له، المخلوقات بوصفها شخصيات مُركَّبة مُستمَّدة من الرموز والتجارب الجماعية للشعوب الأصلية، لتندمج دورتا التحلُّل والولادة، بصَمْتها حيناً وغنائها أحياناً أخرى.

عمل يقف شاهداً على التأثيرات المروّعة للتاريخ النووي الأسترالي (الشرق الأوسط)

وبتطبيقها حرارة مرتفعة ونفخات مكثَّفة على الصوّان أو الرمل، نفَّذت الفنانة يوني سكارس المتحدّرة من الشعوب الأسترالية الأصلية، عملها التركيبي «عملية بوفالو» الذي يقف شاهداً على التأثيرات المروّعة للتاريخ النووي الأسترالي. مُتميّزاً بجماله ومأساويته في آن، يُحيي العمل ذكرى السلسلة الأولى من التجارب النووية التي أُجريت في صحراء مارالينغا بجنوب أستراليا عام 1956، فتستخدم سكارس جاذبية العناصر المادية للزجاج لتأكيد الظلم والدمار اللذَيْن لحقا بالأرض والبشر. يتّسم التركيب بالقوة والعزم والطابع السياسي، ولا يسعى إلى استحضار هذا التاريخ الرهيب والتجربة المريرة فحسب، وإنما يحتفي أيضاً ببقاء عائلة الفنانة وصمودها، بعد تعرّضها للتهاطل الإشعاعي جرّاء التجارب، مما خلَّف أمراضاً وعجَّل حلول الموت المبكر.


مقالات ذات صلة

«مجمع الملك سلمان العالمي» يحتفي باليوم العالمي للغة العربية

يوميات الشرق مجمع الملك سلمان العالمي يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بحضور نخبة من ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الثقافية والعلمية (واس)

«مجمع الملك سلمان العالمي» يحتفي باليوم العالمي للغة العربية

نظّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الأربعاء، بالتعاون مع منظمة «التعاون الإسلامي» للعام الرابع على التوالي، احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)

السعودية تطلق منصة عالمية للخط العربي من المدينة المنورة

شرع «مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي» في منطقة المدينة المنورة (غرب السعودية) أبوابه لكل المهتمين بالخط العربي من جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

أثار انتقاد صريح وجَّهه خباز بريطاني للخبز المكسيكي موجة واسعة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهت باعتذار علني.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
ثقافة وفنون الفائزون بجائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في صورة جماعية مع راعي الحفل (العمانية)

جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تسلّم جوائزها للفائزين وتطلق دورة عمانية

أعلنت جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، عن إطلاق الدورة الثالثة عشرة للجائزة، المخصصة للعمانيين فقط.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».