يخط توقيعاته المثيرة للجدل... ما القلم الذي يستخدمه ترمب؟

يوقع ترمب قراراته بحبر أسود غليظ (رويترز)
يوقع ترمب قراراته بحبر أسود غليظ (رويترز)
TT

يخط توقيعاته المثيرة للجدل... ما القلم الذي يستخدمه ترمب؟

يوقع ترمب قراراته بحبر أسود غليظ (رويترز)
يوقع ترمب قراراته بحبر أسود غليظ (رويترز)

بقلم مدبب خطه أسود ومصقول أيضاً باللون الأسود، يجلس الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى مكتبه البيضاوي ممسكاً بقلمه الفاخر لتوقيع قرارات مثيرة للجدل.

بعد نحو 3 أسابيع من توليه منصبه، أصدر الرئيس الأميركي أوامر تنفيذية مثيرة للجدل؛ منها إلغاء الدعم الفيدرالي للإجراءات الطبية المتعلقة بتغيير الجنس لمن هم دون 19 عاماً، وتغيير هيكل الجيش الأميركي، وتعزيز سياسات الهجرة، وإيقاف مساعدات مخصصة لقطاع غزة، بالإضافة إلى تحفيز الموظفين الفيدراليين على الاستقالة.

إلا إن المشاهدين لاحظوا شيئاً: ترمب يستخدم قلماً أسود حادّاً من نوع «شاربي (sharpie)» لتوقيع الأوامر.

ترمب يوقع أوامر تنفيذية (رويترز)

ما الذي يجعل هذه الأقلام مميزة إلى هذا الحد؟ وما الذي نعرفه عن الأقلام التي يستخدمها ترمب للتوقيع؟

تُظهر لقطات فيديو وصور من المكتب البيضاوي ترمب وهو يمسك بالأقلام ويترك التوقيعات بحبر أسود غليظ. في إحدى الصور، يحمل وثيقة تُظهر الخطوط العريضة على سطر التوقيع.

تظهر الخطوط السميكة على كل شيء؛ بدءاً من الأوامر التنفيذية، إلى مسودات الخطابات، وحتى خرائط الأعاصير.

خلال موكب التنصيب في واشنطن العاصمة، ألقى ترمب أقلام «شاربي» للحشود.

الناس يلتقطون صوراً شخصية مع أقلام ترمب

بعد وقت وجيز من أداء اليمين الدستورية رئيساً سابعاً وأربعين للولايات المتحدة، ألقى دونالد ترمب الأقلام التي استخدمها لتوقيع أوامره التنفيذية الأولى على الحشود في «الكابيتول».

وأثارت هذه المبادرة غير العادية جنوناً في التقاط الصور، فقد هرع الناس لالتقاط الأقلام، على أمل الاحتفاظ بها تذكارات من اليوم التاريخي.

انتشر مقطع فيديو لترمب على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يرمي بالأقلام. وتعالت الهتافات عندما ألقى ترمب القلم الأول. ومع كل رمية، ارتفعت هتافات الحشود من مختلف أقسام الباحة.

وفي مرحلة ما، شوهد مسؤولون أمنيون يحثون الناس على الهدوء. وفي الوقت نفسه، بدأ كثير ممن تمكنوا من التقاط الأقلام على الفور التقاط صور شخصية معها أو تصويرها.

توقيع على جدار حدودي بـ«شاربي»

في سبتمبر (أيلول) 2019، زار ترمب موقع بناء جدار حدودي في أوتاي ميسا، وهو حي بمقاطعة سان دييغو بكاليفورنيا، وقال لوسائل الإعلام، في إشارة إلى تصميمه الممتص للحرارة حينها: «يمكنك قلي بيضة على هذا الجدار». ومن غير المستغرب أن يستخدم ترمب قلم «شاربي» على الجدار، ووقّع على أحد الأعمدة: «هناك كثير من الأعمدة. هذا ضمن كثير من الأعمدة».

قلم «شاربي» المصنوع خصيصاً لترمب (رويترز)

«شاربي» الخاص بالرئيس

لا يخفى حب ترمب لأقلام «شاربي»، فمنذ مدة ولايته الأولى استخدم هذه الأقلام لتوقيع المستندات الرسمية وتدوين الملاحظات، بل طلب من شركة القرطاسية تصميم قلم مخصص منقوش عليه توقيعه باللون الذهبي، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وفي سلسلة تلفزيونية من 4 أجزاء على قناة «إتش بي أو» نُفذت بالشراكة مع «أكسيوس» عام 2018، أشار ترمب إلى أنه لا يحب استخدام الأقلام التقليدية التي يستخدمها الرؤساء.

علاقة ترمب بقلمه تعود إلى ما قبل الرئاسة (رويترز)

وقال ترمب في الفيلم الوثائقي: «كنت أوقع المستندات بقلم باهظ الثمن، ولم يكن يكتب جيداً. كان قلماً فظيعاً، وكان باهظ الثمن للغاية. ثم بدأت استخدام قلم (شاربي) فقط، وقلت لنفسي، حسناً، هذا القلم يكتب بشكل أفضل بكثير ولا يكلف شيئاً تقريباً».

وقال: «اتصلت بعد ذلك بالمسؤولين في (شاربي) وقلت لهم: (اصنعوا لي معروفاً، هل يمكنكم صنع القلم باللون الأسود؟ اجعلوه يبدو باهظ الثمن».

ترمب يوقع أوامر تنفيذية (رويترز)

علاقة قبل الرئاسة

ومع ذلك، فلم تبدأ علاقة ترمب بـ«شاربي» عندما دخل البيت الأبيض، لقد سبقت رئاسته، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، التي ذكرت أن ترمب استخدم القلم بانتظام لـ«للتوقيعات، وكتابة الملاحظات، ووضع علامات على المقالات والأخبار المطبوعة».


مقالات ذات صلة

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

الولايات المتحدة​ ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

يتوجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، غداً الأحد، ويلتقي الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا خلال اليوم التالي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية هذا الأسبوع (رويترز)

ترمب يدعو إلى «فضح» الديمقراطيين المتورطين في قضية إبستين

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الجمعة) وزارة العدل إلى «فضح» الديمقراطيين الذين تعاونوا مع جيفري إبستين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خامنئي خلال مراسم حداد على قادة عسكريين وعلماء قُتلوا في حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل 29 يوليو 2025 (رويترز)

خامنئي: المواجهة مع واشنطن صراع على النظام الدولي

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن ما وصفه بـ«الهجوم الأميركي وامتداده المشين في المنطقة قد مُني بالفشل»، عادّاً أن ذلك جاء «بفضل شجاعة الشباب الإيراني».

«الشرق الأوسط» (طهران)
خاص الرئيس دونالد ترمب متحدثاً في تجمع حاشد في مركز روكي ماونت (كارولينا الشمالية) يوم 19 ديسمبر عن خططه لخفض تكلفة السلع الأساسية (أ.ف.ب) play-circle

خاص أوروبا تائهة بين السعي للاستقلالية والحاجة إلى مظلة أميركية

انتقادات الرئيس ترمب لأوروبا وتلميحاته بالتراجع عن حمايتها تثير قلق الأوروبيين وتدفعهم لرفع ميزانياتهم العسكرية وتعزيز شراكاتهم في الصناعات الدفاعية.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)

خاص نتنياهو يمضي رأس السنة في أميركا... متجنباً إغضاب ترمب

يلتقي الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الـ5 منذ بدء ولايته الثانية، علماً بأن ترمب هو خامس الرؤساء الأميركيين ممن يلتقون نتنياهو.

علي بردى (واشنطن)

محمد نزار: «غرق» يطرح أسئلةً صعبةً عن الحب والإنكار العائلي

محمد نزار (مهرجان البحر الأحمر)
محمد نزار (مهرجان البحر الأحمر)
TT

محمد نزار: «غرق» يطرح أسئلةً صعبةً عن الحب والإنكار العائلي

محمد نزار (مهرجان البحر الأحمر)
محمد نزار (مهرجان البحر الأحمر)

في فيلم «غرق»، يقدّم الممثل الأردني محمد نزار أداءً مركباً في أولى تجاربه بالبطولة المطلقة، مجسداً شخصية «باسل»، المراهق العبقري المنعزل اجتماعياً، في عمل سينمائي يقترب بحساسية من موضوع الصحة النفسية داخل الأسرة العربية. الفيلم الذي أخرجته زين دريعي بأولى تجاربها الروائية الطويلة وحصد جائزة «التانيت البرونزي» ضمن مهرجان قرطاج السينمائي في دورته المنقضية الـ36 لا ينشغل بتشخيص المرض بقدر انشغاله بتفكيك علاقة أم بابنها؛ تلك الرابطة المشدودة بين حب غير مشروط وخوف عميق وإنكار يتراكم بصمت.

يقول محمد نزار لـ«الشرق الأوسط»، إن مشروع «غرق» بدأ عام 2020، عندما تلقى رسالةً عبر «فيسبوك» من المخرجة زين دريعي تطلب لقاءه لأنها تعمل على سيناريو جديد، تم اللقاء على فنجان قهوة، وبعده مباشرة أبلغته باختياره للدور، لكن الطريق لم يكن قصيراً، إذ استغرق التحضير سنوات قبل أن يرى الفيلم النور، فقراءة السيناريو النهائي تمت عام 2023، ومعها انطلق العمل الجاد الذي امتد بين عامي 2023 و2024 حتى انتهاء التصوير.

عرض الفيلم للمرة الأولى عربياً في مهرجان البحر الأحمر (الشركة المنتجة)

يشير نزار إلى أن شخصية «باسل» تقوم على شاب مراهق يمر بتحولات نفسية وسلوكية قد تبدو غامضة أو مقلقة لمن حوله، لكن جوهر الفيلم لا يكمن في غرابة التصرفات بقدر ما يكمن في العلاقة التي تجمعه بأمه، مشيراً إلى أن الفيلم، في المقام الأول، يتناول هذه العلاقة المعقدة، والرحلة النفسية الداخلية التي يخوضها الطرفان، حيث يحاول كل منهما الإمساك بالآخر في لحظة هشاشة مشتركة، لذا يمكن اعتبار أن «غرق» يفتح نافذة نادرة في السينما العربية على قضايا الصحة النفسية بعيداً عن التنميط أو الأحكام السريعة.

وأشار إلى أن الفيلم يقترب من موضوعات لم تحظَ باهتمام كافٍ في السينما العربية، إذ تبدأ الأحداث بحادث يقع في المدرسة، يدفع باسل إلى الانسحاب ورفض الذهاب إلى الدراسة، ثم التمسك بالبقاء في المنزل. من هناك، تتدهور حالته النفسية تدريجياً، دون علامات واضحة تمكّن العائلة من التدخل المبكر، مما يجعل الأزمة تتفاقم حتى تصل إلى نقطة الانفجار. هذا الغموض، حسب نزار، هو أحد مفاتيح الفيلم الأساسية، لأنه يعكس واقع كثير من العائلات التي تعجز عن فهم ما يجري داخل أبنائها.

وأكد أن التحضير الطويل كان ضرورياً نظراً لتعقيد الشخصية وحساسيتها، لافتاً إلى أن تجسيد أدوار مرتبطة بالاضطرابات النفسية ينطوي على خطر المبالغة. لذلك حرص على تقديم أداء متزن وطبيعي، يقرّب الشخصية من المتفرج بوصفها إنساناً قبل أن تكون حالة، فكان هدفه أن يمنح شخصية «باسل» ملامح إنسانية قابلة للتصديق، وأن يقدمه كبني آدم يحمل تناقضاته وضعفه، لا مجرد تمثيل لمرض.

وتحدث عن بروفات مكثفة سبقت التصوير، شملت قراءة السيناريو والعمل عليه، إضافة إلى استخدام ما يُعرف بالإيماءات النفسية، حيث جرى تفكيك كل مشهد وتحديد الحالة الداخلية والحركة الجسدية المناسبة له، موضحاً أن «العمل انصبّ كثيراً على الجسد والصوت، والذهاب إلى مساحات أدائية واسعة خلال التحضير، ثم تقليص هذه المساحات أثناء التصوير للوصول إلى النقطة الأدق والأصدق للشخصية»، على حد تعبيره.

استغرق عمل نزار على الشخصية نحو 4 سنوات (الشركة المنتجة)

وعن أكثر المشاهد التي شغلته قبل التصوير، أشار إلى وجود أكثر من مشهد معقد، لكنه توقف عند مشهد جسدي يتضمن عنفاً واشتباكاً مباشراً مع شخصية أخرى، مؤكداً أن «هذا المشهد كان مصدر قلق كبير في مرحلة التحضير، إلا أنه أثناء التصوير اتضح أن التعامل معه تقني بالدرجة الأولى، ليصبح في النهاية من أسهل مشاهد الفيلم»، حسب قوله.

وعن ظروف التصوير، أوضح أن مدة التصوير بلغت 22 يوماً اتسمت بالكثافة والضغط، رغم الاستعداد الطويل الذي سبقها، دخل موقع التصوير وهو ملمّ بكل تفاصيل القصة والشخصية، لكن التحديات لم تغب، خصوصاً مع محدودية الوقت، مشيراً إلى تعرضه لإصابة قوية خلال اليوم التاسع من التصوير، حيث تمزق الرباط الصليبي في ركبته، ورغم ذلك واصل العمل حتى نهاية التصوير، لأن التوقف لم يكن خياراً، لكون المشروع قريباً من قلبه بعد سنوات من التحضير والانتظار.

وتطرق نزار إلى استقبال الفيلم في مهرجان «تورنتو» ثم «البحر الأحمر السينمائي»، معرباً عن سعادته بردود الفعل الإيجابية التي حظي بها، ومؤكداً أن وقع العرض أمام جمهور عربي في جدة يظل مختلفاً، لأن الفيلم في جوهره عمل عربي يتناول قضايا حاضرة بقوة في مجتمعات الشرق الأوسط، لكنها غالباً ما تبقى مسكوتاً عنها أو مؤجلة.

وعن تجربة البطولة، رأى نزار أنها «كانت خطوة مهمة حملت قدراً كبيراً من المسؤولية، خصوصاً أن معظم أدواري السابقة كانت مساندة أو بطولات في أفلام قصيرة، فهذه التجربة دفعتني إلى مزيد من الالتزام والانضباط، لكنها لم تغيّر نظرتي الأساسية للتمثيل»، إذ يؤكد أن ما يشغله أولاً هو جودة الشخصية والسيناريو، لا حجم الدور أو مسماه.

وأكد أن هذه التجربة قد تؤثر على اختياراته المستقبلية، لكنه في الأساس ملتزم بمبدأ واضح يتمثل في عدم المشاركة في أي مشروع دون تحضير جاد، مشيراً إلى انشغاله بالتحضير لمشروعين سينمائيين جديدين، أحدهما سيُصوَّر في الأردن، والآخر بين كرواتيا وإسطنبول والأردن.


«هي»... وثائقي مصري يستدعي سيرة «امرأة ملهمة»

لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
TT

«هي»... وثائقي مصري يستدعي سيرة «امرأة ملهمة»

لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)

لم يكن العرض الخاص للفيلم الوثائقي «هي» مثل كل العروض السينمائية المعتادة؛ إذ كان عرضاً استثنائياً لحضور بطلته الحقيقية ووالدتها وصديقاتها وكثير من شهود رحلتها. كما شهده نجوم وصناع أفلام، من بينهم الفنانة إلهام شاهين، والمخرج محمد ياسين، والمنتج هشام سليمان، والموسيقار راجح داود الذي وضع الموسيقى التصويرية. والفيلم كتبه وأخرجه عاطف شكري وأنتجه «المركز القومي للسينما».

يتتبع الفيلم الذي عُرض، الخميس، في دار الأوبرا المصرية رحلة امرأة مُلهمة، تحدّت كل الظروف القاسية، لتحقق نجاحاً في حياتها من فوق كرسي متحرك حتى وصلت إلى رئاسة المركز القومي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يُعنى بشؤون المعاقين.

يبدأ الفيلم الوثائقي بصور من طفولة بطلته إيمان كريم التي وُلدت في عائلة ميسورة، وحظيت بتدليل والديها وبإعجاب مدرسيها في المدرسة الألمانية التي التحقت بها. تتحدث والدتها في الفيلم قائلة إن إيمان تعرضت لحادث وهي بعمر 13 عاماً خلال رحلة عائلية، حين قفزت للسباحة في البحر قفزة قوية فقدت بعدها قدرتها على الحركة، لتخضع لرحلة علاج طويلة بين القاهرة ولندن أكد بعدها الأطباء إصابتها بعجز كلي.

د. إيمان كريم بطلة الفيلم وصاحبة السيرة (المركز القومي للسينما)

وتروي إيمان أنها ظلت 10 أشهر لا ترى من الحياة سوى سقف الغرف فقط، وحين أخبرها الطبيب البريطاني أنها ستقضي فترة تأهيل في أحد المراكز الطبية لتجلس على كرسي متحرك كانت فرحتها كبيرة، بعدما بقيت طويلاً أسيرة سرير المرض.

وعادت إيمان إلى مدرستها لتواصل حياتها ودراستها من على كرسي متحرك، وكلها إصرار على تحدي كل الصعاب، وحققت تفوقاً في المرحلة الثانوية، لتلتحق بالجامعة وتدرس بكلية الآداب، ثم تحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب الألماني، لتصبح أستاذة جامعية، وتمارس نشاطاً لخدمة المجتمع في المدارس ودور الأيتام.

ولعل قصة الحب التي جمعتها بزوجها العميد يسري عبد العزيز كانت أكثر ما أثارت الإعجاب في الفيلم، وهو ضابط بحري تعرض لحادث خلال حرب أكتوبر وأُصيب بشلل نصفي أقعده عن الحركة. ولفت نظرها بشخصيته الآسرة ونشاطه الكبير وثقته بنفسه ومساعدته للآخرين بصفته أحد أبطال الرياضة البارالمبية للمعاقين، وعاشا معاً حياة سعيدة استمرت 20 عاماً حتى وفاته.

وتضمن الفيلم شهادات لصديقات إيمان ومدرساتها وشهادات لمعاقين أسهمت في إخراجهم من حالة اليأس، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي ويحققوا نجاحات مماثلة. وتحدث الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، مؤكداً أن إيمان من النماذج التي بنت نفسها، متمنياً أن يستمد منها الشباب الإلهام ليواصلوا رحلتهم بنجاح.

وخلال ندوة أُقيمت بعد عرض الفيلم قال الموسيقار راجح داود، إنه وافق على تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم بحماس كبير، وهذا يرجع إلى حضوره حفلاً لأوركسترا النور والأمل للكفيفات منذ 30 عاماً في فيينا معقل الموسيقى، وفوجئ بالتفوق الكبير للعازفات اللاتي حققن نجاحاً غير مسبوق، تحدثت عنه الصحافة النمساوية، وأنه أراد أن يخرج الطاقة الكبيرة التي عاشها منذ 30 عاماً في هذا الفيلم الذي يقدم إلينا بطلة غير عادية.

جانب من الندوة عن فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)

وقالت الفنانة إلهام شاهين إنها تتمنى أن تؤدي شخصية الدكتورة إيمان في فيلم روائي لأنها شخصية ملهمة، فهي تتمتع بقدرات أفضل من الكثيرين، وبدلاً من أن تحتاج إلى من يساعدها أصبحت هي من تساعد الناس وتعلم أجيالاً بتدريسها في الجامعة وتترشح عضوة لمجلس إدارة نادي الصيد، لترعى كل أصحاب القدرات الخاصة. وأكدت إلهام شاهين ضرورة أن يصل الفيلم إلى كل الجمهور.

وذكر المخرج محمد ياسين أن بطلة الفيلم غيّرت مفاهيم البطولة بما لديها من إيمان قوي بقدرتها على تحدي الإعاقة، مشيداً بشغف المخرج بهذا العمل على مدى 3 سنوات، ليقدم إلينا فيلماً تسجيلياً شديد العذوبة والإنسانية.

وأكد المخرج عاطف شكري أنه تعرف إلى بطلة الفيلم مع توليها رئاسة المركز القومي للمعاقين، ولفتت نظره بنشاطها الكبير في عملها رغم الإعاقة، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه حينما علم برحلتها عرض عليها تصوير فيلم تسجيلي عنها، لكنه وجد صعوبة في إقناعها؛ إذ قالت له إنها لا تجد نفسها بطلة وإنها امرأة عادية، فاستمر في محاولات إقناعها حتى وافقت، وأوضح أنه صوّر نحو 8 ساعات اختزلها في المونتاج إلى 52 دقيقة هي مدة الفيلم، وأن الجهد الأكبر كان خلال مرحلة المونتاج، مؤكداً أنه واجه صعوبات كبيرة نظراً إلى ضعف ميزانية الفيلم.

بينما رأى الناقد أحمد سعد الدين أن «بطلة الفيلم تُعد نموذجاً يُحتذى به»، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها «تعطي أملاً وتمنح طاقة إيجابية للآخرين، وتجعلنا مجتمعاً نغيّر من نظرة التعاطف للمعاقين، وأن نتعامل معهم بوصفهم أصحاب قدرات خاصة». ولفت سعد الدين إلى تميز عناصر الفيلم الفنية تصويراً وإخراجاً وموسيقى عكست مشاعر البطلة.


7 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 2026

التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
TT

7 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 2026

التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)

مع اقترابنا من عام 2026، لا تزال وتيرة التغيير التي اعتدنا عليها خلال السنوات القليلة الماضية مستمرة دون أي مؤشرات على التباطؤ بينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع. ويبدو أن حالة عدم اليقين هي الثابت الوحيد، ويبقى التساؤل مطروحاً دائماً: كيف يمكننا التعامل مع هذا المشهد المتغيّر مع الحفاظ على ثباتنا، وهدفنا، وسلامتنا النفسية؟

يقول فيصل حق، خبير في مجال التحول والابتكار، في مقال تحليلي على موقع «سيكولوجي توداي»، إنه من المهم تنمية ممارسات محددة تحمي إنسانيتك، وتُصقل تفكيرك، وتساعدك على البقاء حاضراً في اللحظة حتى مع تسارع وتيرة العالم من حولك، مشدداً على أن هناك سبعة حيل نفسية يمكنك القيام بها الآن للاستعداد لما هو قادم.

1-عزز شجاعتك:

الشجاعة ليست صفة فطرية، بل قدرة تُنمّى بالممارسة. وكما أن رفع الأثقال يُقوّي الجسم، فإن اتخاذ خطوات صغيرة شجاعة يُنمّي شجاعتك.

2-امنح أفكارك وقتاً لتنضج:

يحتاج دماغنا إلى وقتٍ لتكوين روابط غير متوقعة وتطوير فهم حقيقي، وهذا لا يحدث إلا عندما نمنح عقولنا مساحة للتأمل. خصّص وقتاً للمشي أو أي أنشطة أخرى تُبقي عقلك صافياً، تدرب على قول: «ما زلتُ أفكر في ذلك» عندما يسألك أحدهم عن رأيك في أمرٍ مهم.

3-ركز على مهمة واحدة:

عندما نُسرع بإنجاز كل شيء في وقت واحد، نفقد اتصالنا بأنفسنا. اختر مهمة واحدة وركّز عليها تركيزاً كاملاً.

4-استغل تناقضاتك كمصدر إلهام:

أكثر المفكرين أصالةً ليسوا أولئك الذين تخلّصوا من تناقضاتهم، بل أولئك الذين تعلّموا كيف يتعايشون معها. فالمبدعون يمتلكون جوانب متعددة؛ متواضعون وواثقون، مرحون ومنضبطون، انطوائيون ومتعاونون.

مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأصوات والوجوه وأنماط السلوك، يظهر شكل جديد من سرقة الهوية (رويترز)

5-احمِ هويتك الرقمية:

مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأصوات والوجوه وأنماط السلوك، يظهر شكل جديد من سرقة الهوية، وعندما تتصرف نسخة رقمية منك بشكل مستقل؛ فإنها تهدد إحساسك بذاتك وحريتك. كن حذراً فيما تشاركه عبر الإنترنت. افهم حقوقك ودافع عنها.

6 - أعد اكتشاف أهمية عملك:

عندما نعيد اكتشاف غايتنا - أي عندما ندرك أهمية ما نقوم به - يتغير كل شيء. عندها تتحسن صحتنا، وتزداد قدرتنا على التحمل، ونستعيد فخرنا بما نقدمه. استكشف علاقتك الشخصية بالعمل، وتعرف على ما يحفزك حقاً.

7 - اجعل التفاؤل عادة يومية:

التفاؤل هو ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسُّك بالأمل. ابدأ كل يوم بممارسة واحدة تُرسّخ ثباتك، مهما كانت بسيطة، اربط أفعالك اليومية بهدف أسمى.

وفي الأخير، يرى حقي أن هذه الممارسات السبع تقدِّم ما هو مطلوب تماماً. لن تقضي على التحديات المقبلة، لكنها ستساعدك على مواجهتها بحضورٍ أكبر ونفسٍ سليمة.