الموافقة على أول حبة دواء «غير أفيونية» لتسكين الألم

حاز الدواء الجديد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)
حاز الدواء الجديد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)
TT
20

الموافقة على أول حبة دواء «غير أفيونية» لتسكين الألم

حاز الدواء الجديد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)
حاز الدواء الجديد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إجازة دواء «جورنافكس (Journavx)»، وهو مسكن جديد للألم الحاد لا يعرّض متناوليه لمخاطر الإدمان أو الجرعة الزائدة المرتبطة بأدوية أخرى متاحة في الصيدليات.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، الجمعة، أن الحبة الجديدة، التي طوّرتها شركة «فيرتكس للأدوية (Vertex Pharmaceuticals)»، مخصصة لتسكين الآلام قصيرة المدى بعد إجراء جراحة أو الإصابة بجرح.

في حين أنها توفّر بديلاً طال انتظاره للمواد الأفيونية ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل «الإيبوبروفين»، وتشير الأبحاث إلى أن فاعليتها لا تزال متواضعة، مقارنة بالمواد الأفيونية.

وعلى عكس المواد الأفيونية، التي ترتبط بمستقبلات الدماغ لتقليل الألم ولكنها غالباً ما تؤدي إلى الاعتماد على تناول جرعة الدواء وقد تقود إلى إدمانه، يعمل «جورنافكس» بشكل مختلف. إذ يحجب الدواء بروتينات معينة تؤدي إلى إطلاق إشارات الألم قبل وصولها إلى الدماغ.

وقد تضمّنت الاختبارات التي أُجريت على الدواء الجديد بعض الآثار الجانبية المبلغ عنها كالغثيان والإمساك والحكة والطفح الجلدي والصداع، ولكن لا يوجد خطر الإدمان.

«في محاولة لتطوير أدوية لا تحمل مخاطر الإدمان التي تحملها أدوية الأفيون، فإن العامل الرئيسي هو منع إشارات الألم قبل وصولها إلى الدماغ»، كما قال الدكتور ديفيد ألتشولر، نائب الرئيس التنفيذي والمسؤول العلمي في شركة فيرتكس، لوكالة «أسوشييتد برس» في وقت سابق.

وأظهرت الدراسات التي أُجريت على أكثر من 870 مريضاً تناولوا «جورنافكس» بعد جراحات أُجريت على القدم وفي البطن، أن الدواء يوفر راحة أكبر من الدواء الوهمي، ولكنه لم يكن أكثر فاعلية من حبوب الأفيون والأسيتامينوفين الشائعة.

دواء «جورنافكس» الجديد (فيرتكس للأدوية)
دواء «جورنافكس» الجديد (فيرتكس للأدوية)

ووفق بيان منشور على موقع الشركة المنتجة، الخميس، فإن الألم الحاد هو حالة خطيرة ومُعوقة، وغالباً ما تحدث نتيجة لعملية جراحية أو حادث أو إصابة. ويتم وصف الأدوية لأكثر من 80 مليون أميركي لعلاج آلامهم الحادة المتوسطة إلى الشديدة كل عام. ومن بين هؤلاء، يتم وصف المواد الأفيونية لنحو 40 مليوناً. ويمكن أن يؤدي الألم الحاد الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد إلى انخفاض جودة الحياة وتطور الألم المزمن وزيادة العبء على نظام الرعاية الصحية والمجتمع.

ولكن وفق الخبراء فإن أحد المخاوف الرئيسية هو التكلفة. وسيكون سعر «جورنافكس» في القائمة 15.50 دولار أميركي لكل حبة، مقارنة بالأدوية الأفيونية العامة المتاحة حالياً، التي تكلف دولاراً واحداً أو أقل.

وقال الدكتور تشارلز أرجوف، من المركز الطبي في نيويورك، الذي استشار «فيرتكس» بشأن تطوير الدواء، لوكالة «أسوشييتد برس»: «يحتوي الدواء الجديد على ملفات آثار جانبية مختلفة بطبيعتها، ولكن لا تنطوي على خطر تعاطي المخدرات والآثار الجانبية الرئيسية الأخرى المرتبطة بالمواد الأفيونية».

وتمثل هذه الموافقة أول تقدم كبير في علاج الألم منذ أكثر من عقدين من الزمان.

وبدأت «فيرتكس» في تطوير الدواء في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ حيث ارتفعت جرعات المواد الأفيونية الزائدة بسبب الوصفات الجماعية لأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل وآلام الظهر.

وبينما انخفضت وصفات المواد الأفيونية بشكل حاد في السنوات الأخيرة، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، اجتذبت «فيرتكس» الكثير من الاهتمام، لكن أسهم شركة الأدوية تلقت ضربة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد نتائج مخيبة للآمال في دراسة عن آلام الأعصاب المزمنة.


مقالات ذات صلة

هذا الدواء يمنع انتشار أنواع سرطان في جسم الإنسان

صحتك كشف العلماء عن الآلية التي قد يقلل بها دواء الأسبرين من انتشار بعض أنواع السرطان ما يفتح آفاقاً جديدة لمنع تفشي الخلايا السرطانية في الجسم (متداولة)

هذا الدواء يمنع انتشار أنواع سرطان في جسم الإنسان

اكتشف علماء أنه يمكن لدواء الأسبرين منع انتشار أنواع من السرطان في جسم الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تخفي وعود مثبطات الشهية المستندة إلى نبات الغرسنية الصمغية آثاراً جانبية خطيرة (بابليك دومين)

ما مخاطر مثبطات الشهية؟

تُخفي وعود «مثبطات الشهية» المستندة إلى نبات الغرسنية الصمغية (Garcinia cambogia)، ومنها تقليل «تخزين الدهون» أو الحدّ من «الشعور بالجوع»، آثاراً جانبية خطيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك علاج وقائي محتمل للصداع النصفي لدى الأطفال

علاج وقائي محتمل للصداع النصفي لدى الأطفال

خفض عدد أيام النوبات المؤلمة

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك حقنة الأوزمبيك لتحفيف الوزن (رويترز)

بريق دواءي ويجوفي وأوزمبيك يتلاشى وسط مخاوف الإفراط في الاستخدام

بدأ بريق أدوية إنقاص الوزن التي تحتوي على GLP -1، بما في ذلك ويجوفي وأوزمبيك، التلاشي، مع تحذير المزيد من الأطباء للمرضى من الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ روبرت ف. كينيدي جونيور، المرشح لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، يدلي بشهادته خلال جلسة استماع للجنة المالية في مجلس الشيوخ بشأن ترشيحه لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، في مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، 29 يناير 2025 (أ.ف.ب) play-circle

روبرت كيندي المثير للجدل... على بُعد خطوة من تولي وزارة الصحة الأميركية

اقترب روبرت ف. كيندي جونيور، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنصب وزير الصحة، من تأمين التعيين بمنصبه، بعدما دعمت لجنة المالية بمجلس الشيوخ ترشيحه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
TT
20

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

شكّلت «سوق الزّل» القريبة من «قصر المصمك» في العاصمة السعودية الرياض عنصراً فاعلاً في الحركة الاقتصادية والتجارية المحلّية بمراحل سابقة من عمرها الذي تجاوز، كما تذكر مصادر غير رسمية، 120 عاماً، ولا تزال حتى اللحظة تستقطب عدداً من الزوار خلال شهر رمضان، وفقاً لما رصدته «الشرق الأوسط» في جولة ميدانية.

وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إنّ منطقة «سوق الزّل» محصورة بين طريق المدينة المنوّرة جنوباً، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً؛ وتبلغ مساحتها 38.580 متر مربّع، وتحتوي في جزئها الشمالي على أنشطة تجارية لتصنيع المواد التقليدية والتراثية وبيعها، مثل البشوت والسيوف والتحف والزّل والأحذية وغيرها. وفي جزئها الجنوبي الغربي، أُعيد بناء مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، في حين يمتاز شارعا الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ببعض الأنشطة التجارية، أما بقية المنطقة فمعظمها ملكيات وعقارات خاصة مُهدَّمة ومهجورة وأراضٍ غير مطوَّرة.

تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)
تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)

ووفق المصادر الرسمية، عملت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حالياً) على جعل «سوق الزّل» إحدى واجهات العاصمة السياحية، من خلال مشروع تحسينها عن طريق إعادة تنظيم البنية التحتية، وإزالة بقايا المباني الطينية المُهدَّمة، والقيام بأعمال التبليط والتظليل، وإنارة المحلات التجارية وجانبي الطريق، مع الأخذ في الحسبان الهوية العمرانية التراثية للسوق التي حافظت عبر مراحل تطويرها على حركة البيع والشراء، إلى جانب تنوُّع الأنشطة التجارية الأخرى.

أما خلال شهر رمضان، فإنَّ كل لحظة تمرّ بعد الفراغ من صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله المجاور للسوق، تعني أنَّ وفداً من الزوار يدخل إليها، من المواطنين السعوديين والأجانب المقيمين، وصولاً إلى منتصف الليل. لكنّ الحراك الفعلي يبدأ متأخراً بقليل وسط حضور ليس للباعة والمشترين فحسب، وإنما لمهتمّين من جنسيات مختلفة، تستقبلهم عبارة الترحيب المعتادة: «يا مرحباً ومليون سهلاً».

حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)
حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الـ10 الأواخر من رمضان، تفتح محلات كثيرة حتى أوقات متقدّمة من الصباح وقُرب الظهيرة، مما يُسهم في ارتفاع مبيعات الموسم وعيد الفطر لتُعادل 4 أضعاف المبيعات في الأشهر الأخرى، وفق تجّار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، بما يعادل الثلث من دخلهم السنوي.

وتُباع في «سوق الزّل» المقتنيات الأثرية والتحف، والسجاد (الزّل) والأحذية المصنعة محلياً، والمشالح (البشوت)، والسيوف، والدلال، وكذلك العود والعطور، إضافةً إلى الهيل والقهوة الزعفران وغيرها، مما يجذب الزوار بما يُشبه التجمُّع السياحي التراثي.

في هذا السياق، يقول أبو عبد الرحمن (44 عاماً)، وهو بائع يعرفه كثير من روّاد المكان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ السوق برغم أنها عُرفت سوقاً للزّل، وهو نوع من أنواع السجاد الخاص بالاستخدام خلال المناسبات أو التجمّعات في الأماكن المفتوحة، فالمفارقة أنّ تجارة الزّل ليست أكثر رواجاً من الملابس والبخور فيها، مما يدل، وفق حديثه، على تطوّرٍ طرأ على السوق بما يتوازى مع سير التحوّلات الاجتماعية لدى مجتمع منطقة الرياض.

بدوره، قال هادي (38 عاماً) وهو سعودي مهتم بـ«البسطات» في السوق، إنها أسهمت في تنويع المعروض واستقطاب فئات مختلفة من الزوار بفضل الأشياء غير التقليدية التي تُباع في بعضها.

أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

أما نسيم مجاهد (50 عاماً)، وهو بائع هندي في محلّ مستلزمات تجارية بموقع بارز في السوق، فأشار إلى أنّ شهر رمضان يُعدُّ أهم موسم للسوق، لاستعداد الناس منذ ما قبل بدايته لفترة العيد، بالإضافة إلى أنها تشهد، بشكل عام، انتعاشاً اقتصادياً كبيراً، نظير الإقبال على الحراج وعلى الجامع لصلاة التراويح. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ نظراءه من العاملين في المحلات المحيطة بـ«سوق الزّل» يشعرون بروحانية خاصة لرمضان، نظير التجمّعات التي تنتشر في المكان قُبيل اقتراب موعد الإفطار، بحضور مختلف ومتنوّع بين سعوديين وأجانب يتشاركونه ليعكس تنوّعاً ثقافياً يملأ المكان.

ورغم بساطة السوق، فإنّ ما يميّزها في نظر زوار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» هو تفاصيل مبانيها التي بقيت كما هي منذ بدايتها، ليشهد الزائر تجربة تسوّق مختلفة، ويتبضّع بين جنبات التاريخ، ويرى ما كانت عليه حال الأجداد، ويُشاهد الزبائن من جميع أطياف المجتمع يأتون لشراء حاجاتهم التي قد لا تكون موجودة إلا في هذه السوق المميّزة.