الأيام الثقافية المصرية في قطر تُروّج لـ«تراث المحروسة»

بعروض لـ«الليلة الكبيرة» والأراجوز والحرف اليدوية

الصناعات اليدوية والتراثية في الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)
الصناعات اليدوية والتراثية في الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

الأيام الثقافية المصرية في قطر تُروّج لـ«تراث المحروسة»

الصناعات اليدوية والتراثية في الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)
الصناعات اليدوية والتراثية في الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)

احتفت فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر بالحرف اليدويّة والفنون التراثية التي اشتهرت بها المحروسة، عبر معرضٍ فنّي للحرف التقليدية، وعروض فنية حيّة للأراجوز وخيال الظل، والعرض المسرحي «الليلة الكبيرة»، فضلاً عن حفلات غنائية للفنان محمد ثروت، والسوبرانو أميرة سليم، والمنشد محمود التهامي.

وتُعدّ الفعاليات التي انطلقت، الثلاثاء، وتستمر من 28 حتى 31 يناير (كانون الثاني) الحالي، في العاصمة القطرية الدوحة، فرصةً لتسليط الضوء على التراث المصري المتنوع، ضمن بروتوكولات التعاون والتبادل الثقافي بين مصر وقطر، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وتتضمّن الفعاليات التي افتتحها أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، ونظيره القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، معارض للفن التشكيلي والخط العربي، إضافة إلى ورش تعليم الفنون التراثية المتنوعة، وجلسات حكي مخصّصة للأطفال والشباب.

جانب من فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من فعاليات الأيام الثقافية المصرية في قطر (وزارة الثقافة المصرية)

وتشهد ساحات درب الساعي في الدوحة، التي تستضيف الفعاليات، عروضاً متنوعة للأراجوز وخيال الظل والعرائس التقليدية، إضافة إلى عروض التنورة، واستعراضات لفرقة رضا للفنون الشعبية، وعروض لعازفي بيت العود وعزف للربابة. كما تتضمّن الفعاليات تقديم أوبريت «الليلة الكبيرة» لفرقة مسرح القاهرة للعرائس، وهو من تأليف صلاح جاهين، وموسيقى سيد مكاوي، وإخراج صلاح السقا، إضافة إلى حفلات فنية للفرقة القومية للموسيقى العربية، إلى جانب عروضِ أفلام كلاسيكية من السينما المصرية، وحفل لفريق كورال «روح الشرق».

وأشاد وزير الثقافة المصري بمعرض الحرف التراثية والتقليدية ضمن الفعاليات، وعدّه «يعكس ثراءَ التّراث المصري المتنوع، إضافة إلى ورش العمل والعروض الحية للحرف اليدوية التي تُسلط الضوء على المهارات الفريدة للحرفيين المصريين»، ووصف ورش الأراجوز وخيال الظل بأنها «تُبرز فنون المصري القديم، وارتباطها العميق بالثقافة الشعبية».

الحرف اليدوية في فعاليات الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)
الحرف اليدوية في فعاليات الأيام المصرية بقطر (وزارة الثقافة المصرية)

وتتضمن الفعاليات ندوة بعنوان «50 عاماً على رحيل (كوكب الشرق) أم كلثوم»، يُقدمها الكاتب الصحافي محمود التميمي، الذي سبق أن قدّم ندوتين ضمن مبادرة «أرواح في المدينة» في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية، وحظيت بنجاح لافت. وتُختتم الفعاليات في عرض النسخة المُرممة من فيلم «المومياء»، للمخرج الراحل شادي عبد السلام.

ويُعدّ فيلم «المومياء» من إنتاج 1969، ضمن أفضل مائة فيلم مصري وعربي خلال القرن العشرين، وفق استطلاعات أكثر من جهة فنية مُتخصّصة، ويدور حول سرقة الآثار المصرية، واكتشاف خبيئة كبرى، كان الأهالي يعيشون على البيع منها، والصراع بين الحفاظ على إرث الأجداد والرغبة في التّكسب.

وأكد وزير الثقافة المصري -في بيان للوزارة- أن «هذه الفعاليات تُمثّل جسراً ثقافياً مهماً بين مصر وقطر، وتتيح الفرصة للجمهور القطري والدولي للتعرّف على ملامح متنوعة من الثقافة المصرية».

معرض للمنتجات التراثية المصرية في قطر (وزارة الثقافة المصرية)
معرض للمنتجات التراثية المصرية في قطر (وزارة الثقافة المصرية)

وأثنى على تنوّع الأنشطة، التي تُمثّل مزيجاً بين التراث التقليدي والتعبير الفني المعاصر، ما يُبرز الهوية الثقافية المصرية في جميع جوانبه، ولفت إلى أن «مثل هذه المبادرات الثقافية تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإبداعي بين الدول، وتؤكد أهمية الثقافة بوصفها وسيلة لتعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب».

وكانت مصر قد نجحت في تسجيل 10 عناصر ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي بمنظمة «اليونيسكو»، من بينها الأراجوز، والتحطيب، وفنون الخط العربي، والنقش على المعادن، وأخيراً سجّلت مصر بالاشتراك مع السعودية «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها» ضمن قوائم التراث في «اليونيسكو».


مقالات ذات صلة

لبنان يقتنص جوائز «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

يوميات الشرق المخرجة سيلفي باليو تتسلم جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل (إدارة المهرجان)

لبنان يقتنص جوائز «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

اقتنصت السينما اللبنانية أهم جائزتين في مهرجان «الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر.

انتصار دردير (الإسماعيلية (مصر))
ثقافة وفنون الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسة الحوار مع ألطاف المطيري ضمن فعاليات مهرجان القرين (كونا)

الغذامي: أعيش في «بيت من نساء» ولا أحملُ ضغينة لأدونيس

تحدث المفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي خلال جلسةٍ بمهرجان «القرين الثقافي» في الكويت، عن مسيرته في عالم النقد والأدب وبداياته في التعمق والبحث العلمي.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
يوميات الشرق المخرجة ماريان خوري تتحدث عن أفلامها الوثائقية في مهرجان الإسماعيلية (إدارة المهرجان)

5 مخرجين مصريين يعرضون تجاربهم في «الإسماعيلية التسجيلي»

تحت عنوان «الأفلام الذاتية الوثائقية»، تحدث 5 مخرجين مصريين عن تجاربهم في السينما الذاتية التي تروي لمحات من حياتهم، ضمن فعاليات الدورة 26 لمهرجان الإسماعيلية.

انتصار دردير (الإسماعيلية (مصر))
يوميات الشرق الفنان اللبناني جورج خباز والممثلة الألمانية هانا شيغولا في فيلم «يونان» المرشّح لجائزة الدب الذهبي (إنستغرام)

جورج خبَّاز و«يونان» ينافسان على «الدب الذهبي»

يسافر الفنان اللبناني جورج خباز بعد أيام إلى برلين للمشاركة في مهرجانها السينمائي، حيث ينافس فيلم «يونان» الذي أدَّى بطولته على جائزة «الدب الذهبي» العريقة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرجة هالة جلال مع الكاميروني جان ماري تينو وأعضاء اللجنة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية في «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

تُشارك 4 أفلام من المملكة السعودية في برنامج «سينما العالم» الذي استحدثه «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» في دورته 26.

انتصار دردير (القاهرة )

بدر بن عبد الله بن فرحان: الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات

الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
TT
20

بدر بن عبد الله بن فرحان: الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات

الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)
الوزراء في صورة تذكارية خلال أعمال المؤتمر بمدينة جدة الأربعاء (وزارة الثقافة السعودية)

أعرب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، عن إيمان بلاده بأهمية الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز الهوية الوطنية، ومحركاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي.

جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال «المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي 2025» بمدينة جدة، تحت شعار «أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية»، بحضور رستم مينيخانوف رئيس تتارستان، وحسين طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، والدكتور سالم المالك مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، ووزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان اعتزاز السعودية برئاسة الدورة الحالية للمؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز العمل الثقافي المشترك، والتعاون في تمكين الثقافة باعتبارها إحدى الركائز الداعمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، معرباً عن تقديرها لتعاون الدول الأعضاء لإنجاحها، والمشاريع والمبادرات التي ستنتج عنها، ومتطلعاً لمواصلة تفعيل العمل الثقافي المشترك.

وأشار وزير الثقافة إلى أن السعودية تدعم جهود «منظمة التعاون» في تمكين المثقفين والأدباء من الدول الإسلامية عبر تعزيز حضورهم بمختلف الفعاليات الثقافية، والمؤتمرات، والمشاريع البحثية داخل البلاد.

وناقش المؤتمر موضوعه الرئيسي «أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية» الذي قدّمته السعودية؛ حيث تناولت الجلسة الأولى تقارير تنفيذية، أولها لـ«الإيسيسكو» حول إنجازاتها في المجال الثقافي، والثاني لـ«لجنة التراث في العالم الإسلامي»، والثالث للاجتماع الـ19 للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية.

وتطرقت الجلسة الثانية إلى الوثائق التوجيهية، التي تضمنت مبادرة «الإيسيسكو» للحقوق الثقافية والحق في الثقافة بالدول الإسلامية، ووثيقة تحليلية حول قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في العالم الإسلامي، كذلك وثائق «رقمنة المعاجم ثنائية اللغة» و«استرداد الممتلكات الثقافية» في تلك الدول و«المعجم التاريخي المصوَّر لفن الخط العربي» المقدمة من السعودية.

الثقافة محرك للتنمية

وأكد حسين طه أن الثقافة تشكّل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وأداة لتعزيز الهوية الإسلامية، وترسيخ قيم التعايش والتسامح، مشيراً إلى أن مفهومها تطور ليشمل الصناعات الثقافية والإبداعية، التي أصبحت رافداً اقتصادياً مهماً يعزز التنافسية الدولية، ويخلق فرصاً استثمارية، خاصة مع التحولات الرقمية المتسارعة.

وتطرق إلى التحديات التي تواجه التراث الثقافي الإسلامي، بينها محاولات طمس الهوية الإسلامية في القدس، والتعديات الإسرائيلية المستمرة على التراث الفلسطيني، داعياً لاستراتيجية إسلامية موحدة لحمايته.

وأشاد بوثيقة «الإيسيسكو» لتعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على القدس الشريف، مؤكداً التزام «منظمة التعاون» بالعمل مع الدول الأعضاء لتعزيز الثقافة الإسلامية، ونشر قيم الوسطية والتسامح، بما يسهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً واستقراراً.

وتناول المؤتمر في دورته الحالية أهمية الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة؛ حيث قدم الدكتور رائد السفياني محاضرة افتتاحية حول دور الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية، وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال دعم الاقتصاد الإبداعي.

واستعرض المؤتمر عدة وثائق ومبادرات توجيهية، كان من أبرزها مبادرة «الإيسيسكو» للحقوق الثقافية، ووثيقة استرداد الممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي التي تقدمت بها السعودية، إضافة إلى وثيقة حول رقمنة المعاجم ثنائية اللغة، والمعجم التاريخي المصور لفن الخط العربي. كما شهد المؤتمر زيارة المشاركين لبينالي الفنون الإسلامية «وما بينهما»، الذي يعرض فنون العالم الإسلامي بأسلوب معاصر.

حماية الثقافة الفلسطينية

أكدت فلسطين في كلمتها أمام المؤتمر أن الثقافة تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات الطمس والتهويد، مشيدة بدور السعودية الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية، موضحة أن العدوان الأخير على غزة استهدف البنية الثقافية الفلسطينية بشكل ممنهج؛ حيث تم تدمير المسارح والمكتبات والمراكز الثقافية، مما يستدعي تحركاً جماعياً لإعادة إعمار البنية الثقافية المنكوبة، ودعم المبدعين الفلسطينيين.

وحذّرت من التحديات الخطيرة التي تواجهها القدس والخليل نتيجة حملات التهويد والاستيطان، مشددة على أن اختيار الأخيرة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2026 يمثل مسؤولية جماعية لحمايتها. وطرحت مبادرات عدة لتعزيز التعاون والشراكة، من بينها إنشاء صندوق لإعادة إعمار المراكز الثقافية بغزة، وإطلاق أرشيف رقمي لتوثيق جرائم الإبادة الثقافية.

التراث الثقافي السوداني

من جانبه، شدد السودان على الدور المحوري للثقافة في تحقيق التنمية والاستقرار، داعياً إلى دعم الجهود الإسلامية لحماية التراث السوداني الذي تعرض للدمار بسبب الحرب الدائرة، موضحاً أن «قوات الدعم السريع» دمّرت ونهبت المؤسسات الثقافية، بما في ذلك المتاحف والمكتبات والمعاهد الفنية، ودور الوثائق الوطنية «مما يشكل تهديداً خطيراً للهوية الثقافية السودانية».

وطالبَ ممثل السودان الدول الإسلامية والمنظمات الدولية بدعم جهود إعادة بناء البنية التحتية الثقافية، واستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة، وتعزيز التعاون في مجالات النشر والإعلام والتعليم والتراث، مشدداً على أهمية إبقاء التراث السوداني جزءاً من المشهد الثقافي الإسلامي، وعدم السماح للعوامل السياسية أو النزاعات المسلحة بطمسه.

وشهد ختام اليوم الأول للمؤتمر اعتماد مشاريع قرارات المؤتمر، التي تضمنت خططاً لتعزيز التعاون الثقافي، وحماية التراث الإسلامي، ودعم الدول التي تواجه تحديات. كما حدد «إعلان جدة» أبرز التوصيات والتوجهات المستقبلية للعمل المشترك.