باحثو «هارفارد» يكشفون خطاً شائعاً يرتكبه الباحثون عن عمل... كيف تتجنبه؟

بناء الشبكات الاجتماعية يساعدك في تقييم الفرص بشكل أفضل وتجنب قبول وظيفة تثبت أنها غير مرضية (رويترز)
بناء الشبكات الاجتماعية يساعدك في تقييم الفرص بشكل أفضل وتجنب قبول وظيفة تثبت أنها غير مرضية (رويترز)
TT

باحثو «هارفارد» يكشفون خطاً شائعاً يرتكبه الباحثون عن عمل... كيف تتجنبه؟

بناء الشبكات الاجتماعية يساعدك في تقييم الفرص بشكل أفضل وتجنب قبول وظيفة تثبت أنها غير مرضية (رويترز)
بناء الشبكات الاجتماعية يساعدك في تقييم الفرص بشكل أفضل وتجنب قبول وظيفة تثبت أنها غير مرضية (رويترز)

عندما يتعلّق الأمر بالحصول على وظيفتك التالية، فإن عدد الطلبات التي تُقدمها ليس أفضل مقياس لتحقيق النتائج المرجوة. بدلاً من ذلك، فإن الاختبار الحقيقي هو عدد المحادثات التي تجريها، وفقاً لدراسة جديدة قام بها باحثو جامعة هارفارد، بحسب شبكة «سي إن بي سي».

بعد عقد من إجراء المقابلات ودراسة أكثر من ألف عامل، وجد باحثو «هارفارد» أن أولئك الذين يتنقلون في التحولات المهنية بنجاح لديهم مهارة رئيسية مشتركة: يتفوقون في بناء شبكة اجتماعية.

ويمكن لبناء شبكة فعالة من المعارف أن يساعدك في تقييم الفرص بشكل أفضل وتجنب قبول وظيفة تثبت أنها غير مرضية، كما يؤكد المؤلفون.

يقول مايكل ب. هورن، أحد المؤلفين المشاركين في البحث، لشبكة «سي إن بي سي»: «يحب الناس القفز على (لينكد إن) أو أي لوحة وظائف والبدء في إرسال السير الذاتية دون التحدث فعلياً إلى أشخاص في الشركات أو في الأدوار التي يتقدمون لها... العثور على وظيفة هو عملية اجتماعية أكثر مما يظن الناس: السعي وراء الوظيفة المثالية عبر الإنترنت لا يؤدي عموماً إلى أفضل ملاءمة، حتى لو أدى إلى عرض».

عُرضت النتائج في Job Moves، وهو كتاب جديد شارك في تأليفه هورن، المحاضر في كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة هارفارد؛ وإيثان بيرنشتاين، أستاذ في كلية هارفارد للأعمال؛ وروبرت مويستا، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الاستشارات The Re - Wired Group.

يضيف هورن أن بناء شبكة من المعارف أصبح «أكثر أهمية» في سوق العمل المشبعة بالوظائف الوهمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف، وبروز السير الذاتية التي تم إنشاؤها بواسطة «شات جي بي تي».

أظهرت الأبحاث أن المرشحين الذين تحدث أحد عنهم، أو تمت إحالتهم من قبل شخص ما، لديهم فرصة أفضل بكثير للحصول على وظيفة مقارنة بمَن يتقدمون بطلباتهم عبر وكالات التوظيف.

كيف تجعل التواصل يبدو أقل «حرجاً» وأكثر فاعلية؟

يدرك هورن أن التواصل الاجتماعي قد يبدو «محرجاً ومرعباً» بالنسبة للكثير من الناس، ولكن يمكن تبسيط العملية.

تقترح جاسمين إسكاليرا، خبيرة التوظيف في MyPerfectResume، الاستراتيجية التالية: قم بإنشاء قائمة مختصرة من الأدوار المفتوحة التي تهتم بها حقاً، ثم تواصل عبر البريد الإلكتروني أو منصة «لينكد إن» مع مدير التوظيف وفريق التوظيف وشخص قد يعمل معك.

عندما تتواصل، قدّم نفسك، واذكر أنك تقدمت بطلب، واقترح وقتاً للقاء، شخصياً أو افتراضياً.

يمكن أن توفر لك هذه الاتصالات رؤى فريدة حول الشركة والمنصب، مما قد يحسن فرصك في أن يتم النظر بملفك، وتوظيفك في النهاية.

لا يتعين عليك أيضاً التواصل بشكل مباشر مع شخص ما في منظمة مهتم بها لجني فوائد التواصل وبناء الشبكات. في بعض الأحيان، يمكن أن تسفر المحادثات مع الأفراد في دور أو صناعة تثير فضولك - بغض النظر عن المنظمة - عن رؤى أكثر صدقاً، كما ينصح بيرنشتاين.

يشرح بيرنشتاين أن أحد أكثر الأسئلة ذكاءً التي يمكنك طرحها في هذه المحادثات هو: «كيف ستقنعني بقبول هذه الوظيفة، وكيف ستقنعني بالتخلي عنها؟». يصل هذا السؤال إلى قلب التحديات والفوائد المحتملة للوظيفة.

في النهاية، يجب أن تكون المقابلات المعلوماتية «فرصة لفهم ما إذا كان الدور شيئاً تريد القيام به حقاً، وما إذا كان يتناسب مع قيمك وأولوياتك في هذه المرحلة من حياتك»، كما يقول بيرنشتاين.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ أفراد طاقم البحث والإنقاذ التابع لإدارة إطفاء مقاطعة سان برناردينو يعملون بين أنقاض حريق باليساديس في لوس أنجليس (أ.ب)

لوس أنجليس: اعتقال رجل لإشعاله حريقاً في سان برناردينو

كشفت الشرطة المحلية أن رجلاً اعتقل بتهمة إشعال حريق غابات في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، امتدّ لأكثر من 30 فداناً قبل احتوائه بعد ظهر أمس (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)

كبار مسؤولي إدارة ترمب يشاركون بتمرين على الانتقال في البيت الأبيض

شارك كبار المسؤولين من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بمَن فيهم غالبية مرشحيه للوزارات، في تمرين للانتقال إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي حينها خوان كارلوس فاريلا يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 19 يونيو 2017 (رويترز)

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

حذّر مسؤولون أميركيون سابقون من أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بالقوة العسكرية لاستعادة قناة بنما قد ينفّر الحكومة البنمية ويدفعها للاقتراب من الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

غوتيريش: البشرية أطلقت العنان للشرور

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أن البشرية «أطلقت العنان لكل الشرور»، متحدثاً عن «التقنيات الخارجة عن السيطرة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
TT

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)

الدخول إلى عالم الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، تتضمن عدداً من المنعطفات الزمنية والمغامرات اللونية التي خاضها على مدى 60 عاماً، لتجذب المتلقّي في كثير من الأحيان نحو بئر من النوستالجيا.

ما بين لوحات مشبعة بـ«اللحم» وأخرى خارجة لتوّها من وحي الموالد والطقوس الشعبية وحكايات «ألف ليلة وليلة»، وثالثة يستعيد فيها الفنان إعلانات وسينما زمن الفن الجميل، تتجلّى الألوان لتبوح بأسرار تلك العوالم المتعددة الكامنة في اللوحات.

الألوان رهان مهم في لوحات الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

في معرضه الأحدث بـ«غاليري بيكاسو» في الزمالك (غرب القاهرة) المستمر حتى 30 يناير (كانون الثاني) الحالي، يستعرض الفنان سمير فؤاد عالمه الفني عبر 34 لوحة، تُمثل مراحل مختلفة، وربما حالات ومقامات متعددة، في حين يعدّ المعرض الفردي الـ24 في مشواره الفني.

«لحم»، «شهرزاد ترقص»، «الندّاهة»، «مقامات»، «حنين»، «طعم الزمن»، «مدينة الدواجن»، أسماء منتقاة لمعارض فردية قدّمها الفنان خلال مشواره، الذي بدأه بمعرض فردي في لندن عام 1971.

تعدّ الألوان من الرهانات الأساسية في أعمال فؤاد، إلى جانب الشخوص أو الكتل البشرية، فهي تحكي وتصرخ وتهمس وتمنح العمل الفني بعداً بصرياً جذاباً ومخاتلاً في الوقت نفسه يدعوه للتأمل والتفكير.

الفنان سمير فؤاد قدم تجربة فنية بأبعاد مختلفة (الشرق الأوسط)

يتحدّث فؤاد عن هذا الجانب، موضحاً أن «اللون حالة يُشبه الموسيقى، أعد الألوان مقامات مثل الموسيقى تماماً، يعني مثلاً الأزرق والبنفسجي والأحمر قد تقابل مقامات مثل الرصد والحجاز والنهاوند، فاللون بالنسبة لي أعدّه رهاناً يضع المتلقي داخل الحالة، وكل لوحة تُحدد لونها الخاص حسب طبيعتها».

ورغم أنه من مواليد مصر الجديدة (1944)، الذي يعدّ أحد الأحياء الراقية في مصر، فإنه انجذب إلى الأحياء الشعبية والموالد والتفاصيل الكثيرة التي تُعبر عن أحوال البسطاء، ورصدها بوعي فني، وأسلوب يُميز أعماله.

ويوضح الفنان لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعرض يُمثل ما أراه أهم التجارب التي قدمتها في مسيرتي الفنية وليس جميعها، هناك تجربتي في معرض (لحم) و(الموسيقيون) و(اتجاه واحد) ومرحلة الألوان المائية، وكذلك المرحلة الجديدة في 2024 موجودة».

من أعمال الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

وحول اهتمامه واحتفائه بالموتيفات الشعبية التي تظهر في أكثر من عمل، يقول فؤاد: «الموتيفات الشعبية تُمثل جزءاً كبيراً من مشواري الفني، رغم أنني من مواليد مصر الجديدة، الذي كان يعدّ حياً (كوزموبوليتانياً) في القاهرة، به المصريون والأرمن واليونانيون وغيرهم، إلا أنني هويت رسم الموالد والمراجيح وكذلك الراقصات الشرقيات».

وتعدّ الموالد الحدث الفلكلوري الأبرز الذي يُكثف الحالة الشعبية المصرية، فتجد فيها كل شيء، الزينة والملابس والرقص والغناء والذكر، وكانت فترة السبعينات والثمانينات ثرية جدّاً وملهمة للغاية بالنسبة للفنان الذي يقول «كانت الموالد بالنسبة لي تُشبه كرنفالات الشوارع في أميركا الجنوبية».

معرض «لحم» من المراحل المهمة في مسيرة سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

يستعين سمير فؤاد بالموديل الحي ليرسم الشخصيات، ثم يكسبها المعنى المراد عبر تكوينات لونية متنوعة، ويرفض فكرة الانتماء لمدرسة فنية بعينها، موضحاً أن «المدارس الفنية ارتبطت بالجماعات أو المجموعات التي تتلاقى أفكارهم وأمزجتهم، لكن حالياً لم تعد هناك مجموعات فنية، خصوصاً بعد تطور وسائل الاتصال والتواصل، ولم يعد الناس يلتقون أو يتجمعون مثل السابق، ومن ثم لم تعد هناك مجموعات فنية، كما أن الفن أصبح غاية في التنوع، كل فنان له طابعه الخاص وأسلوبه المميز».

الموسيقيون من المراحل المميزة في مشوار سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

قدّم سمير فؤاد أول معارضه الفنية في لندن، وشارك في عدد من المعارض الجماعية بدول أخرى حول العالم، ويلفت إلى أنه عرض كثيراً بالخارج ضمن مجموعات، عادّاً أن «الفارق في استقبال الفن في الخارج عنه بمصر والدول العربية هو وعي المتلقي الذي يعيش بالخارج وسط متاحف مفتوحة ومقومات بصرية تصنع ذائقته، في حين أن المتلقي هنا يحتاج إلى بعض المشاكسة، وإلى مَن يأخذ بيده بعض الشيء ليساعده في قراءة اللوحة، وتلمُّس أبعادها الجمالية».