خطوات صغيرة لاكتساب عادات جديدة

الخطوات الصغيرة عامة توصلنا إلى التغيير واكتساب عادات جديدة (جامعة غوتنبرغ)
الخطوات الصغيرة عامة توصلنا إلى التغيير واكتساب عادات جديدة (جامعة غوتنبرغ)
TT

خطوات صغيرة لاكتساب عادات جديدة

الخطوات الصغيرة عامة توصلنا إلى التغيير واكتساب عادات جديدة (جامعة غوتنبرغ)
الخطوات الصغيرة عامة توصلنا إلى التغيير واكتساب عادات جديدة (جامعة غوتنبرغ)

إن إحداث تغييرات شخصية أو سلوكية في حياة الإنسان أمر صعب، فالبشر بطبيعتهم كائنات معتادة ويميلون إلى مقاومة التغيير؛ لأنه غير مريح. ومع ذلك، فإننا ندرك أحياناً - أو يدرك الآخرون - أن التغيير ضروري.

ويشير تقرير نشره موقع «فسيولوجي توداي»، إلى قبول حقيقة أن التغيير في مجال معين أمر ضروري، فالخطوات الصغيرة عامة توصلنا إلى التغيير واكتساب عادات جديدة.

وقال جيم رون، مؤلف كتاب «إن حياتك لا تتحسن بالصدفة... بل تتحسن بالتغيير»: «بمجرد أن نوفر مساحة للوعي والقبول، يمكننا الانتقال إلى العمل والتغيير، وتوفر كثير من الاستعارات منظوراً لبعض الطرق المفيدة لتصور اتخاذ خطوات التغيير، وقد نتمنى لو بوسعنا تطوير مهارات جديدة أو التخلي بسهولة عن العادات السيئة القديمة».

وفيما يلي بعض الخطوات التي تساعد على التغيير:

الاستعداد للتغيير: وضع حجر الأساس

بمجرد أن يقرر شخص ما تغيير عادة ما، فإنه ينغمس في العملية على الفور في بعض الأحيان، لكنه يفعل ذلك دون وضع خطوات التحضير التي من شأنها أن تزيد من فرص نجاحه، فعلى سبيل المثال يحتاج الشخص الذي يضع حجر الأساس لمبنى إلى جمع الإمدادات، والإسمنت، وتخصيص الوقت للبناء في العملية خطوة بخطوة، فإن الأفراد الذين يقومون بالتغيير يحتاجون أيضاً إلى التفكير فيما قد يكون ضرورياً للسماح للتغييرات بالنجاح.

فقد يكون من المغري أن نغوص مباشرة في هدف الإقلاع عن التدخين أو قضم الأظافر، ولكن في كثير من الأحيان يكون الأمر يتطلب قليلاً من التحضير الذاتي.

عليك أن تعرف، هل لديك الأدوات التي تحتاجها للمضي قدماً؟ هل هناك حاجة إلى ممارسة بعض السلوكيات البديلة قبل التراجع عن العادة؟ فدون قليل من التفكير في التحضير، تقل فرص التغيير الناجح.

تقبل أن الأمر سيكون صعباً: شق طريقاً جديداً

عندما نجري تغييرات على سلوكنا أو حياتنا، فإن الأمر يشبه محاولة إنشاء مسار جديد في الغابة، ولكن عندما يكون هناك مسار آخر موجود بالفعل. فسيكون من الأسهل السير على المسار القديم نفسه بسهولة.

قد يتضمن إنشاء مسار جديد التعرُّض للمخاطر؛ لأن الطريق إلى الأمام ليس واضحاً دائماً، ولكن غالباً ما تكون هناك حاجة إلى مسار جديد عندما يقودنا المسار القديم إلى طريق مسدود.

ويتعين علينا الاستعداد؛ لأن الرحلة ستكون صعبة وغير مألوفة وأحياناً طويلة. لأنها جديدة ومختلفة، فمن المرجح أن نشعر بالرغبة في العودة إلى طرقنا القديمة السهلة. لكن قدرة الدماغ على التغيير والتكيُّف باستجابة لسلوكيات جديدة، تخبرنا بأنه يمكننا إنشاء مسارات عصبية جديدة في أدمغتنا بالتكرار؛ مثل إنشاء مسارات جديدة في الغابة.

تقليل الإرهاق: ممارسة العزف على آلة موسيقية

إن عملية اكتساب عادات جديدة قد تكون شاقة، ولكن الخطوات الصغيرة قد تساعد على جعل العملية تبدو أكثر قابلية للتحقيق. فكما يحتاج الشخص الذي يرغب في تعلم العزف على البيانو إلى التدريب الأولي على تمارين الإحماء وقراءة النوتات قبل الانتقال إلى موسيقى أكثر تحدياً ولكنها جميلة، فإن الأفراد الراغبين في التغيير سوف يشعرون بمزيد من النجاح النهائي إذا بدأوا بخطوات صغيرة وثابتة. إن تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام أكثر قابلية للإدارة لا يقلل من الإرهاق فحسب، بل يزيد أيضاً من الدافع والكفاءة عندما تكون الخطوات قابلة للتحقيق.

ومن المرجح أن يكون التغيير الذي يتم بجرعات صغيرة أكثر نجاحاً لأنه يسمح للدماغ والجسم بالتكيُّف مع التحولات بشكل أبطأ. كما تسمح الخطوات الأصغر بتعديل أسهل إذا لزم الأمر، حيث يمكن للمرء التكيُّف مع الظروف المتغيرة دون البدء من الصفر.

فلا أحد يصبح عازف بيانو ماهراً بين عشية وضحاها؛ فالممارسة المستمرة والضبط الدقيق أمران مهمان.

علينا أن نعلم أن الصبر مطلوب.


مقالات ذات صلة

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

يوميات الشرق مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

يعد الكثيرون أن التعاطف هو «حجر الزاوية» في العلاج الفعال للصحة العقلية. لكن، هل يمكن للأجهزة الرقمية أن تُظهر التعاطف؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الإنسان مخلوق «اجتماعي» فريد يستطيع الحب وتشكيل التحالفات كما يستطيع «خلق الفوضى» (رويترز)

أسوأ 5 «سلوكيات نفسية» يفعلها الناس في بعضهم البعض

يُعد البشر المخلوقات «الأكثر اجتماعية» على هذا الكوكب. وبينما يمكننا تشكيل تحالفات، والوقوع في الحب، فإننا أيضاً ماهرون في «خلق الفوضى» داخل عقول الآخرين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق العنوان العريض لسلوكيات 2025 الصحية هو محاولة إطالة سنوات العمر (رويترز)

من الساعات الذكية إلى دروس الخياطة... صيحات 2025 لحياةٍ أطوَل

مع بداية كل عام، يتطلّع البشر إلى أسلوب عيشٍ يمنحهم صحة أفضل وعمراً أطوَل. فما هي أبرز صيحات 2025 لتحقيق هذَين الهدفَين؟

كريستين حبيب (بيروت)
صحتك تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً (رويترز)

«الحلم المسبق»... تقنية معتمدة من الأطباء تساعدك على النوم بشكل أسرع

يقول أحد أطباء طب النوم إن تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)

هل تهدي نفسك هذه الهدية في العام الجديد؟

«في العام الماضي، تعلمت أن آكل ما أريد من الخبز بلا خجل. هذا العام، عاهدت نفسي على أن أتجاهل الوصمة المرتبطة بحب الطعام وشكل الجسم».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
TT

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)

يعد الكثيرون أن التعاطف هو «حجر الزاوية» في العلاج الفعال للصحة العقلية. ويتفق عدد من الخبراء على أن التعاطف يخلق مشاعر الثقة، ويقلل من المشاعر السلبية، ويعزز احترام الذات، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

لكن، هل يمكن للأجهزة الرقمية أن تُظهر التعاطف؟

تتمتع تطبيقات الصحة العقلية الرقمية بلحظة اختراق حقيقية. ويُظهر الذكاء الاصطناعي أملاً كبيراً في محاكاة المحادثة البشرية. لكن هل يمكن للتعاطف الرقمي أن يتنافس مع التعاطف الإنساني؟

كجزء من مشروع مستمر، أُجري اختبار لقياس تأثير الاستجابات التي يولدها الكمبيوتر عن طريق تطبيق مُصمم حديثاً على الأفراد الذين يبحثون عن الراحة من الأفكار والمشاعر السلبية.

ووفق «سيكولوجي توداي»، فقد سعى الاختبار إلى القياس بـ«طريقة هادفة» حول ما إذا كان الناس يستفيدون بما يسمى «التعاطف الرقمي».

التعاطف الرقمي يفوق التوقعات

وباستطلاع آراء 290 من مختبري الإصدار التجريبي، الذين استخدموا التطبيق في شتاء 2023-2024، الذين طُلب منهم تقييم مستوى الدفء والتفهم الذي شعروا به مع الأصدقاء والأحباء على مقياس من 0 (ليس على الإطلاق) إلى 100 (ممتاز)، وبعد ذلك، طُلب منهم التنبؤ بمدى الدفء والتفهم الذي سيتلقونه من التطبيق، لم يُبلغ معظم مختبري الإصدار التجريبي عن الكثير من الدفء من الأصدقاء كما من التطبيق. ولعل هذا يعكس الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن التكنولوجيا هي بطبيعتها «غير شخصية» و«أقل من» الإنسان.

لكن عندما استخدم المشاركون التطبيق بعد تطويره للرد، كما لو كان في محادثة حقيقية «وجهاً لوجه»، عبّر التطبيق عن التفهم، وقدّم الدفء، واقترح العديد من الطرق الجديدة لتحدي الأفكار التي أثارت مشاعر المستخدمين السلبية.

وبمجرد أن بدأ المستخدمون في التفاعل مع التطبيق القائم على الذكاء الاصطناعي، تغيرت تصوراتهم عن «التعاطف الرقمي» بشكل كبير. وفي نهاية الاختبار التجريبي الذي دام أربعة أسابيع، قيّموا مقدار الدفء الرقمي بما يقرب من ضعفي المستوى البشري و«أعلى بكثير مما توقعوه».

قيّم المشاركون التعاطف الرقمي بمستوى أعلى من الدفء والتفاهم

وتشير هذه النتائج بقوة إلى أن التطبيق قد يكون في الواقع أفضل من البشر في التعاطف. وأشار الاختبار أيضاً إلى أنه قد لا يكون هناك حقاً أي شيء فريد أو خاص بشأن التعاطف الإنساني.

لقد تحسن مستخدمو التطبيق بشكل كبير وسريع، وأبلغوا عن انخفاض بنسبة 50-60 في المائة في جميع المشاعر السلبية بعد ثلاثة أيام من استخدام التطبيق، واستمر هذا التحسن طوال مدة الاختبار التجريبي وفي فترة المتابعة لمدة خمسة أسابيع.

أبلغ المستخدمون عن تحسن كبير في المشاعر السلبية بعد استخدام التطبيق القائم على الذكاء الاصطناعي

وأكد الاختبار أن الأجهزة الرقمية «يمكنها القيام بعمل رائع في التعاطف». بالإضافة إلى ذلك، أكد أن «التغيرات السريعة والدراماتيكية في مجموعة واسعة من المشاعر السلبية» أمر ممكن لدى معظم المستخدمين.

ومع التقدم في الذكاء الاصطناعي وتقنيات العلاج الجديدة، يمكن الآن التطلع إلى تطبيقات قابلة للتطوير وأكثر قوة في المستقبل القريب.