بعد أشهر قلائل على مغادرته الحكومة، يعود إريك دوبون ـ موريتي، وزير العدل الفرنسي ونجم المرافعات القضائية، للوقوف على المسرح في عرض يروي فيه منفرداً جوانب من متاعب المهنة. واشتهر المحامي والوزير السابق بلقب «المبرئ» لبراعته في الحصول على البراءة للمتهمين من موكليه.
وكان اختيار دوبون ـ موريتي لتولي حقيبة العدل مفاجأة للوسطين السياسي والقضائي؛ فهو حفيد مهاجر إيطالي نشأ نشأة متواضعة لأب عامل وأم خادمة. ونظراً لشخصيته المثيرة للجدل ونوبات غضبه فقد توقع كثيرون أن يقدم «وحش المحاكمات» استقالته لدى أول مواجهة، لكن الوزير بقي في المنصب 4 سنوات وشهرين و15 يوماً، حتى أواخر الصيف الماضي. وفي تصريح نشره موقع صحيفة «الباريزيان» قال صاحب العرض المسرحي إنه وجد أنه من المثير للاهتمام أن يكتب ما هو عمل الوزير والصعوبات التي يواجهها، وأضاف: «بالنسبة للمواطن فإن من السهل القول إن على المسؤول أن يفعل كذا وكذا، لكن بالنسبة للوزير فإن هناك ما يريد أن يفعله وما يمكنه أن يفعله، ثم إن الوزير ينتمي لفريق، وعليه أن يأخذ في الحسبان موقف هذا وذاك».
هل يستغل دوبون ـ موريتي عرضه المسرحي الذي يخرجه فيليب لولوش، لتصفية حسابات مع خصومه الذين حاولوا الإيقاع به؟ لم ينفِ الوزير السابق أنه سيتطرق إلى وقائع الدعوى التي رُفعت ضده وهو في المنصب، بتهمة تضارب المصالح، وما أعقبها من مداهمة مكتبه والتفتيش في ملفاته، ثم سَوْقِه إلى القضاء مثل أي متهم جنائي، ثم خروجه بريئاً من التهمة.
يحمل العرض عنوان «قلت نعم»، ومن المقرر أن يبدأ في الأول من فبراير (شباط) المقبل على مسرح «ماريني». وهي ليست أول تجربة من نوعها للمحامي الذي سبق له الظهور ممثِّلاً في 5 أفلام قام فيها بدوره الحقيقي محامياً أو رئيساً لمحكمة الجنايات. وجرى أيضاً تقديم مسلسل تلفزيوني مستوحى من سيرته. أما على المسرح فقد سبق له أن قدَّم في 2019 مسرحية من نوع «عرض الرجل الواحد» استرجع فيها نشأته المتواضعة قبل أن يصبح أحد أكبر المحامين الفرنسيين، مع فصول من أشهر قضاياه ومرافعاته؛ فهو يرى أن الحياة ليست سوى مسرح كبير، وأن صالة المحكمة وما يجري فيها من صراعات تشبه إلى حد كبير دار الأوبرا.
