«سوذبيز» لتنظيم أول مزاد لها في السعودية

بعدما افتتحت مقراً لها في الرياض

الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)
الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)
TT

«سوذبيز» لتنظيم أول مزاد لها في السعودية

الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)
الدرعية ستحتضن أول مزاد عالمي في السعودية (خاص)

تعزيزاً لوجودها في السعودية، وبعد أن أنشأت أول مكتب لها في الرياض، أعلنت دار «سوذبيز» للمزادات تنظيم أول مزاد فني عالمي في المملكة يوم 8 فبراير (شباط) المقبل، تحت عنوان «أصول».

وسيقدم المزاد أعمالاً لفنانين سعوديين، إلى جانب أسماء رائدة في تاريخ الفن الدولي، إضافة إلى معروضات فاخرة؛ بما فيها مجوهرات وساعات وحقائب فخمة.

ويرى إدوارد غيبز، رئيس مجلس إدارة الشرق الأوسط والهند في «سوذبيز»، أن الساحة جاهزة لاستقبال أول مزاد عالمي في المملكة.

وقال: «هناك دليل واضح على وجود قاعدة من جامعي الأعمال الفنية ومجتمع فني متوسع ومتنامٍ، ولهذا أعتقد أن جميع المعايير اللازمة لإنشاء مزاد افتتاحي ناجح موجودة، ومن حيث المحتوى سيضم المزاد مجموعة متنوعة من القطع، فهو سيشمل بالتأكيد الفن السعودي الحديث والمعاصر، وعلى نحو أوسع الفن الإقليمي في الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

يوميات الشرق رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
يوميات الشرق الموزة الصفراء المثبتة على الحائط الأبيض بشريط لاصق فضي هي عمل بعنوان «كوميدي» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (أ.ب)

سعرها 35 سنتاً... بائع فواكه في مانهاتن يتحسّر على «موزة» بيعت بملايين الدولارات

باع عامل مهاجر موزة أصبحت لاحقاً جزءاً من عمل فني عبثي بيع بمبلغ مذهل بلغ 6.2 مليون دولار في مزاد «سوذبيز».

يوميات الشرق «الكلب الإسباني» (سوذبيز)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها كانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز) play-circle 01:27

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)
فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)
TT

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)
فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

يتناول الفيلم التونسي «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور، قصة مؤلمة مستوحاة من واقع تونس، ويستعرض من خلاله حقيقة المأساة التي وقعت في جبل مغيلة عام 2015؛ وأعاد عاشور صياغتها بشكلٍ فنيّ مازجاً بين الواقع والخيال. الفيلم ليس فقط عن الإرهاب بصفته ظاهرة، بل هو استكشافٌ عميقٌ لوجوهِ العنف المختلفة وتأثيرها على الأطفال، خصوصاً في المناطق المهمشة.

تبلغ مدة الفيلم الدرامي 100 دقيقة، وهو من إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وبولندا وبلجيكا وقطر، والسعودية. وكتب السيناريو كل من ناتاشا دي بونتشرا، ودرية عاشور، وسيلفان كاتنوي ولطفي عاشور.

تدور أحداث الفيلم المشارك في مسابقة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» حول «أشرف»، وهو طفلٌ يبلغ من العمر 14 عاماً، يعمل راعياً للغنم في شمال تونس الفقير، ويعيش مع ابن عمه المراهق «نزار». في مشهد مأساوي، يهاجمهما إرهابيو تنظيم «داعش»، ويقطعون رأس «نزار» أمام أعين «أشرف». يجد الطفل نفسه مضطراً لإعادة الرأس إلى عائلته التي تعيش في حالة عجز مطلق، حيث تبدو الشرطة غير مبالية بمشاكل الفقراء في تلك المناطق، في حين يبقى خطر الإرهابيين حاضراً.

المخرج لطفي عاشور

تتحوّل القصة من مأساة خارجية إلى رحلة داخلية معقدة، حين يبدأ «أشرف» بالتفاعل مع رؤى شبح ابن عمه «نزار»، مما يدخله في حالة نفسية تجمع بين الواقع والخيال في محاولة لفهم ما حدث والتعامل مع صدمته العميقة.

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

يقول مخرج الفيلم لطفي عاشور لـ«الشرق الأوسط»: «تُشير كلمة (الذراري) في اللهجة التونسية إلى الأطفال، بما يحملونه من براءة وضعف في مواجهة العالم». وهذا ينسجمُ مع محور الفيلم الذي يركّز على «أشرف» الطفل الذي يعيش ظروفاً قاسية وعنيفة، ويحاول النجاة وفهم ما يحدث من حوله. وبَيّن عاشور أن في بعض مناطق تونس، يُستخدم وصف «الحمر» للإشارة إلى القوة والشجاعة والجرأة. وهذا التوصيف يُعبّر عن التّحول النفسي الذي يعيشه الأطفال في الفيلم، حين يجدون أنفسهم في مواقف تتطلّب شجاعة تتجاوز أعمارهم وقدراتهم الطبيعية.

أشرف وابن عمه نزار في مشهد من الفيلم

يجمع اسم الفيلم بين البراءة الفطرية للأطفال (الذراري) وبين القوة غير المتوقعة التي يضطرون لإظهارها (الحمر). وهذا يعكس تناقضاً مأساوياً في القصة، حيث يُجبَر الأطفال على مواجهة العنف والدمار في وقتٍ كان لا بدّ أن يكونوا فيه محميّين من هذه الصراعات.

«الذراري الحمر» اسمٌ يختزل الحكاية في عمقها الإنساني، ويُظهِر كيف يمكن للسينما أن تُحوّل قصص الألم إلى حكايات عن الشجاعة والصّمود.

تدور أحداث الفيلم في فترة حساسة من تاريخ تونس، حين كانت البلاد تواجه تصاعداً في نشاطات الجماعات الإرهابية التي استفادت من الفراغين الأمني والسياسي الذي أعقب الثورة. وكشفت الجريمة المروعة، التي استهدفت مدنيين وأطفالاً أبرياء، عن وحشية هذه الجماعات وخلّفت صدمة مجتمعية، خصوصاً في ظلّ ندرة الحوادث الإرهابية بتاريخ تونس.

لا يتناول الفيلم الجريمة فقط، بل يضعُها في سياقيها السياسي والاجتماعي الأوسع. ويعكس كيف استفادت الجماعات الإرهابية من التّحولات السياسية بعد الثورة.

مشهدٌ من الفيلم يُظهر أشرف حين يعود برأس ابن عمّه نزار إلى عائلته

بدأت فكرة الفيلم وفق لطفي عاشور، فور وقوع الجريمة الأولى في عام 2015، بيد أنّ تطوّر الأحداث وزيادة العنف، مع وقوع جريمة ثانية عام 2017 بالمنطقة نفسها وفي العائلة نفسها، دفع المخرج إلى تحويل القصة لفيلم روائي. استغرق العمل عليه مدة 6 سنوات، بينها عامان من التأخير بسبب جائحة (كوفيد - 19).

يضُمّ «الذراري الحمر» نحو 100 شخصٍ، واستغرق تصويره 42 يوماً. ورغم استناده إلى أحداث حقيقية، اختار الفريق معالجة القصة بأسلوب روائي بعيدٍ عن التّوثيق المباشر، مما أتاح لهم حريةً فنية أكبر للتّعبير عن معاني القصة العميقة.

يُركّز الفيلم على استكشاف الحالة النفسية لـ«أشرف»، وكيف يواجه صدمة فقدان ابن عمه والعنف الذي تعرّض له. ويُوضح المخرج أن الفيلم يسعى لدمج الشاعرية بالخيال، لتقديم تجربة سينمائية تعكس ألم الفقد والتغلب على الصدمة بطريقة إنسانية عميقة.

لقطة من «الذراري الحمر» (البحر الأحمر السينمائي)

نال أداء الممثل الشاب علي الحليلي الذي جسد شخصية «أشرف» إشادة واسعة. واستطاع بمهارة أن يعبّر عن التعقيدات النفسية للطفل، مما أضفى مصداقية وعمقاً للقصة.

«الذراري الحمر»، ليس فقط فيلماً عن مأساة وقعت في مكان معين وزمن محددٍ، بل هو عمل إنساني عالمي يُعبّر عن قوة السينما في تسليط الضوء على قضايا جوهرية بأسلوب فني وشاعري.