خلال أمسية الوفاء التي احتضنتها مؤسسة اليمامة الصحافية لإحياء ذكرى رحيل الكاتب الصحافي والمثقف السعودي محمد الشدي، رحمه الله، سلط الدكتور عبد الواحد الحميد، الضوء في مداخلة له على الإسهامات الفكرية التي تركها الشدي في مجال الإعلام والصحافة.
وأشار الحميد في حديثه إلى مقال يتناول تساؤلات حول مستقبل الصحافة الورقية نُشر عام 1972 في مجلة «اليمامة» أثناء تولي الشدي رئاسة تحريرها.
المقال تطرق إلى مجموعة تساؤلات كانت تُعدّ غير مألوفة في تلك الفترة حول مستقبل الصحافة التقليدية في ظل التطورات التقنية. كما استعرض في طياته كتاباً صدر في فرنسا بعنوان «عشر سنوات للبقاء»، والذي أثار عند صدوره جدلاً في الأوساط الصحافية الفرنسية حول إمكانية استمرار الصحافة المكتوبة.
وطرح أسئلة مثل «هل تنقرض الصحافة المكتوبة؟» و«هل ستظل الصحف موجودة بعد 10 سنوات؟». وقد لمّح المقال إلى هذه الرؤية بصفتها إشارةً إلى التغيرات التي قد يشهدها المجال الإعلامي مستقبلاً، بما في ذلك ظهور النسخ الرقمية التي باتت تُعرف اليوم بصيغة PDF.
ويعكس الاهتمام الذي أولاه الشدي إلى هذه القضية وحرصه على إبرازها في المجلة وعياً متقدماً لدى الفقيد بشأن التحولات التقنية وتأثيرها المحتمل على الصحافة، ويؤكد على اهتمامه باستشراف المستقبل الإعلامي من منظور مهني، بالإضافة إلى ذلك يبرز المقال توجه مجلة «اليمامة» نحو مواكبة العصر، وتقديم محتوى يثير النقاش الفكري.
وفي ختام حديثه، أكّد الدكتور الحميد أنه لا يزال يحتفظ بالقصاصات الأصلية لهذا المقال، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية توثيقها بكونها جزءاً من تاريخ الصحافة السعودية، واعتبارها أحد الشواهد على مهنية محمد الشدي - رحمه الله - ومكانته الريادية في الإعلام السعودي.