خيّمت أزمة منع فيلم «آخر المعجزات» من العرض في افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» خلال دورته السابعة، على الحفل الذي أقيم، الخميس، وشهد حضوراً لافتاً لكثير من نجوم السينما وصُنّاعها، كما خطفت أزياء بعض الفنانات الاهتمام وحازت بانتشار على «السوشيال ميديا».
وقبل ساعات من الافتتاح، أعلن المهرجان عن إجراء تعديل في برنامج دورته السابعة بعرض الفيلم الكرواتي القصير «الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتاً» الحائز السّعفة الذهبية من مهرجان «كان»، بدلاً من فيلم «آخر المعجزات» لتعذّر عرضه، وفق بيان للمهرجان.
وأبدى الناقد طارق الشناوي تحفظه على بيان المهرجان، قائلاً في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «تبرير المهرجان عدم عرض الفيلم لتعذر عرضه، جملة قد تعود باللائمة على المهرجان أو أي جهة أخرى، كما تفتح الباب لكثير من الأسئلة وعلامات التعجب»، متسائلاً: «هل كان المهرجان ليُعلن عن اختياره ليكون فيلم افتتاح الدورة دون أن تكون هناك موافقة رقابية عليه؟ بالطبع لا».
وأكد الناقد الفني أنه شاهد الفيلم ولا يجد سبباً للاعتراض عليه، ولا حالة التّوجس منه التي حدثت؛ لافتاً إلى وجود تراجع يشير باللائمة على مسؤول الرقابة الذي يضطر لمخاطبة جهات متعددة، وأنه لا يستطيع أن يُعلن ذلك على الملأ، وتمنى الناقد المصري تدخل وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بما يملكه من سلطة سياسية ليعرض الفيلم على مسؤوليته، مؤكداً أن «العالم كله تابع هذه الأزمة، ما يعد صورة سلبية لنا»، مشيراً إلى ما فعله الوزير الأسبق فاروق حسني في مواقف كثيرة كموافقته على عرض فيلم «آلام المسيح».
ويتتبع الفيلم الروائي القصير «آخر المعجزات» رحلة الصحافي الأربعيني يحيى الذي يتلقى اتصالاً من شخص ميت أثناء وجوده في إحدى الحانات، ما يقوده لرحلة روحية تنتهي بمصير غير متوقع، الفيلم مأخوذ عن قصة «خمارة القط الأسود» لأديب «نوبل» نجيب محفوظ، يلعب دور بطولته كل من خالد كمال، وأحمد صيام، وعابد عناني، وظهور خاص للفنانة غادة عادل، ومن إخراج عبد الوهاب شوقي.
وانطلقت الدورة السابعة للمهرجان بحضور المهندس نجيب ساويرس مؤسسه، والمهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، اللذين صعدا إلى المسرح مرحبين بضيوفهما، وشدد نجيب على أن «السينما ليست مجرد ترفيه؛ بل أداة حقيقية لتعزيز الحوار بين الثقافات، وأن هذه الدورة تسلّط الضوء بشكل أعمق على شعار (سينما من أجل الإنسانية)، لأننا في وقت تعاني فيه الإنسانية بفلسطين ولبنان والسودان وأوكرانيا». في حين أكد سميح أن «مهرجان الجونة ليس مجرد حدث فني؛ بل تجسيد لحلمهما في مجتمع يتعانق فيه الفن والثقافة لأجل فهم أعمق بين الشعوب».
وشهد حفل الافتتاح حضوراً لافتاً من نجوم الفن وصُنّاع الأفلام؛ من بينهم يسرا، ولبلبة، وهند صبري، وإلهام شاهين، وحسين فهمي، ويسرا اللوزي، وأسماء جلال، ونيللي كريم، وأروى جودة، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد رزق، وأشرف عبد الباقي وابنته المخرجة زينة، وميس حمدان، ومحمد فراج.
وقدم أحمد الغندور صاحب برنامج «الدحيح»، الذي يلقى تفاعلاً على مواقع «السوشيال ميديا»، «إسكتشاً كوميدياً» عن أهمية فن السينما، كما قدم كل من المطربين محمد الشرنوبي، ونوران أبو طالب، وهنا يسري، «ميدلي» لأشهر أغنيات الأفلام في السينما المصرية، ومنها «برضاك يا خالقي» لأم كلثوم، و«طير بينا يا قلبي» لمحمد فوزي، و«كابوريا» لأحمد زكي، كما عُرض فيلم قصير بعنوان «أصل الحكاية» تناول تاريخ السينما المصرية عبر حوار بين جد وحفيده.
وقدمت المخرجة إيناس الدغيدي، الفنان محمود حميدة، قبل ظهوره على المسرح، مشيدة باختياراته الفنية وقدرته على تقديم أدوار متباينة ودعمه بصفته منتجاً للسينما، وسلمته جائزة إنجاز العمر، وقوبل حميدة بعاصفة من التصفيق، ووجّه الشكر لزملائه من الفنانين والفنانات الذين جاءوا للاحتفاء بتكريمه. ولفت حميدة إلى أن مهرجان الجونة حقق حلماً له، إذ كان يتمنّى إقامة مهرجان سينمائي في منطقة مرسى علم بالبحر الأحمر، لكن نجيب وسميح ساويرس قد نجحا في إقامته بالجونة.
ووجّه المهرجان كعادته تحية لذكرى الفنانين الراحلين خلال هذا العام، ومن بينهم الفنان صلاح السعدني، والموسيقار حلمي بكر، والفنانة ناهد رشدي.
وقال عمرو منسي المدير التنفيذي لمهرجان الجونة: «نؤمن بأن الفن ليس مجرد تسلية؛ بل هو صوت لدعم الشعوب في أوقات المحن وأداة لتسليط الضوء على قضايا تلامس القلب، وأننا نتضامن مع فلسطين ولبنان».
في حين ذكرت ماريان خوري المديرة الفنية للمهرجان، أن «هذه الدورة تشهد عرض 83 فيلماً من 84 دولة بخلاف أفلام البرامج الخاصة، وأن نسبة 43 في المائة منها لصانعات أفلام، كما تشهد لأول مرة مسابقة (سيني جونة للأفلام القصيرة)».
ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرجة الهندية ناديتا داس، ويتنافس على جوائزها 15 فيلماً، بينما تترأس المخرجة اللبنانية إليان الراهب لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية القصيرة، التي يشارك بها 12 فيلماً، وتضمّ لجنة تحكيم الأفلام القصيرة كلاً من الفنانين أمير المصري، وأمينة خليل، والأردنية ركين سعد، والفلسطينية لينا سوالم، والفلبينية سام مانا سكا، ويشارك فيها 13 فيلماً، وتضمّ لجنة تحكيم مسابقة «الجونة الخضراء» كلاً من الفنان أحمد مجدي، وتارا عماد من مصر، وأنيميك فان درهيل من هولندا، وتتنافس على جائزتها 6 أفلام.
وخطفت مباراة السوبر المصري بين فريقي الأهلي والزمالك التي أقيمت مساء الخميس في الإمارات، اهتمام أغلب الحاضرين، فانشغلوا بمتابعتها عبر تليفوناتهم الجوالة، وشهدت «الريد كاربت» تجمعات لمؤيدي كلّ فريق، وتزعّم الفنان محمد فراج دعم فريق الأهلي. كما تصدّر «الترند» على «غوغل» الجمعة، في مصر أسماء فنانات مثل يسرا اللوزي، وصور للفنانة إنجي علي مع تعليقات «سوشيالية» على الأزياء التي أثارت ضجة من قبل في مهرجان «الجونة».
وسيطر اللون الأسود على أزياء الحضور؛ البدلة السموكينغ للرجال وفساتين السهرة للنساء، لكن هذا لم يمنع النجمات من ارتداء ألوان أخرى؛ فظهرت يسرا بفستان أزرق طويل، وأمينة خليل بفستان كريمي «أوف شولدر»، وارتدت غادة عادل فستان «أوف وايت» مفتوحاً من أعلى، ولفتت المذيعة إنجي علي الأنظار في ظهورها بفستان من قطعتين مكون من توب فضي وجيب من الساتان، واختارت هند صبري فستاناً من دون أكمام باللون الذهبي.