«قلبي وأشباحه»... أول مسرحية مصرية في «موسم الرياض» الجديد

بطولة مي عز الدين وعمرو يوسف

الملصق الدعائي للمسرحية (حساب الفنان عمرو يوسف على «فيسبوك»)
الملصق الدعائي للمسرحية (حساب الفنان عمرو يوسف على «فيسبوك»)
TT

«قلبي وأشباحه»... أول مسرحية مصرية في «موسم الرياض» الجديد

الملصق الدعائي للمسرحية (حساب الفنان عمرو يوسف على «فيسبوك»)
الملصق الدعائي للمسرحية (حساب الفنان عمرو يوسف على «فيسبوك»)

تفتتح مسرحية «قلبي وأشباحه» العروض المسرحية المصرية ضمن فعاليات النسخة الجديدة من «موسم الرياض»، مع انطلاق العروض خلال الفترة من 29 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري وحتى 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على «مسرح محمد العلي».

ويُذكر أن المسرحية من بطولة مي عز الدين، وعمرو يوسف، وحمدي الميرغني، وإيمان السيد، وحاتم صلاح، وسليمان عيد، ومن تأليف ورشة كتابة ضمت طه زغلو ونور مهران مع أحمد عبد العزيز، تحت إشراف مخرج المسرحية محمد محمدي، وإنتاج صلاح الجهيني ومحمد نصار.

وتدور أحداث المسرحية في عالم من «الفانتازيا» يظهر فيه صناع فيلم سينمائي ليس لديهم خبرة، عبر منتج لا يعرف مهمة عمله، وفتاة تقوم بعمل فيديوهات على تطبيق «تيك توك» تدفع أموالاً لتخوض تجربة التمثيل، وصولاً لنجم مشهور يقوم بدوره عمرو يوسف يجد نفسه في أزمة مع فريق العمل الذي يدخل للتصوير في بيت أشباح.

وخلال وجود صناع الفيلم في بيت الأشباح تطل «العفريتة» التي تقوم بدورها مي عز الدين، لتطلب منهم عدة طلبات باعتبارها صاحبة المكان الموجودين بداخله، في إطار من كوميديا الموقف التي تتواصل على مدار العرض.

مي عز الدين (حسابها على «فيسبوك»)

ويقول مخرج العرض محمد محمدي إن الفكرة كانت موجودة لديه منذ فترة طويلة حتى جرى الحديث عن تقديم مسرحية جديدة مع مي عز الدين التي سبق أن قدم معها العام الماضي في «موسم الرياض» مسرحية «زواج اصطناعي»، مشيراً إلى أنه بدأ مع فريق الكتابة التركيز على المشروع وكتابة النص وترشيح باقي الأبطال.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مرحلة الكتابة كانت الجزء الأصعب لوجود عدد كبير من الشخصيات في العرض المسرحي»، لافتاً إلى أنه تناقش مع الممثلين خلال البروفات في التفاصيل الخاصة بالأدوار ومساحات الارتجال حتى يصل إلى الصورة النهائية.

ووصل فريق عمل المسرحية إلى الرياض لمتابعة تجهيزات العرض خلال الأيام المقبلة وإجراء بروفات متكاملة على خشبة المسرح الذي سيحتضن المسرحية بعدما أجروا بروفات على مدى أسابيع في القاهرة.

ويشير المنتج صلاح الجهيني إلى أن «المسرحية استغرقت نحو 4 شهور من العمل المتواصل، بالإضافة إلى نحو 12 بروفة متكاملة تم الانتهاء منها في القاهرة قبل سفر فريق العمل»، وأكد أنهم حرصوا على الاستعانة بفريق من المتخصصين المحترفين في تصميم الملابس والمؤثرات الخاصة بالشخصيات خلال التحضير؛ لكون الإبهار جزءاً أساسياً في العرض، وفق قوله.

عمرو يوسف (حسابه على «فيسبوك»)

وأوضح الجهيني لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار مي عز الدين للدور جاء بعد تميزها العام الماضي في مسرحية (زواج اصطناعي)»، وقناعته بـ«قدرتها على تقديم أدوار مختلفة، وموهبتها التمثيلية التي تجعلها تنتقل من شخصية لأخرى بسهولة»، لافتاً إلى أن «اختيار عمرو يوسف جاء لمساحة الكوميديا التي ستقدمه للجمهور بشكل مختلف».

ونشر رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، المستشار تركي آل الشيخ، عبر حسابه على «إنستغرام»، البرومو الترويجي للمسرحية، متضمناً عدداً من أبطالها.

ويلفت الجهيني إلى حرص فريق العمل على تقديم إعلان ترويجي للمسرحية بشكل مختلف عن الإعلانات الخاصة بالعروض المسرحية، وهي التجربة التي قدمها شريكه محمد نصار في أول تجربة إخراجية له، مؤكداً حرصهم على الاهتمام بكافة التفاصيل الخاصة بالعرض.

وأكد أن «تقديم عدد كبير من المسرحيات المصرية ضمن فعاليات (موسم الرياض) في السنوات السابقة يجعل صناع الأعمال أمام رهان صعب لتقديم أعمال جديدة ومبتكرة، وهو ما نعِد به الجمهور في عرض (قلبي وأشباحه)».


مقالات ذات صلة

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق إيفان كركلا يُهدي رئيس أكاديمية الرقص في بكين كتاباً عن مهرجانات بعلبك (فرقة كركلا)

إيفان كركلا: لبنان لا يموت وهو حاضر أبداً بمبدعيه وتاريخه

هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يُدعى فيها المخرج إيفان كركلا إلى هذا المنتدى العالمي، بعد إدراج «مسرح كركلا» عضواً بـ«جمعية العالم للفنون المسرحية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)

«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

رغبت عائلة الكاتب المسرحي الراحل في هذه الخطوة من باب تحريك عروض المسرح في زمن الحرب. واليوم بعد مرور نحو 40 عاماً على عرضها الأول تعود إلى الحياة.

فيفيان حداد (بيروت)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
TT

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

في كل مرة يُعلن فيها عن الإفراج عن دفعة من المعتقلين السوريين، تتزيّن بطلة فيلم «سلمى» وتهرع مع والد زوجها، علّها تعثر على زوجها «سجين الرأي» الذي اختفى قبل سنوات في ظروف غامضة، متمسكة بأمل عودته، رافضة إصدار شهادة وفاته، ومواصلة حياتها مع نجلها ونجل شقيقتها المتوفاة.

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» في هذا الإطار، وقد جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» في «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وتلعب الفنانة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة فيه إلى جانب المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي يؤدي دور والد زوجها. وقد أُهدي الفيلم لروحه.

تتعرض «سلمى» للاستغلال من أحد أثرياء الحرب سيئ السمعة، لتبدأ بنشر معلومات دعائية لشقيقه في الانتخابات على خلفية ثقة السوريين بها للعبها دوراً بطوليّاً حين ضرب زلزال قوي سوريا عام 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات المواطنين من تحت الأنقاض، وتناقلت بطولتها مقاطع فيديو صورها كثيرون. وتجد «سلمى» نفسها أمام خيارين إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية، وإما أن تختار خلاصها مع عائلتها.

ويشارك في بطولة الفيلم كلٌ من باسم ياخور، وحسين عباس، والفيلم من إخراج جود سعيد الذي يُعدّه نقاد «أحد أهم المخرجين الواعدين في السينما السورية»، بعدما حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عدة، على غرار «مطر حمص»، و«بانتظار الخريف».

سُلاف تحتفل بفيلمها في مهرجان القاهرة (القاهرة السينمائي)

قدّمت سُلاف فواخرجي أداءً لافتاً لشخصية «سلمى» التي تنتصر لكرامتها، وتتعرّض لضربٍ مُبرح ضمن مشاهد الفيلم، وتتجاوز ضعفها لتتصدّى لأثرياء الحرب الذين استفادوا على حساب المواطن السوري. وتكشف أحداث الفيلم كثيراً عن معاناة السوريين في حياتهم اليومية، واصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعضِ السلع الغذائية، وسط دمار المباني جراء الحرب والزلزال.

خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم، تقول سُلاف فواخرجي، إنه من الصّعب أن ينفصل الفنان عن الإنسان، وإنّ أحلام «سلمى» البسيطة في البيت والأسرة والكرامة باتت أحلاماً كبيرة وصعبة. مؤكدة أن هذا الأمر ليس موجوداً في سوريا فقط، بل في كثيرٍ من المجتمعات، حيث باتت تُسرق أحلام الإنسان وذكرياته. لافتة إلى أنها واحدة من فريق كبير في الفيلم عمل بشغف لتقديم هذه القصة. وأضافت أنها «ممثلة شغوفة بالسينما وتحب المشاركة في أعمال قوية»، مشيرة إلى أن «شخصية (سلمى) تُشبهها في بعض الصّفات، وأن المرأة تظل كائناً عظيماً».

من جانبه، قال المخرج جود سعيد، إن هذا الفيلم كان صعباً في مرحلة المونتاج، خصوصاً في ظل غياب عبد اللطيف عبد الحميد الذي وصفه بـ«الحاضر الغائب».

مشيراً إلى أن قصة «سلمى» تُمثّل الكرامة، «وبعد العشرية السّوداء لم يبقَ للسوريين سوى الكرامة، ومن دونها لن نستطيع أن نقف مجدداً»، وأن الفيلم يطرح إعادة بناء الهوية السورية على أساسٍ مختلفٍ، أوّله كرامة الفرد. ولفت المخرج السوري إلى أن شهادته مجروحة في أداء بطلة الفيلم لأنه من المغرمين بأدائها.

الفنان السوري باسم ياخور أحد أبطال فيلم «سلمى» (القاهرة السينمائي)

ووصف الناقد الأردني، رسمي محاسنة، الفيلم بـ«الجريء» لطرحه ما يقع على المسالمين من ظلمٍ في أي مكان بالعالم؛ مؤكداً على أن كرامة الإنسان والوطن تستحق أن يُجازف المرء من أجلها بأمور كثيرة، وتابع: «لذا لاحظنا رفض (سلمى) بطلة الفيلم، أن تكون بوقاً لشخصية تمثّل نموذجاً للفساد والفاسدين رغم كل الضغوط».

وأوضح رسمي محاسنة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم قدّم شخصياته على خلفية الحرب، عبر نماذج إنسانية متباينة، من بينها تُجار الحرب الذين استغلوا ظروف المجتمع، ومن بقي مُحتفّظاً بإنسانيته ووطنيته، قائلاً إن «السيناريو كُتب بشكل دقيق، وعلى الرغم من دورانه حول شخصية مركزية فإن المونتاج حافظ على إيقاع الشخصيات الأخرى، وكذلك الإيقاع العام للفيلم الذي لم نشعر لدى متابعته بالملل أو بالرتابة».

سُلاف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد في لقطة من الفيلم (القاهرة السينمائي)

وأشاد محاسنة بنهاية الفيلم مؤكداً أن «المشهد الختامي لم يجنح نحو الميلودراما، بل اختار نهاية قوية. كما جاء الفيلم دقيقاً في تصوير البيئة السورية»؛ مشيراً إلى أن «المخرج جود سعيد استطاع أن يُخرِج أفضل ما لدى أبطاله من أداء، فقدموا شخصيات الفيلم بأبعادها النفسية. كما وفُّق في إدارته للمجاميع».

واختتم محاسنة قائلاً: «تُدهشنا السينما السورية باستمرار، وتقدّم أجيالاً جديدة مثل جود سعيد الذي يتطوّر بشكل ممتاز، وفي رأيي هو مكسبٌ للسينما العربية».