اليهود يحتفلون به هذا الأسبوع... ماذا نعرف عن رأس السنة العبرية؟

العيد يُعرف بـ«روش هشانا»... وله طقوسه الخاصة

حاخام ينفخ في «الشوفار» بجوار بعض الماعز مع ابنته الصغرى خلال استعدادهما لعيد رأس السنة العبرية (أ.ب)
حاخام ينفخ في «الشوفار» بجوار بعض الماعز مع ابنته الصغرى خلال استعدادهما لعيد رأس السنة العبرية (أ.ب)
TT

اليهود يحتفلون به هذا الأسبوع... ماذا نعرف عن رأس السنة العبرية؟

حاخام ينفخ في «الشوفار» بجوار بعض الماعز مع ابنته الصغرى خلال استعدادهما لعيد رأس السنة العبرية (أ.ب)
حاخام ينفخ في «الشوفار» بجوار بعض الماعز مع ابنته الصغرى خلال استعدادهما لعيد رأس السنة العبرية (أ.ب)

يحتفل اليهود حول العالم، هذا الأسبوع، بما يُعرف بـ«روش هشانا»، أي رأس السنة العبرية. فمثل عدد من الشعوب حول العالم، لا يلتزم اليهود بليلة 31 ديسمبر (كانون الأول) للاحتفال بنهاية عام وبداية آخر، بل يجرون طقوسهم الخاصة على مدى يومين في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وأحياناً قد تقع الاحتفالات في سبتمبر (أيلول).

تختلف تواريخ الاحتفال بالعيد من عام إلى آخر. وهذه السنة، بدأت الاحتفالات يوم الأربعاء 2 أكتوبر، وتنتهي يوم الجمعة 4 أكتوبر.

تأتي تواريخ المهرجانات اليهودية من التقويم العبري، لذا فإن رأس السنة اليهودية يبدأ في الخريف، وليس في الأول من يناير (كانون الثاني).

ويبدأ المهرجان هذا في اليوم الأول من شهر «تشري»، الشهر السابع من التقويم العبري، الذي يقع في أكتوبر عادة.

رجال يهود يتجمعون قبل رأس السنة العبرية وسط أوكرانيا (أ.ف.ب)

ما الذي يرمز إليه العيد؟

رأس السنة اليهودية عبارة عن احتفال رئيسي يستمر يومين ويُعرف الآن بوصفه افتتاحاً للعام الديني الجديد في الأول من أكتوبر.

ولأن العام الجديد يبشّر بفترة 10 أيام من فحص الذات والتوبة، يُطلق على رأس السنة أيضاً «يوم الدينونة» السنوي، وخلال هذه الفترة يراجع اليهود علاقتهم الفردية مع الله.

على عكس احتفالات رأس السنة الحديثة، التي غالباً ما تكون عبارة عن حفلات صاخبة، فإن احتفالات رأس السنة العبرية تشتهر بأنها عطلة هادئة وتأملية. ولأن النصوص اليهودية تختلف حول مدة المهرجان، فإن بعض الأشخاص يحتفلون برأس السنة ليوم واحد، بينما يحتفل آخرون لمدة يومين. ويُحظر العمل خلال العيد، ويقضي اليهود المتدينون معظم العطلة وهم يصلون، بحسب ما نقله موقع «هيستوري».

ويعدّ رأس السنة لدى اليهود «احتفالاً بخلق العالم، ويمثل بداية جديدة»، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ويعدّ هذا اليوم مقدساً؛ حيث لا يُتوقع من اليهود العمل خلاله أبداً.

بدلاً من ذلك، فهو وقت مهم لهم، مخصص للتفكير في العام الماضي وطلب المغفرة عن أي خطأ يشعرون بأنهم ارتكبوه. يمكنهم أيضاً التفكير في أولوياتهم في الحياة، وما هو مهم بالنسبة لهم.

يمثل المهرجان أيضاً وقتاً للحكم، فيعتقد اليهود بأن الله يوازن بين أعمال الشخص الصالحة على مدار العام الماضي وأعماله السيئة، وبناءً على ذلك يقرر كيف ستكون الأشهر الـ12 المقبلة بالنسبة له، بحسب تقرير لـ«بي بي سي».

أشخاص يهود يتجمعون قبل رأس السنة العبرية وسط أوكرانيا (أ.ف.ب)

كيف يحتفلون به؟

خلال رأس السنة العبرية، يتبادل اليهود التحية التقليدية بـ«لشاناه توفاه»، التي تعني «سنة طيبة».

يقضي كثير من العائلات اليهودية بعضاً من رأس السنة العبرية في الكنيس اليهودي.

أحد تقاليد رأس السنة العبرية هو النفخ في بوق كبير يُسمى «الشوفار». يتم نفخ مائة نغمة على البوق لخلق إيقاع خاص. والشوفار إحدى أقدم آلات النفخ المعروفة في العالم.

ويعتقد اليهود بأن نغمات الشوفار تدعوهم إلى صحوة روحية. وخلال الصلاة الإضافية في الكنيس، يُنفخ الشوفار بعد تلاوة كل مجموعة من 3 مجموعات من الصلوات، بحسب موقع «الموسوعة البريطانية (بريتانيكا)».

يشير صوت الشوفار إلى بداية فترة الـ10 أيام التي تُسمى «أيام الرهبة»، التي تسبق مهرجان يهودي آخر يُسمى «يوم الغفران».

«يوم الغفران» هو الأكثر احتفالاً في التقويم اليهودي، حيث يمتنع الناس عن الأكل والشرب لمدة 25 ساعة، ويعدّ فرصة للتأمل في العام الماضي وطلب المغفرة عن أي خطايا.

وكما هي الحال في كل الأعياد اليهودية الكبرى، تشعل النساء الشموع في كل مساء من رأس السنة خلال تلاوة الصلوات المناسبة.

رئيس مركز التعليم اليهودي ينفخ في «الشوفار» خلال حفل استقبال رأس السنة اليهودية في برلين (إ.ب.أ)

أطباق مهمة

خلال رأس السنة العبرية، يكون الطعام أيضاً مهماً جداً.

يتم غمس شرائح التفاح في العسل لترمز إلى «العام الجديد الحلو» المقبل، كما يتناول الناس كعكة العسل أيضاً.

ويعمل بعض اليهود على طهي طبق من الجزر يسمى «tzimmes»، ويقومون بتحضير خُبز الـ«Challah» على شكل دائري كي يرمز إلى دائرة الحياة ونهاية العام. وهذا يختلف عن الخبز المجدول الذي يتناوله اليهود عادة يوم السبت.

بعض اليهود يشترون الخبز قبل رأس السنة العبرية (أ.ف.ب)

قد تجد أيضاً رماناً على المائدة؛ لأن هناك تقليداً يقول إنه يحتوي على 613 بذرة. وتمثل هذه البذور الوصايا التي من المفترض أن يلتزم بها الفرد اليهودي.

يتجنب بعض اليهود تناول المكسرات في هذا العيد؛ بسبب تفسير في علم الجيماتريا، وهو نظام أعدادي يهودي قديم، يربط المكسرات بالخطيئة، وفقاً للموسوعة البريطانية.

بعض اليهود يلجأون لتناول الرمان للاحتفال برأس السنة (أ.ب)

ومن الممارسات الأخرى التي يتبعها اليهود خلال رأس السنة العبرية ما يُسمى «التاشليخ»، حيث يقوم الأشخاص الذين يحتفلون بالعيد بإلقاء فتات الخبز في مسطح مائي. وترمز هذه الطقوس إلى التخلص الروحي من الخطايا. وهناك جدال داخلي بينهم حول ما إذا كان ينبغي إلقاء فتات الخبز في الماء، أو ما إذا كان ينبغي التخلص من الخطايا دون تمثيل مادي. وهناك أيضاً جدال حول ما إذا كان المسطح المائي يجب أن يحتوي على أسماك، بحسب موقع «بريتانيكا».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل فلسطيني مسلّح بسكين في الضفة الغربية

المشرق العربي عناصر من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل فلسطيني مسلّح بسكين في الضفة الغربية

قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قتلوا، اليوم الخميس، فلسطينياً بعدما أطلقوا النار عليه في الضفة الغربية لدى اقترابه منهم وهو يحمل سكيناً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية النقيب في الجيش الإسرائيلي بن تسيون فلاح قُتل في جنوب لبنان بتاريخ 2 أكتوبر 2024 (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نقيب خلال المعارك في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل النقيب بن تسيون فلاح (21 عاماً) أثناء القتال في جنوب لبنان، أمس (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي قوات من لواء «عتصيوني» الإسرائيلي خلال عملية له بجنوب لبنان في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي 3 أكتوبر 2024 (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لجنود من احتياطه خلال عمليات في جنوب لبنان

نشر الجيش الإسرائيلي لقطات للواء الإسرائيلي «عتصيوني» خلال عملية له في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية احتجاج يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجَزين لدى «حماس» بالقرب من تل أبيب (إ.ب.أ)

عائلات الرهائن الإسرائيليين تلغي مسيرات في تل أبيب والقدس بسبب «الوضع الأمني»

ألغى تجمع عائلات الرهائن والمفقودين، الخميس، مسيرات كانت مقررة في تل أبيب والقدس السبت المقبل بمناسبة مرور عام على هجوم 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي صاروخ باليستي زعم الحوثيون أنهم أطلقوه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

ضمن تصعيد الجماعة الحوثية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مناصرة «حزب الله» في لبنان، تبنت، الخميس، إطلاق عدد من الطائرات المسيرة باتجاه تل أبيب

علي ربيع (عدن)

رحلة أم كلثوم في باريس تثير «إعجاباً وشجناً»

أم كلثوم (أرشيفية)
أم كلثوم (أرشيفية)
TT

رحلة أم كلثوم في باريس تثير «إعجاباً وشجناً»

أم كلثوم (أرشيفية)
أم كلثوم (أرشيفية)

تأرجحت مشاعر رواد «السوشيال ميديا» العربية، بعد إذاعة حلقة «أم كلثوم في باريس»، التي قدمها «اليوتيوبر» المصري أحمد الغندور، في برنامجه «الدحيح»، ووجدت الحلقة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بين الإعجاب والشجن والحنين.

وتحدث الغندور عن رحلة «كوكب الشرق» في عام 1967 لباريس، وغنائها على مسرح الأولمبيا، مشيراً إلى الزحام الشديد على الحفل من جانب الجاليات العربية والأجانب، حيث وصل طول الطابور لكيلو متر كامل، كما أن سعر التذكرة كان الأغلى في تاريخ «الأولمبيا».

قناة «الدحيح» على «يوتيوب»

وهو ما نجده في وصف للحلقة عبر حساب البرنامج على موقع «يوتيوب»، نقرأ: «بعد نكسة 1967، تحولت أم كلثوم من مطربة شهيرة إلى أيقونة وطنية من خلال مساهمتها في المجهود الحربي. قامت بجمع التبرعات لإعادة بناء الجيش ورفع الروح المعنوية للمصريين والعرب بعد الهزيمة عبر سلسلة حفلات في الوطن العربي وأوروبا، بما في ذلك حفل تاريخي على مسرح الأولمبيا في باريس التي توجد بها أكبر جالية يهودية في أوروبا، وتسيطر عليها المنظمات الصهيونية».

وكما عوّد الغندور جمهور «الدحيح»، قدم مزيجاً بين الجدية والمرح، والسخرية والتشويق، عارضاً كيف امتلكت أم كلثوم 16 درجة نغمية، وكيف ساعدها الإنشاد على ذلك، وكيف كانت صوتاً وطنياً لمصر، في فترة ثورة يوليو 1952، والعدوان الثلاثي 1956، والنكسة، وكيف تقدمت بطلب رسمي للسفر إلى الجبهة، حيث استطاعت أن تحول الغناء إلى تجربة شعورية قادرة على رفع معنويات الجنود إلى السماء، مبرزاً جهودها في تأسيس «هيئة التجمع الوطني للمرأة المصرية» لتوحيد جهود سيدات مصر للمشاركة في المجهود الحربي.

وأشار الغندور إلى أن حفلة أم كلثوم في باريس لم تكن مجرد حفل غنائي عادي، بل كانت لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية، فقد استطاعت أن توحد قلوب الملايين من خلال صوتها العذب، وأن تزرع في نفوسهم الأمل والتفاؤل في وقت كانت فيه الأمة العربية تمر بمحنة كبيرة، ما جعل صحيفة «لموند» الفرنسية تصفها بـ«العملاقة المقدسة».

تبين الحلقة أن «كوكب الشرق» في سنواتها الأخيرة، جمعت أم كلثوم من التبرعات ما يفوق الثلاثة ملايين جنيه لدعم إعادة بناء الجيش قبل انتصار أكتوبر 1973، لتتحول من مجرد أيقونة إلى شخصية قادرة على تحويل لحظات اليأس إلى أمل، مؤثرة في حياة شعبها بعمق.

«كوكب الشرق» أسهمت في دعم المجهود الحربي المصري (متحف أم كلثوم)

مع انتهاء الحلقة ارتفع هاشتاغ «أم كلثوم» إلى صدارة «التريند» في مصر، في حين نال فيديو الحلقة ملايين المشاهدات، وتناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي رابطها ومقتطفات منها فيما بينهم، واصفين الحلقة بـ«التاريخية»، مُجمعين أنها حركت مشاعر الحنين والشجن لديهم.

وأعرب كثيرون أنهم لم يتمالكوا أنفسهم من البكاء مع مشاهدة الحلقة.

كما أوضح كثير من الرواد أنهم تعرفوا على جوانب غير معلومة في حياة «كوكب الشرق». فيما أشار آخرون إلى ردود فعل الجمهور العربي على الحلقة، مؤكدين أن الفن يجمع الشعوب.

كما نال فريق برنامج «الدحيح» إشادة واسعة، ما جعل كاتب الحلقة أحمد الفخراني، يكتب عبر حساباته: «أم كلثوم في باريس، حلقة الدحيح الجديدة من كتابتي، والمعتمدة كمصدر رئيسي على الكتاب الرائع للباحث كريم جمال (أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي). خالص الشكر لفريق الدحيح، دي حقيقي من الحلقات اللي بتحسسني إني فرحان وفخور بإني جزء من (الدحيح)».

وهي الكلمات التي أعاد نشرها العشرات من محبي البرنامج، مصحوبة بكلمات الإطراء على الكاتب وفريق البرنامج.

يشار إلى أن أحمد الغندور أسس قناته «الدحيح» على «يوتيوب» في عام 2014، وبدأ بنشر مقاطع فيديو تهدف إلى تبسيط العلوم بشكل ممتع وسهل، مع لمسة من الكوميديا. وأدرج اسم الغندور في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم العربي لعام 2018.