مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
TT
20

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

تترقب مصر استقبال قطع آثار فرعونية «نادرة» أحبطت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها في القاهرة محاولات لبيعها أخيراً؛ إذ يجري حالياً إنهاء الإجراءات الخاصة بعملية شحنها وإعادتها إلى البلاد.

وزار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء السبت، مقر قنصلية بلاده في نيويورك، لتفقد القطع الأثرية التي تم استردادها أخيراً، في سياق تعاون بين القنصلية ووزارة السياحة والآثار ومكتب النائب العام في القاهرة من جانب، والمدعي العام الأميركي في مانهاتن من جانب آخر.

وتضمنت مجموعة الآثار المستردة «قطعاً تعود إلى العصر الفرعوني القديم، والعصر البطلمي، من بينها قناع خشبي مذهّب، وقدم من الجرانيت الأحمر، ومزهرية مصرية من الألباستر، وغيرها»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير تميم خلاف.

وأكد وزير الخارجية المصرية «ضرورة سرعة إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لشحن القطع الأثرية إلى مصر بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة»، منبّهاً إلى «الأهمية التي توليها بلاده لملف استرداد الآثار المهربة إلى الخارج»، ومشيداً في هذا الصدد بـ«الجهود الحثيثة التي تبذلها السفارات والقنصليات المصرية بالخارج بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ومكتب النائب العام المصري وأجهزة الدولة المعنية لاسترداد القطع الأثرية المصرية حفاظاً على ثروات البلاد».

وكان القانون المصري يسمح بإهداء وتصدير الآثار حتى عام 1983، من خلال قانون القسمة لعام 1912، وقانون تنظيم بيع الآثار عام 1951. لكن رغم تجريم القانون الحالي الاتجار في الآثار، لا تزال عمليات التهريب مستمرة، لا سيما لما يتم الكشف عنه خلال أعمال «الحفر خلسة» بطريقة غير قانونية.

وتسعى مصر لاسترداد آثارها المهربة للخارج، أو تلك التي خرجت من البلاد بطريقة «غير مشروعة»، عبر توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي مع عدد من دول العالم، من بينها أميركا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا، أو التفاوض مع الجهات الحائزة للآثار. وتمكنت منذ عام 2014 وحتى الآن من استرداد نحو 30 ألف قطعة أثرية.

وكانت وزارة السياحة والآثار المصرية أعلنت في سبتمبر (أيلول) عام 2022 عن «استرداد 16 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية»، كانت قد خرجت من البلاد بصورة «غير شرعية»، بينها 6 قطع كانت السلطات الأميركية قد صادرتها من متحف «المتروبوليتان للفنون»؛ إذ تم مصادرتها من قبل مكتب المدعي الأميركي في مدينة مانهاتن بنيويورك، في القضية الكبرى التي شملت تهريب عدد من القطع الأثرية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا.

ويأتي التعاون مع واشنطن في إطار اتفاقية ثنائية بشأن استيراد وتصدير المواد الأثرية، تم توقيعها عام 2016، وجُدّدت في 2021 لمدة خمس سنوات أخرى، وبموجبها استردت القاهرة عدداً كبيراً من القطع الأثرية من أميركا، من أبرزها تابوت الكاهن «نجم عنخ».


مقالات ذات صلة

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

يوميات الشرق منطقة الإمام الشافعي بعد هدم مقابر بها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

أثارت عملية الهدم الجديدة لمدافن بجبانة القاهرة التاريخية، انتقادات واتهامات للمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، بـ«المماطلة»

عصام فضل (القاهرة)
يوميات الشرق معبد فيلة بأسوان (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تحتفل بمرور 69 عاماً على إنقاذ معابد النوبة

قبل 69 عاماً، تم إنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية، في 25 أبريل (نيسان)، ضمن حملة دولية لإنقاذ معابد النوبة التي كانت تواجه خطراً بعد إنشاء السد العالي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الجمعة الكشف عن مقبرة الأمير «وسر إف رع» ابن الملك «أوسر كاف» أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

كشف عالم مصريات فرنسي ما وصفه بالرسائل السرية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

أطلقت مصر جائزة سنوية لأفضل ممارسات الحفاظ المعماري والعمراني في محافظاتها لعام 2025. وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن فتح باب التقدم لها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)
الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)
TT
20

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)
الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)

وجدت دراسة سريرية أميركية أن جرعة واحدة من الدواء المضاد للفيروسات «زوفلوزا» (Xofluza) تخفض فرصة انتقال فيروس الإنفلونزا بين أفراد الأسرة.

وأوضح الباحثون من جامعة ميشيغان في الدراسة التي نُشرت نتائجها الجمعة، في دورية «New England Journal of Medicine» أن الدواء، الذي يحتوي على المادة الفعالة «بالوكسافير ماربوكسيل»، يبطئ بشكل كبير عملية إفراز الفيروس التي تؤدي إلى إصابة المخالطين للمصابين بالإنفلونزا.

ويعد انتقال عدوى الإنفلونزا إلى المخالطين أحد التحديات الرئيسية في التحكم في انتشار الفيروس، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة من شخص مصاب إلى أفراد أسرته أو زملائه في العمل أو أي شخص آخر على اتصال به. ويتم ذلك عن طريق الرذاذ التنفسي الذي ينطلق عندما يعطس أو يسعل المصاب، بالإضافة إلى لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.

وأُجريت الدراسة السريرية على 1457 مريضاً مصاباً بالإنفلونزا تتراوح أعمارهم بين 5 و64 عاماً، بالإضافة إلى 2681 من المخالطين. تم إعطاء المرضى عشوائياً إما جرعة من «زوفلوزا» وإما دواء وهمي، وتم متابعة المخالطين لاكتشاف ما إذا كانت العدوى قد انتقلت إليهم.

وأظهرت الدراسة أن دواء «زوفلوزا» يمكن أن يقلل من احتمال انتقال الفيروس إلى أفراد الأسرة بنسبة تصل إلى 30 في المائة. ووجد الباحثون أن استخدام هذا العقار قد ساعد بشكل كبير في تقليل فترة إفراز الفيروس، ما يحد من احتمالية انتقال العدوى إلى الآخرين. وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف قد يُحدث تحولاً في كيفية مواجهة تفشي الإنفلونزا في المستقبل، ويعزز دور العلاجات المضادة للفيروسات في تقليل العدوى عبر المجتمع.

من جانبه، قال الباحث المشارك بالدراسة من كلية الطب بجامعة ميشيغان، الدكتور آدم لاورينغ، إن النتائج تفتح آفاقاً كبيرة لتقليل حالات الإنفلونزا في المجتمع، حيث إن هذه دراسة مثيرة حقاً، وتبرز كيف يمكننا استخدام العقار المضاد للفيروسات لحماية المرضى والمجتمعات من انتقال الإنفلونزا».

وأضاف عبر موقع الجامعة أنه نظراً لأن الأدوية الأخرى المضادة للإنفلونزا تتطلب جرعة يومية لمدة 5 أيام، بينما يُعطى «زوفلوزا» جرعة واحدة فقط، فقد يعني ذلك استخداماً أكبر للعلاج، مما يساعد في حماية المرضى والمجتمع.

ونوه بأن «هذه النتائج توسع من مبررات علاج مرضى الإنفلونزا باستخدام هذا العقار المضاد للفيروسات، حيث إنه علاج مزدوج الفائدة، لدوره في تقليل مدة المرض، مما يمكن أن يمنع المضاعفات التي تؤدي إلى دخول المستشفى أو الوفاة، بينما يقلل أيضاً من انتقال العدوى».

وخلص الباحثون إلى أن هذا الدواء قد يكون واعداً أيضاً في مكافحة انتشار إنفلونزا الطيور، حيث أظهرت الدراسات المخبرية أن «زوفلوزا» يعيق تكاثر هذا النوع من الفيروسات أيضاً.