بعد جنازة البابا... الأنظار تتجه إلى من سيخلفه

«مجمع الكرادلة» سيباشر مداولات انتخاب رئيس للكنيسة الكاثوليكية مطلع مايو

مشجعون وقفوا دقيقة صمت حداداً على البابا الراحل قبل مباراة كرة بين إنتر ميلان وروما في ملعب سان سيرو في ميلانو الأحد (أ.ب)
مشجعون وقفوا دقيقة صمت حداداً على البابا الراحل قبل مباراة كرة بين إنتر ميلان وروما في ملعب سان سيرو في ميلانو الأحد (أ.ب)
TT

بعد جنازة البابا... الأنظار تتجه إلى من سيخلفه

مشجعون وقفوا دقيقة صمت حداداً على البابا الراحل قبل مباراة كرة بين إنتر ميلان وروما في ملعب سان سيرو في ميلانو الأحد (أ.ب)
مشجعون وقفوا دقيقة صمت حداداً على البابا الراحل قبل مباراة كرة بين إنتر ميلان وروما في ملعب سان سيرو في ميلانو الأحد (أ.ب)

أقيم في الفاتيكان، الأحد، قداس لراحة البابا فرنسيس، الذي ووري الثرى السبت في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بروما، بعد جنازة مهيبة، ما يمهد الطريق أمام المداولات المتعلقة بخلافته.

وعلى غرار 7 باباوات قبله، دُفن البابا فرنسيس، الذي توفي يوم اثنين الفصح عن عمر يناهز 88 عاماً، بمراسم خاصة السبت، في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، المكرسة للسيدة العذراء مريم، حيث اعتاد أن يذهب للصلاة قبل كل رحلة خارجية وبعدها. وأقيم قداس لراحة نفسه، ترأسه المسؤول الثاني السابق في الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، في ساحة القديس بطرس، الأحد، قبل أن يزور الكرادلة قبره الواقع قرب المذبح في سانتا ماريا ماجوري، الذي يحمل فقط عبارة «فرنسيسكوس»، أي فرنسيس باللاتينية.

الكرادلة يغادرون بعد القداس الذي أقيم الأحد غداة جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان (أ.ب)

ومنذ الجنازة المهيبة التي نظّمت لخورخي بيرغوليو، أول بابا متحدر من أميركا الجنوبية في التاريخ، والتي حضرها أكثر من 400 ألف شخص، يشهد الفاتيكان فترة حداد مدتها 9 أيام، ستُقام خلالها رتب دينية كل يوم في كنيسة القديس بطرس حتى 4 مايو (أيار).

ومع انقضاء الأيام التسعة هذه، يمكن أن يجتمع الكرادلة الناخبون الـ135، الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً، ليختاروا خلف الأبواب المغلقة في كنيسة سيستينا بابا جديداً على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وقد يتم الإعلان عن موعد المَجْمَع المقدس، الاثنين.

وفقاً لقواعد الفاتيكان، يجب أن يبدأ المجمع بين اليوم الخامس عشر والعشرين بعد وفاة البابا، أي بين 5 و10 مايو. وقال الكاردينال اللوكسمبورغي، جان - كلود هوليريتش، إنه سيبدأ «على الأرجح» في 5 أو 6 مايو، بينما قدّر الكاردينال الألماني راينهارد ماركس أنه سيستمر «بضعة أيام».

المجمع الانتخابي

وسيجتمع 135 كاردينالاً، يبلغ متوسط أعمارهم 70 عاماً، ومعظمهم معيّن من قبل البابا فرنسيس، في المجمع الانتخابي المغلق لاختيار رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية. ولا يدعى إلى المجمع المغلق سوى الكرادلة الذين لم يتجاوزوا الثمانين من العمر، وبالتالي لن يشارك 117 كاردينالاً في انتخاب البابا المقبل، في عملية يتوقع أن تبدأ مطلع مايو.

ومن بين الكرادلة الناخبين، سيكون القادمون من قارة أوروبا الأكثر عدداً في كنيسة سيستينا، مع 53 ممثلاً، أو 39 في المائة من الناخبين. وعلى سبيل المقارنة، كان عدد الكرادلة الأوروبيين خلال الاجتماع الذي أدّى إلى انتخاب البابا فرنسيس عام 2013، 60 من أصل 115 (52 في المائة). وبعد الأوروبيين، يأتي الكرادلة الآسيويون (23) ثم الأميركيون الجنوبيون ومن أميركا الوسطى (21) والأفارقة (18) والأميركيون الشماليون (16)، يليهم الأوقيانوسيون (4)، بحسب أرقام الكرسي الرسولي. وستكون إيطاليا مجدداً البلد الأكثر تمثيلاً بحيث يصل عدد كرادلتها في المجمع إلى 17، لكنه يبقى أقل مما كان عليه في عام 2013 (28).

وتتمثل الولايات المتحدة بـ10 كرادلة، والبرازيل بـ7، فيما لكل من فرنسا وإسبانيا 5 كرادلة. وسيكون للأرجنتين، مسقط رأس البابا الراحل، 4 ممثلين، مثل كندا والهند وبولندا والبرتغال. وستكون ساحل العاج الدولة الأفريقية الوحيدة التي لديها أكثر من كاردينال واحد في المجمع الانتخابي (اثنان).

وتضاف إلى قائمة الدول الممثلة في المجمع المغلق، القدس، حيث سيأتي بطريرك المدينة الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا، الذي بلغ الستين من العمر، الاثنين.

يذكر أن متوسط العمر الدقيق للكرادلة المشاركين في المجمع المغلق هو 70 عاماً و4 أشهر. أما أكبر الكرادلة المخولين الانتخاب سنّاً فهو كارلوس أوسورو سييرا، الذي عيّنه البابا فرنسيس عام 2014 رئيس أساقفة مدريد (إسبانيا). وسيبلغ 80 عاماً في 16 مايو. وأحدثهم هو رئيس أساقفة ملبورن (أستراليا) ميكولا بيتشوك الذي يبلغ 45 عاماً وشهرين و69 يوماً، وقد رُسم كاردينالاً في ديسمبر (كانون الأول).

وشهدت جنازة البابا فرنسيس التي بُثت في كل أنحاء العالم، وحضرتها مجموعة من قادة الدول، تصفيقاً حاراً عند وصول النعش ومغادرته، وكذلك خلال إلقاء فقرات من العظة التي ذكّرت بمآثر البابا الأرجنتيني اليسوعي.

وأمام الكنيسة، استقبل آلاف الأشخاص نعش البابا، وبينهم الأرجنتينية المقيمة في إيطاليا رومينا كاشياتوري التي لم تخفِ مخاوفها بشأن البابا الذي سيخلفه، على غرار مؤمنين آخرين. وقالت المترجمة البالغة 48 عاماً: «كان بابا العالم والشعب، جعل الكنيسة طبيعية أكثر، إنسانية أكثر»، معربة عن «قلقها الشديد» من مرحلة ما بعد البابا فرنسيس.

قطيعة أم استمرارية

وقالت إيفلين فيلاتا، البالغة 74 عاماً من غواتيمالا: «نحن قلقون، ونأمل أن يواصل البابا المقبل الأسس التي تركها البابا فرنسيس». وذكرت الطالبة الفرنسية مارين دي بارسيفو، البالغة 21 عاماً: «كان من المهم جداً لي أن آتي لأنه بابا طبع جيلنا (...) كل التقدم الذي أحرزه على صعيد البيئة ومستقبل الشباب، أحيا أملنا بالمستقبل، وكان من المفيد وجود صوت أكثر حداثة في الكنيسة».

وفي حين عكس البابا فرنسيس صورة البابا الإصلاحي المعروف بصراحته، قد لا يتبع خلفه النهج نفسه على ما حذر خبراء، مع أنه عين غالبية الكرادلة الذين سينتخبون البابا الجديد.

وكان فرنسيس، رئيس أساقفة بوينس آيرس سابقاً والمدافع الكبير عن المهمشين، مختلفاً جداً عن سلفه بنديكتوس السادس عشر، وهو مثقف ألماني لم يكن يرتاح للمناسبات العامة. وكان هذا الأخير بدوره مختلفاً جداً عن شخصية البابا البولندي يوحنا بولس الثاني، الذي كان يتمتع بكاريزما وشعبية واسعتين.


مقالات ذات صلة

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

أوروبا البابا ليو الرابع عشر خلال جولة بسيارة مكشوفة بساحة القديس بطرس في الفاتيكان (إ.ب.أ)

ليو الرابع عشر ينتقد أنماطاً اقتصادية «تستغل موارد الأرض وتهمش الأكثر فقراً»

قام البابا ليو الرابع عشر -وهو أول بابا أميركي في التاريخ- بأول جولة بالسيارة الباباوية عبر ساحة القديس بطرس قبل تنصيبه.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا حشود تستمع خلال أول قداس للبابا الجديد في ساحة القديس بطرس (أ.ف.ب)

عشرات الرؤساء وممثلو 200 دولة يحتفلون بقداس تنصيب البابا ليو الرابع عشر

عشرات الرؤساء وممثلو 200 دولة يحتفلون بجلوس البابا ليو الرابع عشر، والفاتيكان يعرض استضافة مفاوضات سلام روسية أوكرانية.

شوقي الريّس (روما)
شؤون إقليمية البابا ليو الرابع عشر يلقي كلمة في احتفالية بمدينة الفاتيكان اليوم الأربعاء (الفاتيكان)

تقرير إسرائيلي يروّج لوجود «اختلاف» في مواقف البابا الجديد عن سابقه

يروّج تقرير إسرائيلي لفكرة أن البابا الجديد ينتهج مع إسرائيل سلوكاً «مغايراً» لنهج سَلَفه البابا فرنسيس الذي اعتُبر موقفه المتعاطف مع مأساة غزة «عدائياً».

نظير مجلي (تل أبيب)
أوروبا البابا ليو الرابع عشر (أ.ب)

البابا ليو: سأبذل «كل جهد» من أجل السلام العالمي

تعهّد البابا ليو الرابع عشر، أول أميركي يتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الأربعاء، ببذل «كل جهد» من أجل السلام.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو يلتقي الصحافيين وعدداً من ممثلي وسائل الإعلام في قاعة بولس السادس بالفاتيكان (أ.ف.ب) play-circle

بابا الفاتيكان يحثّ وسائل الإعلام على وضع نهاية لـ«حرب الكلمات»

دعا بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو، في أول خطاب لوسائل الإعلام، الاثنين، إلى وضع نهاية للهجمات الحزبية والآيديولوجية التي تثير «حرب كلمات».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

​واشنطن ترفض تشديد الضغوط على روسيا في قمة «السبع»

قادة «مجموعة السبع» مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في منتجع كاناناسكيس الجبلي بولاية ألبيرتا الكندية يوم 16 يونيو (رويترز)
قادة «مجموعة السبع» مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في منتجع كاناناسكيس الجبلي بولاية ألبيرتا الكندية يوم 16 يونيو (رويترز)
TT

​واشنطن ترفض تشديد الضغوط على روسيا في قمة «السبع»

قادة «مجموعة السبع» مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في منتجع كاناناسكيس الجبلي بولاية ألبيرتا الكندية يوم 16 يونيو (رويترز)
قادة «مجموعة السبع» مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في منتجع كاناناسكيس الجبلي بولاية ألبيرتا الكندية يوم 16 يونيو (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى توافق في بعض القضايا، فإن قمة «مجموعة السبع» في كندا، التي كان من المفترض أن تظهر وحدة الموقف بشأن القضايا العالمية الكبرى، لم تصدر أي بيان مشترك بشأن الصراع في أوكرانيا. وتوافقت بقية دول المجموعة على بيان «قوي اللهجة»، إلا أن صدور بيان مشترك يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء. وعزت الولايات المتحدة موقفها المخالف لسعيها إلى الاحتفاظ بقدرتها على التفاوض.

قادة «مجموعة السبع» مع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في منتجع كاناناسكيس الجبلي بولاية ألبيرتا الكندية يوم 16 يونيو (رويترز)

وبعد اختتام القمة أصدر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إفادة رئاسية تلخص المداولات. وقال فيها: «أبدى قادة (مجموعة السبع) دعمهم لجهود الرئيس ترمب لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا». وأضاف: «أقروا بالتزام أوكرانيا بوقف إطلاق نار غير مشروط، واتفقوا على ضرورة أن تحذو روسيا حذوها... قادة (مجموعة السبع) عازمون على استكشاف جميع الخيارات لزيادة الضغط على روسيا، بما في ذلك العقوبات المالية».

وقال كارني في مؤتمر صحافي ختامي: «هناك أمور سيقولها بعضنا، بما في ذلك كندا، تتجاوز ما ورد في إفادة الرئاسة».

وقال مسؤول كندي إن بلده تراجعت عن خططها لإصدار «مجموعة السبع» بياناً قوياً بشأن الحرب في أوكرانيا بعد معارضة الولايات المتحدة في ظل جهودها لتشجيع المفاوضات مع روسيا. وأضاف أن هذا الموقف الأميركي اتضح منذ اليوم الأول للقمة، يوم الاثنين، وأن إصدار بيان مشترك لم يكن مطروحاً بجدية.

وقال مسؤول أوروبي إن القادة أكدوا لترمب عزمهم على اتخاذ إجراءات صارمة ضد روسيا، وبدا ترمب معجباً بذلك رغم أنه لا يؤيد العقوبات من حيث المبدأ. وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إنهم سمعوا إشارات من ترمب بأنه يريد زيادة الضغط على بوتين، والنظر في مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأميركي صاغه السيناتور ليندسي غراهام، لكنه لم يتعهد بأي شيء.

وانضمت أوتاوا إلى لندن في تشديد العقوبات على «أسطول السفن الشبح» الروسي الذي يستخدم للالتفاف على العقوبات الدولية على مبيعاتها النفطية. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إنّ «هذه العقوبات تضرب بشكل مباشر قلب آلة الحرب الخاصة بـالرئيس بوتين، بهدف خنق قدرته على مواصلة حربه الوحشية في أوكرانيا».

المستشار الألماني فريدريش ميرتس (أ.ف.ب)

وفرضت أستراليا للمرة الأولى عقوبات على «أسطول الشبح» الروسي لناقلات النفط، وفق ما أعلنت الحكومة الأربعاء. وتستهدف العقوبات 60 سفينة مرتبطة بالأسطول الذي يخضع لعقوبات دول شريكة لأستراليا، بما فيها بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي. وقالت وزارة الخارجية الأسترالية في بيان: «تستخدم روسيا هذه السفن للالتفاف على العقوبات الدولية ودعم حربها (...) ضد أوكرانيا».

ولم يخف الرئيس الأميركي، الاثنين، تشكيكه في احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال: «العقوبات ليست بهذه السهولة»، مشدداً على أن أي تدابير جديدة ستكون لها «تكلفة هائلة» على الولايات المتحدة أيضاً. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس: «أعود إلى ألمانيا بتفاؤل حذر بشأن اتخاذ قرارات أيضاً في أميركا خلال الأيام المقبلة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصعد على متن الطائرة الرئاسية بمطار كالغاري في كندا عائداً إلى الولايات المتحدة بعدما غادر قمة «مجموعة السبع» مبكراً (أ.ب)

رغم المغادرة المبكرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترمب أوضح أنه عاد إلى الولايات المتحدة لأن من الأفضل عقد اجتماعات عالية المستوى لمجلس الأمن القومي شخصياً، لا عبر الجوال.

وغادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة وبجعبته مساعدات جديدة من كندا التي تستضيف القمة دعماً لبلاده. وقال رئيس الوزراء الكندي إن أوتاوا ستقدم مساعدات عسكرية جديدة بملياري دولار كندي (1.47 مليار دولار) إلى كييف، بالإضافة إلى فرض عقوبات مالية جديدة.

وقال زيلينسكي في منشور عبر حسابه على «تلغرام» إنه أبلغ قادة المجموعة بأن «الدبلوماسية تمر الآن بأزمة»، وأضاف أنهم بحاجة إلى الاستمرار في مطالبة ترمب «باستخدام نفوذه الحقيقي» لفرض إنهاء الحرب.

ورغم أن كندا من أبرز المدافعين عن أوكرانيا، فإن قدرتها على مساعدة كييف تقل بكثير عن قدرة الولايات المتحدة، أكبر مورد للأسلحة. وكان زيلينسكي قد عبّر عن أمله في التحدث مع ترمب بشأن شراء مزيد من الأسلحة، وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس ترمب في منتجع كاناناسكيس في جبال روكي الكندية، لكن الاجتماع ألغي. وكانت الولايات المتحدة قد وقعت سابقاً اتفاقاً يتيح لها الوصول إلى الموارد المعدنية الضخمة في أوكرانيا.

لقاء بين مارك كارني وكير ستارمر في أوتاوا قبل ساعات من قمة «السبع» 15 يونيو (د.ب.أ)

وحضر الجلسات الختامية للقمة رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ونظراؤه من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، بالإضافة إلى الرئيس زيلينسكي والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.

وقال زيلينسكي: «نحن بحاجة إلى دعم من الحلفاء، ولهذا أنا هنا»، مضيفاً: «نحن مستعدون لمفاوضات السلام ووقف إطلاق نار غير مشروط. أعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية. ولكن لتحقيق ذلك، نحتاج إلى ضغوط».

وقال ترمب، يوم الاثنين، إن «مجموعة الثماني» آنذاك أخطأت في طرد روسيا بعد أن أمر بوتين باحتلال شبه جزيرة القرم في 2014. ووصف الكرملين المجموعة بأنها «عديمة الفائدة»، مضيفاً أن ترمب محق، وأن «مجموعة السبع» لم تعد ذات أهمية لروسيا، وأنها تبدو «عديمة الفائدة إلى حد ما».

غير أنّ تصريحات الرئيس الأميركي في طريق عودته إلى واشنطن، أثارت استياء، إذ لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة إلى قادة «مجموعة السبع»، رغم أنّ الحوارات أثناء القمة كانت ودية.

وأعرب عن أسفه لأنّ الأوروبيين «لا يقترحون اتفاقاً عادلاً في الوقت الحالي» لتخفيف حدة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال: «إما أن نجد صفقة جيدة، وإما أنهم سيدفعون أي مبلغ نقول لهم أن يدفعوه».

وفي مؤشر إلى الانقسامات داخل «مجموعة السبع»، حمل ترمب بقوة على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، آخذا عليه تقديمه بطريقة «خاطئة» سبب مغادرته القمة بقوله إنه فعل ذلك للعمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

British Prime Minister Keir Starmer look on as he attends media interviews during the G7 summit in Kananaskis, Alberta, Canada, June 17, 2025. (Reuters)

وكتب ترمب عبر منصته «تروث سوشيال»: «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة (مجموعة السبع) في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران». وأضاف: «هذا خطأ! ليس لديه أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائماً. تابعوني!».

وقال ماكرون لبعض الصحافيين على هامش القمة إن «اقتراحاً قُدم» من جانب الأميركيين «لحصول لقاء... مع الإيرانيين»، مضيفاً: «إذا نجحت الولايات المتحدة في الحصول على وقف لإطلاق النار فسوف يكون هذا جيداً».

وكان كثير من القادة يأملون في التفاوض على صفقات تجارية مع ترمب، لكن الاتفاق الوحيد الذي تم توقيعه كان إتمام الاتفاق الأميركي البريطاني الذي تم الإعلان عنه الشهر الماضي. وظل وزير الخزانة سكوت بيسنت حاضراً في القمة بعد مغادرة ترمب.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث في ألبرتا بكندا (أ.ف.ب)

وكان قد وجه كارني أيضاً دعوات حضور لدول غير أعضاء في «مجموعة السبع»، وهي المكسيك والهند وأستراليا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، في إطار سعيه إلى تعزيز التحالفات في دول أخرى وتنويع صادرات كندا بعيداً عن الولايات المتحدة. واستقبل كارني بحفاوة نظيره الهندي ناريندرا مودي، يوم الثلاثاء، بعد عامين من توتر العلاقات بين كندا والهند.

من جانب آخر، ذكرت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، أن حصيلة القتلى بسبب الهجمات الصاروخية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف ارتفعت إلى 22 شخصاً. وقالت هيئة الدفاع المدني الأوكرانية إنه تم انتشال ست جثث أخرى من تحت أنقاض مبنى سكني مكون من تسعة طوابق، تم تدميره بشكل جزئي، مما رفع حصيلة القتلى بسبب الغارة الذي وقعت الثلاثاء على هذا المبنى وحده إلى 17 شخصاً.

وبشكل إجمالي، قتل 22 شخصاً وأصيب 134 في جميع أنحاء العاصمة، طبقاً لما ذكرته السلطات. وجهود الإنقاذ لا تزال جارية.

وأعلن الجيش الروسي الأربعاء عن الاستيلاء على بلدة جديدة في منطقة سومي بشمال شرقي أوكرانيا، حيث كثّفت موسكو عملياتها في الأسابيع الأخيرة. وبعد استعادة كورسك في فترة سابقة من هذا العام، أمر فلاديمير بوتين الجيش بالتقدّم مجدّداً عبر الحدود للتصدّي للقوّات الأوكرانية. وسومي ليست ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت روسيا عن ضمّها رسمياً إلى أراضيها. وقالت وزارة الدفاع الروسي الأربعاء إن قوّاته استولت أيضاً على بلدة دوفنكه في منطقة خاركيف.

وسترسل كوريا الشمالية عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة إعمار منطقة كورسك غرب روسيا، على ما ذكرت وكالات أنباء روسية نقلا عن رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الثلاثاء، خلال زيارة لبيونغ يانغ. وأجرى رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للمرة الثانية في أقل من أسبوعين.

وأصبحت كوريا الشمالية ضمن حلفاء روسيا الرئيسيين خلال حرب أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات. وأرسلت آلاف الجنود لمساعدة الكرملين على إخراج القوات الأوكرانية من كورسك.

والآن سترسل بيونغ يانغ مزيداً من العسكريين ذوي الاختصاص للمساعدة في جهود إعادة البناء. ونقلت وكالة «تاس» عن شويغو قوله إنه «تم التوصل إلى اتفاق بشأن مواصلة التعاون البنّاء».

وسترسل كوريا الشمالية «فرقة بنائين، ولواءين عسكريين - 5000 عنصر»، بالإضافة إلى 1000 متخصص في إزالة الألغام إلى منطقة كورسك. ونُقل عنه أيضاً قوله إن «هذا شكل من أشكال المساعدة الأخوية من الشعب الكوري والزعيم كيم جونغ أون لبلدنا».