هل أولاد المطلقين سيخوضون التجربة ذاتها؟

هل هناك حتمية لأن يختبر أولاد الأزواج المنفصلين التجربة نفسها؟ (أرشيفية - رويترز)
هل هناك حتمية لأن يختبر أولاد الأزواج المنفصلين التجربة نفسها؟ (أرشيفية - رويترز)
TT

هل أولاد المطلقين سيخوضون التجربة ذاتها؟

هل هناك حتمية لأن يختبر أولاد الأزواج المنفصلين التجربة نفسها؟ (أرشيفية - رويترز)
هل هناك حتمية لأن يختبر أولاد الأزواج المنفصلين التجربة نفسها؟ (أرشيفية - رويترز)

إذا انفصل والداك... فهل ستفعل المثل؟

بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، يربط عدد كبير من الأدلة بين تجارب الأشخاص في العلاقات وتجارب أهاليهم.

وقام أماتو وباترسون بتلخيص الأدبيات الموجودة حول انتقال عدم استقرار العلاقة بين الأجيال، مما يشير إلى أن بعض العوامل قد تساعد على تفسير سبب توقّع تحديات العلاقة بين الوالدَين لتلك التي يواجهها أطفالهما البالغين، وتشمل:

عجز مهارات العلاقة

إذا تعلم الأبناء من خلال الملاحظة، وكانت علاقة والديهم تتسم بالتجنب والصراع والافتقار إلى المودة أو الدعم المحدود، فمن غير المرجح أن يتمتع هؤلاء الأفراد بمجموعة قوية من مهارات العلاقات، مثل الأشخاص الذين لاحظوا طوال طفولتهم كيف تكون العلاقات الصحية.

مواقف العلاقات غير التقليدية

مشاهدة الأطفال طلاق الوالدَين، ورؤية كيف تتغير حياتهم بشكل مباشر، قد توسعان معتقدات الأولاد حول العلاقات. في حين قد تلتزم بعض العائلات بشكل صارم بالمعيار الثقافي الذي ينص على بقاء الأشخاص متزوجين، فإن نماذج الطلاق يمكن أن توسّع من طريقة تفكير الأشخاص في العلاقات. قد يرى أطفال المطلقين الانفصال خياراً قابلاً للتطبيق بسهولة أكبر من الأطفال الذين يظل والداهم في علاقة سليمة.

انعدام الأمن العاطفي

بالنسبة لبعض الأبناء، فإن مشاهدة انفصال والديهم تؤدي إلى عدم يقين أساسي بشأن الثقة والحب. يمكن لهذا النوع من انعدام الأمن العاطفي أن يقوّض الأنماط الصحية.

وإذا أدت رؤية مشكلات علاقة الوالدين إلى تساؤلات حول قيمة المرء، وقضايا الثقة، فإن هذه المخاوف يمكن أن تجعل من الصعب إنشاء علاقات طويلة الأمد.

التوتر

يمكن أن يضيف طلاق الوالدَين ضغوطاً إلى الحياة اليومية لأطفالهما. قد يكون الأمر محزناً على المدى القصير، ولكن الترتيبات طويلة الأجل للأسرة المنظمة حديثاً يمكن أن تكون مرهقة أيضاً لبعض الأطفال.

فإذا كانوا وسطاء لوالديهم، إذا كان عليهم الاحتفاظ بالأسرار أو إدارة مشاعر والديهم، إذا كان عليهم التنقل بين المنازل بطريقة مرهقة... يمكن لأي عدد من التحديات الناجمة عن انفصال والديهم أن يضيف التوتر.

إذا استمر هذا في مرحلة البلوغ، فقد ينتقل أيضاً إلى العلاقات الرومانسية للأولاد البالغين، مما يزيد من ضعفهم.

خيارات الحياة المحفوفة بالمخاطر

عندما يجد الأطفال أنفسهم مع والدَين مطلقَين، فقد يجدون أنفسهم أيضاً أقل إشرافاً، وأكثر ضيقاً، وربما يميلون إلى الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر (على سبيل المثال، تعاطي المخدرات). قد يشكّلون أيضاً علاقات في وقت مبكر، وهو ما يرتبط في حد ذاته بعدم استقرار العلاقة.

انتقال ليس حتمياً

لكن التقرير أشار إلى أن قصة انتقال عدم استقرار العلاقة بين الأجيال هي قصة انتقال، وليست تحديداً. الأدلة التي تربط بين عدم استقرار العلاقة بين الوالدَين والأبناء البالغين هي ارتباطية، وتستند إلى بيانات المجموعة؛ إنها ليست سببية ولا تشير إلى أن كل طفل بالغ سوف يمر بتجارب علاقة تعكس تجارب والدَيه.

وأشار التقرير إلى أن ما يقدمه هو نقاط الضعف المحتملة لمجموعة فرعية من البالغين، التي قد تكون متجذرة في تجربة طفولة مشتركة.

تعطيل الأنماط بين الأجيال

قد يستفيد الآباء الذين يعانون من صعوبات في العلاقات من التفكير في كيفية تجربة أنماط علاقاتهم من قبل أطفالهم، ويمكنهم تقديم مجموعة واسعة من الدعم (على سبيل المثال، الحوار المفتوح والعلاج) لرعاية الرفاهية العاطفية لأطفالهم.

ووفق التقرير، فإن التأكد من حصول الأطفال على نماذج علاقات صحية، والعمل على تقليل الضغوط عليهم قبل، وأثناء، وبعد، انتقال علاقة أحد الوالدَين يمكن أن تكون طرقاً لتعطيل بعض المسارات السلبية التي تربط تجارب الوالدَين بعلاقات أطفالهما مع البالغين.

ففي بعض الحالات، قد يكون إنهاء علاقة الوالدَين خطوة مهمة وصحية للأطفال (خصوصاً في سياق الإساءة). قد يكون الانفصال خطوة حاسمة في مساعدتهم، بصفتهم بالغين، على فهم أكثر وضوحاً لكيفية ظهور الحب الصحي.


مقالات ذات صلة

هل تعيش وشريكك في حالة صراع مستمر؟ 5 استراتيجيات تساعدك

يوميات الشرق عندما لا يتحدث الناس بطرق ناضجة فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عدائيين (رويترز)

هل تعيش وشريكك في حالة صراع مستمر؟ 5 استراتيجيات تساعدك

إذا كنت وشريكك في حالة صراع مستمر، يمكنك الاستفادة من استراتيجيات محددة تساعدك في تخطي الأزمات المتكررة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ضمن العلاقات الرومانسية تظهر الحاجة إلى الاستقلالية في الرغبات والتفضيلات الخاصة بكل فرد (رويترز)

الخلافات الزوجية: 3 أسباب أساسية مشتركة

لا يختلف أحد على فكرة أن جميع الأزواج يتجادلون من وقت لآخر، ولكن هل تساءلت يوماً ما إذا كانوا يميلون جميعاً إلى الجدال للأسباب نفسها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق اعتماد مبدأ تجنب المواجهة بين الشريكين قد يخلق هوة ضخمة (رويترز)

4 أكاذيب كبيرة قد تدمّر علاقتك مع شريكك... احذرها

يمكن للخداعات الخفية والماكرة أن تؤدي ببطء إلى تآكل أساس الثقة، مما يدمر حتى أكثر العلاقات حيوية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق النجمة الأميركية جينيفر لوبيز برفقة زوجها السابق الممثل بن أفليك (رويترز)

بعد طلاقها من بن أفليك... جينيفر لوبيز تكسر صمتها

تحدثت النجمة الأميركية جينيفر لوبيز بصراحة عن طلاقها من بن أفليك بعد زواج دام عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

«لا يمكنني التحمل بعد الآن»... 4 علامات واضحة على ضرورة إنهاء العلاقة

يبرز طبيبٌ العلامات الأربع الأساسية التي تشير إلى أن الوقت قد حان لترك العلاقة، بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.