الموظفون نوعان... كيف يبدعون؟ ولماذا يجب أن تكون الاثنين معاً؟

هناك نوعان من الموظفين (رويترز)
هناك نوعان من الموظفين (رويترز)
TT

الموظفون نوعان... كيف يبدعون؟ ولماذا يجب أن تكون الاثنين معاً؟

هناك نوعان من الموظفين (رويترز)
هناك نوعان من الموظفين (رويترز)

عندما يتعلق الأمر بالتوظيف، هناك نوعان من الموظفين، وفق ما أوضح المليونير جاي شودري، الذي تبلغ ثروته الآن 9 مليارات دولار، وفقاً لمجلة فوربس.

غالباً ما يسأل شودري (66 عاماً) نفسه سؤالاً حاسماً عند توظيف أحدهم، لمعرفة ما إذا كان مناسباً: «هل هو موظف بناء (Builders) أم موظف تشغيل (Operators)؟»، حسبما أخبر شبكة «سي إن بي سي».

شودري أسّس 5 شركات مختلفة، وكانت لديه الفرصة لتوظيف كثير من الأشخاص. كانت الأولى شركة «SecureIT» للأمن السيبراني، التي شارك في تأسيسها مع زوجته عام 1996، والتي بيعت مقابل 70 مليون دولار عام 1998. والأحدث هي شركة أخرى للأمن السيبراني «Zscaler»، أسسها عام 2008، وتبلغ قيمتها السوقية 24.13 مليار دولار. وهو يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي للشركة التي توظف أكثر من 7000 شخص، وفقاً له يقول.

وإليك كيف يعمل كلا النوعين من الموظفين، ولماذا يجب أن تحاول أن تكون كلاً منهما طوال حياتك المهنية، بحسب شودري.

يشعر البناة بالراحة في الفوضى

يزدهر الموظفون البناة في البيئات الناشئة التي تتدفق بحرية. وقال شودري، في إشارة إلى التسلسل الهرمي الذي تتمتع به الشركات الكبيرة عادةً: «تنجح الشركات الناشئة بسبب الشغف الشديد».

وأضاف أنه في الشركات الناشئة «تعتمد العملية على الكلام الشفهي، والقدرة على الذهاب والتحدث بعضهم مع بعض، على عكس أي قنوات رسمية للتواصل. هذا هو نوع الحرية الذي يحبه البناة، ويحتاجون إليه في حياتهم المهنية».

وأشار الى أنه «غالباً ما يمكن للبناة التوسع ومساعدة الشركة على النمو. ويجب أن يكونوا فضوليين ومتعلمين مستمرين، لأنه في الشركات الأصغر، هناك كثير من الأشياء التي يجب اكتشافها».

يحب المشغلون العمليات الواضحة

من ناحية أخرى، يعمل المشغلون بشكل أفضل في الشركات الأكبر. وقال شودري إنهم موظفون يحبون «بيئة أكثر تنظيماً ومحددة جيداً». وتميل الشركات الكبيرة إلى وضع مزيد من الأنظمة لضمان عمل كثير من موظفيها معاً بشكل متناغم. هذا النوع من التنظيم يناسب المشغلين. وبالنسبة لهم، فإن المهم هو «القدرة على بناء الفرق وإلهامهم وتنميتهم لتوسيع نطاق العمل» في النهاية.

وأوضح شودري أن الأمر عبارة عن مجموعة مهارات مختلفة جداً لبناء شيء ما في مرحلة مبكرة. وأشار إلى أن كلا المهارتين مهمتان: القدرة على الازدهار داخل نظام أكثر صرامة، والقدرة على العمل في نظام بقواعد أقل تحديداً. وقال: «أعتقد أنه إذا كان لديك أشخاص يمكنهم القيام بكلا الأمرين، فهذا أمر نادر».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)

600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

أفادت دراسة أميركية بأن فرش الأسنان ورؤوس الدش الخاص بالاستحمام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الفيروسات، تصل لأكثر من 600 نوع، معظمها لم يُرَ من قبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هناك علاقة متبادلة بين الثقة بالنفس والرضا الجنسي (جامعة ولاية أوكلاهوما)

الثقة بالنفس تُعزز الصحة الجنسية

كشفت دراسة لجامعتي «زيورخ» السويسرية و«أوتريخت» الهولندية أن هناك علاقة ديناميكية متبادلة بين الثقة بالنفس والرضا الجنسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».