دراسة: النساء أكثر إبداعاً من الرجال

النساء عادة ما يكن أكثر إبداعاً من الرجال (رويترز)
النساء عادة ما يكن أكثر إبداعاً من الرجال (رويترز)
TT

دراسة: النساء أكثر إبداعاً من الرجال

النساء عادة ما يكن أكثر إبداعاً من الرجال (رويترز)
النساء عادة ما يكن أكثر إبداعاً من الرجال (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن النساء عادة ما يكن أكثر إبداعاً من الرجال، لأنهن يتمتعن بروح «تعاطف» أكبر بكثير.

وبحسب مجلة «فورتشن» الأميركية، فقد حلل الباحثون 700 دراسة سابقة شارك فيها أكثر من 265 ألف فرد.

ووجد الفريق أنه في حين يميل الرجال عادة إلى المخاطرة والمجازفة بشكل أكبر من النساء، فإن النساء يظهرن تعاطفاً أكبر مع كل شيء يحدث حولهن.

بالإضافة إلى ذلك، فقد توصل الباحثون إلى أن تعاطف النساء كان مرتبطاً ارتباطاً أقوى بالإبداع مقارنة بمخاطرة الرجال.

ومن خلال هذه المقاييس، فقد استنتجت الدراسة الجديدة أن النساء أكثر إبداعاً من الرجال.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور مانويل فولونت، الأستاذ في كلية دامور - مكيم لإدارة الأعمال بجامعة نورث إيسترن الأميركية: «الإبداع هو مصطلح يعني (توليد أفكار جديدة ومفيدة). وقد ركزت دراستنا على تحديد السلوكيات التي تؤدي إلى الإبداع. وتوصلنا إلى أن السلوكين الأكثر أهمية للتفكير الإبداعي هما المجازفة والتعاطف. ولكن الناس كثيراً ما يبالغون في التأكيد على أن المخاطرة أكثر أهمية للابتكار، حيث إن نتائجنا توصلت إلى أن فهم المجتمع أو العميل هو أمر أكثر أهمية، وهذا الفهم ينتج عن التعاطف في الأساس».

وأضاف: «الإبداع لا يتعلق فقط بالتوصل إلى أفكار جريئة وجديدة، بل يتعلق أيضاً بتطوير أفكار مفيدة تستهدف احتياجات الجمهور».

وكتب الفريق في الدراسة التي نشرت في مجلة «علم النفس التطبيقي»، أن «النساء أكثر إبداعاً بسبب ميلهن إلى مراعاة وجهات نظر الآخرين، وهو ما يبدو من المرجح أن يزيد من مدى فائدة أفكارهن الإبداعية عملياً».

وعبر الباحثون عن أملهم في أن تساهم هذه الدراسة في زيادة تقدير النساء في أماكن العمل، مشيرين إلى أن «النساء والرجال يقدمون مساهمات فريدة للإبداع في مكان العمل، ولكن مساهمات النساء غالباً ما يتم تجاهلها».


مقالات ذات صلة

مروة عبد المنعم تعيد جدل «الحجاب» إلى الواجهة في مصر

يوميات الشرق الفنانة مروة عبد المنعم (صفحتها على فيسبوك)

مروة عبد المنعم تعيد جدل «الحجاب» إلى الواجهة في مصر

أعادت الفنانة المصرية مروة عبد المنعم الجدل حول «الحجاب» إلى الواجهة مجدداً.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)

قرارات اعتزال الفنانين تأتي إما لعجز وإما لصدمة

المسيرة تتوقف عادة عند التقدم في العمر و«العجز في الحركة» أو بسبب صدمات نفسية يتعرض لها الفنانون، فيتفرغون للتعبد الصلاة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الحب يحدث في مناطق معينة داخل الدماغ (رويترز)

أين تحدث مشاعر الحب في الدماغ؟

قد يبدو الحب وكأنه ينبع من القلب، لكن العلماء اكتشفوا مؤخراً أنه يحدث في مناطق معينة داخل الدماغ، وأن هذه المناطق تنشط بدرجات مختلفة حسب نوع الحب.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
يوميات الشرق «لاري» آسر القلوب (أ.ب)

بريطانيا تستعد ليوم رحيل القطّ «لاري»... و«خطة إعلامية» لإعلان وفاته

يَعدُّ المسؤولون في داونينغ ستريت «خطة إعلامية» لإعلان وفاة القطّ «لاري» يوماً ما، إذ يُعتقد أنّ «كبير صائدي الفئران» البالغ 17 عاماً يقترب من سنواته الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

تحتضن ولاية كاليفورنيا الأميركية أقدم شجرة صنوبر مخروطية، يبلغ عمرها أكثر من 4800 عام، وتُعرَف باسم «ميثوسيلا».

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

الذكاء العاطفي يساعد على النجاح الأكاديمي

أدلة دامغة على أن الذكاء العاطفي يزداد تأثيره بقوة بمرور الوقت (جامعة كوين ماري في لندن)
أدلة دامغة على أن الذكاء العاطفي يزداد تأثيره بقوة بمرور الوقت (جامعة كوين ماري في لندن)
TT

الذكاء العاطفي يساعد على النجاح الأكاديمي

أدلة دامغة على أن الذكاء العاطفي يزداد تأثيره بقوة بمرور الوقت (جامعة كوين ماري في لندن)
أدلة دامغة على أن الذكاء العاطفي يزداد تأثيره بقوة بمرور الوقت (جامعة كوين ماري في لندن)

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الخبراء، أن المهارات غير المعرفية، مثل الدوافع النفسية والتنظيم الذاتي لدى المتعلم، أو ما يعرف اختصاراً بالذكاء العاطفي، مهمة جداً لدى البشر بنفس القدر الذي تحظى به القدرات المعرفية، أو ما يُعرف بذكاء المهارات، في تحديد فرص النجاح الأكاديمي.

وكشفت الدراسة التي قادها بشكل مشترك كل من الدكتورة مارغريتا مالاشيني بجامعة كوين ماري في لندن، والدكتورة أندريا أليجريني بجامعة كلية لندن البريطانيتين، عن الأهمية المتزايدة للذكاء العاطفي في تشكيل النتائج التعليمية؛ إذ تصبح هذه المهارات مؤثرة بشكل متزايد طوال مراحل تعليم الطفل.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن تعزيز المهارات غير المعرفية جنباً إلى جنب مع القدرات المعرفية يمكن أن يحسّن النتائج التعليمية بشكل كبير.

تقول الدكتورة مالاشيني، المحاضِرة الأولى في علم النفس بجامعة كوين ماري في لندن، في بيان منشور على موقع الجامعة: «يتحدى بحثنا الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن الذكاء البشري التقليدي هو المحرك الأساسي للإنجاز الأكاديمي، لقد وجدنا أدلة دامغة على أن المهارات غير المعرفية -مثل المثابرة والصلابة النفسية، والاهتمام والشغف الأكاديمي من قِبل المتعلم، وكذلك الاعتداد بقيم التعلّم- ليست فقط مؤشرات مهمة للنجاح الأكاديمي، ولكن تأثيرها يزداد قوة بمرور الوقت».

واستخدمت الدراسة التي تتبعت أكثر من 10 آلاف طفل، تتراوح أعمارهم بين 7 و 16 عاماً في إنجلترا وويلز، مزيجاً من نتائج دراسات التوائم، والتحليلات القائمة على فحوصات الحمض النووي؛ لاختبار التفاعل المعقّد بين العوامل الوراثية والبيئية والأداء الأكاديمي.

ومن بين النتائج اللافتة للانتباه بروز الدور المتزايد الذي تلعبه العوامل الوراثية في تشكيل المهارات غير المعرفية، وتأثيرها على عملية التحصيل الأكاديمي، ومن خلال تحليل الحمض النووي قام الباحثون ببناء صورة جينية لمدى استعداد الطفل لهذه المهارات.

الجدير بالذِّكر أن التفاعل بين العوامل الوراثية والظروف البيئية التي يتربى فيها الطفل يؤثران بشكل كبير على سلوكه، ومدى قدرته على التفاعل مع الأشياء من حوله.

وشرحت الدكتورة أليجريني، زميل الأبحاث في جامعة كوليدج لندن، قائلة: «لقد اكتشفنا أن التأثيرات الوراثية المرتبطة بالمهارات غير المعرفية أصبحت أكثر قدرةً على التنبؤ بالتحصيل الأكاديمي على مدار سنوات الدراسة، بل إن تأثيرها يتضاعف تقريباً بين سن 7 و 16 عاماً، وبحلول نهاية التعليم الإلزامي أصبحت الاستعدادات الوراثية للمهارات غير المعرفية بنفس أهمية تلك المرتبطة بالقدرات المعرفية في التنبؤ بالنجاح الأكاديمي».

ويتحدى هذا الاكتشاف النظرة التقليدية للإنجاز التعليمي بوصفه يتحدّد إلى حد كبير بالذكاء البشري التقليدي، وبدلاً من ذلك تشير الدراسة إلى أن التركيبة العاطفية والسلوكية للطفل، أو ما يعرف بالذكاء العاطفي، التي تتأثر بكل من العوامل الوراثية والبيئية، تلعب دوراً حاسماً في رحلته التعليمية.

وبينما تُسهم العوامل الوراثية بلا شك في المهارات غير المعرفية، تؤكد الدراسة أيضاً على أهمية العوامل البيئية. فمن خلال مقارنة سلوك الأشقاء تمكّن الباحثون من عزل تأثير البيئة الأسرية المشتركة عن العوامل الوراثية.

قالت أليجريني: «لقد وجدنا أنه في حين تلعب الأسرة دوراً مهماً، فإن الأطفال قد يشكّلون بنشاط تجارب التعلم الخاصة بهم بناءً على شخصيتهم وميولهم وقدراتهم، مما يخلق حلقة تغذية مرتدة تعزّز نقاط قوتهم».

الاهتمام والشغف الأكاديمي مؤشرات مهمة للنجاح (جامعة نوتردام الأميركية)

ووفق الباحثين، فإن نتائج هذه الدراسة لها آثار عميقة على التعليم، من خلال الاعتراف بالدور الحاسم للمهارات غير المعرفية، إذ يمكن للمدارس تطوير تدخلات مستهدفة لدعم التطور العاطفي والاجتماعي للطلاب جنباً إلى جنب مع التعلم الأكاديمي.

وهو ما علقت عليه مالاشيني: «لقد ركّز نظامنا التعليمي بشكل تقليدي على التطور المعرفي، وحان الوقت الآن لإعادة التوازن، وإعطاء أهمية متساوية لرعاية المهارات غير المعرفية، ما يمكّننا من خلق بيئة تعليمية أكثر شمولاً وفاعلية لجميع الطلاب».

واختتمت مالاشيني حديثها: «هذه الدراسة ليست سوى البداية، نأمل أن تلهم المزيد من الأبحاث، وتؤدي إلى تحوّل في كيفية تعاملنا مع التعليم».