ألان ديلون... نهاية العمر الصاخب

«وحش» السينما الفرنسية الوسيم رحل عن 88 عاماً

النجم الفرنسي الراحل آلان ديلون (رويترز)
النجم الفرنسي الراحل آلان ديلون (رويترز)
TT

ألان ديلون... نهاية العمر الصاخب

النجم الفرنسي الراحل آلان ديلون (رويترز)
النجم الفرنسي الراحل آلان ديلون (رويترز)

رحل عن 88 عاماً، أمس، آخر عمالقة السينما الفرنسية و«وحشها الوسيم»، ألان ديلون، بعد حياة صاخبة ترك في نهايتها إرثاً سينمائياً مشهوداً.

لعب شخصان دوراً مهماً في مشواره الفني، هما الممثل الفرنسي جان - كلود بريالي، والممثلة ميشيل كوردو التي عرّفته على زوجها المخرج إيف أليغريه، الذي منحه دوراً صغيراً في فيلمه «أرسل امرأة عندما يخفق الشيطان» سنة 1957، وكان هذا ظهوره الأول. انتظر ديلون 8 سنوات قبل أن يجرب حظّه في السينما الأميركية، بدءاً بفيلم «الرولز - رويس الصفراء»، الذي حقّقه البريطاني أنتوني أسكويث سنة 1964.

عاش ديلون حياة مضطربة، لكن شهرته غطَّت على زلّاته. تزوّج مرتين؛ الأولى من الممثلة ناتالي ديلون التي منحته ابنه أنطوني، قبل أن يتزوّج عارضة الأزياء الهولندية روزالي فان بريمن التي عاشت معه 14 عاماً كانت ثمرتاه ابنته أنوشكا وابنه ألان فابيان.


مقالات ذات صلة

رحيل ألان ديلون فارس السينما الفرنسية الجميل

يوميات الشرق ديلون من موقع تصوير فيلمه في «الصقليون» 1969 (أ.ب)

رحيل ألان ديلون فارس السينما الفرنسية الجميل

«كل ما أفتخر به هو مهنتي»، هذا ما قاله ديلون سنة 2019 عندما احتفى به مهرجان «كان»

محمد رضا (لندن)
يوميات الشرق الممثلة الأميركية شيرلي ماكلين مع ديلون في موقع تصوير فيلم «The Yellow Rolls-Rovce» إنجلترا في 5 أغسطس 1964 (أ.ب)

النساء في حياة ديلون... حبيبات وصديقات وابنة

من دون النساء والممثلات، سواء كنّ حبيبات أو صديقات أو ابنة، ما كان آلان ديلون، بحسب تعبيره، سوى «ظل الممثل والرجل» الذي كان عليه.

«الشرق الأوسط» (باريسفرنس)
يوميات الشرق الوسامة التي لم يقهرها الزمن (أ.ف.ب)

ألان ديلون... «وحش» السينما الفرنسية الوسيم

اتسم النجم الراحل بشخصية حادّة، ولم يكن يخفي دعمه لليمين الذي جمعته بسياسييه صداقات قديمة، من أيام خدمته العسكرية في حرب الجزائر، وهو شاب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
سينما من اليمين: كريس إيفانز وروبرت داوني جونيور وكريس همسوورث: نجومية عابرة (مارڤل ستديوز)

سينما «السوبر هيروز» وأزماتها غير المحسوبة

فيلم فرنسيس فورد كوبولا الجديد «ميغالوبوليس»، الذي سيعرض خلال مهرجان تورنتو الحالي من 5 سبتمبر إلى 15 منه، ليس فيلماً سياسياً، بيد أنه يتضمن فكرة سياسية الجوهر

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما «جَنين جِنين» شهادات (بكري ستديوز)

شاشة الناقد: فيلمان عن الأرض

«حي الدّمج صمد أمام الجيش الذي لا يُقهر أكثر ممّا صمدت الجيوش العربية سنة 1967». ملاحظة يطلقها أحد المتحدّثين في فيلم محمد بكري الجديد «جَنين جِنين»

محمد رُضا‬ (لندن)

مصر لاستغلال مبانٍ أثرية في أنشطة استثمارية وسياحية

بيمارستان المؤيد شيخ (الشرق الأوسط)
بيمارستان المؤيد شيخ (الشرق الأوسط)
TT

مصر لاستغلال مبانٍ أثرية في أنشطة استثمارية وسياحية

بيمارستان المؤيد شيخ (الشرق الأوسط)
بيمارستان المؤيد شيخ (الشرق الأوسط)

في شوارع القاهرة التاريخية وأزقتها ينتشر كثير من المباني الأثرية التي تُعد مجهولة وغير معروفة للكثيرين؛ لوجودها في شوارع ضيقة ومناطق غير مؤهلة لاستقبال السائحين، وهو الأمر الذي تسعى الحكومة المصرية إلى تغييره عبر مشروع يركز على استغلال هذه المباني في الأنشطة الاستثمارية والسياحية بما يناسب طبيعة وحجم كل أثر.

زاوية وسبيل فرج بن برقوق (الشرق الأوسط)

وافتتحت وزارة السياحة والآثار المصرية الأحد 8 مبانٍ أثرية في القاهرة التاريخية بعد ترميمها بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي زاوية وسبيل فرج بن برقوق، وسبيل وكتاب حسن آغا كوكليان، وسبيل وكتاب رقية دودو، وسبيل مصطفى سنان، وتكية الجولشاني، وبيمارستان المؤيد شيخ، وتكية تقي الدين البسطامي، وباب منجك السلحدار، وسبيل الأمير شيخو.

واحتفل الجانبان بتدشين مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية، الذي تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ويهدف إلى جذب السياح المهتمين بتجربة فريدة، وخلق المزيد من فرص العمل للسكان المحليين وتعزيز الاستثمارات.

سبيل وكتاب رقية دودو (الشرق الأوسط)

وفي حين أبدى آثاريون اعتراضهم على تحويل المباني الأثرية إلى كافيهات بداعي تنشيط السياحة، فإن سيف الله حسنين، مدير مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية، يشدّد على ضرورة الاستخدام الرشيد للمباني المرممة حديثاً، ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «في الوقت الذي لاحظنا فيه الضرر الذي يلحق بالآثار التي ترمم وتكون مغلقة أغلب الوقت أمام الزائرين، فإننا رأينا في المقابل أن المباني التي خضعت للتطوير وإعادة التوظيف تم الحفاظ عليها بشكل أفضل». على حد تعبيره.

بيمارستان المؤيد شيخ (الشرق الأوسط)

ومن بين أكبر المباني التي خضعت للتطوير ضمن المشروع؛ مبنى بيمارستان المؤيد شيخ، الذي استضاف حفل افتتاح المواقع الأثرية الثمانية بعد ترميمها، ويعد ثاني بيمارستان يتم بناؤه في القاهرة بعد بيمارستان المنصور قلاوون، وقد استخدم داراً لرعاية المسنين (مستشفى)، وظلّ مجهولاً ومتوارياً عن الأنظار خلف جامع السكري حتى اكتشفته لجنة حفظ الآثار العربية في نهاية القرن الـ19، بينما تم بناؤه في عام 1420 الميلادي.

وفيما يجري التفكير في استخدام بيمارستان المؤيد شيخ كمنطقة للعروض والحفلات، فإن بعض خبراء مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية، يقترحون استخدام تكية تقي الدين البسطامي مساحات لتعلم الحرف واستديوهات فنية، ومنطقة للعروض الفنية، كما يقترحون استغلال سبيل الأمير شيخو بمنطقة الحطابة الذي يقع حالياً على الطريق الرئيسي الذي يربط ميدان القلعة بطريق صلاح سالم، معرضاً فنياً للحج، وكافتيريا على السطح، ومرصداً أو تلسكوباً، ويعد السبيل نوعاً نادراً من المباني فهو منحوت في الحجر.

سبيل رقية دودو بعد ترميمه (الشرق الأوسط)

واقتُرح توظيف مبنى «زاوية وسبيل فرج بن برقوق» الذي بُني عام 1408 ميلادي، ويقابل باب زويلة الشهير، بوصفه معرضاً للخيّامية، حيث يتوسط السبيل منطقة الخيامية الشهيرة في القاهرة. وينفرد السبيل بسقفه الخشبي الذي تتدلى منه مقرنصات يعتبرها المشرفون على عملية الترميم نادرة.

وبذل الآثاريون الذين رمموا باب منجك السلحدار جهوداً كبيرة في تنظيف المبنى الذي كان بمنزلة مقلب قمامة بشارع سوق السلاح، كما خُفّض منسوبه بعد إزالة المخلفات وإعادة الباب الأثري إلى أصله، في حين يوجد خلفه قاعة صغيرة يجري التفكير في استغلالها اقتصادياً.

ودأب كبار مسؤولي مصر وبعض الأثرياء على بناء أسبلة وكتاتيب للفقراء في مبنى واحد، حيث كان يُخصص الدور الأرضي لسقي المياه، والثاني لتحفيظ القرآن الكريم واللغة العربية.

سبيل مصطفى سنان (الشرق الأوسط)

ويؤكد الدكتور خالد شريف، مساعد وزير السياحة والآثار للتّحول الرقمي، أن استراتيجية تطوير القاهرة التاريخية تستهدف مد فترة إقامة السائحين في القاهرة لأكثر من ليلة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يكتفي كثير من السائحين بالذهاب إلى أهرامات الجيزة وزيارة متحف التحرير ومن ثمّ ينطلقون إلى مدن أخرى، لذلك نحاول فتح أفق سياحية جديدة حيث يجري العمل على فتح مسارات سياحية جديدة تضمّ عدداً كبيراً من المباني الأثرية».

باب منجك السلحدار (الشرق الأوسط)

ويتوقع شريف أن «ترتفع معدّلات الإقبال على المقاصد السياحية المصرية هذا العام عن العام الماضي رغم الأزمات الإقليمية التي تعاني منها مصر». مضيفاً: «تشهد الأقصر وأسوان راهناً زيادة لافتة في أعداد السائحين رغم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف الحالي».

ووفق الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، فإن «وزارة الثقافة كانت سبّاقة في إعادة توظيف كثيرٍ من الآثار لتقديم خدمات ثقافية وفنية، على غرار قبة الغوري، ووكالة الغوري وقصر المانسترلي».

سبيل وكتاب رقية دودو من الداخل (الشرق الأوسط)

في حين رأى الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، أن «مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية يعبّر عن تغير منهج تطوير المواقع الأثرية بالتعاون مع كبار الجهات الدولية لتحقيق تنمية مستدامة لتلك المواقع والاستفادة منها بوصفها مناطق تاريخية سياحية تلعب دوراً مهماً في تنمية الأنشطة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفنية».

شارع سوق السلاح (الشرق الأوسط)

بدورها، لفتت هيرو جارج سفيرة الولايات المتحدة الأميركية بالقاهرة إلى أن «الإرث الثقافي الذي تعبر عنه القاهرة التاريخية لا يمكن إنكاره، كما أنه يثبت أن مصر هي أم الدنيا». مضيفة أن «القاهرة التاريخية هي قطاع يعبّر عن الاستثمارات السياحية المصرية وما تم من أعمال تطوير سيساهم في أن تصبح مصر دولة منافسة في السياحة الثقافية»، مؤكدة أن «الحكومة الأميركية قدمت 140 مليون دولار للحفاظ على الآثار المصرية».