سيرين عبد النور: من بين كل أدواري شخصية «ميا» هي التي تفوز

الفنانة اللبنانية تختار «النوعيّة» وتفتخر بمسلسل «النسيان» ذي «المقاييس العالمية»

الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو)
الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو)
TT

سيرين عبد النور: من بين كل أدواري شخصية «ميا» هي التي تفوز

الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو)
الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو)

تسعى منصة «برايم فيديو» العالميّة إلى انطلاقة قوية لقسمها العربي، وقد اختارت مسلسل «النسيان» لتستهلّ به رحلتها مع الدراما العربية. من جهتها، أرادت النجمة اللبنانية، سيرين عبد النور، عودةً تلفزيونية قيّمة، فتبنّت المشروع، متقمّصةً شخصية البطلة «ميا» بكل ما تحمل من أثقالٍ نفسيّة وعاطفيّة.

«أتعبتني ميا كثيراً، لكنني أُغرمتُ بها، وما زلتُ أشتاق إليها رغم انقضاء 9 أشهر على انتهاء التصوير». تشارك سيرين عبد النور «الشرق الأوسط» كواليس التحضير للمسلسل، وظروف تصويره التي شكّلت أصعب تجربة في مسيرتها، بما أنه تَزامنَ ومرضَ والدتها ووفاتها لاحقاً.

ممثلون من العيار الثقيل

يروي العمل التلفزيوني ذو الحلقات الـ15 حكاية الثنائي «ميا» و«حازم»، اللذيْن خسِرا طفلَيهما في ظروف غامضة. وبعد انقضاء 12 عاماً على الحادثة، التي قلبت حياة الطبيبَين رأساً على عقب، تحتفظ الأمّ «ميا» بإصرارها على أنّ الولديْن على قيد الحياة، وتتابع رحلة البحث عنهما. لكن دون الرحلة عقبات كثيرة وقضايا شائكة، كإدمان المهدّئات، ومافيا خطف الأطفال، والخيانة الزوجية، وخذلان الأصدقاء.

راهنَ المنتج محمد مشيش وشركتُه «بلو بي» على المشروع، فوضعَ يده بيدِ السيناريست شادي كيوان ومجموعة من الكتّاب، إضافةً إلى المخرج الفوز طنجور الذي «لوّنَ القصة الجذّابة ولم يساوم على أي تفصيلٍ يخدم مصلحة العمل»، وفق تعبير سيرين عبد النور. تَحصّنَ المسلسل كذلك بممثّلين من العيار الثقيل. فإلى جانب سيرين عبد النور، وقف النجم السوري قيس الشيخ نجيب بطلاً في دور زوجها «حازم»، كما انضمّ إليهما فنانون مخضرمون أثْروا العمل بحضورهم، أمثال يورغو شلهوب، وكارول حاج، وندى بو فرحات، وفادي أبي سمرا.

الممثلون ندى بو فرحات ويورغو شلهوب وكارول حاج (برايم فيديو)

«عندما علمتُ بوجود هذه الأسماء في العمل، شعرتُ برغبةٍ في الاحتفال». انطلاقاً من قناعتها بأنّ حلقة النجاح لا تكتمل سوى باتحاد المواهب، وبأنّ المسلسلات لا تلمع بنجمٍ واحد، تصف سيرين عبد النور ما اختبرته إلى جانب زملائها، بالاستثنائيّ. وعن قيس الشيخ نجيب تقول إنّ «قدمَيه ما زالتا على الأرض، وهذا هو الأهمّ»، وإنّ «الأنا» لم تسيطر على إنسانيّته، ولا على مهنيّته؛ «تعاونّا لإنجاح المشاهد، ولم نكترث لأمورٍ سطحيّة، كمَن سيظهر اسمُه قبل الآخر في الشارة مثلاً». أما ندى بو فرحات، التي جمعتها بها مشاهد كثيرة، فكانت الشريكة المثاليّة على المستوييْن الفني والإنساني. تُعلّق عبد النور: «أشعرَتني بالأمان، وهي كانت بمثابة جمهوري الأوّل».

«نسيت نفسي مع ميا»

بعد 24 سنة أمضتها في العمل الدراميّ، وبعد تجربةٍ ثريّة وقفت خلالها إلى جانب أبرز الممثلين العرب، تضع سيرين عبد النور مسلسل «النسيان» في خانة «النضج الفنّي». تختصر هذه المرحلة التي بلغتها، بالقول: «اليوم، ما عادت تهمّني سيرين بقدر ما تهمّني الشخصية التي أؤدّي. مع ميا، نسيت نفسي وفكّرت فيها حصراً».

تذهب الممثلة أبعد من ذلك لتُقرّ بأنّها إذا أرادت «غربلة الأدوار التي قدّمت، فإنّ شخصية ميا هي التي تفوز»، مع العلم بأنّ بطلاتٍ كثيراتٍ من تلك التي جسّدتهنّ، ما زلن عالقاتٍ في ذاكرتها وفي ذاكرة الجمهور.

سيرين عبد النور والممثل السوري قيس الشيخ نجيب (برايم فيديو)

لـ«ميا» فعلاً خصوصيّتها، هي شخصيّة كثيفة درامياً، خلعت من أجلها سيرين عبد النور كل ما تتزيّن به الممثلات عادةً، وارتدت المعطف النفسيّ الثقيل. مع «ميا» خاضت، للمرّة الأولى في مسيرتها، دور المُدمنة. شكّل الأمر تحدّياً لها، هي التي لم تدخّن سيجارة في حياتها، وفق ما تقول. لكنّها استندت إلى ما اختبرته في وثائقيّ «بلا حدود»، الذي سبق أن صوّرته، وعاينت فيه عن قرب حالاتٍ لضحايا إدمان يتلقّون العلاج. كما لجأت إلى طبيبٍ نفسيّ أطلعها على تصرّفات المدمنين.

كانت لافتةً رجفةُ اليدَين التي طبعت شخصية «ميا». وظّفت سيرين عبد النور كثيراً من لغة الجسد والعينَين في هذا الدور، والمسلسل لا يتجنّب أصلاً مساحات الصمت، ولا سيّما في مشاهد «حازم» و«ميا». تُعلّق بالقول إن «التأمّلات والمونولوغ الداخلي الصامت يغلبان في معظم الأحيان الحوار الشفهي».

الأبطال الأطفال

تعاطفَ المشاهدون مع امرأةٍ استسلمت للأدوية المهدّئة، بعد أن حملت ذنب فقدان ولدَيها. تماهَوا مع أمٍّ ذهبت من أقصى الحنان إلى أقصى الهستيريا، وما بين المحطّتين لم تتنازل يوماً عن إيمانها وحدسِها اللذَين أصرّا على أنّ «شمس» و«زين» حيّان يُرزقان.

حملت سيرين عبد النور إلى الدور كثيراً من أمومتها كذلك. تتذكّر مشهداً كانت تتحدث فيه عن «شمس» و«زين»، شعرت خلاله وكأنّها تتحدّث عن ولدَيها تاليا وكريستيانو.

أما العمل إلى جانب الأطفال فكان تجربة خاصة جداً بالنسبة إلى عبد النور. اكتشفت في الممثلين الصغار الذين أدّوا شخصيات «شرارة/ زين»، و«نسيم»، و«سيلا/ شمس» مواهب فريدة وواعدة. على الشاشة، قدّم هذا الثلاثيّ أداء محترفاً وآسراً، وكأنّ خلفهم سنوات من الخبرة أمام الكاميرا. وفي الكواليس، كانوا مثالاً يُحتذى في التهذيب، والاستيعاب، والموهبة، والتواضع، وفق ما تكشف عنه عبد النور. دفعت بها هذه الخبرة معهم إلى القول إنّ «التعامل مع الممثلين الأطفال أجمل بكثير من التعامل مع الراشدين».

قدّم الممثلون الأطفال في مسلسل «النسيان» أداءً محترفاً (برايم فيديو)

العرض متواصل

مَن لم يتمكّنوا من متابعة «النسيان» على منصة «برايم فيديو»، ستكون باستطاعتهم مشاهدته عبر منصاتٍ وقنواتٍ يُعلَن عنها قريباً. وفي وقتٍ ما زالت سيرين عبد النور تستمتع بالنجاح الذي حقّقه «هذا العمل العربي ذو المقاييس العالمية»، تترك أبوابها مفتوحةً لمسلسلاتٍ جديدة. لكنّ النوعيّة هي التي باتت تتحكّم بخياراتها أكثر من أي وقت، «وهذا ما يجب أن يستوعبه الجمهور الذي يطالبني دائماً بمزيدٍ من الإطلالات».

تُبدي أسفها «لأنّ التوجّه التجاريّ بات يغلب النوعيّة الدراميّة في العالم العربي، لكنها تصرّ على قناعتها: «ما عاد يهمّني أن أقدّم أعمالاً لمجرّد أن أكون موجودة على الشاشة».


مقالات ذات صلة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

احتفالات مصرية بـ«رأس السنة» تتجاوز الجدل العقائدي

شارع «الترعة البولاقية» بحي شبرا في القاهرة يجذب راغبي شراء زينة الكريسماس ورأس السنة (الشرق الأوسط)
شارع «الترعة البولاقية» بحي شبرا في القاهرة يجذب راغبي شراء زينة الكريسماس ورأس السنة (الشرق الأوسط)
TT

احتفالات مصرية بـ«رأس السنة» تتجاوز الجدل العقائدي

شارع «الترعة البولاقية» بحي شبرا في القاهرة يجذب راغبي شراء زينة الكريسماس ورأس السنة (الشرق الأوسط)
شارع «الترعة البولاقية» بحي شبرا في القاهرة يجذب راغبي شراء زينة الكريسماس ورأس السنة (الشرق الأوسط)

في حين يشهد الفضاء الإلكتروني المصري بكثرة ترديد السؤال السنوي: «هل الاحتفال برأس السنة حرام أم حلال؟»، وتتراوح الإجابة شداً وجذباً بين المؤيدين والمعارضين، حسم الشارع موقفه، بعيداً عن السؤال والإجابة، ففي قلب العاصمة والمدن المصرية، تتلألأ أضواء الكريسماس، وتنتشر أشجار الميلاد المزينة، ومجسمات بابا نويل، والنجوم الذهبية، ما يعكس روحاً احتفالية تتجاوز الانتماءات الدينية والجدل العقائدي، وتنحاز فقط للبهجة.

وفي شوارع القاهرة تحديداً، بات مشهد الزينة والاحتفالات مألوفاً، بل ومتجدداً كل عام، حيث تظهر روح المنافسة في وضع زينة رأس السنة بلمسات مبتكرة، على واجهات المحال والمقاهي والمراكز التجارية والفنادق، وتستمر حتى «عيد الميلاد»، الذي تحتفل به الكنائس الشرقية يوم 7 يناير (كانون الثاني)، وبالتالي لم يعد الاحتفال مقتصراً على المسيحيين، بل أصبح جزءاً من المشهد العام، حيث يشارك المصريون على اختلاف مشاربهم في الاحتفال.

شجرة كريسماس عملاقة تتزين بها دار الأوبرا المصرية (الشرق الأوسط)

إلا أن أصواتاً انتقدت تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومشاركة المسلمين في مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، لكن «دار الإفتاء المصرية» حسمت الجدل الدائر حول حكم تهنئة المسيحيين بأعياد رأس السنة الميلادية، مؤكدة أن التهنئة «جائزة شرعاً ولا تحمل أي مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية»، نافية بشكل قاطع ما يروّجه بعض المتشددين من أن التهنئة تُعد مشاركة في طقوس دينية أو خروجاً عن ثوابت العقيدة.

وأوضحت دار الإفتاء، في بيان قبل أيام، أن الاحتفال ببداية العام الميلادي يُصنَّف باعتباره مناسبة ذات بُعد اجتماعي وإنساني، يشترك فيها الناس بمختلف انتماءاتهم الدينية، حيث يعبر الجميع عن وداع عام مضى واستقبال عام جديد، مؤكدة أن هذه المعاني تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية ولا تتعارض معها، بل تجسد قيم التعايش.

انعكاس هذه الفتوى على أرض الواقع رصدته «الشرق الأوسط» في أحد شوارع حي شبرا (شمال القاهرة)، حيث تقف الثلاثينية نجلاء حسن، أمام محل لبيع الزينة، تختار بعناية كرات حمراء وشرائط لامعة وقبعتين لبابا نويل لطفليها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مسلمة، لكني أحب أجواء رأس السنة، أشتري الزينة كل عام وأزين بها المنزل، وأراها فرصة لنشر البهجة في المنزل، كما أن أطفالي يحبونها، وهذا العام اصطحبتهم معي لاختيار هدايا لحفل تقيمه مدرستهما احتفالاً بالعام الجديد والكريسماس».

وبعيداً عن أي جدل عقائدي أو انقسام طائفي، يشتهر حي شبرا بوجود عدد كبير من السكان المسيحيين والمسلمين، ويعد شارع «الترعة البولاقية»، وهو أحد أشهر شوارع شبرا، مقصداً لكليهما في هذه الأيام، ويجذب راغبي شراء زينة الكريسماس وهداياه وإكسسواراته، حيث تكثر المحال التجارية والمكتبات المتخصصة في هذه المنتجات.

إكسسوارات الكريسماس وهدايا رأس السنة تفرض حضورها في شوارع وميادين القاهرة (الشرق الأوسط)

«الطلب لا يقتصر على المسيحيين، بل كثير من المسلمين يشترون الزينة لبيوتهم ومكاتبهم»، يقول نادر جرجس، البائع في أحد متاجر الجملة بالشارع، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعرض الزينة منذ سنوات، لكن في الأعوام الأخيرة هناك إقبال متزايد من العائلات المسلمة والمسيحية، فالجميع يبحث عن الفرح في ظل ضغوطات الحياة».

قطع حديث البائع سؤال من الطالبة الجامعية سارة محمود، عن ثمن دمية صغيرة لـ«بابا نويل» ليرد عليها: «50 جنيهاً» (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً)، ومع دفعها، فسّرت لـ«الشرق الأوسط» سبب الشراء، بقولها: «أرى أن شراء الزينة والهدايا لا تعني تبني توجهٍ ديني معين، هي فقط تعبير عن الفرح، ومثلما نشارك أصدقاءنا المسيحيين في أعيادهم، هم يهنئوننا في رمضان والعيد».

وعلقت زميلتها الجامعية، ماري مجدي: «زينة الكريسماس للمسلمين أصبحت مثل فانوس رمضان لنا كمسيحيين، لا أرى فيهما مسألة دينية بقدر ما هي مناسبات اجتماعية جميلة للتعايش والتسامح».

ومن شمال القاهرة إلى وسطها الصاخب، يمكن ملاحظة زيادة التوجه نحو الاحتفال برأس السنة، عبر مشاهد الزينة على الأرصفة والحوائط والواجهات، ففي شارع قصر العيني، تبرز واجهة كبرى لأحد متاجر القهوة الشهيرة مزينة بنجمة ضخمة حمراء بخلفية خضراء تتوسطها عبارة «Christmas Vibes»، تجذب المارة للتصوير، كرغبة في خلق لحظات من السعادة. وقال هيثم صابر، أحد العاملين بالمتجر: «هذه الديكورات تخلق حالة من البهجة، والزبائن يحبون هذه الأجواء؛ لذا تجذبهم إلينا».

أجواء كرنفالية واحتفالية بالعام الجديد في منطقة «الكوربة» شرق القاهرة (الشرق الأوسط)

اختارت مجموعة من محال الملابس، المنتشرة بالمنطقة، وضع أشجار الكريسماس المضيئة أمام مدخلها أو داخل «فاترينة» العرض، في حين امتدت الزينة لأماكن غير تقليدية، حيث قام متجر للحيوانات الأليفة بتزيين واجهته بالغزلان والأجراس المضيئة.

وعلى بعد أمتار قليلة من وسط القاهرة، حيث تتواجد «الأوبرا المصرية»، وبجانب ما تنظمه الدار من فعاليات وسهرات بمناسبة أعياد الميلاد، لم تغفل الدار أن تشارك زوارها بأجواء كرنفالية واحتفالية بالعام الجديد، عبر مُجسم يحمل عبارة «Happy New Year»، إلى جانب شجرة كريسماس عملاقة، وكلاهما جذب زوار الأوبرا للتصوير.

وبعد التقاط صورة «سيلفي» أمام الشجرة، التي تتوسط مدخل المسرح الكبير، قالت علا علوي، وهي موظفة تسويق، كانت تستعد لحضور عرض باليه «كسارة البندق»، لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بالسعادة عندما أرى هذه الديكورات، التي أصبحت جزءاً من ثقافتنا الاحتفالية، هي تعبير عن مصر الحقيقية، التي تحتفل بكل شيء، وتفتح قلبها للجميع».

مُجسم يحمل عبارة «Happy New Year» بساحة دار الأوبرا المصرية (الشرق الأوسط)

وبالانتقال لشرق القاهرة، وتحديداً منطقة «الكوربة»، ينجذب الزائر إلى المشهد الكرنفالي السنوي؛ إذ تتلألأ الأضواء وتنتشر ديكورات العام الجديد على جدران البنايات ذات الطراز المعماري الفريد.

وقالت مجموعة من الطلاب الجامعيين، تواجدوا للتصوير أمام إحدى البنايات المُزينة بزينة «الكريسماس» وتتداخل معها ديكورات الفوانيس والأهلّة، لـ«الشرق الأوسط»: «نحب زيارة هذا المكان... الزينة تبعث فينا حيوية... وتشعرنا بأن هناك شيئاً جميلاً ينتظرنا في العام الجديد».


5 تمارين ذهنية لتنشيط الدماغ بعد سن الأربعين

ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية)
ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية)
TT

5 تمارين ذهنية لتنشيط الدماغ بعد سن الأربعين

ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية)
ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية)

تؤكد بحوث حديثة أن الدماغ لا يتوقف عن التطور مع التقدم في العمر؛ بل يواصل إنتاج خلايا عصبية جديدة حتى بعد منتصف العمر. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن «المرونة العصبية» تبلغ ذروتها في مرحلة الطفولة، أظهرت الدراسات أن الدماغ يظل قادراً على التكيُّف والتجدد طوال الحياة.

وبالنسبة لمن تجاوزوا سن الأربعين، يحمل هذا الاكتشاف رسالة أمل واضحة، مفادها أن نسيان الأسماء أو الشعور بما يُعرف بـ«ضبابية الذهن» ليسا أمرين حتميين؛ بل يمكن الحد منهما عبر تمارين ذهنية يومية لا تتجاوز 5 دقائق في اليوم، شرط الالتزام بها بانتظام.

وتشير مجلة «VegOut» الأميركية إلى أن هذه التمارين تحفِّز الدماغ وتدفعه للعمل بطرق جديدة وأكثر كفاءة.

واللافت أن هذه التمارين لا تتطلب وقتاً طويلاً أو أدوات باهظة الثمن؛ بل يمكن لأي شخص تطبيقها بسهولة ضمن روتينه اليومي.

1- الكتابة الحُرّة

في كل صباح، وقبل الانشغال بقائمة المهام اليومية، يُنصح بممارسة الكتابة الحرة دون تفكير أو مراجعة أو تصحيح. وقد تكون الكتابة عن أفكار عابرة، أو أحلام، أو حتى جمل متكررة، مثل: «لا أعرف ماذا أكتب». وتكمن الفائدة هنا ليس في مضمون ما يُكتب؛ بل في عملية تحويل الأفكار إلى كلمات دون رقابة داخلية.

2- العدُّ العكسي خلال تنظيف الأسنان

تقوم هذه العادة على اختيار رقم مكوَّن من 3 أرقام، والبدء في العد تنازلياً بطرح 7 خلال تنظيف الأسنان، مثل: 298، 291، 284. ويُجبر هذا التمرين الدماغ على التركيز خلال أداء مهمة روتينية، ما يُنشِّط الانتباه والذاكرة دون إضافة وقت جديد إلى جدول اليوم.

3- تعلَّم 5 كلمات بلُغة جديدة

تشير البحوث إلى أن تعلُّم اللغات الأجنبية يزيد من نشاط الدماغ، ويعزز مقاومته للتدهور المعرفي. ولا يشترط الوصول إلى الطلاقة؛ إذ إن تعلُّم 5 كلمات يومياً كافٍ لتحقيق فائدة ملموسة، ومع الاستمرارية يمكن اكتساب أكثر من 1800 كلمة سنوياً، وهو ما ينعكس إيجاباً على القدرات الذهنية.

4- التأمل عبر فحص الجسد

وهو نوع من التأمل يركِّز على الانتباه الواعي لكل جزء من الجسم، بدءاً من أصابع القدمين وصولاً إلى الرأس، خطوة بخطوة، مع ملاحظة أي شعور جسدي، مثل التوتر أو الحرارة أو البرودة، دون محاولة تغييره أو إصدار أحكام بشأنه.

5- الامتنان بتفاصيل محددة قبل النوم

بدلاً من عبارات الامتنان العامة، مثل: «أنا ممتن لعائلتي»، يُفضَّل التركيز على تفاصيل دقيقة، مثل ضوء الصباح أو موقف لطيف مع أحد الجيران. ويُنشِّط هذا النوع من الامتنان مراكز الذاكرة والعاطفة واللغة معاً، كما ثبت أنه يُحدث تغييرات إيجابية في بنية الدماغ.

ويشير الخبراء إلى أن دماغ الإنسان بعد منتصف العمر لا يتدهور بالضرورة؛ بل يتغير، ويمكن توجيه هذا التغيير بشكل إيجابي؛ فالعادات اليومية البسيطة تُحفِّز الخلايا العصبية على العمل بأنماط جديدة، ما يعزز الوضوح الذهني والإبداع والمرونة العقلية.

وينصح الخبراء باختيار تمرينين أو ثلاثة من هذه الممارسات، والالتزام بها لمدة شهر، ثم إضافة المزيد تدريجياً، مؤكدين أن التأثير التراكمي لهذه الخطوات الصغيرة قد يكون مذهلاً على المدى الطويل.


من الألم إلى الإبداع... كيف يُعيد الفن بناء الذات؟

التعافي من مرض مزمن كان تحدياً صعباً لبيثاني ويليامز (غاليري بيثلم)
التعافي من مرض مزمن كان تحدياً صعباً لبيثاني ويليامز (غاليري بيثلم)
TT

من الألم إلى الإبداع... كيف يُعيد الفن بناء الذات؟

التعافي من مرض مزمن كان تحدياً صعباً لبيثاني ويليامز (غاليري بيثلم)
التعافي من مرض مزمن كان تحدياً صعباً لبيثاني ويليامز (غاليري بيثلم)

في بعض الأحيان، يكون الفن أكثر من مجرد إبداع؛ يكون ملاذاً، وطريقة لاستعادة الذات المفقودة بين الألم والصمت. هذا ما اكتشفته الفنانة الشابة بيثاني ويليامز، التي وجدت في ممارسة الفن وسيلة لإعادة الاتصال بنفسها تدريجياً بعد صراع طويل مع مرض مزمن.

معرضها الأول «هذا المكان البري، المؤلم حدّ الوجع، والجميل»، يعكس رحلتها الشخصية بكل تفاصيلها الدقيقة. المعرض، المعروض حالياً في لندن، ليس مجرد قطع فنية، بل هو سرد حي لتجربة إنسانية عميقة، تحكي قصة الألم، والصبر، والتعافي.

في عام 2013، شُخِّصت ويليامز بـ«الصداع اليومي المستمر الجديد»، مرض يزرع الألم في الرأس والوجه بلا هوادة. وحين دخلت في فترة هدوء مؤقتة، عاد المرض عام 2022 بأعراض أقسى، أجبرتها على ملازمة الفراش لفترة طويلة. عن تلك المرحلة الصعبة تقول: «قضيت عاماً ونصف العام طريحة الفراش، ثم بدأت أتحسن ببطء شديد، وكانت تلك المرحلة بالغة الصعوبة».

المعرض، كما تصفه، هو «رسالة حب إلى الأرض التي احتضنتني، وإلى الألم الذي غيّرني، وإلى نسخة من نفسي لم أكن أتوقع أن ألتقيها يوماً». وخلال تلك الفترة الحرجة، عادت ويليامز، الفائزة مؤخراً بجائزة مجلس الأزياء البريطاني وصندوق فوغ للمواهب الصاعدة، إلى جزيرة مان، لتجد فيها المساحة والوقت لإعادة التواصل مع إبداعها الفني واستعادة توازنها الداخلي؛ وفق «بي بي سي».

رحلتها نحو التعافي كانت مليئة بالتجارب المتنوعة؛ من العمل بالخزف إلى الانغماس في الطبيعة، وهي تقول إن هذه اللحظات «أعادتني إلى ذاتي ببطء». وأضافت: «طورنا في المعرض منحوتات ضوئية، وبما أنني كنت شديدة الحساسية تجاه الضوء، أردت استخدامه كرمز لتقدمي في التعافي».

تصاميمها استُلهمت من المناظر الطبيعية ورحلتها في التعافي (غاليري بيثلم)

المعرض، أول عرض فردي لها، يضم 3 منحوتات ضوئية نسيجية تمثل مراحل التعافي المختلفة، إلى جانب منحوتات بورسلان، ولوحات فنية، وتركيب من الأقمشة، وشاشة خشبية. وتقول ويليامز إن هذه الأعمال تختزل مسيرتها نحو الشفاء، رحلة «مؤلمة إلى حد كبير، لكنها حملت معها دروساً حياتية جميلة للغاية».

إلهامها جاء من الطبيعة الساحرة لجزيرة مان: الأحجار القائمة في العراء، والمرتفعات الشامخة، والأشجار التي شكلتها الرياح العاتية. وأضافت أن المناطق المرتفعة، حيث تنمو ثمار العليق والتنور ونبات الخلنج، كانت بالنسبة لها «منعزلة على نحو جميل».

وعن أسلوبها الفني، تقول: «كنت أسعى لخلق إحساس شبحاني، غامض وجميل في آن واحد، يشبه تلك اللحظة التي يفقد فيها الإنسان ذاته ثم يعود إليها تدريجياً». وختمت: «إنه رسالة حب إلى الأرض التي احتضنتني، وإلى الألم الذي غيّرني، وإلى النسخة من نفسي التي لم أكن أتوقع أن ألتقيها».

يستضيف «غاليري بيثلم» في لندن المعرض حالياً حتى نهاية يناير (كانون الثاني)، وسيُنقل لاحقاً إلى «بيت مانانان» عام 2027، ليبقى شاهداً حياً على رحلة فنانة استطاعت تحويل الألم إلى جمال، والفقدان إلى اكتشاف الذات.