الشامي يختتم «مهرجانات أعياد بيروت» في حفل جماهيري بامتياز

قدّم أشهر أغنياته تحت عنوان «حب وحنان» 

قدّم أشهر أغنياته وختم الحفل بـ«صبراً» (أعياد بيروت)
قدّم أشهر أغنياته وختم الحفل بـ«صبراً» (أعياد بيروت)
TT

الشامي يختتم «مهرجانات أعياد بيروت» في حفل جماهيري بامتياز

قدّم أشهر أغنياته وختم الحفل بـ«صبراً» (أعياد بيروت)
قدّم أشهر أغنياته وختم الحفل بـ«صبراً» (أعياد بيروت)

امتلأت مدارج مهرجانات «أعياد بيروت» قبل موعد حفل الفنان الشامي بساعات. فهم توجهوا إلى الواجهة البحرية في العاصمة ليحجزوا أماكنهم رغم الأوضاع المضطربة في بيروت. فقد صادف موعد إقامة الحفل الثلاثاء 30 يوليو (تموز) الذي شهد ضربة عسكرية على الضاحية الجنوبية قبل انطلاق الحفل بدقائق قليلة.

وكان هذا الحفل بمثابة ختام «مهرجانات أعياد بيروت» لموسم الصيف. وهي من تنظيم «تو يو تو سي»، و«غات»، و«ستار سيستم».

بعض الحضور حجز في قسم يتيح لهم متابعة الحفل وقوفاً، فيما ازدحمت المقاعد المخصصة للجالسين بجمهور لم يسترح على كراسيه طيلة السهرة. فما أن أطلّ المغني السوري عبد الرحمن الشامي المعروف بـ«الشامي» على المسرح حتى علت الأصوات ترحّب به هتافاً وتصفيقاً.

ازدحم حفل الشامي في «أعياد بيروت» بالآلاف من معجبيه (أعياد بيروت)

أحبّ الشامي عنونة الحفل بعبارة «حب وحنان» التي تصدّرت شاشة عملاقة تتوسط الخشبة، وكرّرها أكثر من مرة خلال إنشاده أغنياته على مدى ساعة كاملة. واللافت كان تهافت المعجبين وتسلّقهم المسرح حيث يقف الشامي. فحصل هرج ومرج كان ينهيه الشامي بالعبارة نفسها. رحّب بالحضور تكراراً، وهو يردد «أحبكم قدّ الدني» و«تقبروني» و«أنا بحب مين؟». واغتنم دقائق من الصمت سادت الأجواء بين وصلة غنائية وأخرى ليتوجه إلى الحضور قائلاً: «أنتم شعب جبّار، أعرف أننا اليوم نمرّ بأوقات عصيبة. هذه اللحظات ليست من الأفضل في حياتنا. ولكنني جئت أزرع معكم بعض الفرح على الرغم من كل شيء».

بلغ عدد المتابعين للحفل خارج موقع «أعياد بيروت» المئات. توزعوا على الأرصفة المحيطة بالمكان والمطلة على المسرح. فكانوا يسجلون لقطات من السهرة وهم على سطح سيارة أو وقوفاً على دراجة نارية.

استهل الشامي حفله بأغنية «خدني» وليتبعها بـ«ليلى» التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، مما اضطره إلى إعادتها مرة ثانية. وخلال أدائه أغنية «سميتك سما» تأهب الجمهور بأكمله ووقف يردد كلمات الأغنية، فراح ينظر إليهم بإعجاب موجهاً الميكروفون نحوهم ليستمروا بالغناء. هذا المشهد تكرّر أكثر من مرة خلال الحفل. وقد رافق الشامي في بعض أغنياته فرقة تؤدي لوحات راقصة تعبيرية.

الشامي يلتقط صورة تذكارية مع أحد محبيه (أعياد بيروت)

إحدى المعجبات التي كانت من بين رواد الحفل قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشامي» نجمها المفضل. وعندما استوضحناها عن أسباب إعجابها به أجابت: «إنه صاحب صوت جميل والأهم هو أنه يتعاطى معنا وكأننا نشكّل أفراداً من عائلته. إنه قريب جداً منّا، يحدثنا ببساطة وبلسان حالنا». أما زميلتها التي لم تتوقف عن الرقص والغناء طيلة الحفل، فاعترفت بأن الشامي لا يزال فناناً صاعداً. وأكملت: «لذلك هو يستأهل منّا الاهتمام والتشجيع. فالفنانون الآخرون نالوا حصتهم من الشهرة والثراء. واليوم جاء دور الشامي ليحقق ما حصدوه، سيما أنه يستحق ذلك بشخصيته الجميلة».

وقف الشامي على رغبات جمهوره أكثر من مرة. وكان يلبّي طلباتهم لتقديم أغنية يحبون سماعها. وقدّم مجموعة منها كـ«يللا دار»، و«وين»، و«تشيل» وغيرها. وبعدها طلب من فرقته الموسيقية عزف أغنيته «يا ليل ويالعين» التي تسببت بشهرته، راح الجمهور يغنيها قبله. فهم حفظوا كلماتها بدقة كما باقي الأغنيات التي ألّفت برنامج الحفل. وكان بين الوقت والآخر يستقبل على المسرح أحد معجبيه ليلتقط معه صورة تذكارية. ورمى أحدهم بجهازه المحمول على الخشبة كي يقوم الشامي بمهمة تصوير نفسه وإعادته له من جديد. بعدها أخذ الشامي المبادرة ليلتقط صورة «سيلفي» بجهازه الجوال الخاص مع جمهوره الغفير معلقاً «لن أنساكم أبداً».

مرّت حفلة الشامي بسرعة وكأنه غنّى لدقائق معدودة. وبعد أدائه في الجزء الأخير من الحفل «دمعك يا عين»، و«بفديك»، و«بلاك» ختم الحفل بأغنية «صبراً». وألقى على إثرها كلمة وجيزة، تمنى فيها كل الازدهار للبنان وقال: «الله يحمي هالبلد».


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الفيلم السعودي القصير «ملكة» (البحر الأحمر)

«مهرجان البحر الأحمر» بانوراما للسينما العربية والعالمية

تشهد الدورة المقبلة لـ«مهرجان البحر الأحمر» في جدة، بالمملكة العربية السعودية، تطوّراً إيجابياً مهمّاً في عداد تحويل المهرجان إلى بيت للسينما العربية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «ضي» (صناع الفيلم)

صناع الفيلم المصري «ضي» يرحبون باختياره في افتتاح «البحر الأحمر»

رحب صناع الفيلم المصري «ضي» (سيرة أهل الضي) بالإعلان عن اختياره ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)

جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

عَكَسَ المهرجان للجمهور من خلال القصائد المغنّاة وأداء الفنانين، براعة اللغة العربية في تجسيد المشاعر والصور، وقدراتهم الصوتية، وكان فرصة لاستعادة القصائد.

عمر البدوي (الرياض)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
TT

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة غرب السعودية، بمشاركة نحو 2000 فيلم من مختلف دول العالم، في حين نجح المهرجان في عرض أكثر من 4 آلاف فيلم بأكثر من 38 لغة خلال السنوات الماضية.

ويدخل المهرجان الذي ينطلق في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر على مدار 9 أيام، موسمه الرابع بعد أن اكتسب ثقة صناع الأفلام، وفقاً لمحمد عسيري، الذي قال إن المهرجان وخلال الأعوام الماضية رسخ علاقته بالمهرجانات العالمية الدولية وخلال فترة زمنية بسيطة حظي بدعم وتقدير في المحافل الدولية، موضحاً أن المهرجان أصبح منصة ووجهة سينمائية معترفاً بها.

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

وأشار العسيري، الرئيس التنفيذي المكلف لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلى أن الأرقام المسجلة هي نتاج استراتيجية وعمل متواصل تعكف عليه المؤسسة في سبيل تحقيق مستهدفاتها ورؤيتها السينمائية، لافتاً إلى أن صندوق البحر الأحمر دعم أكثر من 250 فيلماً، إضافة إلى معامل البحر الأحمر (الذراع التدريبي للمؤسسة) والتي ساهمت في دعم أكثر من 170 صانع أفلام في السعودية والعالم العربي، وقارتي آسيا وأفريقيا.

كما كشف، أن 50 في المائة من الأفلام التي تعرض في المهرجان سيكون عرضها حصرياً، بنحو 48 عرضاً عصرياً عالمياً، 10 عروض دولية و43 عرضاً لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، لافتاً إلى أن العام الحالي للمهرجان شهد زيادة ملحوظة في عدد الأفلام المتقدمة والتي تجاوزت 2000 فيلم من مختلف دول العالم، مما يعكس المكانة التي وصل إليها مهرجان البحر الأحمر في فترة قصيرة.

المقر يحاكي المنطقة التاريخية ويربط الماضي بالحاضر

الافتتاح

في ليلة الافتتاح سيكون حاضرا فلم «ضي» كعرض أول، وهو من إنتاج مصري سعودي مشترك، بينما سيشهد حفل توزيع الجوائز عرض فيلم «مودي، ثلاثة أيام على جناح الجنون» للمخرج والممثل جوني ديب، والذي تدور أحداثه حول حياة الفنان الإيطالي المشهور أميديو موديلياني، وسيختتم المهرجان فعالياته بعرض فيلم السيرة الذاتية المبتكر «رجل أفضل»، الذي يروي رحلة نجم البوب البريطاني روبي ويليامز للمخرج والكاتب والمنتج المشارك مايكل غريسي (مخرج فيلم «أعظم رجل استعراض») وذلك يوم 14 ديسمبر 2024.

في المقابل اختارت لجنة التحكيم الدولية للمهرجان 16 فيلماً للتنافس في المسابقة الرسمية والتي تشمل فيلم «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل (العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وفيلم «أغنية سيما» للمخرجة الأفغانية رويا سادات، وفيلم «أولاد ماليجون الخارقون» للمخرجة الهندية ريما كاغتي، وفيلم «لقتل حصان منغولي» الممول من مهرجان البحر الأحمر السينمائي من إخراج شياوشان جيانغ.

الفنانة فيولا ديفيس من المكرمات في مهرجان البحر الأحمر

11 فيلماً عالمياً

ويشارك في المهرجان 11 فيلماً ضمن مجموعة العروض السينمائية العالمية لدورته الرابع، التي تعرض لأول مرة في العالم العربي، بما في ذلك العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم «ماريا» للمخرج بابلو لاراين وبطولة أنجلينا جولي، الحائزة على جائزة الأوسكار.

وقال كليم أفتاب مدير البرامج الدولية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إن هذه الأفلام هي للنخبة وأشهر المخرجين والممثلين في العالم، بما في ذلك فيلم «نابولي – نيويورك»، الذي يجسد رؤية العبقري فيديريكو فليني، وفيلم «أربعون فدان»، العمل الروائي الأول للمخرج آر تي ثورن، الذي يستعرض بأسلوب درامي مشوق تحديات وتجارب المجتمعات الأفريقية والسكان الأصليين في أميركا.

مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

الأفلام العائلية

في الجانب العائلي خصص المهرجان قائمة أفلام «السينما العائلية» ومنها فيلم «سُكّر: سبعبع وحبوب الخرزيز» للمخرج المصري تامر مهدي وكتابة هبة مشاري حمادة، والذي يرصد سلسلة من المغامرات للفتاة اليتيمة سُكر وأصدقائها، كما سيعرض المهرجان فيلم «دب الباندا في أفريقيا» PANDA BEAR IN AFRICA للمخرجين ريتشارد كلوز وكارستن كيليريش، والذي يتتبع رحلة المغامر «باندا بينغ» لإنقاذ صديقه، بالإضافة إلى فيلم «نايت أوف ذا زوبوكاليبس» NIGHT OF THE ZOOPOCALYPSE الذي يروي قصة فيروس يحوّل الحيوانات في حديقة حيوان كوليبيبر إلى كائنات «زومبي»، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن علاج.

وقال أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية والكلاسيكية في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» إنه من خلال العالم الحالي نقدم مجموعة رائعة جرى اختيارها بعناية ونفخر بتعريف الأطفال بعالم السينما في مصر وخارجها، وذلك من خلال عرض أول فيلم استعراضي موسيقي في المهرجان، وهو من بطولة حلا الترك وماجدة زكي ومحمد ثروت، والذي سيتم عرضه ضمن برنامج العائلات والأطفال.

الفنانة منى زكي من المكرمات في مهرجان البحر الأحمر

تكريم منى وفيولا ديفيس

ومع أول أيام المهرجان ستكرم إدارة المهرجان الممثلة المصرية منى زكي احتفاءً بإنجازاتها ومسيرتها المتميزة في السينما العربية والعالمية، كما سيتم تكريم الممثلة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، فيولا ديفيس في حفل توزيع الجوائز.

وأكدت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، التزام المهرجان بدعم الأصوات النسائية في عالم السينما، وفقاً لبيان المهرجان، إذ قالت: «إنه لمن دواعي الفخر أن نستهل دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بتكريم سيدتين تُعتبران أيقونتين في الفن السابع، وهما منى زكي، وفيولا ديفيس، فكلتاهما تجاوزتا كونهما فنانتين بارعتين، لتغدوا أيضاً ناشطتين ملتزمتين بقضايا إنسانية متنوعة تتجاوز حدود إبداعهما الفني. وإننا نتطلع بشغف إلى استقبالهما في جدة، للاحتفاء بإسهاماتهما الاستثنائية».

من جهتها، قالت فيولا ديفيس: «يشرفني أن أحظى بهذا التكريم إلى جانب هذه المواهب الاستثنائية. بصفتي منتجة شغوفة تدعم تسليط الضوء على القصص الإنسانية المتنوعة، يسعدني رؤية العمل الذي يقوم به مهرجان البحر الأحمر لخلق منصة رائدة تركّز على التبادل الثقافي الهادف».

من جهتها، قالت منى زكي إنها تشعر بامتنان عميق لهذا التكريم من مهرجان البحر الأحمر. «لقد تابعت من كثب وأعجبت بالعديد من الإنجازات الثقافية، لا سيما في مجال السينما التي ظهرت في المملكة العربية السعودية، ومن خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي. وأتطلع إلى المشاركة في المهرجان والاحتفال بسحر صناعة الأفلام برفقة هذا الحشد الرائع من المواهب القادمة من جميع أنحاء العالم».