«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

ما هو التفكير المُفرط
ما هو التفكير المُفرط
TT

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

ما هو التفكير المُفرط
ما هو التفكير المُفرط

هل شعرت يوماً بأن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟ التفكير المفرط يشبه هذه الحالة.

ووفق تقرير لموقع «باور أوف بوزتيفيتي»، فإن التفكير المفرط حلقة مستمرة ومرهقة من الأفكار التي لا يبدو أنها تؤدي إلى أي مكان. إنها عادة يمكن أن تستنزف الطاقة، وتؤثر في الصحة العقلية، وتمنع المفرطين في التفكير من العيش في الحاضر.

بدايةً... ما التفكير المفرط؟

وفق التقرير، التفكير المفرط هو عندما تفكر في شيء كثيراً أو لفترة طويلة جداً. إنه مختلف عن التفكير الإنتاجي، إذ قد تحلل موقفاً لإيجاد حل. والأشخاص الذين لديهم تفكير مفرط يعيدون تشغيل الأحداث الماضية، ويقلقون بشأن المستقبل من دون التوصل إلى أي استنتاج. ويمكن لذلك أن يشل حركتهم؛ مما يجعل من الصعب اتخاذ القرار أو المضي قدماً في حياتهم.

وأشار التقرير إلى أن إدراك الشخص أنه يفكر كثيراً، هو الخطوة الأولى من خلال تحديد العادات التي تؤدي إلى الإفراط في التفكير، يمكّنه من تغيير أنماط وإزالة الفوضى الذهنية.

وعدّد التقرير الأسباب التي تؤدي إلى الإفراط في التفكير وفق التالي:

1- التسويف

التسويف عادة تؤدي غالباً إلى الإفراط في التفكير، فعندما يؤجل المفرطون في التفكير المهام فإنها تظل في العقل، مما يخلق شعوراً بالخوف والقلق.

على سبيل المثال، إذا كان لديك مشروع كبير مستحق، فإن التسويف يمكن أن يؤدي بك إلى الإفراط في التفكير في التفاصيل كلها، مما يجعل المهمة تبدو أكثر صعوبة.

لمكافحة ذلك، حاول تقسيم المهام إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة. حدد مواعيد نهائية لكل خطوة، ثم كافئ نفسك لإكمالها. يمكنك المساعدة في تقليل الشعور بالإرهاق والحفاظ على أفكارك مركزة ومنتجة.

2-الكمال

الكمال عدو التقدم وسبب كبير للإفراط في التفكير. عندما تسعى إلى الكمال، فإنك تضع لنفسك معايير عالية غير واقعية. ويصبح كل خطأ بمثابة كارثة في عقلك، مما يؤدي إلى النقد الذاتي المستمر والشك. وقد يجعلك هذا مهووساً بالتفاصيل وإعادة تشغيل الأحداث، متسائلاً كيف كان بإمكانك القيام بالأشياء بشكل مختلف.

تخيّل قضاء ساعات في مراجعة تقرير لأنك تريد أن يكون خالياً من العيوب، فقط لتشكك في كل كلمة. للتغلب على الكمال، ذكّر نفسك بأن لا أحد مثالياً، وأن ارتكاب الأخطاء جزء من التعلُّم والنمو. ركز على بذل قصارى جهدك بدلاً من تحقيق الكمال، واسمح لنفسك بأن تكون إنساناً.

3- قلة النوم

النوم ضروري لصحة الدماغ والتنظيم العاطفي. عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، تضعف قدرة دماغك على معالجة المعلومات وإدارة العواطف. يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة القلق والإفراط في التفكير، حيث يكافح عقلك لفهم الأشياء.

يمكن أن تجعلك ليلة دون نوم مستيقظاً، تعيد تشغيل المحادثات، أو تقلق بشأن المستقبل.

4- الحديث السلبي مع النفس

الحديث السلبي مع النفس عادة ضارة تغذي التفكير المفرط. عندما تنتقد نفسك باستمرار، فإنك تخلق بيئة ذهنية مليئة بالشك والسلبية. يمكن أن يؤدي هذا إلى التفكير المفرط في عيوبك وإخفاقاتك المتصورة.

على سبيل المثال، إذا ارتكبت خطأ في العمل، فقد يؤدي الحديث السلبي مع النفس إلى التفكير فيه لأيام، والتشكيك في كفاءتك وقيمتك.

أظهر التعاطف مع النفس لمكافحة الحديث السلبي مع النفس. وعامل نفسك باللطف نفسه والتفهم الذي تقدمه لصديق.

5- المقارنة الاجتماعية

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، من السهل مقارنة نفسك بالآخرين. إن رؤية أبرز ما في حياة الآخرين قد تجعلك تشعر بالنقص، وتؤدي إلى الإفراط في التفكير بإنجازاتك وعيوبك.

قد تتساءل لماذا لا تكون ناجحاً أو سعيداً مثل الأشخاص الذين تراهم عبر الإنترنت. تذكّر أن وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تُظهر الجوانب الإيجابية فقط في حياة الأشخاص.

ركّز على رحلتك وحدد أهدافاً شخصية ذات مغزى بالنسبة لك. حدد وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي إذا وجدت أنها محفزة، وذكّر نفسك بأن مسار كل شخص مختلف.

6- التردد

يمكن أن يكون التردد مصدراً مهماً للإفراط في التفكير. عندما تتجنب اتخاذ القرارات، فإنك تخلق شداً وجذباً ذهنياً، وتزن باستمرار الإيجابيات والسلبيات من دون التوصل إلى استنتاج. يمكن أن يكون هذا مرهقاً ويمنعك من المضي قدماً.

على سبيل المثال، إذا كنت تحاول الاختيار بين عرضين لوظيفتين، فقد تفكر كثيراً في كل التفاصيل، وتقلق بشأن اتخاذ الاختيار الخاطئ. للتغلب على التردد، حدد موعداً نهائياً لاتخاذ القرار وجمع كل المعلومات. ثق بغريزتك وتذكر أن أي قرار ليس مثالياً.

7- طلب القبول الدائم

قد يؤدي طلب الموافقة من الآخرين إلى الإفراط في التفكير في كيفية تصور الآخرين لك، وما إذا كنت تلبي توقعاتهم. قد يشكك الأشخاص المفرطون في التفكير في أفعالهم وقراراتهم، مما يؤدي إلى التحليل العقلي المستمر.

قد تعيد تشغيل المحادثات، متسائلاً عمّا إذا كنت قد قلت شيئاً صحيحاً أو ما إذا كان الناس يحبونك. للتخلص من هذه العادة، ركز على التحقق من صحة الذات. افهم أن آراء الآخرين لا تحدد قيمتك. كن صادقاً مع نفسك وقيمك، واطلب ردود الفعل من الأفراد الموثوق بهم بدلاً من محاولة إرضاء الجميع.

8- جدول زمني مثقل

قد يؤدي وجود كثير من الالتزامات إلى إرهاق عقلك، والإفراط في التفكير في كيفية إدارة وقتك ومسؤولياتك. عندما يكون جدولك الزمني مثقلاً، فمن السهل أن تشعر بالتوتر والقلق، وتفكر باستمرار فيما يجب عليك القيام به بعد ذلك.

لإدارة ذلك، حدد أولويات المهام، وتعلم أن تقول «لا» عند الضرورة. فوّض المسؤوليات عندما يكون ذلك ممكناً وتأكد من جدولة وقت للراحة.

9- الشعور بالضغائن

يؤدي التمسك بالأذى والضغائن الماضية إلى المشاعر السلبية. ويمكن أن يبقي ذلك عقلك عالقاً في الماضي، ويعيد تشغيل الأحداث والمحادثات التي تسببت لك في الألم.

للتخلص من الضغائن، قم بممارسة التسامح. هذا لا يعني التسامح مع السلوك الضار. بدلاً من ذلك، يعني تحرير نفسك من عبء الغضب والاستياء. فكر في الدروس التي تعلمتها وركز على المضي قدماً. يمكن أن يجلب التسامح السلام إلى عقلك، ويقلل من الميل إلى الإفراط في التفكير في الأحداث الماضية.

10- تعدد المهام

في حين أن تعدد المهام قد يبدو طريقةً فعالةً لإنجاز الأمور، إلا أنه في الواقع قد يؤدي إلى الإفراط في التفكير. عندما تحاول التوفيق بين مهام متعددة، يصبح عقلك مشتتاً، مما يجعل من الصعب التركيز وإكمال أي مهمة بشكل فعال.

بدلاً من تعدد المهام، مارس مهمة واحدة. ركز على مهمة واحدة في كل مرة وامنحها انتباهك الكامل.

11- الإفراط في استخدام وسائل التواصل

يمكن أن يؤدي الإفراط في متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة تحميل عقلك بالمعلومات، مما يؤدي إلى الإفراط في التفكير في الأحداث والقضايا التي قد لا تؤثر فيك بشكل مباشر. يمكن أن يؤدي التدفق المستمر للمعلومات إلى خلق القلق ويجعل من الصعب إيقاف أفكارك.

12- تجاهل العناية بالنفس

يمكن أن يؤدي إهمال العناية الذاتية إلى زيادة التوتر وجعلك أكثر عرضة للإفراط في التفكير. عندما لا تأخذ وقتاً للعناية بنفسك، فإن صحتك العقلية والجسدية تعاني، مما يؤدي إلى حلقة من الأفكار السلبية والقلق.

دمج ممارسات العناية الذاتية في روتينك اليومي. حاول ممارسة الرياضة والتأمل والهوايات وقضاء الوقت مع عائلتك. إن إعطاء الأولوية للعناية الذاتية يمكن أن يساعدك على أن تصبح متوازناً ومرناً، مما يجعل إدارة أفكارك وعواطفك أسهل.

13- عدم التعامل مع الصدمات

يمكن أن تطفو الصدمات الماضية التي لم تتم معالجتها على السطح على شكل تفكير مفرط. يمكن أن تخلق الصدمة غير المحلولة حالة مستمرة من اليقظة المفرطة والقلق، مما يجعل من الصعب التحكم في أفكارك.

إذا كنت قد تعرضت لصدمة، ففكر في طلب المساعدة المهنية من معالج أو مستشار.

14- الخوف من الفشل

قد يشل الخوف من الفشل حركتك ويؤدي إلى التفكير المفرط في القرارات والأفعال. وغالباً ما يخشى المفرطون في التفكير ارتكاب الأخطاء.

للتغلب على هذا الخوف، احتضن الفشل بوصفه فرصةً للتعلم. افهم أن الجميع يرتكبون أخطاءً. ومع ذلك، فإن الفشل جزء طبيعي من النمو.

15- عدم وضع حدود

عدم وضع حدود شخصية واضحة يمكن أن يؤدي إلى تحمل الكثير، والتفكير المفرط في كيفية إدارة المطالب المختلفة. دون حدود، من السهل أن تغمرك وتشعر بالمسؤولية عن أشياء ليست تحت سيطرتك.

ضع الحدود، وتواصل بها بوضوح مع الآخرين. تدرب على قول «لا» وإعطاء الأولوية لرفاهيتك.


مقالات ذات صلة

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

يوميات الشرق رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

عند إجراء مقابلة عمل، سواء كانت وجهاً لوجه أو مقابلة افتراضية، يجب أن تتبع آداب السلوك المناسبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق العمل أربعة أيام في الأسبوع موضوع نقاش مستمر في ألمانيا (رويترز)

دراسة: اقتصار أيام العمل بألمانيا على 4 أسبوعياً يخفف توتّر الموظفين

يؤدي اقتصار أيام العمل في الأسبوع على أربعة إلى تخفيف التوتّر الذي يعانيه الموظفون.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)

600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

أفادت دراسة أميركية بأن فرش الأسنان ورؤوس الدش الخاص بالاستحمام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الفيروسات، تصل لأكثر من 600 نوع، معظمها لم يُرَ من قبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».