مصر: حجب جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «جمعية الفيلم» يثير تساؤلات

كريم عبد العزيز في الصدارة... و«19 ب» يتفوّق على منافسيه

بسنت ابنة الفنانة هند رستم تتسلم تكريم والدتها (إدارة المهرجان)
بسنت ابنة الفنانة هند رستم تتسلم تكريم والدتها (إدارة المهرجان)
TT

مصر: حجب جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «جمعية الفيلم» يثير تساؤلات

بسنت ابنة الفنانة هند رستم تتسلم تكريم والدتها (إدارة المهرجان)
بسنت ابنة الفنانة هند رستم تتسلم تكريم والدتها (إدارة المهرجان)

أثار حجب مهرجان جمعية الفيلم المصرية لجائزة «أفضل ممثلة» في دورته الـ50 تساؤلات عدة، بعدما شهد المهرجان السنوي للسينما المصرية منافسة 4 أفلام فقط من بين 42 فيلماً عُرضت خلال عام 2023 في مصر.

ومنحت لجنة التحكيم، برئاسة المخرج هاني لاشين، الفنان كريم عبد العزيز جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «بيت الروبي» الذي تصدر الأفلام المتنافسة بحصوله على 5 جوائز أخرى، لـ«أفضل ممثل ثانٍ» كريم محمود عبد العزيز، و«أفضل تصوير» حسين عسر، و«موسيقى» خالد حماد، و«ديكور» أحمد فايز، و«مكساج» طارق علوش، في حين حجبت جائزة أفضل ممثلة التي كانت قد ترشح لها أمينة خليل عن فيلم «وش في وش»، ونور اللبنانية عن «بيت الروبي».

وقال المخرج هاني لاشين، رئيس لجنة تحكيم المهرجان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «اللجنة لم تجد أداءً يرقى لهذه الجائزة، وإن أداء بطلات الأفلام جاء عادياً، ولا يتميز بشيء لافت كي يستحق أن يتوج بها».

بسنت ابنة الفنانة هند رستم تتسلم تكريم والدتها (إدارة المهرجان)

وعدّ لاشين أن «ضعف السيناريوهات هو السبب الرئيسي وراء ذلك»، مؤكداً أن «السيناريو الجيد يمنح الفرصة لجميع عناصر الفيلم لتُبدع فيما تؤديه، ويستفز الممثلة ليقدّم أفضل أداء». مشيراً إلى أن «لجنة التحكيم كانت في ورطة خلال الدورة الحالية لقلة عدد الأفلام المتنافسة، وضعف أغلب العناصر الفنية»، وفق تعبيره.

وفازت منة شلبي بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «من أجل زيكو» الدورة الماضية من المهرجان.

وأيّد كثيرون من النقاد حجب الجائزة، من بينهم خالد محمود، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «في مسابقة الدورة الحالية لا يوجد في الأفلام المتنافسة دور بارز لممثلة، وربما كانت هناك مساحة جيدة لأمينة خليل في (وش في وش)، لكنها لا تؤهل بطلته لدور مميز يستحق الجائزة».

وبرّر محمود ذلك بوجود «استسهال ورضوخ للسوق من الجميع، بدءاً بالممثلات الموجودات سينمائياً بغض النظر عن محاولات صنعهنّ تاريخاً مميزاً، بجانب كتّاب السيناريو الذين يكتبون لنجوم الكوميديا والأكشن، والمنتجين الذين لم يجدوا لدى بطلات الأفلام طموحاً لتصدر البطولة، ما يؤكد وجود خللٍ في الرؤية السينمائية بالنسبة لأدوار النساء في السينما المصرية، التي لا تزال تفتقد البطلة النجمة منذ سنوات طويلة».

ورأى محمود أن منى زكي، ومنة شلبي، هما الأكثر بحثاً عن الظهور بشكل مختلف في أدوارهما، وأنه لم يظهر خلال السنوات الخمس الأخيرة سوى فيلم «رحلة 404» لمنى زكي بوصفها بطلة نسائية.

وفي سياق الجوائز، فاز فيلم «19 ب» بجائزة أفضل فيلم للمنتج محمد حفظي، وجائزة أفضل إخراج لأحمد عبد الله السيد، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمدير التصوير مصطفى الكاشف، وحاز بطله الفنان سيد رجب على جائزة الامتياز في التمثيل.

المنتج محمد حفظي مع محمود عبد السميع رئيس المهرجان ود. خالد عبد الجليل (إدارة المهرجان)

وعلّق المنتج محمد حفظي على الجائزة بقوله إن «الفيلم حقّق على مستوى الجوائز نجاحاً كبيراً منذ مشاركته الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي؛ ولا أستطيع القول إنه حقق إيرادات ضخمة، لكنني أحب أعمال المخرج أحمد عبد الله، ونستعد لفيلم جديد يجمعنا»، وكشف في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن تعاون مرتقب بينه وبين عمر هلال مخرج فيلم «فوي فوي فوي» الذي فاز بجائزة العمل الأول في المهرجان.

وكانت لجنة التحكيم قد منحت الفنان طه دسوقي جائزة خاصة في التمثيل عن فيلم «فوي فوي فوي»، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ لحنان يوسف عن دورها في الفيلم نفسه، وحاز فيلم «وش في وش» للمخرج وليد الحلفاوي على جائزة الجمهور.

ومنحت إدارة المهرجان شهادات تقدير لـ3 أفلام عربية عُرضت تجارياً في مصر وفازت في استفتاء الجمهور والنقاد من أعضاء الجمعية، وهي الفيلم الفلسطيني «حمى البحر المتوسط»، واللبناني «علم»، والسوداني «وداعاً جوليا»، وتسلمها المخرج ومنتج الفيلم أمجد أبو العلا، وبطل الفيلم نزار جمعة، والمونتيرة المصرية هبة عثمان.

المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلا يتسلم شهادة تقدير (إدارة المهرجان)

ووجّه أبو العلا الشكر للمهرجان ولمصر على الاستضافة، وقال في تعليق لـ«الشرق الأوسط»: إن «جائزة مهرجان جمعية الفيلم في مصر تعد رقم 50 في مشوار الفيلم عالمياً ومحلياً».

وأشار رئيس جمعية الفيلم، مدير التصوير السينمائي، محمود عبد السميع إلى أن هذا المهرجان هو الوحيد الذي يقام منذ نصف قرن بلا توقف، لافتاً إلى أنه سيعود للانعقاد في موعده المعتاد، بداية كل عام، بدءاً من دورته المقبلة.

وشهدت الدورة الـ50 تكريم بعض نجوم الفن من الرواد الأوائل. وهم الناقد حسن إمام عمر، والسينارست والمخرج السيد بدير، والمخرج هنري بركات، وتسلمت تكريمه ابنته رندة، والفنانة هند رستم التي تسلمت تكريمها ابنتها بسنت.

وكرّم المهرجان عدداً من رموز السينما المصرية للعام الحالي، وهم الفنانة إلهام شاهين التي عبّرت عن سعادتها بشعار مهرجان الدورة الحالية «تحيا المقاومة لتحيا فلسطين»، متمنية أن نحتفل العام المقبل بعودة الدولة الفلسطينية.

الفنان أحمد بدير وحفيده ياسين (إدارة المهرجان)

وأهدى الفنان أحمد بدير تكريمه لحفيده ياسين، في حين أهدى السينارست عاطف بشاي تكريمه لبطلات فيلم «رفعت عيني للسما» الذي فاز بالجائزة الذهبية لمهرجان «كان»، مؤكداً أن «التنوير الحقيقي يصنعه الفن الحقيقي»، كما كُرّم الموسيقار راجح داود، والناقد سمير غريب، والناقد أحمد شوقي، والموزع السينمائي أنطوان زند.


مقالات ذات صلة

افتتاح مهرجان أفلام السعودية على وقع الألحان الأوبرالية الحية

يوميات الشرق 
المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)

افتتاح مهرجان أفلام السعودية على وقع الألحان الأوبرالية الحية

على وقع الألحان الأوبرالية والنغمات الموسيقية، افتتح مهرجان أفلام السعودية دورته الجديدة بحفل فني جمع بين الصوت والصورة، وجمالية السينما والموسيقى.

إيمان الخطاف (الدمام)
الوتر السادس بشناق حائزة على جوائز عالمية عدة تشمل هوليوود وكندا (حسابها على {انستغرام})

سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط»: متعة العمل في مسلسل رمضاني تحضّني على إعادة التجربة

طبعك موسيقى مسلسل «البطل» الرمضاني من شارته، مروراً بمقطوعات ترافق أحداثه، وصولاً إلى جنريك النهاية. المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق نقلت مشاعر وذكريات خاصة بها،

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة

ليالٍ سينمائية سعودية في الدول الإسكندنافية

بالتزامن مع إقامة النسخة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية»، تستضيف 3 دول إسكندنافية 5 أفلام سعودية

أحمد عدلي (القاهرة)
سينما «كابينة الدكتور كاليغاري» (دكلا بيوسكوب)

سينما الرعب رموزاً لمراحل سياسية مختلفة

تختلف أفلام الرُّعب في هذا العصر عن تلك التي شهدها هذا النوع من الأفلام منذ عشرينات القرن الماضي وعلى نحو مطرد وحتى سنوات قريبة.

محمد رُضا
سينما كايت بلانشت ومايكل فاسبندر في «حقيبة سوداء» (فوكاس فيلم)

فيلمان جديدان لمخرج واحد أفضلهما رعب ناعم

بينما‬ تتجه معظم أفلام الرُّعب إلى الداكن والمعتم والمظلم، وفي حين توفر نظام المشهد، الصدمة كلما رغبت في تخويف مشاهديها، يُلغي سودربيرغ (وقبله كوبريك في «The Sh

محمد رُضا

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
TT

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)

كشف عالم مصريات فرنسي ما وصفه بسبع رسائل سرية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر، ذلك النصب التذكاري المصري الذي يعود تاريخه إلى 3000 عام ويقبع في ساحة الكونكورد بوسط باريس.

وفكّ جان غيوم أوليت-بيليتييه، المتخصص في علم التشفير الهيروغليفي بجامعة السوربون، رموز نقوش وصور على صخرة الغرانيت الأحمر التي يبلغ ارتفاعها 22.5 متر، والتي يمكن قراءتها معاً كرسائل تُبرز قوة الملك رمسيس الثاني.

وقال الباحث البالغ من العمر 37 عاماً إن إحدى هذه الرسائل، الموجودة على الواجهة الغربية، والمصممة خصيصاً ليراها الأرستقراطيون الذين يمرون على متن قوارب في نهر النيل، هي «رسالة دعائية حقيقية حول السيادة المطلقة لرمسيس»، حسبما نقلت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية. وكانت المسلة واحدة من مسلتين رغب نابليون بونابرت في اقتنائهما عام 1798 بعد غزوه مصر، وقد أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا عام 1830.

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)

ونُصبت المسلة عام 1836 في الساحة التي كانت مقر المقصلة الرئيسية خلال الثورة الفرنسية. تُرجمت الهيروغليفية المصرية - وهي صور ورموز منحوتة تُمثل أساس أنظمة الكتابة الحديثة - في عشرينات القرن التاسع عشر بالاستفادة من الإنجازات التي حققها جان فرنسوا شامبليون، عالم المصريات، في عمله على فك رموز حجر رشيد - لوحة اللغتين اليونانية والمصرية التي استولى عليها البريطانيون من الفرنسيين في مصر عام 1801 ونُقلت إلى المتحف البريطاني عام 1802.

ومع ذلك، اعتقد أوليت-بيليتييه بوجود رسائل خفية في النقوش، وبدأ بفحصها بدقة في جولاته اليومية حول المسلة خلال فترة الجائحة. وقد مكّنته السقالات التي وُضعت على النصب التذكاري أثناء أعمال التجديد قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024 من دراسة أدلة حيوية قرب قمته. وقال إنه من خلال تجميع العلامات والأشكال، اكتشف ألغازاً وتلاعباً بالألفاظ، مثل قراءة الرموز أفقياً بدلاً من الاتجاه الرأسي للنقوش الهيروغليفية. وصرح لمجلة «أفنير» الفرنسية: «فهمت أن المسلة تحتوي على العديد من الرموز الهيروغليفية المشفرة». وأردف: «ولم يكن بإمكان سوى النبلاء المثقفين فهم الرسائل الخفية».

وكان الهدف من هذه الشفرة هو تعزيز الرسالة القائلة إن رمسيس الثاني قد اختارته الآلهة، وإنه من سلالة إلهية، وإنه سليل مباشر للإلهين آمون رع وماعت، وفقاً لأوليت-بيليتييه.

النقوش على الجوانب الأربعة لمسلة الأقصر في باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)

ويعود تاريخ مسلة الأقصر إلى نحو 1300 قبل الميلاد، وهي واحدة من مسلّتين نُحتتا في عهد رمسيس الثاني لتقفا على جانبَي بوابة معبد الأقصر. وتم نحتهما من قطعة واحدة من الغرانيت استُخرجت من أسوان، وجُلبت عبر النيل على متن زوارق. أُهديت المسلة اليسرى أيضاً إلى فرنسا، لكنها لا تزال في مكانها الأصلي. وكان الحاكم العثماني ينوي إهداءها لبريطانيا، لكن دبلوماسياً فرنسياً أقنعه بتفضيل فرنسا.

وستُنشر نتائج أوليت-بيليتييه التي أوردتها وسائل الإعلام الفرنسية، بالتفصيل في مجلة «ENiM» (مصر النيل والبحر الأبيض المتوسط)، وهي مجلة فرنسية متخصصة في علم المصريات، مقرها مونبلييه.