مخرج «عيسى» المصري يشارك في مشروع فيلم في «فينيسيا السينمائي»

يعيد طرح قضايا المهاجرين الأفارقة

لقطة من فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» (حساب المخرج على «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» (حساب المخرج على «فيسبوك»)
TT

مخرج «عيسى» المصري يشارك في مشروع فيلم في «فينيسيا السينمائي»

لقطة من فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» (حساب المخرج على «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» (حساب المخرج على «فيسبوك»)

يشارك المخرج المصري مراد مصطفى في مشروع فيلمه الطويل الأول «عائشة لا تستطيع الطيران»، ضمن ورشة «Final Cut» (فاينال كت)، في الدورة الـ81 لمهرجان «فينيسيا السينمائي» الذي يقام خلال الفترة من 28 أغسطس (آب) إلى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأبدى مصطفى، مخرج الفيلم القصير «عيسى» الذي تناول أحوال المهاجرين الأفارقة في مصر، وشارك في مهرجانات عدّة، وحصل على جوائز وترشيحات عدة، سعادته باختيار فيلمه الطويل الأول للمشاركة في «فاينال كت» بمهرجان «فينيسيا السينمائي الدولي» منافساً على جوائز مرحلة ما بعد الإنتاج. ووجه في تدوينة على «فيسبوك» الشكر لفريق الفيلم لمساعدتهم في إنجاز العمل وعلى رأسهم المنتجة سوسن يوسف.

ويتنافس الفيلم مع 6 مشروعات أخرى للفوز بمنح إنتاجية تساهم في وضع اللمسات النهائية عليه قبل عرضه العالمي الأول، حيث تُعرض مشروعات الأفلام المتقدمة أمام فريق من المنتجين والموزعين ومبرمجي المهرجانات لاختيار الأفلام التي تفوز بالدعم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

ويواصل المخرج مراد مصطفى تناول قضايا المهاجرين الأفارقة من خلال بطلة الفيلم «عائشة» المهاجرة الأفريقية ذات الـ26 عاماً، التي تمارس لعبة التكيف وتسعى للتأقلم في مجتمع الأفارقة بالقاهرة، حيث يسود التوتر بين المجموعات المختلفة.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون، بمشاركة مغني الراب المصري ظاظا، وعماد غنيم، وممدوح صالح، ويصوّره مصطفى الكاشف. وعبّر المخرج مراد مصطفي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن إيمانه بضرورة طرح قضايا اللاجئين، التي سبق وطرحها في فيلميه القصيرين «حنة ورد»، و«عيسى»، وحالياً في هذا الفيلم، قائلاً: «أقدم هذه القضايا بوصفها حكاية ذات طابع خاص». وعن مشاركة الفيلم في ورشة «فاينال كت» قال إنها «خطوة مهمة»، متمنياً أن تكلل بالنجاح ويشارك في إنتاج الفيلم كل من مصر والسعودية وتونس وقطر وفرنسا.

المخرج مراد مصطفى (فيسبوك)

ويوضح الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن ورشة «فاينال كت» تساهم في مساندة إنتاج الفيلم في مراحله الأخيرة، وهو ما يحتاجه مخرجو الأفلام المستقلة الذين قدموا أعمالاً أثبتت موهبتهم وحققت نجاحاً دولياً على غرار ما حققه المخرج مراد مصطفى في فيلمه القصير «عيسى».

وعن عودة المخرج لقضية المهاجرين، يقول سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لأي مخرج أو مبدع فالظاهرة التي تلفت نظره هي التي يركز عليها في معظم أعماله، وقد شغلت هذه القضية مراد، لا سيما أننا لدينا في مصر في السنوات العشر الأخيرة تدفق لمهاجرين أفارقة يمثلون مجموعات منغلقة على نفسها، تتضمن آلاف الحكايات من الواقع». مشيراً إلى أن «كثيراً من المخرجين ارتبطوا بأفكار وموضوعات وقضايا تلح عليهم، ومن بينهم المخرج عاطف الطيب، الذي أخلص للواقعية في أفلامه ليقدم حكايات من قلب المجتمع المصري».

الفيلم القصير «عيسى» الذي طرح قضية مهاجر أفريقي بمصر (حساب المخرج على «فيسبوك»)

وطرح المخرج مراد مصطفى في فيلمه الروائي القصير «عيسى» قصة مهاجر أفريقي يقيم في مصر، يبلغ 17 عاماً، ويتعرّض لحادث عنيف يحاول أن يسابق الوقت لإنقاذ أحبائه مهما كلّفه الأمر، وقام ببطولته كيني مارسلينو وكنزي محمد.

وبعد العرض الأول للفيلم في الدورة 76 لمهرجان «كان السينمائي» فاز بجائزة «رايل الذهبية» بوصفه أفضل فيلم قصير بمسابقة «أسبوع النقاد»، وشارك في نحو 30 مهرجاناً بعدها، وتوج بجوائز عديدة مهمة، من بينها «الفارس الذهبي» لأفضل فيلم قصير في مهرجان مالطا، وأفضل فيلم في مهرجان ملبورن، وأفضل فيلم في مهرجان لواندا السينمائي الأفريقي، كما وصل للقائمة القصيرة لجائزة «سيزار» الفرنسية في دورتها الـ49.

وكان المخرج الشاب (36 عاماً) قد اختير ضمن «مواهب برلين» خلال الدورة 74 لـ«مهرجان برلين»، كما اختير ضمن 101 شخصية الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية لعام 2023.


مقالات ذات صلة

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

بعد فيلمها الوثائقي الأول «هدنة» تقدّم اليوم المخرجة ميريام الحاج ثاني أعمالها السينمائية الطويلة «متل قصص الحب».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.