معرض لأفيشات الأفلام المصرية يوثق لـ«مائة سنة سينما»

ركز على أهمية الأعمال وتأثيرها المجتمعي

أفيش فيلم معبودة الجماهير (الشرق الأوسط)
أفيش فيلم معبودة الجماهير (الشرق الأوسط)
TT

معرض لأفيشات الأفلام المصرية يوثق لـ«مائة سنة سينما»

أفيش فيلم معبودة الجماهير (الشرق الأوسط)
أفيش فيلم معبودة الجماهير (الشرق الأوسط)

ضحك وغناء ودموع... مشاعر متداخلة تسكن تفاصيل الأفلام القديمة التي يعود معظمها لزمن الأبيض والأسود، تلقي بسحرها الخاص على من يستدعيها، عبر مشاهد مشحونة بطاقة كبيرة من النوستالجيا.

ويتيح معرض «أفيشات وأفلام» لزواره فرصة الاقتراب من أبطال طالما ارتبطوا لدى الجمهور بذكريات متنوعة، في معايشة لحالة سينمائية تمتد لأكثر من 100 عام عبر الملصقات الدعائية للأفلام.

ويضم المعرض الذي يستضيفه غاليري «بيبليوتيك» (غرب القاهرة)، وينسقه إسماعيل فايد ويستمر حتى مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، أفيشات أصلية من المجموعة الخاصة بالفنان بيير سيوفي الشغوف بجمع تذكارات السينما بمختلف أشكالها وأنواعها، وتعكس هذه المجموعة التنوع الشديد للسينما المصرية على مدار أكثر من قرن.

وتسلط تلك الأفيشات الضوء على اللغة البصرية والجمالية التي تطورت في السينما المصرية على مدار تاريخها، وتعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي مرت بها مصر وانعكست على الفن المصري منذ بدايات القرن العشرين.

ثلاثية نجيب محفوظ في صدارة تراث السينما (الشرق الأوسط)

وذكرت سنابل بدر الدين، مسؤولة المعرض، أنه «يتناول مسيرة السينما المصرية التي تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل»، وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «المرحلة الأولى بدأت مع بداية صناعة السينما، مروراً بالسينما الصامتة وحتى بداية أول فيلم ناطق، ثم المرحلة الثانية، وهي ممتدة من حقبة الثلاثينات وحتى السبعينات، والمرحلة الثالثة ستكون لسينما الثمانينات والتسعينات وصولاً لأفلام الألفية».

ويحتفظ المعرض بتسلسل زمني في العرض، بما يتيح للزائر تتبع التغيرات التي تركت أثرها على فن التصميم، بداية من أفيش فيلم «العزيمة» للمخرج المصري كمال سليم، الذي يعتبر أول أفلام الواقعية المصرية، إنتاج 1939، وفيلم «الوردة البيضاء» الذي يُبرز بورتريه لنجمه محمد عبد الوهاب، ويكمل منظمو المعرض حالة التثقيف السينمائي بوضع بطاقات تعريفية مصاحبة لعدد كبير من الأفيشات، فيرفقون بفيلم «الوردة البيضاء»، على سبيل المثال، تعريفاً بأنه ثاني فيلم غنائي مصري وعربي، الذي أسس فيه محمد عبد الوهاب الملامح الرئيسية للفيلم الغنائي، مبدعاً فيه قوالب موسيقية تتناسب مع الشكل السينمائي الجديد آنذاك.

الأفلام الكوميدية حظيت بمساحة في المعرض (الشرق الأوسط)

وتحتفي الأفيشات بالثنائيات الغنائية، التي تؤرخ لغلبة هذا اللون الفني على السينما وجماهيريته الكبيرة، بداية من محمد عبد الوهاب وليلى مراد، وحتى عبد الحليم حافظ وشادية كما يظهران في أفيش فيلم «معبودة الجماهير»، ويبرز المعرض أفيشات للأفلام المأخوذة عن أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ مثل «بين القصرين» الذي لا تظهر على واجهته صور نجوم الفيلم بل «موتيفات» مستوحاة من عالمه الأدبي، مثل عمارة القاهرة القديمة وثورة 1919، فيما حمل أفيش فيلم «قصر الشوق» «بورتريه» للفنانة الراحلة نادية لطفي في دورها الشهير «زنوبة». والفيلمان من إخراج الراحل حسن الإمام.

ويصاحب أفيش فيلم «شيء من الخوف» بطاقة تعريفية تصفه بأحد أبرز أفلام النكسة، حيث تم إنتاجه بعد هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967، وتشير الكلمة إلى أن الفيلم يحمل تساؤلات حول المشروع الناصري وأسباب الهزيمة، وتظهر على الأفيش شادية في دورها الشهير بالفيلم «فؤادة» بما يستدعي الحنين لصوتها الشجي في هذا الفيلم وهي تغني: «يا عيني على الولد».

شادية في شخصيتها الشهيرة فؤادة (الشرق الأوسط)

«اختيار أفيشات الأفلام اعتمد بشكل أساسي على عنصري الأهمية والتأثير، والقضايا التي عكست صورة وحالة المجتمع المصري في الفترات التي ظهرت بها، علاوة على اختيار أفلام لكُتاب ومخرجين مهمين مثل الأفلام المأخوذة عن (ثلاثية) نجيب محفوظ، أو الأفلام التي شارك محفوظ في كتابة السيناريو الخاصة بها، وكذلك أفلام لها طابعها الخاص مثل (المومياء) لشادي عبد السلام»، كما تقول سنابل بدر الدين، وتضيف: «تمنح الجولة بين أفيشات السينما فرصة تأمل السينما بوصفها فناً جماهيرياً حاول الرد على أسئلة الناس التي كانت تُطرح بأشكال مختلفة وعلى فترات متفرقة».

«أرض النفاق» من الأفلام المميزة لفؤاد المهندس (الشرق الأوسط)

وانعكس على أفيشات الأفلام الكوميدية الحس الطريف والساخر، كما ظهر في أفيش فيلم «أرض النفاق» الذي يظهر فيه الفنان فؤاد المهندس في ملمح من دوره في الفيلم بعد ترقيه في العمل، ويبدو كأنه يمسك بأكثر من سماعة تليفون، في إيحاء باتصالاته التي كانت مليئة بالنفاق، وكذلك يظهر في أفيش فيلم «مراتي مدير عام» كل من شادية وصلاح ذو الفقار في ملامح كاريكاتورية مستلهمة من مفارقات الفيلم الكوميدية، مما يعكس أحد أوجه تطور التصميم في مجال الأفيشات، وانتقاله من البورتريهات المباشرة التي تُصوّر نجوم الفيلم، إلى التعبير عن المضمون الدرامي للفيلم.

 


مقالات ذات صلة

«حكمة المصريين» تتجلّى في معرض للفنان ناثان دوس

يوميات الشرق جانب من أعمال الفنان (الشرق الأوسط)

«حكمة المصريين» تتجلّى في معرض للفنان ناثان دوس

اختار النحات المصري ناثان دوس لمعرضه الأحدث اسماً دالاً على الحكمة والفهم في الحضارة المصرية القديمة، وإن كان «سيشميت» بدا لفظاً غريباً على الواقع المصري.

محمد الكفراوي (القاهرة)
عالم الاعمال شركة «ديڤوتيه» تعلن مشاركتها في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض «سعودي ديرم»

شركة «ديڤوتيه» تعلن مشاركتها في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض «سعودي ديرم»

أعلنت شركة «ديڤوتيه (Devoté)» عن مشاركتها «البارزة في النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض (سعودي ديرم)

يوميات الشرق اختيار سلطنة عمان «ضيف شرف» الدورة الـ56 من معرض القاهرة للكتاب (وزارة الثقافة المصرية)

«الثقافة المصرية» تراهن على الذكاء الاصطناعي في «القاهرة للكتاب»

تحت شعار «اقرأ… في البدء كان الكلمة» تنطلق فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في 23 من شهر يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
ثقافة وفنون «القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

تم الإعلان عن إطلاق «منصة كتب رقمية» بالتعاون مع وزارة الاتصالات وهي تستهدف «إتاحة الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الثقافية والتراثية»

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء
TT

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً نيل غيمان يرد على مزاعم الاعتداء الجنسي على نساء

أصدر المؤلف البريطاني الأكثر مبيعاً، نيل غيمان، بياناً، اليوم الأربعاء، ينفي فيه تورطه بممارسة الجنس مع أخريات بشكل قسري، وذلك بعد أن نقلت إحدى المجلات، هذا الأسبوع، مزاعم عن عدد من النساء، اتهمنه بالاعتداء الجنسي عليهن.

وجاء بيان مؤلف سلسلة كتب «ذا ساندمان» المصورة، ورواية «أميريكان جودز»، الذي يبلغ من العمر 64 عاماً، رداً على ما ورد في مقالٍ نُشر بمجلة تصدر في نيويورك، بشأن تفاصيل ما زعمته ثماني نساء بقيامه بالاعتداء عليهن والإساءة إليهن وإكراههن، وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

وكان قد جرى بث مزاعم أربع، من بين النساء الثماني، في يوليو (تموز) الماضي، في بودكاست «تورتويز ميديا».

وقال غيمان إنه شاهد، «بحالة من الرعب والذهول»، قصصاً بشأنه انتشرت على الإنترنت لعدة أشهر.

ويتعلق معظم مزاعم النساء بمناسبات بينما كان غيمان في الأربعينيات من عمره أو أكبر، وكان يعيش آنذاك متنقلاً بين الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا.