دراسة: التوائم المتطابقون يتشابهون في درجات الذكاء حنى إذا نشأوا متباعدين

الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
TT

دراسة: التوائم المتطابقون يتشابهون في درجات الذكاء حنى إذا نشأوا متباعدين

الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أن التوائم المتطابقين الذين جرى فصلهم عند التبني، خلال تطبيق سياسة الطفل الواحد في الصين، يمتلكون مستويات ذكاء متقاربة بشكل ملحوظ؛ ما يشير إلى أن العوامل الجينية تلعب الدور الأكبر في تحديد الذكاء، وفق ما أفادت به صحيفة «التايمز».

ووفق الصحيفة، كانت سياسة الطفل الواحد في الصين سبباً في فصل التوائم المتطابقين، حيث تبنتهم عائلات مختلفة في بلدان متعددة، وقد أتاح هذا الانفصال فرصة فريدة لدرس تأثير الطبيعة مقابل التربية على الذكاء.

وفقاً للدراسة التي نُشرت حول هذه المجموعة النادرة من التوائم المتطابقة المنفصلين، فإن العوامل الوراثية للذكاء كانت السائدة. وعلى الرغم من نشأتهم في منازل وبيئات مختلفة، وحتى في دول مختلفة، أظهرت نتائج الاختبارات أن التوائم المتطابقين يتشابهون في مستويات الذكاء، ويزداد هذا التشابه مع تقدمهم في العمر.

وأوضحت الدراسة التي قامت بها نانسي سيغال، من جامعة ولاية كاليفورنيا، أن العوامل الوراثية تبدأ في التأثير، ويتراجع تأثير البيئة، لذلك يصبح التوائم المتطابقون أكثر تشابهاً مع مرور الوقت.

التقت سيغال، الباحثة في مجال التوائم، بأول مجموعة من التوائم المتطابقين الذي نشأوا متباعدين بعد أن تواصلت معها.

وأوضحت سيغال أن سياسة الطفل الواحد في الصين أدت إلى تخلي كثير من العائلات عن الفتيات، حيث كان الأولاد أكثر قيمة، ونتيجة ذلك، جرى فصل كثير من التوائم المتطابقين، تبنتهم عائلات من دول أخرى، وغالباً ما كانت تحصل على طفل واحد فقط.

وتتبعت الباحثة 15 زوجاً من التوائم المتطابقين الذين جرى فصلهم بهذه الطريقة، واستُغلت هذه الحالات لفهم تأثير العوامل الجينية على الذكاء. ومن بين 15 زوجاً من التوائم المتطابقين، 14 منهم كانوا فتيات، ورغم أن العينة ليست كبيرة، فإنها تعد قوية بالنسبة لحالة نادرة كهذه. التوائم مفيدة في البحث السلوكي لأنها تتشارك في الحمض النووي، وعادةً ما تتشارك في البيئة.

وفي حالة التوائم المتطابقين، تتشابه الطبيعة والتربية؛ أما التوائم غير المتطابقين الذين يشتركون في نصف الحمض النووي فقط، فيختلفون في الطبيعة. ومن خلال مقارنة الاثنين يمكن للباحثين فصل تأثير العوامل الجينية على الصفات المختلفة.

وفي هذه الدراسة، كان النموذج مقلوباً، حيث كانت التربية مختلفة تماماً لكن الطبيعة متماثلة، من خلال تشابهاتهم، بطرق متنوعة، يمكن رؤية تأثير الجينات. هذا الأمر أثار اهتمام سيغال التي نُشر عملها في مجلة «الشخصية والفروقات الفردية».

وأظهرت النتائج أن درجات الذكاء للأطفال كانت متقاربة، وتزداد تقارباً مع تقدمهم في العمر، حيث جرى اختبارهم في سن العاشرة والرابعة عشرة، على الرغم من أن حجم العينة الصغير لا يسمح بتأكيد نهائي لهذه النتيجة الأخيرة.

وأوضحت أن هذه النتائج تتماشى مع مجموعة متنامية من الأبحاث التي تؤكد أهمية العوامل الجينية في تحديد الذكاء، لكنها نبهت إلى أن هذا لا يعني أن التربية غير مهمة.


مقالات ذات صلة

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

يوميات الشرق تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

أفادت دراسة أميركية بأن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم ألبرتو كارفاليو المشرف على مدارس لوس أنجليس يتحدث عن نظام الذكاء الاصطناعي «إد»

برنامج الدردشة الذكي «الصديق» لطلاب المدارس العامة... يسقط

الخبراء ينصحون المدارس باتباع نهج «الانتظار والترقب» لشراء التكنولوجيا الجديدة.

دانا غولدستاين (نيويورك)
يوميات الشرق يضم معجم الرياض نحو 400 مليون كلمة بين المعاني والمترادفات والمتضادات (الشرق الأوسط)

«معجم الرياض» يستعد لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية

يستعد معجم الرياض للغة العربية المعاصرة لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية لتنضم إلى 120 ألف مدخل رئيس وُضعت في المعجم عند إطلاقه في سبتمبر الماضي.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق أطعمة الصويا تحتوي على مركبات تحسين الصحة العامة (جامعة هارفارد)

أطعمة الصويا تعزز التفكير والانتباه لدى الأطفال

أفادت دراسة أميركية بأن الأطفال في سن المدرسة، الذين يتناولون مزيداً من الأطعمة المحتوية على الصويا، يظهرون قدرات تفكير أفضل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

الإثارة عند الإناث غالباً ما تكون «استجابة بيولوجية نفسية اجتماعية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ملابس مُريحة تستشعر حركة الجسم بدقة

الملابس تُحاك بخيوط موصلة للكهرباء تتغير مقاومتها مع حركة جسم مرتديها (جامعة بريستول)
الملابس تُحاك بخيوط موصلة للكهرباء تتغير مقاومتها مع حركة جسم مرتديها (جامعة بريستول)
TT

ملابس مُريحة تستشعر حركة الجسم بدقة

الملابس تُحاك بخيوط موصلة للكهرباء تتغير مقاومتها مع حركة جسم مرتديها (جامعة بريستول)
الملابس تُحاك بخيوط موصلة للكهرباء تتغير مقاومتها مع حركة جسم مرتديها (جامعة بريستول)

ابتكر باحثون بجامعتي بريستول وباث في بريطانيا ملابس ذكية ومريحة لمراقبة حركات الجسم اليومية بدقة تتفوق على تطبيقات الهواتف والساعات الذكية المتخصصة المتاحة حالياً.

وأوضح الباحثون أن تصميم الملابس الجديدة يسمح لها بإنتاج دوائر كهربائية تتغير مقاومتها مع حركات مرتديها، وعرضت النتائج، الأربعاء، أمام مؤتمر «the Designing Interactive Systems» في كوبنهاغن.

ورغم التقدم الكبير في مجال الملابس التفاعلية خلال العقد الماضي، فإن الأقمشة الذكية تفتقر إلى متانة وراحة الأقمشة التقليدية.

وابتكر الباحثون تقنية تسمى «SeamSleeve» توفر طريقة لاستخدام خياطة الملابس كقنوات استشعار لحركة الجسم، مع الحفاظ على فوائد وشكل التصميم التقليدي للملابس.

ويتم ذلك عبر تمرير جهد كهربائي منخفض وغير ضار باستخدام خيوط موصلة للكهرباء تُحاك بها الملابس، بدلاً من الخيوط التقليدية، لتكوين دوائر كهربائية تتغير مقاومتها مع حركة جسم مرتديها، وفق الباحثين.

ولا تحتاج هذه الملابس لمصدر طاقة مُنفصل، لأن الخيوط الموصلة للكهرباء يمكنها أن تسحب الطاقة لاسلكياً من هاتف محمول موضوع في الجيب. وأجرى الفريق دراستين شملتا 24 مشاركاً، لتجربة هذه التقنية، وركزوا على وجودها في منطقة الأكمام لمراقبة حركة الذراعين.

ووجد الباحثون أن نهج الاستشعار البسيط الخاص بهم قادر على رصد وتصنيف حركة الذراعين في 8 تمارين مختلفة بدقة تصل إلى 84 في المائة. ووفق الفريق، فإن هذه الدراسة تفتح آفاقاً جديدة لصنع ملابس رقمية تستشعر الحركة وتلتقطها بدقة أكبر مما هو ممكن باستخدام الهواتف الذكية والساعات الذكية الحالية، ويمكنها أن تساعد مصممي المنسوجات الإلكترونية ومصنعي الملابس على صناعة ملابس متطورة يمكنها تحسين نتائج التمارين والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يقول البروفيسور مايك فريزر من كلية علوم الكمبيوتر بجامعة بريستول، والباحث الرئيسي للدراسة: «تتضمن تطبيقات هذه التقنية تتبع حركة الجسم بشكل أكثر دقة على مدار اليوم، وبدقة أكبر مما يستطيع هاتفك أو ساعتك الذكية رصدها».

وأضاف أن تلك الملابس يمكنها مراقبة نطاق الحركة ودرجة التمرين للأطراف لأغراض إعادة التأهيل على سبيل المثال، ومطابقتها مع الحركات الواجب تنفيذها، ما يسهم في الحصول على أقصى استفادة ممكنة من برامج إعادة التأهيل الفيزيائي الطويل الأمد خارج العيادة.

وأشار إلى أنه يمكن استخدام الملابس الذكية أيضاً للتفاعل مع شاشات العرض العامة الكبيرة، من خلال استشعار إيماءات وحركات الشخص الذي يرتديها، ثم إرسالها عبر الهاتف إلى الأجهزة الأخرى القريبة.