يقابلنا يومياً كثير من المواقف؛ حيث نحتاج أن نعبِّر عن اختلافنا أو معارضتنا، سواء لقرار حيوي في العمل أو في وجهات النظر بين الأصدقاء.
لا يمكن تفادي الاختلاف في وجهات النظر، وهو أمر صحي؛ لأنه يعلِّمنا الكثير عن أنفسنا والآخرين؛ لكن عندما يسير الاختلاف في وجهات النظر بشكل خاطئ، قد يسبب شعوراً بالألم أو عدم الرضا، أو يؤدي لفشل التعامل مع المشكلات.
وفيما يلي 3 طرق ينصح بها الطبيب مارك ترايفرز، نشرها على موقع «سيكولوجي توداي» لكي تعبِّر عن اختلافك مع شخص ما بطريقة إيجابية:
1- التزم بالإنصات
وفقاً للباحثين، في دراسة نشرها موقع «سيكولوجكال ساينس» فإن الناس يميلون بطبيعتهم لمن يتفقون معهم في الرأي، ويعدونهم منصتين جيدين، وربما حتى أكثر مرحاً من غيرهم، وهو ما يطلق عليه «تأثير هالو».
ويميل الأشخاص كذلك لاعتقاد أن وجهات نظرهم تعكس الحيادية والموضوعية. لذا من الضروري للمتحدث أن يشعر بأن الآخرين يستمعون إليه، وبأنه يقول كلاماً مفهوماً.
ويوضح الباحثون: «في العادة، يشعر المتحدث بأن المستمع ينصت إليه جيداً، عندما يُظهر المستمع أنه فهم الموضوع، ويُظهر احترامه للمتحدث وما يقوله. فحتى لو كان المستمع يختلف في الرأي مع المتحدث، فمن الأفضل أن يتواصل معه عن طريق إظهار احترامه وفهمه».
2- ابدأ المحادثات بعقل متفتح
يشارك الناس عادةً في المناقشات لعرض وجهة نظرهم، أو لإقناع الآخرين بتبني وجهات نظرهم؛ لكن هذه الطريقة غير بناءة، فقد تؤدي إلى رد فعل عكسي، يعيق النقاش السليم وفرص التعلم والتعاون واستكشاف وجهات النظر المختلفة.
ويقول الباحثون: «يجب أن ندرك أن المحادثات التي يشارك فيها طرفان أو أكثر، من الضروري أن تضع قواعد لتيسير النقاشات المنفتحة للآراء المختلفة، فببساطة قد يكون الآخر المختلف معنا في الرأي يرى العالم من منظور مختلف بسبب خلفياته، وليس بالضرورة لكونه مستمعاً غير جيد، أو لأن عقله غير متفتح».
في المرة المقبلة، عندما تجد نفسك مختلفاً مع شخص ما، من الأفضل أن تختلف معه بطريقة لطيفة، وأن تكون لديك الرغبة بالفعل في التعمق أكثر في وجهة نظره ودوافعه.
3- وضِّح النيات والتوقعات قبل بدء المحادثة
عندما يتصاعد الخلاف، يميل معظم الناس إلى الدفاع وتشكيل وجهات نظر عن الشخص الآخر. ومع الاستمرار في الخلاف يبدو الشخص الآخر كأنه قلعة محصنة صعب اختراقها.
لذلك من الأفضل أن توضح كل الأطراف نياتها وتوقعاتها من النقاش قبل بدئه. فمثلاً قد تكون مشاركاً في النقاش بحثاً عن دعم معنوي، أو لتبادل الأفكار مع الآخرين حتى تستطيع اتخاذ قرار مهم.
ويمكن قبل عرض وجهة نظرك أن تقر بوجود اختلاف مع وجهات النظر الأخرى، وأن تعرب عن اهتمامك بفهم وجهة نظر الآخرين، ثم عند عرض آرائك تضبط إيقاع الحديث حتى يصبح النقاش بنَّاء، ويكون الغرض الرئيسي هو التعلم من وجهات النظر المختلفة، وليس فوز أحد في الجدال. ومثل أي مهارة أخرى، فإن الحوار الفعال يتطور مع الممارسة والتدريب.