يكافح علماء الفلك لفهم ما تعنيه «إشارة غريبة وغامضة» وصلت إلى الأرض من الفضاء.
ويقول علماء إن الإشارات تصل إلى الأرض من نجم نيوتروني يُدعى «أسكاب»، ويقع في مستوى مجرة درب التبانة، على بُعد نحو 15820 سنة ضوئية من الأرض.
ووفق العلماء، فإن «الإشارات لا تُشبه أي شيء رأيناه من قبل». ويمر النجم بفترات من النبضات القوية، وفترات من النبضات الضعيفة، وفترات من عدم وجود نبضات على الإطلاق.
ووفقاً لفريق بقيادة عالمة الفيزياء الفلكية، مانيشا كالب، من جامعة «سيدني» في أستراليا، فإن النجم الغريب يشكل تحدياً رائعاً لـ«نماذجنا الخاصة بتطور النجوم النيوترونية، التي، لنكن صادقين، بعيدة كل البُعد عن الاكتمال حالياً»، وفق ما أورده موقع «ساينس ألرت».
والنجم النيوتروني هو ما يتبقى بعد موت نجم ضمن نطاق كتلة معين، ويقدر علماء حجم النجوم النيوترونية ما بين نحو 8 و30 مرة من كتلة الشمس. وتنفجر المادة الخارجية للنجم في الفضاء، وتبلغ ذروتها في انفجار مستعر كبير.
ويمكن للنجم النيوتروني الذي ينتج عن ذلك أن يظهر بعدة طرق، فهناك النجم النيوتروني الأساسي، الذي لا يقوم بالكثير، كما أن هناك النجم النابض، الذي يصدر أشعة الراديو من قطبيه خلال دورانه، ويومض مثل منارة كونية.
وهناك النجم المغناطيسي، وهو نجم نيوتروني ذو مجال مغناطيسي قوي للغاية، الذي يهتز وينفجر عندما يتعارض السحب الخارجي لهذا المجال المغناطيسي مع الجاذبية التي تحافظ على تماسك النجم.
ووفق الموقع العلمي، يمكن أن يكون هناك أيضاً بعض التقاطع النادر بين أنواع النجوم النيوترونية، ما يشير إلى أنها قد تكون مراحل مختلفة من تطور النجوم النيوترونية. ومع ذلك، بشكل عام، تميل النجوم النابضة والنجوم المغناطيسية والنجوم النيوترونية إلى التصرف بطرق يمكن التنبؤ بها نسبياً.
لا يتصرف «أسكاب» بطرق طبيعية بالنسبة للنجم النيوتروني من أي نوع محدد. وتم التعرف عليه لأول مرة بالصدفة خلال عمليات رصد هدف مختلف، وتم إجراء عمليات رصد لاحقة باستخدام مصفوفة الكيلومتر المربع الأسترالية، والتلسكوب الراديوي «ميركات» في جنوب أفريقيا.
ووفق الدراسة، فإن النجم تنبعث منه موجات الراديو كل 22 دقيقة. ووفق مانيشا كالب، الباحثة في الدراسة: «لا نعرف على وجه اليقين ماهية أي من هذه الأجسام، ولكن يبدو أن النجوم النيوترونية محتملة».
ومن المحتمل أن تكون الاختلافات بين أنماط النبض مرتبطة بالتغيرات والعمليات في الغلاف المغناطيسي، ما يشير إلى أن جميع الأجسام تنتمي إلى فئة جديدة من النجوم المغناطيسية، ربما خلال تطورها إلى نجوم نابضة.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية، التي نُشرت في مجلة «ناتشر أسترونومي»: «ربما يكون (أسكاب) جزءاً من مجموعة أقدم من النجوم المغناطيسية ذات فترات دوران طويلة، ولمعان منخفض للأشعة السينية، ولكنها ممغنطة بدرجة كافية لتكون قادرة على إنتاج انبعاث راديوي متماسك».
وتابع الباحثون: «من المهم أن نستكشف هذه المنطقة غير المستكشفة حتى الآن من مجال النجم النيوتروني، للحصول على صورة كاملة لتطور النجوم النيوترونية، وقد يكون هذا مصدراً مهماً للقيام بذلك».