تهديدات بمقاضاة «البيت بيتي 2» لـ«إهانة» مزارعي مصر

نقيب الفلاحين اعترض على مشهد ساخر في المسلسل

لقطة من «البيت بيتي 2»  (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
لقطة من «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
TT

تهديدات بمقاضاة «البيت بيتي 2» لـ«إهانة» مزارعي مصر

لقطة من «البيت بيتي 2»  (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
لقطة من «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)

أعلن نقيب الفلاحين في مصر اعتزامه مقاضاة صناع مسلسل «البيت بيتي 2» بسبب مشهد «ساخر»، عدّه «إهانة بالغة في حق مزارعي مصر»، مشيراً إلى أن كلمة «الفلاحين» ذُكرت في المشهد بهدف السخرية والإساءة، مؤكداً أن شكاوى عدة وردت إلى النقابة من جميع أنحاء الجمهورية بعد انتشار المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام إنه «لا يهدف لشيء سوى الحفاظ على حقوق الفلاحين الذين استاءوا من المشهد وعدوه إهانة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تابعت بعض حلقات العمل ووجدت إساءات على غرار التنمر والسخرية من اللهجة الريفية، فالعمل لا هدف منه سوى الربح والوقيعة وإحداث البلبلة بين فئات المجتمع والسخرية من مهنة (المزارع)، التي يعمل بها أكثر من 55 في المائة من الشعب المصري».

مشهد من مسلسل «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز على «فيسبوك»)

ويؤكد أبو صدام تصديه لأي عمل فني يتنمّر على الفلاحين أو يسخر منهم، مؤكداً أنه «أبلغ اللجنة القانونية بالنقابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لدراسة العمل، واتخاذ ما يلزم»، كما أكد أبو صدام أنه «في حال اعتذار صنّاع العمل عن الإساءة، وشرح الأمر للرأي العام لرد اعتبار الفلاح سيتم التراجع عن اتخاذ أي إجراء قانوني».

وأبدى أبو صدام استياءه من أن «الدراما المصرية تتناول حياة الفلاحين بشكل ساخرٍ بدلاً من تمجيدهم والإشادة بهم وتحسين صورتهم التي كانت شائعة عنهم في فترة من الفترات»، وفق قوله، مؤكداً أن «الفلاحين هم أصل مصر».

ويدور مسلسل «البيت بيتي2» في إطار من الكوميديا والرعب، وهو من بطولة كريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر، ويخرجه خالد مرعي.

من جانبها، ردت المنتجة المصرية للمسلسل ليليان سالم على إعلان نقيب الفلاحين اعتزامه التحرك قانونياً ضد صناع العمل، بأنها «خارج مصر بالفترة الحالية وليس لديها علم بالأمر»، وأوضحت في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل تدور أحداثه في إطار كوميدي وليس هدفه الإساءة لأي فئة أو مهنة في المجتمع».

في حين ترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «النقابات المهنية ليس لها الحق في رفع دعاوى قضائية من هذا النوع»، مشيرة إلى أن «دورها هو خدمة أعضائها ومتابعة مشكلاتهم»، وشدّدت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الفن والإبداع لا يمكن لأحد تهديدهما أو مقاضاتهما لأنهما إبداع خالص وخيال مؤلف»، وتساءلت ماجدة: «هل يمكن لأحد محاكمة الخيال والإبداع؟».

«البيت بيتي 2» يدور في إطار من الكوميديا والرعب (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز على «فيسبوك»)

لم تكن واقعة اتهام مسلسل «البيت بيتي 2» بالإساءة هي الأولى، بل وُجّهت اتهامات مماثلة لأعمال أخرى مع اختلاف المهن، كان أحدثها اتهام صناع مسلسل «أشغال شقة» الذي عرض في رمضان الماضي بالإساءة لمهنة الطب الشرعي، وكذلك اتهام مسلسل «الكبير أوي» بالإساءة لمهنة التمريض، واتُّهم صناع مسلسل «مع سبق الإصرار» بالإساءة لمهنة المحاماة، وواجه صناع فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في وقت سابق اتهامات بالإساءة لمهنة التدريس.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».