فنانون وشعراء يودعون أيقونة الشعر بعد خمسة عقود من العطاء

بدر الكلمة أضاء مسيرة نجوم وأوقد جذوة نجاحاتهم

الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
TT

فنانون وشعراء يودعون أيقونة الشعر بعد خمسة عقود من العطاء

الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)

نعى شعراء وفنانون الأمير البدر بن عبد المحسن وثمنوا تجربته التي امتدت لخمسة عقود، غنى له خلالها نخبة من فناني العالم العربي. بقي البدر طوال مسيرته التي بدأت منذ التسعينات متوهجاً وحاضراً في الوسط الفني والأدبي العربي.

تحدثت «الشرق الأوسط» إلى مجموعة من الشعراء والفنانين ممن رافقوا الأمير البدر في رحلته الشعرية. منهم المغني عبد الرب إدريس، الذي استذكر قيمة وقامة البدر في الوسط الفني والأدبي، وتاريخه الطويل في إثراء الساحة، والتجارب المختلفة التي ظهرت فيها موهبته.

وقال الدكتور عبد الرب إن الأمير البدر يعد تاريخاً شعرياً، والكتابة عنه تحتاج لوقت طويل لتسجيل ما يليق به بوصفه إنساناً وتاريخاً، ووصف علاقته به بالأخوية، وأضاف: «معرفتي به تمتد لأكثر من أربعة عقود. تعاونت معه في كثير من الأعمال.». وأردف قائلاً إن «شهرة البدر الواسعة تعكس قيمته بين الناس ومشواره التاريخي في الكتابة الشعرية».

الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة السعودي خلال حفل تكريم الأمير الشاعر من اليونيسكو (واس)

وأوضح الدكتور إدريس أن كل من يعرف البدر يشهد له بالخير، والناس في يوم وفاته يستذكرون جوانب مضيئة من شخصيته وتجربته وإبداعه.

من جهته، عبّر الشاعر الكويتي عبد اللطيف البناي عن الحزن والأسى وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في هذا الموقف الحزين، أعزي الجميع في وفاة البدر، الشاعر المبدع الذي أرخ للتراث، وترك أثراً جميلاً بكلماته وقصائده والأعمال الفنية التي كتبها، وتميز فيها بسحر الكلمة والإبداع والأصالة والمعنى الجميل».

الأمير بدر خلال لقاء سابق جمعه مع طلال مداح (الشرق الأوسط)

ويستذكر الشاعر البناي آخر لقاء جمعه مع الأمير البدر، وكان في دولة قطر: «عندما طُلب مني كتابة بيتين من الشعر في الأمير البدر»، وقال: «عجزت أن أكتبه في بيتين من الشعر، وأصف البدر وأنا بجواره نجم».

يقول محبوه إن البدر لامس بشعره الجميع، وعبر عن أحوالهم، وهندس مشاعرهم على وقع مفرداته وإيقاع الأوزان التي كسا بها قصائده الفريدة، بالإضافة إلى دوره في تطريز الوسط الشعري بفرائد من قصائده الوطنية التي بقيت نابضة حتى اليوم بقوة المعنى، ودهشة الصورة، وسلاسة العبارة، ورشاقة التراكيب.

البدر خلال ندوة خاصة حول الشعر والفن ضمن برنامج معرض الرياض الدولي للكتاب «أكتب لأحيا» (1)

يصف الفنان علي عبد الكريم، البدر بالأخ لـ«جميع الفنانين»، وخبر رحيله بــ«الفاجعة»، التي لا يخفف سطوتها إلا الأثر والذكر الطيب اللذان تركهما وراءه، وقال: «رحيله فاجعة أعزي فيها الملك وولي العهد والشعب السعودي».

وأضاف: «البدر أيقونة الشعر والفن، كان مع شاعريته يجمع الحسّ الفني المرتفع، تعاملت معه كثيراً، وكان منذ بداية مشواري داعماً ومسانداً، ولا أنسى وقفاته وأيامه الجميلة معي. كان مختلفاً في شاعريته وإنتاجه عن غيره، لدينا شعراء وكتاب كبار في الساحة، وبقي الأمير بدر وسطهم مختلفاً ومتفرداً دائماً، وتستطيع أن تلمس الاختلاف في قصائده من أول مذهب، وقد اختط مساره الشعري الفريد من خلال انتقاء المفردات بعناية، والتجديد والبعد عن المفردات المستهلكة والصور المكررة».

الفنان علي عبد الكريم والأمير عبد الرحمن بن مساعد والأمير الراحل بدر بن عبد المحسن (حساب عبد الكريم علي «إكس»)

وتوثيقاً لدور الراحل في إثراء وإغناء التجربة الفنية السعودية والعربية، قرر الفنان علي عبد الكريم أن يفي لهذا الإرث ويصل ماضيه بمستقبله من خلال نية تجديد عدد من الأعمال التي جمعته بالراحل، يقول: «أنا أكثر من غنّى للأمير البدر، ولدي قائمة طويلة من الأغاني والأعمال التي كتبها الفقيد، وسأعمل في المرحلة المقبلة على إعادة تقديم أعمال منتقاة من هذه القائمة، بشكل وقالب متجددين».

وعن شخصيته تحدث ضيوف «الشرق الأوسط» مشيدين بدعمه وتشجيعه للمواهب ورقته في التعامل مع الآخرين، وتبسطه في الحديث إلى كل من عرفه واتصل به.

الشاعر سعود سالم (تصوير: غازي مهدي)

يقول عن ذلك الشاعر السعودي سعود سالم: «فاجعة كبيرة حملها لنا صباح السبت، آلمني سماعها وأنا خارج السعودية، وطارت بي أشواق وذكريات إلى الأيام التي جمعتني بالفقيد».

وتوجه الشاعر سالم بالعزاء إلى كل من عرف الراحل، ولامس إنسانيته قائلاً: «أعزي كل سعودي وعربي وصاحب ذائقة في رحيل الأمير البدر، الذي كان علامة فارقة في شعر الجزيرة العربية كلها».

وعن آخر موعد جمعه بالفقيد، يقول سعود سالم: «كنت أتمنى رؤيته قريباً، لكن فاجعة رحيله كانت صادمة لي على المستوى الشخصي. كنت من أكثر المعجبين والمتأثرين بتجربته الشعرية التي امتد تألقها عبر الوقت، وأنا في مسيرتي كاتباً وشاعراً كنت لا أرى في الساحة نموذجاً أو مساراً شعرياً أقتدي به مثل الأمير البدر».

وأضاف: «كان تأثيره على الوسط الأدبي كاملاً، وأنا على المستوى الشخصي كنت متأثراً بكل تفاصيل تجربته الشعرية، مفرداته وخياله والصور التي كان ينسجها بطريقته المتفردة، وكنت أترقب كل إنتاجاته وأتابعها بحرص ودأب، وأعيش بكامل قواي في تجربته الشعرية ومدرسته الأدبية والفنية المميزة».


مقالات ذات صلة

«المختبر السعودي للنقد» يبدأ باكورة أعماله بقراءة جديدة لأعمال الأمير بدر بن عبد المحسن

يوميات الشرق قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)

«المختبر السعودي للنقد» يبدأ باكورة أعماله بقراءة جديدة لأعمال الأمير بدر بن عبد المحسن

يبدأ «المختبر السعودي للنقد» باكورة أعماله بتقديم قراءة نقدية جديدة لأعمال وإنتاج الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق تجد في الخيبة والهزيمة سرَّ وصول إلى ضياء الحياة (حسابها الشخصي)

سهام الشعشاع لـ«الشرق الأوسط»: أنصاف الموهوبين حاضرون على حساب الأصيل

لا تدّعي سهام الشعشاع أنها قادرة على تنقية شِعر الأغنية من الشوائب، لكنها على الأقل تحاول الانتصار للغة أنيقة، ولفنّ بعيد عن التلوّث، يطرد العتمة ويكسر الكآبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق على هذه الكنبة كان يجلس نعيمة وقد حوّلت سهى كل زاوية إلى ذكرى (الشرق الأوسط) play-circle 04:01

على آخر خُطى ميخائيل نعيمة... «حارسة الذاكرة» تكشف خبايا السنوات الأخيرة

زيارة لمنزل المفكّر ميخائيل نعيمة، حيث كل غرفة وجدار وطاولة وكنَبة يحكي ذكريات أحد أهمّ أعمدة الأدب العربي وصنّاعه.

كريستين حبيب (بيروت)
كتب مختارات شعرية للسلطاني تغطي أربعين عاماً

مختارات شعرية للسلطاني تغطي أربعين عاماً

عن سلسلة «شعر»، التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، صدرت حديثاً للشاعر فاضل السلطاني مختارات تغطي أربعين عاماً ...

«الشرق الأوسط» (بغداد)
ثقافة وفنون غوركي

مكسيم غوركي ينشر قصائد الريحاني بترجمة كراتشكوفسكي!

كان لقائي الأول بأمين الريحاني في بيروت 1910 وكان قد رجع من أميركا، وقد أحسست بتعمقه في التأمل، هذا ما ذكره كراتشكوفسكي لتعريف القراء الروس بالريحاني.

محمد رضا نصر الله

«العمر مجرد رقم»... لماذا يرفض «المسنون» التقاعد؟

يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
TT

«العمر مجرد رقم»... لماذا يرفض «المسنون» التقاعد؟

يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)

لماذا يرغب بعض الأشخاص في الاستمرار في العمل لعقود بعد سن التقاعد؟

فمثلاً، يتنافس الرئيس الأميركي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صاحب الـ77 عاماً، للحصول على فرصة أخرى فيما تسمى بأصعب وظيفة في العالم.

أيضاً، ليس من المبالغة القول إن هوارد تاكر طبيب الأعصاب، الذي بدأ ممارسة الطب عام 1947، عمل في الطب طوال حياته، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».

وفي حين يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال في الولايات المتحدة 73 عاماً، كان تاكر طبيباً منذ 77 عاماً. وفي يوليو (تموز)، سيبلغ 102 عام. وصنفه كتاب «غينيس» للأرقام القياسية بأنه «أكبر طبيب ممارس».

ويشير التقرير إلى أن هذه الشخصيات هي أمثلة لظاهرة متنامية: تجنب الأميركيون التقاعد، وعملوا لسن متقدمة من حياتهم.

وسألت «سي إن إن» أشخاصاً تجاوزوا سن التقاعد التقليدي عن سبب بقائهم في الوظيفة، وحصلت على عدد من الردود، مثل أن يواصل بعضهم العمل لتغطية نفقاتهم، أو عبّر آخرون عن حبهم لما يفعلونه، وعدم قدرتهم عن التخلي عنه.

أيضاً يصر البعض على أنهم أفضل من أي وقت مضى في المهن التي اختاروها، ويحبون الاعتماد على شعورهم المتزايد بالكفاءة. لقد استمروا في العمل بسعادة، وإنتاجية، وشرحوا لـ«سي إن إن» كيف ولماذا يفعلون ذلك.

هوارد تاكر طبيب أعصاب 101 عام

مفتاح طول العمر: المثابرة وتعزيز حب التعلم.

وأشار تاكر إلى أن الدراسات أظهرت أن الحفاظ على تحفيز الدماغ قد يمنع العديد من الإعاقات الإدراكية المرتبطة بالعمر، موضحاً أنه يحافظ على تحفيز ذهنه من خلال العمل.

ولكنه قال: «بالنسبة لأولئك الذين تقاعدوا أو يخططون للتقاعد، قد تكون هواية محفزة عقلياً بديلاً مناسباً. من المهم أن تعرف نفسك، وتفهم حدودك، وقدراتك، ولكنني أؤمن إيماناً راسخاً بأن التقاعد هو عدو طول العمر».

ورأى أنه «مع استمرار الناس في العيش لفترة أطول، قد يصبح من الشائع قريباً رؤية أفراد يعملون وهم في الثمانينات والتسعينات من عمرهم، وفي بعض الحالات يتجاوزون المائة عام، مثلي».

وأشار إلى أنه يقضي الآن وقته في تدريس طلاب الطب والقانون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، ويعطي الأولوية لمواكبة أحدث الاتجاهات في علم الأعصاب، وهو مجال تخصصه.

غايل فليمنغ مدربة يوغا 76 عاماً

بالنسبة لهذه السبعينية، لا يمر يوم واحد من دون «ناماستي».

وقالت: «في عالم يتم فيه تمجيد الشباب بما يتجاوز كل الأسباب، ويتم التعامل مع الشيخوخة كمرض».

واحتفلت فليمنغ «بفخر» بعيد ميلادها السادس والسبعين في فبراير (شباط)، وأوضحت أنها تقوم بالتدريس لكي «تكسب رزقها»، ولكن أيضاً لأنها تحب ما تقوم به.

وأضافت: «قد يكون هذا هو سر العمل لفترة طويلة بعد الوقت الذي يخبرنا فيه المجتمع أنه من المفترض أن نتقاعد».

ونصحت فليمنغ كبار السن، بمن فيهم بايدن، أنه يجب عليهم ببساطة أن يرفضوا أن يتم تعريفهم حسب أعمارهم، وقالت: «هكذا مضيت في العقد الثامن من عمري، ولا أنوي التوقف. لم أستسلم للتقدم في السن في الصيف الماضي أثناء المشي لمسافات طويلة من ثمانية إلى 10 أميال يومياً مع مجموعة من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 20 عاماً. أرفض أن يهزمني تقدمي في السن عندما أتصفح ما بين 30 إلى 50 كتاباً أقرأها كل عام».

تشارلز سيمون باحث في الذكاء الاصطناعي 70 عاماً

مع التقدم في السن، من الحكمة رؤية الحلول في سياق موسع.

وأوضح سيمون الذي يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي أن هناك الكثير من الأشياء التي يضيفها إلى مجال عمله، والتي قد لا يمتلكها شخص أصغر سناً، وقال: «لدي وجهة نظر أوسع، قد يسميها البعض الحكمة، لرؤية حلول للمشكلات في سياق أكثر اتساعاً».

وأضاف: «يمكنني حقاً أن أفكر خارج الصندوق، ولا أشعر بأنني مقيد بالمعتقدات الحالية للذكاء الاصطناعي التي أعتبرها مقيدة - ويرجع ذلك جزئياً إلى حاجة الشركات إلى إظهار أرباح فورية».

وكان من الممكن أن يترك سيمون العمل منذ سنوات، لكنه مستمر في العمل حتى السبعينات من عمره «لمتابعة الأفكار الثورية، والمساهمة في المجتمع العلمي، والمجتمع ككل»، وفقاً له.

ولفت إلى أن دخل التقاعد المناسب يتيح له معالجة المشكلات المثيرة للاهتمام في مجال عمله من دون توقع التعويض على المدى القريب.

بالنسبة له، الذكاء الاصطناعي هو المشروع الأكثر إثارة على هذا الكوكب، فـ«لماذا أتوقف عن العمل؟»، سأل سيمون.

آنا ماري فورسايث معلمة مدرسة أيلي 80 عاماً

مبشرة للرقص الحديث تنقل معرفتها إلى الجيل القادم.

وأشارت فورسايث إلى أنها كانت تقوم بتدريس 12 حصة رقص في الأسبوع، أما الآن فتعطي أربعة دروس، وهذا التخفيض في الجدول الزمني جعل من الممكن بالنسبة لها أن تكون نشيطة تماماً كما كانت عندما كانت تدرس 12 فصلاً.

آنا ماري فورسيث تقوم بتدريس طلابها (مدرسة أيلي)

وقالت: «هورتون هو أسلوب الرقص الحديث الذي لا أزال أقوم بتدريسه في مدرسة أيلي».

إلى متى ستستمر في التدريس؟ رأت فورسايث أنها ستستمر طالما بدا الطلاب مستجيبين، ويتعلمون، وينمون.

وأضافت: «لا أشعر بالتعب أبداً عندما أدخل استوديو الرقص. أعلم أن لدي أشياء يمكنني تعليمها لهؤلاء الراقصين الشباب لن يحصلوا عليها في مكان آخر. وأنا أحب رؤية طلابي ينمون، ويتغيرون».

ديفيد أ. أنديلمان مراسل أجنبي 79

«لقد وضعت حقيبة السفر جانباً، لكنني ما زلت مراسلاً أجنبياً في قلبي».

في ذروة نشاطه كمراسل أجنبي، أولاً مع صحيفة «نيويورك تايمز»، ثم مع شبكة «سي بي إس نيوز» لاحقاً، كان لدى أنديلمان «حقيبة سفر» بجوار سريره في الأوقات التي كانت فيها مكالمة في منتصف الليل من أحد المحررين بمثابة «حقيبة سفر» وترسله لتغطية ثورة أو انفجار في ركن بعيد من العالم، حسبما أخبر «سي إن إن».

ديفيد أ. أنديلمان (سي إن إن)

هل افتقد اندفاع الأدرينالين الذي دفعه عبر أكثر من 90 دولة إلى أزمات لا توصف؟ أجاب: «بالتأكيد. لكن هذا لا يعني أنني توقفت عن السفر. وما زلت أفعل ذلك كثيراً. الآن يمكن لرحلاتي وكتاباتي أن تكون أكثر تأملاً، وربما أكثر وضوحاً. أستطيع أن أتوقف لأشم رائحة الورود، وأفكر في سبب نموها، أو موتها. أستطيع أن أكتب المزيد من الكتب، وأقلب المزيد من الصفحات، وأزور زوايا أكثر غرابة، ولكنني أستطيع أيضاً الاستفادة من تدريبي كمؤرخ لوضع كل ذلك في منظور أكثر عمقاً».

ماغي مولكوين معالجة نفسية 68 عاماً

لا تذهب برشاقة إلى «النوم».

في عيد ميلادها الخامس عشر، أهداها والدها عشرات الورود الحمراء مع بطاقة كتب عليها: «مرحباً بك في منتصف الطريق فوق التل».

وأشارت مولكوين إلى أنها من الجيل الذي يعتقد أنه لا يمكن الوثوق بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً، لكنها أوضحت أنه «من عجيب المفارقات أن هذا الجيل نفسه ظل لعقود من الزمن يعيد تعريف مفهوم الشباب ففكر في أن الخمسين هو الأربعين الجديدة. أو الستين هو منتصف العمر... إننا لم نمض برشاقة نحو النوم».

وقالت: تكمن فائدة عملي في أنه كان لي شرف الاستماع لسنوات عديدة إلى التفاصيل الداخلية لكيفية تعامل من هم أكبر مني سناً مع بداية الشيخوخة، والألغاز المرتبطة بالتقاعد. في مجتمع حيث السؤال الأول الذي يُطرح عند مقابلة شخص جديد هو (ماذا تفعل؟)، فإن الخروج من العمل يمكن أن يبدو وكأنه الذهاب إلى الهاوية نحو المجهول الكبير».

مع اقترابها من سن السبعين، لا تزال مولكوين تشعر بالرضا في حياتها العملية، وتخطط لمواصلة العمل «طالما أنها قادرة على تقديم رعاية جيدة لمرضاها»، وأضافت: «بما أنني أتعامل مع أشخاص من مختلف الأعمار، فإنني أتعلم باستمرار عن الاتجاهات، والضغوط التي تشعر بها الأجيال الأخرى».

وأكدت أنه «لا يبدو أن أحداً يشعر بالقلق بعد الآن من أن بلوغ الثلاثين عاماً هو أمر بعيد المنال، خاصة أن المعركة تحولت إلى القلق بشأن تولي الأشخاص في الثمانينات من العمر أدواراً قيادية. لكنني لا أزال ممتنة للهدية التي قدمها لي والدي: إدراك أن العمر مجرد رقم، وأنني أكثر من مجرد عمري».


افتتاح أول بيت ثقافي في السعودية

«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
TT

افتتاح أول بيت ثقافي في السعودية

«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)

افتتحت هيئة المكتبات السعودية، الجمعة، أول بيت ثقافي في البلاد، الذي تحتضنه مكتبة الدمام العامة (شرق المملكة)، ويمثل منجزاً وطنياً على مستوى القطاع، وذلك بحضور رئيسها التنفيذي الدكتور عبد الرحمن العاصم.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إن «بيت الثقافة»، الذي تشرف عليه الوزارة في سياق مشروعها الشامل للنهوض بالقطاع الثقافي السعودي، يعد «منارة للتعلم مدى الحياة».

ويعزز هذا الصرح الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية، ويشجع على تطوير المواهب والمهارات، وتتنوع النشاطات فيه مما يجعله مركزاً مثالياً لتبادل المعرفة، وممكّناً للإثراء الفكري والتنمية الثقافية.

وتجسّد هذه البيوت بوابة للمعرفة، ومنصة ثقافية ومجتمعية، وتهدف إلى تنمية القدرات والمهارات، وتعزيز الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات، وتعزيز التواصل والتفاعل بينهم، ودعم الإبداع والابتكار.

وتضم مكتبات متعددة للعامة واليافعين والأطفال، ومساحات تقنية، وأخرى للعمل والتعلم والابتكار، ومسارح رئيسية وللأطفال، فضلاً عن غرف اجتماعات وللدراسة والموسيقى، ومتاجر، ومراكز طباعة، ومقاهٍ، وغيرها من المرافق العامة التي تجعل من زيارتها تجربة ثقافية متكاملة.

كان وزير الثقافة قد أطلق منتصف يونيو (حزيران) 2020 مبادرة لتطوير المكتبات العامة في البلاد، وتحويلها إلى منصاتٍ ثقافية بمفهوم اجتماعي شامل وحديث، تلتقي فيه أنماط الإبداع الثقافي كافة، ويجد فيه الأفراد من مختلف شرائح المجتمع ما يمنحهم المعرفة والمشاركة والتفاعل.

وجاءت المبادرة بعد دراسة ميدانية أجرتها الهيئة لواقع تلك المكتبات في السعودية، ووضعت استناداً عليها خطة تطوير تمتد حتى عام 2030 تستهدف خلالها إنشاء 153 مكتبة عامة بجميع المناطق، وتعتمد جميعها على مفهوم البيوت الثقافية، الذي يوائم بين الأدوار المعرفية للمكتبات والثقافية لهذه البيوت.

«بيت الثقافة» يُمثّل بنشاطاته المتنوعة مركزاً مثالياً لتبادل المعرفة (هيئة المكتبات)

وتهدف الهيئة منها إلى جعل المكتبات العامة منصات تفاعلية تحتوي على جميع أنواع الفنون، وتحتضن جميع المبدعين بمختلف تخصصاتهم في إطار واحد، إلى جانب دورها المعرفي الرئيسي، لتصبح منارات إشعاع ثقافي في المناطق التي توجد فيها.

وتسعى الوزارة إلى جعل الثقافة نمط حياة للمجتمع، تحقيقاً لأهداف «رؤية السعودية 2030» في جوانبها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة.


‏السعودية تحصد 27 جائزة عالمية بمعرض «آيسف 2024»

حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
TT

‏السعودية تحصد 27 جائزة عالمية بمعرض «آيسف 2024»

حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)

تمكّن الطلبة السعوديون من تحقيق تفوق جديد وحصْد 27 جائزة تنوعت بين الكبر‏⁧‫ى والخاصة، في مشاركتهم التي اختتمت، الجمعة، في أكبر منافسة عالمية بمجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية.

وتمكّن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من لفت أنظار العالم مجدداً، بحصده 18 جائزة كبرى، و9 جوائز خاصة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2024»، الذي أقيم في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، خلال الفترة بين 10 و18 مايو (أيار) الحالي.

وشارك 35 طالباً وطالبة من مختلف مدن ومناطق السعودية، وتمكنوا من تقديم أداء مميز ومشاريع علمية مكّنتهم من تسجيل تفوق لافت للمنافسة مع 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم.

تمكّن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من لفت أنظار العالم مجدداً في «آيسف 2024» (واس)

وفاز بالجوائز الكبرى كل من: الطالب إلياس خان في مجال الطب الحيوي والعلوم الصحية، وناصر الصويان (الهندسة الطبية الحيوية)، ولانا المزروعي (علم الأحياء الخلوية والجزيئية)، وعبير اليوسف (الكيمياء)، ويارا البكري ويارا القاضي (علوم الأرض والبيئة)، وشهد المطلق ولطيفة الغنام وحمد الحسيني (الطاقة)، وأسماء القصير (الهندسة البيئية)، وتركي الدلامي (الهندسة البيئية)، وأريج القرني ولانا الفهد وتهاني أحمد (علم المواد)، وتمارا راضي وليان المالكي (علوم النبات)، وليلى الزواوي (العلوم الطبية الانتقالية).

وتُضاف الجوائز السبع والعشرون التي حققها المنتخب السعودي، خلال مشاركته الأخيرة، إلى سجل إنجازاته في المسابقة الدولية التي بدأ المشاركة فيها منذ عام 2007، تمكّن خلالها الطلبة السعوديون من التتويج بـ133 جائزة؛ منها 92 جائزة كبرى، و41 جائزة خاصة.

ويضم منتخب العلوم والهندسة نخبة الطلبة السعوديين الذين اختيروا من بين أكثر من 210 آلاف طالب وطالبة من مختلف مناطق البلاد، بداية العام الحالي، ومرّت مشاريعهم العلمية بمراحل تحكيم مختلفة خلال الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، إلى أن وصلت لـ180 مشروعاً في المعرض الختامي للأولمبياد، الذي تأهّل فيه 45 طالباً وطالبة، وفي التصفيات النهائية وبعد الورشة التأهيلية، رشح منهم 35 موهوباً وموهوبة لتمثيل السعودية في «آيسف 2024»، بعد أن خضعوا لسلسلة تدريبات مكثفة على أيدي نخبة من الأكاديميين والخبراء في التخصصات المختلفة؛ لتطوير مهاراتهم، وتأهيلهم للمشاركة، وذلك عبر جهود متكاملة لجهات وطنية عدة حاضنة وداعمة من جامعات ومراكز أبحاث وكيانات وشركات، وأولياء أمور وأُسر، ومعلمين ومعلمات.

تنافس الطلبة السعوديون مع 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم (واس)

50 جائزة خاصة في «آيسف»

وخلال مرحلة الجوائز الخاصة التي تقدمها الشركات للمتنافسين في المسابقة الدولية، حقّق طلاب وطالبات المملكة، وللعام الـ18 على التوالي، 9 جوائز خاصة، وأصبح المنتخب السعودي للعلوم والهندسة بذلك، يملك منها 50 جائزة.

وفاز بها كل من: الطالبة أريج القرني التي حصلت على جائزتين في مجال علم المواد، وجمال اللقماني في المجال نفسه، وإلياس خان (الطب الحيوي والعلوم الصحية)، وليان القرافي (نظم البرمجيات)، وفاطمة الشخص (الهندسة البيئية)، ولانا المزروعي (علم الأحياء الخلوية والجزيئية)، وعبير اليوسف (الكيمياء)، وصالح العنقري (الكيمياء).

من جانبها، أكدت الدكتورة آمال الهزاع، الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، أن هذا الفوز يعكس تضافر الجهود والعلاقة التكاملية بين المؤسسة ووزارة التعليم وشركائهما الاستراتيجيين، لتحقيق مستهدفات ومبادرات «رؤية السعودية 2030»، مُشيدة بنتائج وثمرات هذه الشراكة من خلال تحقيق إنجازات عدة على المستوى الدولي، وتمثيل البلاد بما يليق بمكانتها عالمياً.

تشارك السعودية في معرض «آيسف 2024» للعام الـ18 على التوالي (واس)

وتشارك السعودية، للعام الـ18 على التوالي، عبر المؤسسة والوزارة، وسجلت حضورها في المعرض بمدينة لوس أنجلوس، بصفتها راعياً رئيسياً، من خلال تقديم 18 جائزة خاصة لأبرز المشاريع المشاركة في مجالات العلوم والتقنية.

بدوره، أوضح المهندس أنس الحنيحن، مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار بالمؤسسة، أن الجوائز الخاصة تشمل 12 منحة شاملة التكاليف لدراسة البكالوريوس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و6 جوائز أخرى عبارة عن منحة للانضمام إلى برنامج «موهبة» الإثرائي العالمي لمدة 3 أسابيع بإحدى جامعات السعودية المميزة.

وأضاف أن «موهبة» تقدم سنوياً، منذ عام 2010، جوائز خاصة لمشاركين في «آيسف» من حول العالم بمختلف المجالات التي تعزز اهتمام السعودية؛ بهدف استقطاب الموهوبين والمبدعين وجمعهم مع موهوبيها انطلاقاً من «رؤية 2030»، والدور السعودي المهم لتشجيعهم على تطوير مشاريع وابتكارات في مجالات واعدة تسهم في ازدهار البشرية، وتحقيق التنمية المستدامة.


اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهر

التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
TT

اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهر

التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)

توصل باحثون في إيطاليا لاختبار بسيط، يمكن أن يساعد على تشخيص الإصابة بمرض التوحّد في عُمر 6 أشهر.

وأوضح الباحثون، في نتائج الدراسة التي نُشرت الخميس في دورية «بلوس وان»، أن تشخيص التوحّد في سن مبكرة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض مع التقدم في العمر.

واضطراب طيف التوحّد، حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية.

وغالباً ما يعاني المصابون بالتوحّد من حالات متزامنة مثل الصرع، والاكتئاب، والقلق، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وصعوبة النوم وإيذاء النفس، بالإضافة لمجموعة من الاضطرابات الاجتماعية والعقلية والعاطفية، مع أعراض تشمل الصّمت، والمشاكل الاجتماعية، والأنانية المفرطة.

وأشارت دراسات سابقة إلى أنه من الصّعب تشخيص الإصابة بالتوحّد قبل عُمر 3 سنوات، واختبر الباحثون ما إذا كان ذلك ممكناً.

وخلال الدراسة الجديدة، نفّذ الباحثون سلسلة من الاختبارات التي تضمّنت عرض صور على الرُّضّع وملاحظة ما إذا كانوا يستجيبون لأنماط مشابهة في صور أخرى. ويتضمن هذا النهج التعلّم الإحصائي، الذي يُستخدم حالياً بطرق مختلفة لتشخيص إصابة أكبر الأطفال سناً بالتوحّد.

وأجريت الدراسة على 19 رضيعاً (وأولياء أمورهم) دون سن 7 أشهر. وكان لكل الأطفال إخوة أكبر سناً شُخّصوا بالتوحّد. وأظهرت الأبحاث أن وجود أخٍ أكبر مصاب بالتوحّد هو عامل خطر كبير للإصابة بالمرض.

وراقب الباحثون أيضاً 19 رضيعاً آخرين لم يكونوا في خطر لتطور التوحّد. وأُخضع جميع الرضّع لاختبارات التعلّم الإحصائي ومراقبتهم على مدى عامين لمعرفة ما إذا كان المرض سيتطور لديهم.

وتركز اختبارات التّعلم الإحصائي على قدرة الرّضيع على اكتشاف الأنماط؛ إذ يعرض الباحثون سلسلة صور يظهر فيها كائن معين دائماً بجوار كائن آخر، ثم يعرضون صوراً جديدة تتبع النمط أو تكسره، ويقيسون مدة نظر الرضيع لكل صورة. ويقارن الباحثون المدة التي ينظر فيها الأطفال إلى التسلسل المألوف مقابل التسلسل الجديد في مرحلة الاختبار.

وتابع الباحثون الأطفال في عمر 24 إلى 36 شهراً لتقييم مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وبحثوا عن ارتباطات بين أدائهم في مهمة التعلم البصري في عمر 6 أشهر، ومهارات التواصل الاجتماعي لديهم في سن لاحقة.

ويساعد هذا النهج الباحثين على فهم ما إذا كان هناك رابط بين التعلم الإحصائي البصري المبكر وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تتأثر نتيجة التوحّد.

ووجد الباحثون أن معظم الرُّضّع المعرضين للخطر واجهوا صعوبات في الاختبارات، وجميع الذين حصلوا على أسوأ الدرجات كانوا أكثر عرضة لتطور التّوحّد مع تقدمهم في العمر.

وأقرّ الباحثون بأن نتائجهم أولية، مشيرين إلى أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد أن الاختبار الإحصائي يمكن استخدامه لتشخيص التوحّد عند الرُّضّع في سن مبكرة.


تكريم 12 مبدعة عربية في «إيزيس لمسرح المرأة» بالقاهرة

الفنانة صفاء الطوخي تتسلم تكريم والدتها الكاتبة فتحية العسال (إدارة المهرجان)
الفنانة صفاء الطوخي تتسلم تكريم والدتها الكاتبة فتحية العسال (إدارة المهرجان)
TT

تكريم 12 مبدعة عربية في «إيزيس لمسرح المرأة» بالقاهرة

الفنانة صفاء الطوخي تتسلم تكريم والدتها الكاتبة فتحية العسال (إدارة المهرجان)
الفنانة صفاء الطوخي تتسلم تكريم والدتها الكاتبة فتحية العسال (إدارة المهرجان)

كرّم مهرجان إيزيس الدّولي لمسرح المرأة 12 مبدعة عربية خلال افتتاح دورته الثانية، الخميس، على المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، وتستمر فعالياته حتى 22 مايو (أيار) الحالي، بمشاركة 13 عرضاً مسرحياً من 7 دول.

وشهد حفل الافتتاح تقديم مجموعة «تاراتاتا» ثلاث أغنيات بمصاحبة المايسترو جو، وسط تفاعل من الحضور الذين شاهدوا فيلماً قصيراً عن فعاليات الدورة الثانية التي تحمل اسم الفنانة الراحلة عايدة عبد العزيز.

وحرصت رئيسة المهرجان ومؤسسته المخرجة عبير لطفي، برفقة الفنانة إلهام شاهين، الرئيسة الشرفية للمهرجان، على تسليم تكريمات الدورة الأولى التي لم تُمنح لأصحابها بسبب إلغاء حفل ختام الدورة الماضية، بجانب المكرمين في الدورة الثانية.

وعبّرت إلهام شاهين عن سعادتها ببداية الدورة الجديدة وحماسها الشديد لمتابعة العروض المسرحية المختلفة، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «رئاستها الشرفية للمهرجان جاءت بسبب حماسها لجميع الأعمال الفنية التي تدعم المرأة، فضلاً عن الرسالة المهمة التي يقدمها المهرجان للجمهور».

ورأت أن حضور الجمهور بكثافة لأول عروض المهرجان يعكس الاهتمام بمشاهدتها، لافتة إلى أن «هذه المهرجانات تمثّل فرصة حقيقية للفنانين والجمهور من أجل مشاهدة عروض مسرحية مختلفة من دول عدة».

وتسلّمت الفنانة صفاء الطوخي تكريم والدتها الكاتبة فتحية العسال التي حملت الدورة الأولى اسمها، في حين تسلّمت الفنانة إلهام شاهين تكريم الفنانة شويكار نيابة عن ابنتها، بجانب تكريمات لأسماء كلّ من الملحنة إيمان صلاح الدين، والدكتورة هدى وصفي، ومؤسسة فرقة «القافلة المسرحية المستقلة» عفت يحيى، وأستاذة الإلقاء الدكتورة نجاة علي.

جانب من الحضور في حفل افتتاح مهرجان إيزيس لمسرح المرأة (إدارة المهرجان)

كما سُلّمت تكريمات الدورة الجديدة، وتسلم تكريم الفنانة عايدة عبد العزيز نجلها شريف أحمد، وتكريم مصممة الرقص كريمة منصور، واسم الفنانة التونسية رجاء بن عمار التي تسلّمت تكريمها المخرجة التونسية وفاء الطبوبي، بجانب تكريم كلٍّ من الكاتبة والمخرجة العراقية الدكتورة عواطف نعيم، واسم الفنانة والناقدة المصرية سهام بنت سنية وعبد السلام، وتسلّمت درع التكريم ابنتها الفنانة نجلاء يونس، واسم الكاتب والشاعر الراحل الدكتور محمود نسيم وتسلم التكريم المخرج عمرو قابيل.

واختارت إدارة المهرجان دولة تونس لتكون ضيف شرف الدورة الثانية، حيث يوجد عرضان من تونس هما «شعلة» الذي سيُعرض على مسرح الطليعة، و«القبيلة» الذي سيعرض على مسرح السلام.

وتشير رئيسة المهرجان ومؤسسته المخرجة عبير لطفي إلى اهتمامهم بالترويج للمهرجان عبر منصات «التواصل الاجتماعي»، وهو الأمر الذي استفادوا منه كثيراً خصوصاً بعد ما حققته الدورة الأولى من ردود فعل إيجابية.

وأبدت أستاذة النقد في أكاديمية الفنون الدكتورة سامية حبيب حماسها لوجود مهرجان نوعي للمسرح يركّز على المرأة وأعمالها، خصوصاً مع الدور الرئيسي للمرأة في المسرح منذ بداياته، لافتة إلى أن «المهرجان يتميّز بتكريمه أسماء أعلام مسرحية في تخصّصات مختلفة، سواء كانوا على قيد الحياة أو رحلوا، الأمر الذي يمنحه خصوصية تجعله مختلفاً عن غيره من المهرجانات».

وأضافت عبير لطفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المهرجان يسلط الضوء على مسيرة صانعات للمسرح مؤثرات بشكل كبير في الحركة المسرحية بمصر وخارجها».

وبالإضافة للعروض المسرحية، ينظم المهرجان معارض مختلفة تستمر حتى يوم 21 مايو، الأول بعنوان «لاعبات الخيال» عن صانعات المشهد البصري في المسرح المصري، ويضمّ أعمال فنانات السينوغرافيا وتصميم الأزياء، الدكتورة نعيمة عجمي، وهبة الكومي، ومروة عودة، ووسام عادل، ونهلة مرسي، ودينا الهواري.

وينظم المهرجان ورشة لـ«إعداد الممثل من الخطاب الجسدي إلى الخطاب اللفظي» تقدمها المخرجة التونسية وفاء الطبوبي على مدار 3 أيام وتختتم (الأحد) في ستوديو «عماد الدين» بوسط القاهرة.


تهديدات بمقاضاة «البيت بيتي 2» لـ«إهانة» مزارعي مصر

لقطة من «البيت بيتي 2»  (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
لقطة من «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
TT

تهديدات بمقاضاة «البيت بيتي 2» لـ«إهانة» مزارعي مصر

لقطة من «البيت بيتي 2»  (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)
لقطة من «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز في «فيسبوك»)

أعلن نقيب الفلاحين في مصر اعتزامه مقاضاة صناع مسلسل «البيت بيتي 2» بسبب مشهد «ساخر»، عدّه «إهانة بالغة في حق مزارعي مصر»، مشيراً إلى أن كلمة «الفلاحين» ذُكرت في المشهد بهدف السخرية والإساءة، مؤكداً أن شكاوى عدة وردت إلى النقابة من جميع أنحاء الجمهورية بعد انتشار المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام إنه «لا يهدف لشيء سوى الحفاظ على حقوق الفلاحين الذين استاءوا من المشهد وعدوه إهانة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تابعت بعض حلقات العمل ووجدت إساءات على غرار التنمر والسخرية من اللهجة الريفية، فالعمل لا هدف منه سوى الربح والوقيعة وإحداث البلبلة بين فئات المجتمع والسخرية من مهنة (المزارع)، التي يعمل بها أكثر من 55 في المائة من الشعب المصري».

مشهد من مسلسل «البيت بيتي 2» (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز على «فيسبوك»)

ويؤكد أبو صدام تصديه لأي عمل فني يتنمّر على الفلاحين أو يسخر منهم، مؤكداً أنه «أبلغ اللجنة القانونية بالنقابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لدراسة العمل، واتخاذ ما يلزم»، كما أكد أبو صدام أنه «في حال اعتذار صنّاع العمل عن الإساءة، وشرح الأمر للرأي العام لرد اعتبار الفلاح سيتم التراجع عن اتخاذ أي إجراء قانوني».

وأبدى أبو صدام استياءه من أن «الدراما المصرية تتناول حياة الفلاحين بشكل ساخرٍ بدلاً من تمجيدهم والإشادة بهم وتحسين صورتهم التي كانت شائعة عنهم في فترة من الفترات»، وفق قوله، مؤكداً أن «الفلاحين هم أصل مصر».

ويدور مسلسل «البيت بيتي2» في إطار من الكوميديا والرعب، وهو من بطولة كريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر، ويخرجه خالد مرعي.

من جانبها، ردت المنتجة المصرية للمسلسل ليليان سالم على إعلان نقيب الفلاحين اعتزامه التحرك قانونياً ضد صناع العمل، بأنها «خارج مصر بالفترة الحالية وليس لديها علم بالأمر»، وأوضحت في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل تدور أحداثه في إطار كوميدي وليس هدفه الإساءة لأي فئة أو مهنة في المجتمع».

في حين ترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «النقابات المهنية ليس لها الحق في رفع دعاوى قضائية من هذا النوع»، مشيرة إلى أن «دورها هو خدمة أعضائها ومتابعة مشكلاتهم»، وشدّدت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الفن والإبداع لا يمكن لأحد تهديدهما أو مقاضاتهما لأنهما إبداع خالص وخيال مؤلف»، وتساءلت ماجدة: «هل يمكن لأحد محاكمة الخيال والإبداع؟».

«البيت بيتي 2» يدور في إطار من الكوميديا والرعب (صفحة الفنان كريم محمود عبد العزيز على «فيسبوك»)

لم تكن واقعة اتهام مسلسل «البيت بيتي 2» بالإساءة هي الأولى، بل وُجّهت اتهامات مماثلة لأعمال أخرى مع اختلاف المهن، كان أحدثها اتهام صناع مسلسل «أشغال شقة» الذي عرض في رمضان الماضي بالإساءة لمهنة الطب الشرعي، وكذلك اتهام مسلسل «الكبير أوي» بالإساءة لمهنة التمريض، واتُّهم صناع مسلسل «مع سبق الإصرار» بالإساءة لمهنة المحاماة، وواجه صناع فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في وقت سابق اتهامات بالإساءة لمهنة التدريس.


أسبوع الموضة في السعودية... رحلة بحرية إلى عالم الأناقة والجمال

استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
TT

أسبوع الموضة في السعودية... رحلة بحرية إلى عالم الأناقة والجمال

استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)

في سابقة هي الأولى من نوعها، استضافت جزيرة «أمهات» الساحلية فعاليات أسبوع الموضة في البحر الأحمر، التي تنفذها هيئة الأزياء، وذلك في منتجع سانت ريجيس.

الأزياء تجمع بين الأناقة وجمال الطبيعة المحيطة (الشرق الأوسط)

وشملت عروض الأزياء التي تستمر على مدار ثلاثة أيام، تصميمات تجمع بين الأناقة وجمال الطبيعة المحيطة، واحتضنت الجزيرة البحرية مجموعة من المصممات السعوديات، اللاتي قدّمن في اليومين الأوّلين مزيجاً متنوعاً من الأزياء، بينها الكاجوال للنهار، والفساتين الساحرة للسهرات، وملابس الشاطئ.

واستخدمت المصممات مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية لإبراز جمال الجزيرة والبحر الأحمر، وشهد أول أيام الأسبوع عرضاً افتتاحياً للأزياء، لـ7 علاماتٍ تجارية، منها 5 سعودية، و2 أجنبية، في حين شهد اليوم الثاني تألقاً لافتاً بثلاثة عروض أزياء متميزة.

وافتتحت مصمّمة الأزياء تيما عابد فعاليات أسبوع الموضة، مقدّمة مجموعة من 25 فستان سهرة، معبّرة لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتها بتقديم مجموعتها لافتتاحية أسبوع الموضة الذي يستضيفه البحر الأحمر، موضحة أنها استوحت مجموعتها هذه من البحر، مستخدمة اللؤلؤ في تنفيذ الفساتين، وتابعت: «اخترت أن أضع النقاط الشفافة المصنوعة من النايلون المعاد تدويره، وانتقيت اللونين الأبيض والبيج في المجموعة للدلالة على لون الرمل الذي تشتهر به جزر البحر الأحمر».

المصممون قدموا في اليومين الأولين مزيجاً متنوعاً من الأزياء (الشرق الأوسط)

تُعدّ هذه التجربة الفريدة من نوعها مثالاً على التنوع والإبداع في صناعة الموضة، وتسلّط الضوء على جمال الطبيعة وتأثيرها على الإبداع البشري. ويأمل المنظّمون أن يكون لهذا الحدث تأثير إيجابي على السياحة في المنطقة، ويعزز الاهتمام بالجزر الساحلية الخلابة في البحر الأحمر.

ويمثل هذا الحدث الثقافي الاقتصادي محطة مهمة في مجال صناعة الأزياء بالمملكة، وواحدة من أبرز مبادرات الهيئة لتعزيز هذه الصناعة ودمجها في السوق العالمية، ليكون قطاع الأزياء في السعودية حاضراً في المحافل العالمية ذات العلاقة بالموضة، ولاعباً رئيسياً في مختلف مجالات هذه الصناعة على الصعيد العالمي، لا سيما أنها تمثّل رافداً مهماً وفعالاً على مستوى اقتصادات الدول.

تعد هذه التجربة مثالاً على التنوع والإبداع في صناعة الموضة (الشرق الأوسط)

من جانبه، أكّد بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هيئة الأزياء تسعى من خلال تنظيم أسبوع الأزياء الأول في البحر الأحمر إلى صياغة منصة تجسّد التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع، مشدّداً على أن هذا الحدث الثقافي يجسّد التزام الهيئة الثابت بدفع صناعة الأزياء في المملكة إلى الأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها مواهبنا من أبناء وبنات هذا الوطن مع شخصيات وكيانات دُولية، ذات سمعة وخبرة في مجال الموضة وصناعة الأزياء، وفق خطة واضحة وجدول زمني معدّ بعناية، ومجموعة متميزة من العلامات التجارية السعودية والعالمية، القادرة على تزيين منصّاتنا في مختلف المحافل وصالات العرض محلياً وإقليمياً ودولياً.

تنوعت التّصميمات بين الكاجوال وفساتين السهرات (الشرق الأوسط)

ولفت شاكماك الانتباه إلى الاستراتيجيات والخطط التي تعمل وفقها الهيئة، والتي تهدف بشكل أساسي إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الساحة الدّولية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، ذات العلاقة بإثراء النسيج الثقافي فيها، مع الاهتمام بمواكبة ذلك، والسّير في خطٍّ متوازٍ مع توسيع آفاقنا الاقتصادية، بحيث تشكّل الثقافة جانباً مهماً من الناتج المحلي، وتساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية.

ويختتم أسبوع البحر الأحمر للموضة فعالياته السبت بثلاثة عروض أزياء أخرى، وسط توقّعات كبيرة من الجمهور لمشاهدة المزيد من الإبداعات والتّصاميم المبتكرة التي ستُعرض في هذا الحدث البارز.


عادل إمام يكرّس «زعامته» الفنية في ذكرى مولده الـ84

الفنان عادل إمام قدم كثيراً من الأدوار الجريئة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)
الفنان عادل إمام قدم كثيراً من الأدوار الجريئة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)
TT

عادل إمام يكرّس «زعامته» الفنية في ذكرى مولده الـ84

الفنان عادل إمام قدم كثيراً من الأدوار الجريئة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)
الفنان عادل إمام قدم كثيراً من الأدوار الجريئة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)

احتفى أكثر من منبر إعلامي في مصر بذكرى ميلاد الفنان عادل إمام الـ84 التي تحلّ اليوم الجمعة، ليكرّس النجم المصري «زعامته الفنية» عبر إشادات من فنانين ونقاد بمشواره وأدواره المؤثرة في السينما والمسرح والتلفزيون.

وخصص برنامج «صباح الخير يا مصر» في القناة الأولى المصرية فقرة عن الاحتفاء بذكرى ميلاد إمام، وعرض مقتطفات من أهم أعماله على مدى مشواره الفني.

وهنأت الفنانة لبلبة الفنان عادل إمام وكتبت على صفحتها في «فيسبوك»: «كل سنة وأنت طيب يا زعيمنا يا حبيبنا»، وذكرت في مداخلة هاتفية لوسائل إعلام محلية أنها «عرفت طعم النجاح خلال عملها مع الزعيم»، ووصفته بـ«النبل والجدعنة». ووجهت الفنانة التونسية لطيفة برقية تهنئة له وقالت في مقطع صوتي لبرنامج تلفزيوني «كل ثانية وأنت طيب يا أستاذ عادل»، ووصفته بـ«القيمة والقامة الفنية الكبيرة».

كما أشاد الفنان المصري صلاح عبد الله باحتفال القنوات العربية والمصرية بعيد ميلاد عادل إمام، وكتب على صفحته بمنصة «إكس»: «تستحق هذه الاحتفالية الرائعة يا زعيم الفنانين... لأنك عادل إمام».

وبدأ عادل إمام المولود في 17 مايو (أيار) 1940 مشواره الفني في ستينات القرن الماضي، بالمشاركة في أفلام عدّة من بينها «مراتي مدير عام» و«عفريت مراتي»، وقدم للسينما 126 فيلماً، بالإضافة إلى 16 مسلسلاً بداية من «النشال»، و«أحلام الفتى الطائر»، و«دموع في عيون وقحة»، وحتى «فلانتينو» عام 2020. بالإضافة لمسلسل إذاعي هو «أرجوك لا تفهمني بسرعة» مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.

عادل إمام تحدث عن مشواره الفني في أكثر من مناسبة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي: «مثلما توحّد العالم العربي على صوت أم كلثوم في الغناء، فقد توحّد على ضحكة عادل إمام في المسرح وفي السينما وفي التلفزيون»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «عادل إمام حالة استثنائية وهو ما تأكد حين أعطاه المستشار تركي آل شيخ جائزة استثنائية، هي جائزة تُمنح مرة واحدة، لأن عادل إمام ليست له نسخ أخرى، فهو حالة خاصة في تاريخ الفن العربي». وعدّه يمثل «صوت الجماهير للسلطة، فكان يوصل مشاعر الناس وآمالهم وغضبهم للدولة».

وخصصت جريدة «المصري اليوم» المستقلة صفحتين احتفاءً بالفنان تحت عنوان «كل سنة وأنت صاحب السعادة»، وعدّت «يوم ميلاد عادل إمام عيد الفن المصري».

ونشرت جريدة «الفجر» صفحة كاملة للاحتفاء بالفنان المصري الكبير، كتبها الناقد الفني محمد مسعود تحت عنوان «عادل إمام ... زعيم الفن وحريف السينما».

ويقول مسعود لـ«الشرق الأوسط»: إن «عادل إمام قدّم 60 سنة من عمره للفن المصري، وهو رأس الحربة في قوة مصر الناعمة على مر العصور، وهو في تجربته الفنية يعادل ما قدمته أم كلثوم في الغناء»، وأشار إلى أن «عادل إمام استطاع أن يؤثر كثيراً في المجتمع المصري، واستطاع أن يكون في الصدارة بوجود فنانين مثل محمود ياسين ونور الشريف وأحمد زكي، وفي وجود كوميديانات مثل فؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي».

وذكر مسعود أن «الزعيم جمع مؤلفين ومخرجين من جميع المدارس والتف حوله كل أطياف الشعب المصري»، ووصفه بأنه «وجه مصر الحقيقي».

واشتهر عادل إمام بتقديم الأفلام الكوميدية، مثل «على باب الوزير»، و«رمضان فوق البركان»، و«واحدة بواحدة»، و«النوم في العسل»، وأحياناً الكوميديا السوداء مثل «طيور الظلام»، و«حتى لا يطير الدخان»، و«المنسي»، و«المولد»، و«الإرهاب والكباب»، ومن أعماله الأخيرة «عمارة يعقوبيان»، و«حسن ومرقص»، و«بوبوس»، و«زهايمر».

وخلال حفل «جوي أووردز» في المملكة العربية السعودية، فبراير (شباط) الماضي حين حصل إمام على جائزة استثنائية، أعلن نجلاه المخرج رامي إمام والممثل محمد إمام أن والدهما قرّر التفرغ للحياة الأسرية والاستمتاع بالحياة العائلية وسط أبنائه وأحفاده، ما عدّه كثيرون قرار اعتزال.

الفنان عادل إمام قرر أن يتفرغ لقضاء الوقت مع العائلة (صفحة الفنان محمد إمام على إنستغرام)

ووصف الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين الفنان عادل إمام بأنه «نموذج للنجم الناجح»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «فنان بدأ السلم من أوله، وكان لديه هدف لأن يصل إلى القمة واستطاع بذكائه وموهبته ومثابرته أن يتربّع على قمة الفن لنحو 40 عاماً من عمره الفني الذي يتجاوز 60 عاماً، وقد نجح في تغيير مفاهيم الشاشة ومعاييرها والفكرة الشائعة عن الفتى الأول ليشكّل ظاهرة اسمها عادل إمام».

وأشار سعد الدين إلى نقلات مهمة في مشوار عادل إمام مثل «دوره في مسرحية (مدرسة المشاغبين) الذي استثمره بذكاء، وانفرد بنفسه وصنع (شاهد ما شافش حاجة). في السينما كانت النقلة الكبيرة له في الثمانينات، حين بدأت نجوميته في فيلم (رجب فوق صفيح ساخن)، ووصل الأمر إلى أنه كان يقوم ببطولة 7 أو 8 أفلام في السنة وجميعها تنجح وتطلبها الدول العربية».

ولفت سعد الدين إلى «القيمة الكبيرة التي يمثلها عادل إمام سواء في مصر أو في الدول العربية»، موضحاً أنه «حين كرّمته وزيرة الثقافة المغربية في المغرب، خلعت حذاءها ورقصت معه على المسرح، ولدى زيارته تونس استقبله رئيس الجمهورية، وفي الشارقة استقبله حاكمها الشيخ سلطان القاسمي».


ميشيل كسرواني لـ«الشرق الأوسط»: سعيدة بعرض «يرقة» في هذا التوقيت

مشهد من فيلم «يرقة» لميشيل ونويل كسرواني (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «يرقة» لميشيل ونويل كسرواني (الشرق الأوسط)
TT

ميشيل كسرواني لـ«الشرق الأوسط»: سعيدة بعرض «يرقة» في هذا التوقيت

مشهد من فيلم «يرقة» لميشيل ونويل كسرواني (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «يرقة» لميشيل ونويل كسرواني (الشرق الأوسط)

تجمع حشدٌ من اللبنانيين من هواة عروض الأفلام القصيرة أمام متحف قصر سرسق. حضروا بالمئات لمتابعة العرض الأول لفيلم «يرقة» للأختين ميشيل ونويل كسرواني. سبق الفيلم أن نال جوائز عدة، أبرزها «الدب الذهبي» في مهرجان «برلين السينمائي»، وفي مهرجان الأعمال العربية القصيرة الذي يقام في بيروت لغاية 17 مايو (أيار)، يسلك طريقه إلى اللبنانيين للمرة الأولى.

حضرت الشقيقتان إلى مكان العرض يتملكهما الحماس. إنها المرة الأولى التي يُعرض فيها عملهما السينمائي الأول على أرض الوطن. وتتشاركان في التعليق لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر بفارغ الصبر الوقوف على رد فعل أهل بلدنا على الفيلم. صحيحٌ أننا سبق وشاهدناه مئات المرات، ولكن عرضه في لبنان يحمل لنا نكهة خاصة».

كتبت ميشيل الفيلم وشاركتها نويل في عملية إخراجه. ولعبت فيه أحد الأدوار الرئيسية. ويحكي عن سارة وأسما، امرأتين من بلاد الشام، تلتقيان أثناء عملهما في مطعم فرنسي بمدينة ليون. وتحمل كلُ واحدة منهما حنيناً لحياتها وبيتها، الذي تركته في بلدها. فتبدأ علاقتهما بتوجّس وحذر، ومع مرور الوقت تتوطّد علاقتهما وينشأ خيط يربط بينهما. خيط من نسيج الحرير كالذي يربط بين البلد والمهجر. وفي خضمّ هجرتهما القسرية تبحث كلُ واحدة منهما على ما يعزّيها ويخفف من وطأة انسلاخها عن وطنها. الفيلم من إنتاج «ديو بيريز» لمارين فايان و«لا بيينال دي ليون»، ومدته 30 دقيقة.

الأُختان كسرواني خلال الاحتفال بعرض فيلمهما «يرقة» في متحف سرسق (الشرق الأوسط)

وتعلق ميشيل في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي عرض هذا الفيلم في توقيت يناسبه ضمن مهرجان الأفلام العربية القصيرة. فنحن اليوم بأمس الحاجة للاتحاد وللالتفات إلى بعضنا بعضاً. إننا نعيش في فترة صعبة تشوبها حملات التحريض والتنكيل ببعضنا البعض. ويأتي الفيلم ليحمل رسالة واضحة بضرورة اتحادنا، وتقرّبنا من بعض بشكل أفضل».

وترى ميشيل أن المهرجان الذي يشارك فيه فيلمها وأختها نويل، يتيح الفرصة لتجمعٍ كبير من المخرجين العرب الشباب. «هذا الأمر أسعدنا كثيراً إذ يفتح بيننا نحن المخرجين مساحة حوار كبيرة. فنطّلع من خلالها على أفكارنا الإبداعية بعيداً عن هموم اقتصادية وسياسية نواجهها اليوم في لبنان».

بدت الأختان متأثرتين جداً بالإقبال الذي شهده عرض فيلمهما. وتعلّق ميشيل: «تأثرت كثيراً بهذا المشهد وأشعر كأني أخضع لامتحان مدرسي. فكل الأنظار موجهة على (يرقة) الآن وأتمنى أن ينال رضا الناس».

لا صالات سينمائية في لبنان تخصّص عروضاً للأفلام القصيرة، وهو ما سيقف مانعاً عند كثير من اللبنانيين لمتابعته. ولكن ميشيل تضيف متفائلة: «للأسف لا نملك صالات سينمائية في لبنان تخصص عروضاً رسمية للأفلام القصيرة. ولكننا في المقابل سنحمله إلى مناطق لبنانية مختلفة. فهناك عدد من المهرجانات السينمائية التي يُعَدُّ لها في لبنان سيشارك فيها (يرقة). وسنحاول أن تجري عروضه في طرابلس والجنوب وباقي المناطق».

تصف ميشيل مشاركة فيلمها «يرقة» بالاحتفالية، فتأخذ معها فترة استراحة، «نحن نحضّر لأعمال عديدة بينها ما ستشاركني في تنفيذها نويل. فيما أخرى ستشهد أفلاماً تخص كل واحدة منّا».

مشاريع عدة تستعد الأختان كسرواني لتنفيذها (الشرق الأوسط)

وتستعد الشقيقتان لجولات سفرٍ عدة، متنقلتين أيضاً بين لبنان وفرنسا. «لا أحب أن أقول إنني أعيش في فرنسا فأنا مهاجرة. ولبنان هو قطعة منّا ونعمل دائماً على زيارته بين وقت وآخر لتنفيذ أفلامنا على أرضه. فكل ما نقوم به من أعمال فنية نتمّسك بلبنان أرضيةَ عمل لها. ونترجم في الوقت نفسه حبّنا لسرد قصص تحكي عنه وترتبط به».

تسأل «الشرق الأوسط» ميشيل عن الكلمة التي تحبّ في هذه المناسبة التوجه بها إلى اللبنانيين فترد: «ليس عندي من رسالة معينة لأهل بلدي. أشعر بذلك وكأني أدّعي فهم واستيعاب الأمور أكثر منهم. ما أحب ذكره هو أني أحبّذ هذه المساحات المضيئة التي لا ينفك لبنان يزخر بها. كما أني متحمسة لاكتشاف إبداعات مخرجين صاعدين. فالمهرجانات من هذا النوع تتيح المجال لانطلاقة كثير من المخرجين. وعندي حاجة للاطّلاع على أعمال مخرجين جدد، كي لا أتقوقع بأفكار تخصني وحدي».


صور تظهر لأول مرة للعائلة المالكة البريطانية

صورة للملكة إليزابيث الثانية التقطها آندي وارهول خلال جلسة تصوير لمعرض «الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» بقصر باكنغهام في لندن (إ.ب.أ)
صورة للملكة إليزابيث الثانية التقطها آندي وارهول خلال جلسة تصوير لمعرض «الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» بقصر باكنغهام في لندن (إ.ب.أ)
TT

صور تظهر لأول مرة للعائلة المالكة البريطانية

صورة للملكة إليزابيث الثانية التقطها آندي وارهول خلال جلسة تصوير لمعرض «الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» بقصر باكنغهام في لندن (إ.ب.أ)
صورة للملكة إليزابيث الثانية التقطها آندي وارهول خلال جلسة تصوير لمعرض «الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» بقصر باكنغهام في لندن (إ.ب.أ)

يشهد معرض «الصور الملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» في بريطانيا صوراً جديدة لم تُعرض من قبل للعائلة المالكة.

ويُبرز المعرض تطور التصوير الفوتوغرافي للصور الملكية منذ عشرينات القرن الماضي حتى يومنا هذا من خلال أكثر من 150 قطعة من المجموعة الملكية والأرشيف الملكي. وتلتقط الصور في المعرض الموجود في قصر باكنغهام لحظات خاصة وفريدة لأفراد في العائلة المالكة البريطانية.

صورة تتويج الملكة إليزابيث الثانية للمصور البريطاني سيسيل بيتون خلال معاينة صحفية لمعرض «صور ملكية: قرن من التصوير الفوتوغرافي» قبل الافتتاح الرسمي بقصر باكنغهام في لندن (أ.ف.ب)

ويضم المعرض أكبر مجموعات للصور الملكية، ويحكي قصة العائلة على مدار الأعوام المائة الماضية، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ومن ضمن الصور التي ستُعرض صورة من عام 1943، يظهر فيها الملك جورج السادس جاشاً إلى مكتب في قلعة وندسور محاطاً بعائلته.

الملك جورج السادس يجلس إلى مكتب في قلعة وندسور (بي بي سي)

وتظهر صورة لأربع أمهات ملكيات أنجبن خلال فترات متقاربة، وفي الصورة التي التُقطت عام 1964 تظهر الملكة إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت والأميرة ألكسندرا ودوقة كينت يحملن أطفالهن حديثي الولادة.

الملكة إليزابيث الثانية والأميرتان مارغريت وألكسندرا ودوقة كينت يحملن أطفالهن (بي بي سي)

ويضم المعرض صورة من حفل زفاف أمير وأميرة ويلز عام 2011 وهما في غرفة العرش بقصر باكنغهام بعد حفل زفافهما. والصورة التقطها المصور هوغو برناند.

صورة من حفل زفاف أمير وأميرة ويلز عام 2011 (المصور هوغو برناند)

كما يشهد المعرض صورة للملك تشارلز والملكة كاميلا جالسين معاً في حديقة كلارنس هاوس، وهي واحدة من أكثر الصور الشخصية التي التُقطت للزوجين.

الملك تشارلز والملكة كاميلا في إحدى صور المعرض (العائلة المالكة البريطانية)

كما يضم المعرض صورة للملكة البريطانية الراحلة وهي لا ترتدي أياً من الزخارف الملكية أو المجوهرات.

ويقول أمين المتحف أليساندرو ناسيني، عن الصورة التي التقطها المصور سيسيل بيتون في عام 1968: «الصورة تُبرز المرأة التي تقف وراء النظام الملكي -الشخص المنعزل الذي أُسندت إليه مسؤولية النظام الملكي».

صورة للملكة إليزابيث الثانية ألتقطها المصور سيسيل بيتون عام 1968

كما سيضم المعرض صورة للأميرة كيت ميدلتون أميرة ويلز في عام 2021 بمناسبة عيد ميلادها الأربعين.

موظفة أمام صورة للأميرة كيت ميدلتون أميرة ويلز في عام 2021 بمناسبة عيد ميلادها الأربعين (رويترز)

وسيتم سرد دليل العرض بواسطة جوانا لوملي، بالإضافة إلى مساهمات من رانكين وجون سوانيل. كما شارك في الدليل المصور هوغو برناند، الذي تربطه علاقة طويلة الأمد بالملك تشارلز والملكة كاميلا، والتقط صور تتويجهما الرسمية في مايو (أيار) 2023.