مؤلِّف «يس عبد الملك» و«ملفات منسيّة»: أنا كاتب جريء

محمد النشمي لـ«الشرق الأوسط»: الدراما الخليجية تنافس العربية

الفنانة شجون تقدم دور المحقّقة «مريم» في مسلسل «ملفات منسيّة»
الفنانة شجون تقدم دور المحقّقة «مريم» في مسلسل «ملفات منسيّة»
TT

مؤلِّف «يس عبد الملك» و«ملفات منسيّة»: أنا كاتب جريء

الفنانة شجون تقدم دور المحقّقة «مريم» في مسلسل «ملفات منسيّة»
الفنانة شجون تقدم دور المحقّقة «مريم» في مسلسل «ملفات منسيّة»

يَبرز مصطلح «الجرأة» بين الأكثر تداولاً لدى الحديث عن الدراما الخليجية في رمضان، والتي باتت تمتلك هامشاً واسعاً من الحرّية لجهة القصص أو المَشاهد الجريئة والصادمة أحياناً. فمَشاهد تضمّنها مسلسل «يس عبد الملك» أحدثت جدلاً في منصات التواصل، لتناولها موضوعَي الاغتصاب وتعنيف الأطفال. يأتي ذلك بجانب فتح ملف قضية شائكة تتعلّق باختطاف الأطفال ضمن مسلسل «ملفات منسيّة». كلا العملين للمؤلّف الكويتي محمد خالد النشمي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا العام هو الأقل لجهة كمية الانتقادات السلبية التي وصلت إليّ حول أعمالي».

وعن آراء تتناول جرأة نصوصه، يجيب: «عندما يتعلّق الأمر بالدراما، لديَّ قناعة مفادها أنه بإمكانك أن تقول ما تريد، ولكن بأسلوب محترم. أنا كاتب جريء، أتطرّق إلى قضايا جريئة، وأجيد ذلك بأسلوب منمَّق وطريقة لا تخدش حياء المُشاهد».

هذه الجرأة يَتبعها كثير من النقد، فكيف يتعامل معه؟ يردّ: «بسعة صدر كبيرة. تشكّلت لديَّ قناعة أنه بمجرّد تسليم العمل للعرض، لن يكون بإمكانك التعديل عليه أو الحذف منه، بل يصبح ملكاً للجمهور، يتداوله بالشكل الذي يرغب فيه، ويصبح مادة استهلاكية في شبكات التواصل الاجتماعي. ليس باستطاعتنا أن نوقف النقد أو نوجّه مساره».

الفنان سعد الفرج في مشهد من مسلسل «يس عبد الملك»

قضايا صادمة

يتقاطع العملان في تقديم قضايا اجتماعية جدّية، وقد تبدو صادمة، مثل العنف الأسري، والخيانة الزوجية، وخطف الأطفال. وبسؤاله عن ذلك، يقول النشمي: «أحرص دائماً على التطرّق إلى قضايا ملحّة أو مهمّة. وقد تكون مطروحة سابقاً، فأعيد طرحها بشكل مختلف وأسلوب مغاير. لكل كاتب في النهاية أسلوبه، وبشكل ترفيهي يُسعِد المشاهد ويوصل المعلومة، بما هو غير مُنفّر وجميل، وهذا الأهم بالنسبة إليّ».

«يس عبد الملك»

في مسلسل «يس عبد الملك»، من بطولة الفنان الكويتي سعد الفرج، تَرِدُ عديد من التحوّلات المفاجئة في الشخصية، فيرى المُشاهد في الحلقات الأولى رجلاً مسنّاً يعاني مرض ألزهايمر، ويتصرّف بطريقة غريبة تورّطه بمتاعب. الصدمة تأتي لاحقاً، حين يكتشف الجمهور أنه ليس مريضاً، بل خُدِّر بشكل متواصل من أقرب الناس إليه. عن الشخصية، يقول النشمي: «حرصتُ على أن تكون جديدة، أو على الأقلّ لم يُقدِّم مثلها منذ مدّة. فمنذ زمن طويل لم يشاهده الجمهور بهذا الدور».

مشهد من مسلسل «ملفات منسيّة» الذي يتناول قضية اختطاف الأطفال

«ملفات منسيّة»

كما حاز مسلسل «ملفات منسيّة» اهتماماً جماهيرياً كبيراً؛ وهو من نوع الجريمة والغموض، يعتمد على قوّة الحبكة وصعوبة تحديد المجرم. يُخبرنا النشمي من أين استلهم قصته: «هي واقعية، تمسّ الإنسان العربي والغربي. فمثلاً، شهدنا في الكويت خطف الأطفال خلال الثمانينات والتسعينات، وكذلك في الألفيتَيْن الأولى والثانية. عندما قدّمتُ هذا العمل، حرصتُ على ألا أقتبس قصة خاطف معيّن، أو قصة مجنيّ عليه بشكل مباشر، بل صنعنا خاطفاً جديداً بقصة جديدة، رغم أنّ القضية بذاتها واقعية». ويردف: «سكبنا القصة ضمن أجواء درامية بوليسية، من خلال مُحقِّقة تتوغّل بين الأسر لتتعرّف إلى أسرار ساكنيها، وهذا النوع من الدراما غير رائج، ولم نره كثيراً، كما أحببتُ أن يكون أول عمل يجمعني والفنانة شجون بقصة جديدة وثوب جديد».

الكاتب الكويتي محمد خالد النشمي (إنستغرام)

عملان دسمان

يصف النشمي ردود فعل الجمهور تجاه العملَيْن بأنها مرْضيّة جداً، ويتابع: «في أثناء تنفيذهما، حاولنا أن نقدّم شيئاً جديداً. العملان دسمان في الأحداث والتصاعد الدرامي السريع، وهذا ما يريده جمهور اليوم».

وبسؤاله عن العمل الأنجح لجهة الجماهيرية ونسب المشاهدة، يجيب: «لا أستطيع تحديد ذلك، فأحياناً أقول (يس عبد الملك)، وأحياناً أخرى (ملفات منسيّة). تصل إليّ آراء متفاوتة، وأعتقد أنهما حازا الصدارة لهذا العام».

يبدو الكاتب محمد خالد النشمي متفائلاً بواقع الدراما الخليجية، واصفاً إياه بـ«الرائع». ويضيف: «أصبح لدينا عدد كبير من المنتجين في السوق، وعدد كبير من الكتّاب والمخرجين والفنانين الذي يحرصون كل عام على تقديم أعمال متنوّعة. أصبحنا اليوم ننافس الدراما العربية».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.