أناشيد رمضانية خالدة في أرشيف الموسيقى الوطنية وذاكرة السعوديين

نخبة من كبار فناني الرعيل الأول برعت في تقديمها

الفنان خالد مدني خلال أداء «تحية رمضان» بمنتصف السبعينات (الشرق الأوسط)
الفنان خالد مدني خلال أداء «تحية رمضان» بمنتصف السبعينات (الشرق الأوسط)
TT

أناشيد رمضانية خالدة في أرشيف الموسيقى الوطنية وذاكرة السعوديين

الفنان خالد مدني خلال أداء «تحية رمضان» بمنتصف السبعينات (الشرق الأوسط)
الفنان خالد مدني خلال أداء «تحية رمضان» بمنتصف السبعينات (الشرق الأوسط)

الزمان رمضان عام 1972... تتحلّق أسرة سعودية حول مائدة الإفطار، بينما شاشة التلفزيون السعودي بلونيها الأبيض والأسود تنتهي للتوّ من عرض فيلم اليوم. يصدح الفنان خالد مدني بأغنيته «تحية رمضان»، التي لحّنها سراج عمر، وكتبها صلاح أبو زيد. لنحو 6 دقائق يستمرّ في الاحتفاء بشهر الصوم وقيمه وعظيم مآثره، ترافقه صور من حياة الناس خلال لياليه في أسواقهم، ومطاعمهم، والشوارع النابضة بالحياة والحركة.

«يا فرحنا برمضان»، و«الله وليك يا صايم»، و«بالبركة هلّيت يا رمضان»... عناوين ابتهالات وأناشيد رمضانية ارتبطت بأرشيف الموسيقى السعودية وذاكرة أجيال من السعوديين، كانت تلامس آذانهم ومشاعرهم في كل مرّة يحلّ رمضان ضيفاً عزيزاً، فأعادت «هيئة الموسيقى السعودية» إطلاقها في سلسلة خاصة احتفاءً بحلوله.

مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة في الذاكرة، صاغها شعراء وملحّنون، وتغنّى بها فنانون لتعبّر عن سرورهم بالشهر الفضيل، وتحضّ النفوس على ممارسة الفضائل. أعمال فريدة، تحتفظ بنبوغ التجربة الفنية السعودية في بواكيرها، يعود بعضها لعقود من الزمن. لكل عمل قصته، وعلاقته الأثيرة بأفراد المجتمع وذاكرتهم.

فتحت مبادرة «هيئة الموسيقى السعودية» نافذة على الأرشيف (الشرق الأوسط)

نافذة على الأرشيف الفني السعودي

فتحت مبادرة «هيئة الموسيقى السعودية» نافذة جديدة على الأرشيف الفني للسعوديين، وشاركت مجموعةً من الأعمال الرمضانية، تُذكّر بجمالية الأناشيد والأغنيات التي برعت في تقديمها نخبة من كبار فناني الرعيل الأول، ضمن سلسلة كتب التدوين الموسيقي لمبادرة «ذاكرة الموسيقى السعودية» الهادفة إلى توثيق التراث الموسيقي السعودي الغني، وحفظه، وإبراز قيمه وأهميته.

ومن المقرّر أن تتضمّن سلسلة التدوين الموسيقي للمبادرة مجموعة كتب تضيء على عدد من الجوانب الموسيقية السعودية المتنوّعة. في هذا السياق، يُعدُّ «من ذاكرة الأغاني الوطنية»، أول كتاب تدوين موسيقي تُطلقه بالتزامن مع «يوم التأسيس السعودي»، وأول إصدارات هذه السلسلة الفريدة، إذ يضمّ مجموعة أغنيات وطنية وتفاصيل وكواليس كل عمل فني، لتدوين الإرث الموسيقي السعودي، وقيمته الفنية التاريخية، وصونه من الاندثار والنسيان.

لم يغب أحد من فناني الجيل الأول عن تقديم أغنية رمضانية (الشرق الأوسط)

«الله وليك يا صايم»

صُمّمت الأغنية الرمضانية على نحو يتّفق مع روحانية الشهر، وقيمته الدينية، وأثره في نفوس المسلمين، وعبَّرت عناوينها وكلماتها وألحانها وأداؤها، عن بهجة حلوله، وحضّت المستمعين والمشاهدين على استغلال أوقاتهم في طلب الأجر والخير، وتمتين صلة الرحم. كذلك ارتبطت الأفلام المصوَّرة المرافقة لأداء الفنان في كل أغنية بتفاصيل اجتماعية تعكس روح رمضان في الفضاء الاجتماعي العام.

بعض هذه الأغنيات فُقد من الأرشيف الوطني، ولم يُتح الوقت استعادته، بينما بقيت مجموعة أخرى محفوظة وشاهدة على التجربة الفنية في بواكيرها.

الموسيقار سراج عمر من أبرز مَن قدَّم ولحَّن الأعمال الرمضانية (الشرق الأوسط)

لم يغب أحد من فناني الجيل الأول عن تقديم أغنية رمضانية، مثل طلال مداح، ومحمد عبده الذي قدَّم أغنية «شهر الصيام» في بداية مشواره. وأيضاً، قدَّم الموسيقار طارق عبد الحكيم مجموعة من الأغنيات الرمضانية، بمشاركة ملحّنين وكتّاب، بينما انفرد سراج عمر بغزارة إنتاج الأعمال الرمضانية المتعدّدة، بالإضافة إلى مشاركته في تلحين أعمال لفنانين قدّموا نتاجاً رمضانياً خالداً في الذاكرة الفنية السعودية.

مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.