«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يدشّن جائزة جديدة باسم إدوار الخراط

تُخصص للأدباء الشبان ويُعلن عنها في ذكرى رحيله

أعضاء مجلس أمناء الجائزة مع الكاتب أحمد المسلماني (الشرق الأوسط)
أعضاء مجلس أمناء الجائزة مع الكاتب أحمد المسلماني (الشرق الأوسط)
TT

«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يدشّن جائزة جديدة باسم إدوار الخراط

أعضاء مجلس أمناء الجائزة مع الكاتب أحمد المسلماني (الشرق الأوسط)
أعضاء مجلس أمناء الجائزة مع الكاتب أحمد المسلماني (الشرق الأوسط)

أعلن اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا تدشين جائزة تحمل اسم الأديب المصري إدوار الخراط (1926 - 2014) لتبدأ دورتها الأولى خلال العام الحالي.

وتترأس الكاتبة والناقدة الدكتورة مي التلمساني، أستاذة الدراسات العربية والسينمائية بجامعة أوتاوا الكندية، مجلس أمناء الجائزة، الذي يضمّ في عضويته الكاتب نبيل عبد الفتاح مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والكاتب والناقد إيهاب الملاح، والكاتبة الروائية ضُحى عاصي، والكاتب الصحافي محمد شعير، فضلاً عن الدكتور إيهاب الخراط استشاري الطب النفسي، والدكتور أيمن الخراط المصور ومخرج الأفلام الوثائقية اللذين يمثلان أسرة الأديب الكبير.

والتحق الخراط بـ«منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية»، كما عمل في اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا نحو ربع قرن، وفق الكاتب أحمد المسلماني، المستشار السابق للرئيس المصري عدلي منصور، وأمين عام اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، الذي قال، لـ«الشرق الأوسط»: «حين نُطلق، اليوم، جائزة تحمل اسم الخراط، فهي تحمل أيضاً جزءاً كبيراً من تاريخ الاتحاد، وتُعدّ إحياءً لذكرى الأديب الكبير وذكرى عقود ذهبية لاتحاد الكتاب معاً».

في حين أكد الدكتور إيهاب الخراط أن «إطلاق الجائزة يأتي بالتزامن مع الذكرى الـ98 لميلاد والدي التي حلّت في 16 مارس (آذار) 2024»، مشيراً إلى أن «مجلس الأمناء تترأسه شخصية تُعدّ قيمة مهمة، كما أنه يضمّ في عضويته نخبة مرموقة من النقاد والكتاب»، موضحاً، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيمة الجائزة 50 ألف جنيه مصري (نحو ألف دولار أميركي) تُخصَّص في دورة لكاتب مصري، وفي دورة تالية لكاتب عربي من خارج مصر، علماً بأن الفائزين سيكونون من الأدباء الشبان تحت سن الـ35 عاماً».

وأشار إيهاب إلى أن «فروع الجائزة تشمل القصة القصيرة والرواية، بالإضافة للأشكال التجربيبة الأخرى المستحدثة التي تتوافق مع رؤى إدوار الخراط نفسه، باعتباره أحد أكبر المشجعين على استحداث واستنباط أشكال ومفاهيم جديدة في الأدب».

من جهته أوضح الكاتب إيهاب الملاح، عضو مجلس أمناء الجائزة، أن «إعلان الفائز سيتزامن مع ذكرى رحيل الخراط في الأول من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام»، مشدداً، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على أنه «من شروط العمل السّردي الفائز أن يتميّز بالأصالة والابتكار، ويستلهم روح تجربة الخراط التي كان التّمرد والبحث عن قوالب إبداعية جديدة عنوانها العريض».

الكاتب المصري الراحل إدوار الخراط (أرشيفية)

إدوار الخراط، المولود في مدينة الإسكندرية عام 1926، كتب الرواية والقصة القصيرة، وعُدّت مجموعته القصصية «حيطان عالية» التي صدرت عام 1959 منعطفاً بارزاً في السرد العربي.

واشتهر الخراط بتبنّي الأجيال الجديدة وتشجيعهم على التجريب، وهو مَن صكّ أشهَر المصطلحات النقدية في هذا السياق على غرار «الحساسية الجديدة»، و«الكتابة العابرة للنوعية»، ويقصد بالأخيرة تداخل أنواع الكتابة، وتراجع الحدود الفاصلة بين القصة القصيرة، والمقال الأدبي، والقصيدة، والرواية.

ومن أبرز أعماله «راما والتنين»، و«ترابها زعفران»، و«ساعات الكبرياء»، و«حيطان عالية»، و«اختناقات العشق والصباح».

وتأسس اتحاد «كتاب أفريقيا وآسيا» عام 1958 في سريلانكا، وعُقد مؤتمره التأسيسي في تركيا، ومن ثَمّ انضمت إليه دول أميركا اللاتينية بعد مؤتمر الاتحاد في فيتنام عام 2013، وعندما تولّى الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة المصري الأسبق، قيادة الاتحاد، نقل مقرّه إلى القاهرة.

وشهد الاتحاد، الذي يُعد الظهير الفكري لحركة عدم الانحياز ويضم 47 دولة من 3 قارات، دوراً كبيراً لعددٍ من رموز الفكر والثقافة، وفي مقدمتهم لطفي الخولي، الذي تولّى منصب الأمين العام للاتحاد عقب يوسف السباعي، وعبد الرحمن الشرقاوي، ومحمود درويش، وإدوار الخراط.


مقالات ذات صلة

مرزوق بن تنباك... «البدوي» الخارج عن النسق

ثقافة وفنون المفكّر والأكاديمي السعودي د. مرزوق بن صنيتان بن تنباك

مرزوق بن تنباك... «البدوي» الخارج عن النسق

كرّم وزراء الثقافة في مجلس التعاون الخليجي، مساء اليوم في الدوحة، المفكّر والأكاديمي السعودي الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
يوميات الشرق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)

10 مشاركين من 7 دول يتنافسون على جائزة «إثراء» لـ«القارئ العربي»

تحت شعار «القراءة جسر عبور»، ينظم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الحفل الختامي لمسابقة (أقرأ) في نسختها التاسعة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)

ضياء يوسف... رفيقة «سدرة» المتيّمة بالصحراء والشغوفة بالفن

الفنانة السعودية ضياء يوسف ليست فنانة عادية، فهي مؤلفة وشاعرة ومخرجة أفلام، تربطها علاقة وثيقة مع السينما، ولها رؤية فنيّة فريدة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الإلهام والتأثير (د.ب.أ)

كيت وينسلت للنساء: أخبرن أنفسكنّ يومياً بمدى روعتكنّ

في صناعة هيمن عليها الرجال أثبتت الممثلة البريطانية كيت وينسلت جدارتها واختارت مشاريعها الفنية والأشخاص الذين تتعاون معهم بعناية.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ )
يوميات الشرق الصحيفة السعودية قد فازت بما مجموعه 143 جائزة (الشرق الأوسط)

«عرب نيوز» تحصد 18 جائزة مرموقة للتميّز في مسابقة تصميم الصّحف

حصدت صحيفة «عرب نيوز» 18 جائزة للتميّز خلال النسخة الـ45 من مسابقة تصميم الصحف لتضيفها إلى سلسلة الجوائز التي فازت بها في إنجازات متواصلة ولافتة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.