محمد عطية لـ«الشرق الأوسط»: لا تزال الشاشة الصغيرة تستقطب الناس في رمضان

برأيه أن أغلبية النساء تحب «سي السيد» بدرجات متفاوتة

عطية في أحدث أفلامه السينمائية «ضيوف شرف» (حساب عطية على «إنستغرام»)
عطية في أحدث أفلامه السينمائية «ضيوف شرف» (حساب عطية على «إنستغرام»)
TT

محمد عطية لـ«الشرق الأوسط»: لا تزال الشاشة الصغيرة تستقطب الناس في رمضان

عطية في أحدث أفلامه السينمائية «ضيوف شرف» (حساب عطية على «إنستغرام»)
عطية في أحدث أفلامه السينمائية «ضيوف شرف» (حساب عطية على «إنستغرام»)

يحلّ الفنان المصري محمد عطية ضيفاً محبوباً على المشاهد اللبناني من خلال برنامج «رمضان توك»، فينتظرون إطلالته اليومية عبر شاشة الـ«إل بي سي آي» في الشهر الفضيل ليزوّدهم بطاقة إيجابية يمتاز بها. ومعه تستعيد أجيال من اللبنانيين ذكريات على البال لا تزال تراودهم منذ كانوا يتابعونه في «ستار أكاديمي».

حب متبادل ضمن علاقة امتدت لسنوات بين عطية واللبنانيين يتباهى بها. «للبنان معزّة خاصة عندي، وهو البلد الآخر بعد مصر الذي يمكنني أن أمضي فيه عمري».

عودته إلى الساحة شهدت انتعاشاً من خلال المحطة التلفزيونية المذكورة. فهي سبق واختارته ركناً أساسياً من برنامجها الفني الأسبوعي «هاي لايت». واليوم في «رمضان توك» يحاور ويغني ويقدم محتوى منوعاً يجذب المشاهد. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة محطة (إل بي سي آي) عادت لتساندني ولتقدمني على الساحة مرة جديدة. فأنا ابن هذه المحطة الرائدة وذكرياتي فيها كعطر منثور بكل زاوية منها. وعندما طلبتْ مني المشاركة لأربع ساعات متتالية في برنامج رمضاني لم أناقشها. فلها الفضل الكبير عليّ منذ بداياتي».

القراءة علَّمته فن الحياة (حساب عطية على «إنستغرام»)

يقول عطية إن «رمضان توك» بمثابة فرصة اقتنصها لإعادة التواصل مع اللبنانيين الذين اشتاق إليهم. ففي الشهر الفضيل تستعيد الشاشة الصغيرة بريقها ويجتمع أفراد الأسرة حولها. ويتابع: «اللمة الرمضانية لا تكتمل من دون الشاشة الصغيرة، فيتحلق حولها الكبار والصغار، وتجمعهم من جديد».

ويرى عطية أن وجود المنتج رالف عطية في كواليس البرنامج حفّزه أيضاً على المشاركة من دون تردد. «إنه من المنتجين الذين أُكنّ لهم كل الثقة بقدراتهم والإعجاب بجهدهم. وقلّة من الناس تعرف الجهد الذي بذله معتوق للوصول إلى ما هو عليه اليوم».

وفي الحديث عن شهر رمضان يتذكر عطية بدوره كيف كان يُمضيه عندما كان صغيراً في بلده الأم مصر. «لم تكن وسائل التواصل موجودة، ولا شاشات التلفزة منتشرة في كل بيت. فكان الشارع فسحتنا الأساسية التي نُمضي فيها فترة ما بعد الإفطار. كنا نلعب كرة القدم ونمارس المقالب بعضنا على بعض. سعادتنا كانت كبيرة عندما كنّا نزيّن الأحياء والشوارع بفوانيس رمضان. فكانت أياماً جميلة لا أستطيع نسيانها».

يفكر في الزواج ويعده مسؤولية كبرى (حساب عطية على «إنستغرام»)

تخلّى محمد عطية عمّن يدير أعماله منذ فترة طويلة، فلماذا هذا القرار؟ يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «كل فنان يحتاج لمن يدير أعماله، لتفادي الوقوع في الخطأ أو في فخ الغرور وسوء التقدير، فيكون بمثابة البوصلة التي تدوزن اتجاهاته وتحدّدها. ولكن من الصعب إيجاد إدارة أعمال واعية وناجحة تهمها مصلحة الفنان أولاً، بعضها يبحث عن الربح المادي أكثر من أي شيء آخر ممّا يودي بالفنان إلى الفشل. كما على هذه الجهة أن تملك خطة مستقبلية للفنان وتعرف عن كثب شخصيته وطريقة تفكيره. والأهم هو أن تبحث عن الجودة وتقدمها على الكمية. لذلك أتريّث في خياري بهذا الشأن وأعوّضها باستشاراتي الدائمة للمنتج رالف معتوق. وكان هو أول مَن لاحظ عندي قدرتي على التقديم التلفزيوني».

ويشير عطية من ناحية ثانية إلى أنه لا يزال يتعاون مع شركة «كيو» لإنتاج أعماله الفنية في مصر. ولكنّه في حال وجد مراده في شخصية مدير أعمال معين، فإنه لن يتوانى عن التعامل معه.

قريباً يطلق أغنية «أفلام سيما» (حساب عطية على «إنستغرام»)

صريح وواضح وصاحب آراء منفتحة تُحدث الفرق ما بين عطية وفنانين كثر غيره. فغالبية أهل الفن يتحاشون التحدث بصراحة مطلقة كي لا يخسروا شعبيتهم. أما عطية فيجاهر بآرائه علناً ويحكي عن موضوعات اجتماعية وغيرها بطبيعية مطلقة. فهل الحياة علَّمته ذلك؟

يرد: «الوقت يعلّم الإنسان دروساً كثيرة. ولحسن حظي أن والدي زرع في داخلي حب القراءة والاطلاع. وهي هواية تسهم في بناء الشخصية بشكل سليم. صرت أرى العالم من منظار آخر، وأن الدنيا ليست على هذا القدر من الأهمية. فنحن فيها مجرد ضيوف، ولن يتذكرنا الناس سوى بأفعالنا الإنسانية. الحقيقة هي مبدأ عندي أحبها مهما كانت صعبة. لا أحب المراوغة وأفضّل أن أذهب إلى النوم وضميري مرتاح. اليوم مثلاً هناك من بين الفنانين من يتجنب الحديث عن حرب غزة، فيخاف أن يقدم الإنسانية على أي موضوع آخر، لأن ذلك قد يضرّ بمصلحته الخاصة. ولكنني أرى أن مسؤوليتي تجاه جمهوري كبيرة. علينا توثيق ما يحصل في غزة ليذكره التاريخ. وبالتالي لا أريد أن أخجل من أولادي في المستقبل عندما يسألونني ماذا كنت أفعل في وقت الحرب على غزة».

يطلّ حالياً في برنامج «رمضان توك» (حساب عطية على «إنستغرام»)

يكرر عطية في حديثه أكثر من مرة ذكر الأولاد والأسرة، فهل يفكر في الزواج قريباً؟ «لا يكفي أن أفكّر في الزواج فقط، بل أن أجد المرأة التي تشاركني أفكاري. صرت اليوم في عامي الأربعين، ويصبح الأمر صعباً كلما تقدمنا في العمر. فالزواج مسؤولية ومشوار طويل لا يمكننا الاستخفاف به. لذلك يتطلب منّا التأني في الاختيار. أنا شخصياً لا أحب المرأة الضعيفة التي تحبّ الوقوف في ظل الرجل. أعدّها كائناً بشرياً يوازيني أهمية. ولا فرق عندي بين الرجل والمرأة ولا بدّ أن يُبنى ارتباطهما على التفاهم والحوار والثقة. وأرفض تماماً الارتباط بامرأة تقدّم قرارات الرجل على قراراتها وتعيش في ظل (سي السيد). ومع الأسف فإن غالبيتهنّ يعجبن بهذا النوع من الرجال الذي يسيطر على حياتهن ويديرها. وما أقوله اختبرته على أرض الواقع، وهو ما يؤدي إلى فتور في العلاقة بين الشريكين فيُحدث شرخاً لا يمكن إصلاحه».

قريباً يُصدر محمد عطية أغنيته الجديدة «أفلام سيما» من كلماته، وألحان وتوزيع الفنان زف. كما يتوقّع عرض مسلسله الجديد «روح» الذي يتناول موضوعاً سيكولوجياً يؤدي خلاله دوراً مركباً وصعباً، يشاركه فيه كل من كارين رزق الله وجوليا قصار.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
TT

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)

يُعدّ اختفاء البشر فكرة شائعة في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، إلا أن نهاية البشرية لا تزال أمراً غريباً يجب التفكير فيه.

موقع «كونفرزيشن» طرح سيناريو تخيلياً لمصير كوكب الأرض إذا انقرض البشر لأي سبب، وقال: «إن اختفاء البشر فجأةً من العالم من شأنه أن يكشف شيئاً عن الطريقة التي نتعامل بها مع الأرض، وسيظهر لنا أيضاً أن العالم الذي نعيشه اليوم لا يمكنه البقاء على قيد الحياة من دوننا، وأننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة إذا لم نهتم به، وأن الحضارة مثل أي شيء آخر تحتاج لإصلاح مستمر».

ووفقاً للسيناريو الذي طرحه الموقع: «إذا اختفى البشر، وتمكّنتَ من العودة إلى الأرض لترى ما حدث بعد عام واحد، فإن أول شيء ستلاحظه لن يكون بعينيك، بل بأذنيك؛ إذ سيكون العالم هادئاً. وستدرك مدى الضجيج الذي يُصدره الناس، أما عن الطقس فستصبح السماء أكثر زُرقةً، والهواء أكثر صفاءً، وسوف تقوم الرياح والأمطار بتنظيف سطح الأرض، وسيختفي كل الضباب الدخاني والغبار الذي يصنعه البشر».

«وفي تلك السنة الأولى، عندما يكون منزلك خالياً من أي إزعاج من قِبل أي شخص، ستذهب إلى منزلك، وآمُل ألّا تشعر بالعطش؛ لأنه لن يكون هناك ماء في الصنبور؛ حيث تتطلّب أنظمة المياه ضخّاً مستمراً. إذا لم يكن هناك أحد في مصدر المياه العام لإدارة الآلات التي تضخ المياه، فلن تكون هناك مياه، لكن الماء الذي كان في الأنابيب عندما اختفى الجميع كان سيظل موجوداً عندما جاء فصل الشتاء الأول؛ لذلك في أول موجة برد، كان الهواء البارد سيُجمّد الماء في الأنابيب ويفجّرها».

«ولن تكون هناك كهرباء. ستتوقف محطات توليد الطاقة عن العمل؛ لأنه لن يقوم أحد بمراقبتها، والحفاظ على إمدادات الوقود، لذلك سيكون منزلك مظلماً، من دون أضواء أو تلفزيون أو هواتف أو أجهزة كمبيوتر».

محطة قطارات خالية من روادها في لندن ضمن التدابير الهادفة للسيطرة على تفشي فيروس «كورونا» (د.ب.أ)

«وسيكون منزلك مترباً، ففي الواقع، يوجد غبار في الهواء طوال الوقت، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة تكييف الهواء والسخانات لدينا تنفخ الهواء حولنا.

وفي أثناء تنقلك بين غرف منزلك، فإنك تحافظ على الغبار في حالة تحرك أيضاً. ولكن بمجرد أن يتوقف كل ذلك، سيظل الهواء داخل منزلك ساكناً ويستقر الغبار في كل مكان».

«وسوف ينمو العشب الموجود في حديقتك حتى يصبح طويلاً ويتوقف عن النمو، وسوف تظهر أعشاب ضارة جديدة، وستكون في كل مكان، والكثير من النباتات التي لم ترها من قبل سوف تنمو في حديقتك. وفي كل مرة تُسقط فيها شجرة بذرة، قد تنمو شتلة صغيرة، ولن يكون هناك أحد ليخرجها أو يقطعها». وفقاً للموقع.

«وفي الشوارع، سوف تتآكل الطرق والسدود والجسور التي بناها الناس على الأنهار والجداول في العالم، وسوف تعود المزارع إلى الطبيعة، وستبدأ النباتات التي نأكلها بالاختفاء؛ لأنه لم يَعُد هناك الكثير من الذرة أو البطاطس أو الطماطم بعد الآن.

وستكون الحيوانات الأليفة فريسة سهلة للدببة والذئاب والفهود، وبمرور الوقت ستصبح القطط مثلاً وحشية على الرغم من أن الكثير منها سوف يتم افتراسه من قبل حيوانات أكبر».

وذكر الموقع أن هذا السيناريو قد يتحقق عن طريق اصطدام كويكب بالأرض أو توهج شمسي يتسبب في اختفاء البشرية.