هل يجعل الذكاء الاصطناعي صور الطعام ألذ من الحقيقة؟

صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تثير الجوع البصري (رويترز)
صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تثير الجوع البصري (رويترز)
TT

هل يجعل الذكاء الاصطناعي صور الطعام ألذ من الحقيقة؟

صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تثير الجوع البصري (رويترز)
صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تثير الجوع البصري (رويترز)

وجدت دراسة إيطالية بريطانية، أن صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تثير «الجوع البصري» وتفتح شهية المستهلكين لتناول الطعام.

وأوضح الباحثون أن تلك الصور تجعل الطعام يبدو ألذ من الصور الحقيقية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «فود كواليتي آند بريفيرنس».

«الجوع البصري» هو مصطلح يصف لحظات يشعر فيها المستهلكون بالجوع أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام نتيجة مشاهدة صور للطعام، سواءً على «السوشيال ميديا» أو في الإعلانات.

وخلال الدراسة، طُلب من 297 مشاركاً تقييم مجموعة من صور الطعام الحقيقية أو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على مقياس متدرج تراوح بين «ليس فاتحاً للشهية على الإطلاق» و«فاتح للشهية للغاية».

وكشفت النتائج، عن أن صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تتفوق في تعزيز جاذبية الأطعمة المصورة من خلال الاستفادة من الميزات الرئيسية مثل التماثل والشكل واللمعان والإضاءة واللون بشكل عام، وكلها أمور تساهم بشكل كبير في تعزيز جاذبية صور الغذاء.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أيضاً أن صور الذكاء الاصطناعي تميل إلى تصوير الأطعمة لتبدو أكثر كثافة في الطاقة مقارنة بالنسخ الأصلية، على سبيل المثال، يزيد الذكاء الاصطناعي عدد البطاطس المقلية في الصورة أو يضيف المزيد من الكريمة المخفوقة إلى الحلوى.

وبالنظر إلى أن البشر لديهم دافع لإيلاء المزيد من الاهتمام للأطعمة الغنية بالطاقة، فإن هذا يثير مخاوف من أن النشر الواسع النطاق لمثل هذه الصور الغذائية يمكن أن يشجّع على تناول الأطعمة غير الصحية، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على سلوكيات الأكل غير الصحية أو يعزز التوقعات غير الواقعية بشأن الطعام بين المستهلكين.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة نابولي فيدريكو الثاني، الدكتور جيوفانباتيستا كاليفانو، لـ«الشرق الأوسط»: «لدراستنا آثار كبيرة على كل من المسوّقين وصانعي السياسات، ففي حين أن صور الطعام المولدة بالذكاء الاصطناعي تمثّل فرصة للمسوقين لتقليل التكاليف المرتبطة بالتقاط الصور التقليدية، إلا أن هناك مخاوف بشأن احتمال الترويج لـ(الجوع البصري) وعادات الأكل غير الصحية، فضلاً عن خطر تقويض ثقة المستهلك».

وبناءً على النتائج؛ شدّد كاليفانو على ضرورة الكشف عن أصل الصورة عند نشرها للتخفيف من هذه المخاطر، مضيفاً أنه رغم الانخفاض الطفيف في الجاذبية عندما أُبلغ المستهلكون بأن الصور مولّدة بالذكاء الاصطناعي، فإنها لا تزال تُعدّ جذابة مثل الصور الحقيقية؛ مما يؤكد على أهمية الشفافية.

وأضاف أنه مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن البحث المستمر في تداعياتها يُعدّ أمراً بالغ الأهمية، ونحن مهتمون باستكشاف تطبيقات أخرى تتجاوز توليد الصور، مثل إنشاء وصفات الأطعمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، وفهم كيف ينظر المستهلكون لهذه الأدوات ويثقون بها في إعدادات أطباقهم المفضلة.


مقالات ذات صلة

الملح يزيد قدرات الخلايا المناعية المكافحة للسرطان

صحتك الملح يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية المعزولة من المرضى لمكافحة السرطان (معهد هانز كنول)

الملح يزيد قدرات الخلايا المناعية المكافحة للسرطان

اكتشف باحثون في ألمانيا أن كلوريد الصوديوم، المعروف بملح الطعام، يمكن أن يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية لمكافحة السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الأزمة القلبية حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً (جامعة أكسفورد)

دواء للسكري يقلل تأثيرات الأزمات القلبية

وجدت دراسة أميركية أن دواء للسكري أثبت فاعليته في تقليل تأثيرات الأزمات القلبية لدى المرضى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق نصائح لإدارة القلق (رويترز)

كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

مواجهة القلق مباشرة والتعامل معه بشكل مختلف يمكن أن يغيرا حياتك.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اللغة الصينية في المدارس السعودية

TT

اللغة الصينية في المدارس السعودية

المتوسطة الثانية بصبيا تستقبل مدرسة اللغة الصينية (الشرق الأوسط)
المتوسطة الثانية بصبيا تستقبل مدرسة اللغة الصينية (الشرق الأوسط)

استقبلت مدارس السعودية في 6 إدارات تعليمية (الرياض، وينبع، والمنطقة الشرقية، وجدة، وجازان، وتبوك)، طلائع المعلمين والمعلمات من جمهورية الصين الشعبية المشاركين في تفعيل المشروع الوطني لتعليم الطلاب والطالبات مادة اللغة الصينية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التنوع اللغوي والثقافي لدى الطلاب.

ويبدأ تطبيق تدريس مقرر اللغة الصينية في العام الدراسي الحالي، حيث سيتلقى الطلاب دروساً في اللغة الصينية بشكل إلزامي، ومع ذلك فإن المعدل الذي يحصل عليه الطلاب في هذه المادة لن يُحتسب ضمن المعدل التراكمي، مما يتيح لهم فرصة تعلم اللغة دون ضغط التقييم الأكاديمي التقليدي.

بالفل والورود يستقبل تعليم صبيا معلمات اللغة الصينية (حساب تعليم صبيا بمنصة «إكس»)

وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم اختيار 57 مدرسة في الرياض، و41 مدرسة في جدة، و25 في جازان، إضافة إلى خمس مدارس في الخبر. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تقول مريم آل سريع، مديرة المتوسطة الثانية بصبيا، وهي إحدى المدارس التي اعتُمدت لتدريس مقرر اللغة الصينية في إدارة تعليم جازان: «باشرت المعلمة الصينية (الاثنين) مهام عملها، واحتفاءً بقدومها هيئت منسوبات المدرسة استقبالاً يعكس الطابع والثقافة السعودية المضيافة والكريمة، واستقبل طلابنا وطالباتنا المعلمة الصينية بالورود والضيافة السعودية مرحبين بها بكلمات وجمل صينية تعلموها في الأيام الماضية، وجرى بينهم حوار بسيط لطيف وعشنا معهم يوماً دراسياً سعودياً صينياً مميزاً».

طلاب مدارس صبيا يستقبلون مدرسة اللغة الصينية بالورود (الشرق الأوسط)

وأضافت: «حرصنا منذ اليوم الأول على إيجاد لغة مشتركة بيننا (الطالبات ومنسوبات المدرسة) وبين المعلمة الصينية، وذلك بتجهيز فريق داعم للمعلمة بعضوية معلمة اللغة الإنجليزية، كما حرصنا على توعية الطالبات بأهمية العلاقات الدولية بين السعودية والصين، وهي من مستهدفات (رؤية 2030)، وعززنا دورهنّ الكبير في عكس تقاليد وقيم ثقافة السعودية».

سن شاي إحدى المدرسات الصينيات القادمات إلى مدارس جازان، استقبلها منسوبو المدرسة والطالبات بالفل والورود والقهوة السعودية، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «سعدت باستقبال الطالبات والطلاب الصغار لي، وترحيب مديرة المدرسة وزميلاتي المدرسات وقاموا بعمل حفل استقبال لطيف غمره دفء المشاعر. سعيدة بهذا الترحاب والحفاوة التي وجدتها».

حماس الطلاب السعوديين لتعلم اللغة والثقافة الصينية (حساب تعليم صبيا في منصة «إكس»)

وبسؤالها عن طريقة اختيار المعلمين الصينيين والمعايير المحددة، أكدت أن القادمين إلى السعودية تطلب اختيارهم اجتياز الاختبار والحصول على شهادة تأهيل المعلم الصيني والخضوع للتدريب في الخارج.

وتسعى وزارة التعليم السعودية من خلال وجود المعلمين والمعلمات الصينيين في مدارس السعودية لتعليم لغتهم الأم، إلى تعزيز الخبرات التعليمية والاستفادة من أساليب التعليم، وتبادل الثقافات، وفهم أفضلٍ للثقافات المختلفة وتعزيز التفاهم بين الطلاب والمعلمين، ورفع مستوى التعليم، وتحسين مهارات الطلاب والطالبات من خلال تعليم متنوع وذي جودة عالية.