بين فيتامين «دي» و«التستوستيرون»... 6 مؤشرات حيوية أساسية لتحسين نومك

مستويات فيتامين دي المثالية قد تحسن نوعية النوم (رويترز)
مستويات فيتامين دي المثالية قد تحسن نوعية النوم (رويترز)
TT

بين فيتامين «دي» و«التستوستيرون»... 6 مؤشرات حيوية أساسية لتحسين نومك

مستويات فيتامين دي المثالية قد تحسن نوعية النوم (رويترز)
مستويات فيتامين دي المثالية قد تحسن نوعية النوم (رويترز)

يحاول الكثير من الأشخاص تهيئة بيئة مثالية للنوم لتحسين جودته، ولكن مع ذلك، هناك بعض التفاصيل غير المرئية التي قد تتداخل مع الراحة الجيدة أثناء الليل.

بعض المؤشرات الحيوية - والتي تسمى أيضاً العلامات البيولوجية أو العلامات الطبية، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة - قد يكون لها تأثير مباشر على النوم.

وقال الدكتور بريت أوزبورن، طبيب الأعصاب وخبير طول العمر في فلوريدا، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز ديجيتال»: «هناك عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر على النوم... يمكن قياس بعضها، وهي مؤشرات حيوية، من خلال اختبارات معملية بسيطة».

ويشارك الخبراء المؤشرات الحيوية الستة التي لها التأثير الأكبر على النوم، ونصائح حول كيفية تحسينها.

وأوضح أوزبورن: «ما يمكنك قياسه، يمكنك تحسينه... إن تحسين هذه العلامات قد لا يحسن جودة نومك فحسب، بل أيضاً صحتك العامة».

فيتامين دي

يمكن لمستويات فيتامين دي المثالية أن تحسن نوعية النوم من خلال مساعدتك على النوم بشكل أسرع وزيادة مقدار الوقت الذي تقضيه في النوم، وفقاً لميشيل داريان، اختصاصية تغذية مسجلة ومديرة العلوم وتسويق المنتجات في InsideTracker، وهي منصة صحية توفر توصيات ترتبط بالتغذية الشخصية وأسلوب الحياة.

وقالت داريان المقيمة في شيكاغو لشبكة «فوكس نيوز ديجيتال»: «إن انخفاض مستويات فيتامين دي في الدم يرتبط بانخفاض وقت النوم، وانخفاض كفاءة النوم وزيادة النعاس أثناء النهار».

وتابعت «تشير الأبحاث إلى أن فيتامين دي يشارك بشكل غير مباشر في إنتاج الميلاتونين - وهو الهرمون الذي يتوسط دورة النوم - ومستقبلات الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم».

لتحسين مستويات فيتامين دي، قالت داريان إنها توصي بالحصول على 20 دقيقة من ضوء الشمس يومياً وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين دي أو الأطعمة المدعمة مثل الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل أو منتجات الألبان المدعمة.

وقالت: «هذا يمكن أن يساعدك على تلبية احتياجات جسمك اليومية وعلى النوم بشكل أسرع... بالنسبة لأولئك الذين يعانون من نقص فيتامين دي، قد تكون هناك حاجة إلى مكملات لتعزيز مستوياته».

وأشارت داريان إلى أن «الدراسات أظهرت أن تحسين مستويات فيتامين دي عن طريق تناول المكملات الغذائية يحسن النوم».

وينصح أوزبورن الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين د3 بإضافة فيتامين ك2 لحماية البطانة الداخلية للأوعية الدموية.

المغنيسيوم

أوضح أوزبورن أن المغنيسيوم يساعد على تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي، المسؤول عن تهدئة الجسم واسترخائه. وأضاف: «إن انخفاض مستويات المغنيسيوم يمكن أن يؤدي إلى نوم مضطرب واستيقاظ متكرر».

لتحسين مستويات المغنيسيوم، يوصي بإدراج الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم في نظامك الغذائي، مثل الخضار الورقية والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة. وأضاف أوزبورن أن تناول مكملات المغنيسيوم يومياً يمكن أن يساعد أيضاً في ضمان مستويات كافية.

الكورتيزول

تتقلب مستويات هرمون التوتر- الكورتيزول بشكل طبيعي على مدار اليوم، حيث تبلغ ذروتها في الصباح لمساعدتك على النهوض من السرير، وتنخفض في الليل عندما يسترخي جسمك استعداداً للنوم، وفقاً لداريان.

وقالت لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «إن المستويات العالية من التوتر قبل النوم يمكن أن تتسبب في بقاء مستويات الكورتيزول مرتفعة، مما يجعل النوم والبقاء فيه أكثر صعوبة ويؤخر إنتاج الميلاتونين... أنت بحاجة إلى إيقاع الكورتيزول الصحي للحفاظ على دورة نومك تحت السيطرة».

وتابعت إنه إذا كانت مستويات الكورتيزول مرتفعة للغاية في الليل، فإن ذلك يؤدي إلى نوم متقطع (الاستيقاظ أثناء الليل)، وانخفاض نوم الموجة البطيئة (النوم العميق)، وانخفاض مدة النوم والأرق.

للمساعدة في تنظيم مستويات الكورتيزول، من الأفضل الالتزام بجدول نوم ثابت، وتجنب الكافيين في الساعات التي تسبق النوم، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة.

وأشارت داريان إلى أنه يجب أن تهدف «إلى إبقاء بيئة غرفة نومك مظلمة، لأن الضوء يمكن أن يبقي مستويات الكورتيزول مرتفعة ومستويات الميلاتونين منخفضة، وهو ما تريد تجنبه قبل النوم».

يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة في الصباح أيضاً على زيادة الكورتيزول واليقظة في وقت مبكر من اليوم، مما يساعد على النوم بشكل أفضل لأنه يتناقص بعد ساعات.

ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم يمكن أن يؤدي إلى زيادة اليقظة أثناء الليل وصعوبة النوم (رويترز)

التستوستيرون

التستوستيرون، وهو هرمون ابتنائي، ضروري لبناء قوة العضلات والعظام، وتسريع تعافي الأنسجة وتحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء لتسهيل عمليات تعافي الجسم، وفقاً لداريان.

وقالت داريان: «إن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون قد يعوق بناء العضلات في الجسم وإصلاح القدرات التي تحدث بشكل طبيعي أثناء النوم».

تشير الأبحاث إلى أن مدة النوم الكافية – سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلاً – ترتبط بمستويات أعلى من الهرمون.

لتحسين مستويات هرمون التستوستيرون، يوصي الخبراء بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي يحتوي على الدهون الصحية.

تقول داريان: «من المهم ملاحظة أن كثرة التمارين أو القليل منها يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون».

وأضافت: «تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الزنك والمغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين دي والدهون الصحية مثل اللوز أو البندق، والفاصوليا السوداء، أو البازلاء السوداء، والدواجن الخالية من الدهون أو لحم البقر يؤدي إلى تحسين مستويات هرمون التستوستيرون».

إذا كانت مستويات هرمون التستوستيرون منخفضة، توصي داريان بقياس مستويات المغنيسيوم وفيتامين دي، حيث ترتبط المستويات المنخفضة لكليهما بانخفاض هرمون التستوستيرون.

نسبة الغلوكوز في الدم ونسبة HbA1C

أشار أوزبورن إلى أن ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم (السكر) يمكن أن يؤدي إلى زيادة اليقظة أثناء الليل وصعوبة النوم، في حين أن المستويات المنخفضة قد تسبب الاستيقاظ بسبب أعراض نقص السكر في الدم.

الهيموغلوبين A1c (HbA1c) هو اختبار دم يقيس متوسط مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة الماضية، وفقاً لداريان.

لتحسين مستويات السكر في الدم، توصي داريان بإنهاء الوجبات الكبيرة قبل ساعتين على الأقل من النوم. وقالت: «لقد تم ربط الوجبات الليلية - وخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الألياف - بضعف نوعية النوم».

وأضاف أوزبورن أنه للمساعدة في التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم، قد يفكر البعض في الميتفورمين، وهو دواء لمرض السكري من النوع الثاني.

hsCRP

قالت داريان إن بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hsCRP) يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستجابة الالتهابية للجهاز المناعي.

وأوضحت «تظهر الأبحاث أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى التهاب طويل الأمد، مما يضعف جهاز المناعة في الجسم وقدرته على مكافحة العدوى».

وتابعت «مع تباطؤ العمليات الجسدية أثناء النوم، يجب على الجسم تحويل وتخصيص الموارد لكل وظيفة».

وحذرت من أن تقليل وقت النوم يمكن أن يقلل من الوقت والطاقة اللازمين لمعالجة الالتهابات المستمرة ويترك مستويات hsCRP مرتفعة.

وقال أوزبورن إن مفتاح خفض hsCRP هو تناول نظام غذائي منخفض نسبة السكر ومضاد للالتهابات غني بأحماض أوميغا 3 وأوميغا 9 الدهنية، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام وإدارة مستويات التوتر.


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.