مصريون يتمسكون ببهجة رمضان رغم الغلاء

إقبال متوسط على شراء الزينة والفوانيس

شراء الفوانيس عادة مصرية قديمة (عبد الفتاح فرج)
شراء الفوانيس عادة مصرية قديمة (عبد الفتاح فرج)
TT

مصريون يتمسكون ببهجة رمضان رغم الغلاء

شراء الفوانيس عادة مصرية قديمة (عبد الفتاح فرج)
شراء الفوانيس عادة مصرية قديمة (عبد الفتاح فرج)

في حين تعالت أصوات الأغاني الرمضانية الشهيرة في جنبات ميدان السيدة زينب بالقاهرة، قال المُعلم الأربعيني عصام عوني، وهو يشير إلى شوادر ومحال بيع فوانيس رمضان التي تتراص بجوار بعضها بعضاً، معلنة اقتراب شهر الصيام: «هذه الأجواء كفيلة أن تخرجني من أي ضغوط معيشية».

وأضاف عوني الذي يعمل مُعلماً للمرحلة الابتدائية، لـ«الشرق الأوسط»، بينما كان يهم بدخول أحد الشوادر: «أنتظر هذا المشهد السنوي الذي يسبق رمضان، فهو يشيع البهجة في النفوس، وهذا العام على وجه الخصوص كنت أنتظر زيارتي هذه؛ لأني أنسى معها حالة الغلاء، وما تسببه من أعباء اقتصادية».

إقبال متوسط على شراء الفوانيس وزينة رمضان (الشرق الأوسط)

وشهدت مصر ارتفاعات متتالية في أسعار السلع على مدار شهور عام 2023، ومنذ بداية العام الحالي، خصوصاً أسعار الذهب، ومواد البناء، والأجهزة الكهربائية، والمواد الغذائية، ومنتجات الألبان، واللحوم والدواجن، وذلك بسبب انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.

إلا أن هذه الحالة الاقتصادية لم تمنع المُعلم المصري من الحضور إلى ميدان السيدة زينب (وسط القاهرة) لشراء بعض من زينة رمضان والإكسسوارات الديكورية الخاصة به رخيصة الثمن، لعمل بعض التغيير في ديكورات منزله، وإسعاد أطفاله، بحسب قوله.

حي السيدة زينب وجهة مفضلة لشراء زينة رمضان (الشرق الأوسط)

وبينما قام «عوني» بالتجول بين البضائع الرمضانية داخل الشادر، قال البائع عمر عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن يكثر الإقبال على الزينة والإكسسوارات الرمضانية، مثل أفرع الزينة، والدلايات، والأكواب البلاستيكية المزينة بنقوش رمضانية، والمفروشات المزينة بنقوش رمضانية، والميداليات، مع بعض العبارات الرمضانية الشهيرة المصنوعة من البلاستيك مثل: (أهلا رمضان) و(رمضان كريم)، وذلك بسبب انخفاض سعرها مقارنة بأسعار الفوانيس».

قطع حديث البائع سؤال إحدى السيدات عن سعر أفرع الزينة القماشية، حيث أخبرها أنها تبدأ بسعر 15 جنيهاً (الدولار يساوي 30.9 جنيه) في البنوك الرسمية، لتتمتم السيدة: «كانت بـ7 جنيهات فقط العام الماضي»، ومع مغادرتها عاود «عمر» حديثه قائلاً: «فرض الغلاء على الزبائن شراء ما في متناولهم فقط، بينما تراجعت مبيعات الفوانيس هذا العام لارتفاع ثمنها، وهناك من يفضل شراء الفانوس المصنوع من قماش الخيامية الملون وذلك لرخص ثمنه، والتي تبدأ من 50 جنيهاً».

الفوانيس التقليدية المصرية تفرض نفسها بعد تراجع الاستيراد (الشرق الأوسط)

بالانتقال إلى شادر مجاور، حيث يكتظ بأحجام وأشكال مختلفة من الفوانيس، استقبلنا البائع مرحباً ومتسائلا:ً «مصري ولا صيني؟»، في إشارة إلى أنواع الفوانيس لديه ما بين مصرية الصنع وتلك المستوردة من الصين، ومع إخباره عن هويتنا الصحافية، قال: «هذا العام الفانوس المحلي المصنوع من الصاج هو الأكثر إقبالاً، بعد أن عزف المستوردون إلا القليل منهم عن استيراد أنواع جديدة بفعل شح الدولار، والأنواع المستوردة لدينا ولدى غيرنا هي من البضاعة المتبقية من العام الماضي».

وعانت مصر خلال الأشهر الماضية من نقص السيولة الدولارية، ما عرقل كثيراً من عمليات استيراد المنتجات والسلع كافة.

ويعد الإقبال على الشراء هذا العام متوسطاً بحسب البائع محمد شهاب الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «حالة الغلاء صرفت الجمهور إلى السلع الأساسية، ولكن مع الأيام المقبلة ومع العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان نأمل أن تنتعش حالة البيع والشراء».

الفوانيس الصينية المعروضة من مخزون العام الماضي (الشرق الأوسط)

محمد زكي، صاحب أحد الشوادر المقابلة للمسجد الزينبي، أوضح أن الفوانيس الصينية يقبل عليها الجمهور من فئة الشباب والفتيات بشكل أكبر، وذلك للتهادي بها فيما بينهم، خصوصاً بين الأزواج والمخطوبين، وكذلك هي مفضلة بالنسبة للأطفال بسبب أشكالها التي تكون على شكل ألعاب وشخصيات رمضان الشهيرة، مثل بوجي وطمطم وفطوطة، وكذلك ألوانها المتعددة، على عكس أنواع الفوانيس المصرية المصنوعة من الصاج، والتي يمكن تعليقها في الشوارع والشرفات وغيرها، لافتاً إلى أن أسعاره تتراوح بين 300 إلى 550 جنيهاً، وهي الأنواع متوسطة الارتفاع.

ويعلن زكي انحيازه للفانوس المصري، ناصحاً من يتردد عليه بشرائه، فهو الأطول عُمراً، كونه يعتمد على خامات الصاج والزجاج الملون، وهي أفضل من حيث المتانة من الأنواع البلاستيكية المستوردة، كذلك شكله الذي يرتبط ببهجة رمضان أكثر من غيره.

وارتفعت أسعار الفوانيس الصاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي بين 30 إلى 50 في المائة، وفق أحمد وصفي، صاحب أحد شوادر بيع الفوانيس بالقاهرة، مبيناً أن هذا الارتفاع جعل الإقبال على الشراء يتراجع عن الأعوام الماضية، موضحاً أن أسعار الفانوس الصغير الحجم تبدأ من 150 جنيهاً، وتصل إلى 2500 جنيها للأحجام الكبيرة، والتي يُقبل على شرائها الفنادق والكافيهات الكبرى.

مصريون يتمسكون بالبهجة رغم الأزمات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

كلمات بائعي وأصحاب الشوادر، أكدها بركات صفا، نائب رئيس شعبة لعب الأطفال والهدايا بالغرفة التجارية بالقاهرة، الذي أوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن مبيعات فانوس رمضان تشهد انخفاضاً كبيراً نتيجة ارتفاع سعر الدولار ومستلزمات الإنتاج، مما أدى إلى عزوف كثير من ورش التصنيع عن التصنيع هذا العام، مضيفاً أن استيراد الفوانيس من الصين توقف تماماً، وبالتالي تم الاعتماد على التصنيع المحلي من الفانوس التقليدي، والذي يعاني أيضاً من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والخامات لأكثر من الضعف؛ مقارنة بالموسم الماضي.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.