خالد صقر لـ«الشرق الأوسط»: استخدمت الحيل النفسيّة في «ثانوية النسيم»

كشف أبعاد شخصية «الأستاذ عبد الله» وأكد أنه لا يرى ضرورة الرسالة في الفن

الأستاذ عبد الله في مواجهات مستمرة مع الطلاب خلال المسلسل
الأستاذ عبد الله في مواجهات مستمرة مع الطلاب خلال المسلسل
TT
20

خالد صقر لـ«الشرق الأوسط»: استخدمت الحيل النفسيّة في «ثانوية النسيم»

الأستاذ عبد الله في مواجهات مستمرة مع الطلاب خلال المسلسل
الأستاذ عبد الله في مواجهات مستمرة مع الطلاب خلال المسلسل

على مدار الأسابيع الماضية، لم يكن هناك عمل محلي يشد انتباه الجمهور السعودي أكثر من مسلسل «ثانوية النسيم»، الذي يتصدر حالياً قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة على منصات العرض في السعودية وعدة دول أخرى. ويحكي قصصاً مختلفة لطلاب مشاغبين داخل مدرسة ثانوية في الرياض، يتعين عندهم معلم جديد يحاول جاهداً تعديل سلوك هؤلاء المشاغبين.

الفنان السعودي خالد صقر تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل العمل، باعتباره بطل المسلسل، في شخصية «الأستاذ عبد الله» الذي يحمل درجة الماجستير من بريطانيا في تخصص إصلاح التعليم، قائلاً: «على الرغم من أننا اشتغلنا على العمل بكل جدية وحب واحترام فإننا لم نتوقع هذه الأصداء الكبيرة التي حظي بها العمل».

شخصية «الأستاذ عبد الله»

وعن كيفية رسم شخصية «الأستاذ عبد الله»، يوضح صقر أنه استعان بتراكم تجاربه الفنية، مؤكداً أن النص الجيد هو بمثابة المنبع الذي ينهل منه الممثل وينطلق منه... وأضاف: «منذ البداية، أدركت أن الشخصية جميلة، وموضوعة في أماكن حرجة، وتتطلب التعامل الحذر، خاصة بعد أن أجاد علاء حمزة كتابة الشخصية، كما بذل المخرج عبد الرحمن الجندل جهداً كبيراً في إبراز مسار الشخصية والاهتمام بالتفاصيل».

كما أشار خالد صقر إلى الثبات الانفعالي العالي الذي تمتع به «الأستاذ عبد الله»، والقدرة الكبيرة على ضبط النفس في أوقات صعبة، خاصة مع تعمد الطلاب استفزازه في مشاهد كثيرة، وحول ذلك يقول: «هو شخصية مخططة أكثر من كونها تنتظر ردة فعل الآخرين، فهو إنسان يعتمد التخطيط واتباع الحيل النفسية»، مشيراً إلى أن كل تفاصيل العمل كانت مدروسة بعناية.

أصعب المشاهد

وفيما يتعلق بأصعب المشاهد، يستذكر صقر مشهد دخول «الأستاذ عبد الله» لأول مرة على الطلاب في الصف، حين استنكروا عليه ذكر اسم زوجته ووالدته أمامهم، معتبرين أن في ذلك منقصة، عندها وقف وسطهم وسأل باستخفاف: «وين الرجال؟»، مما أثار غضبهم... يقول صقر: «استخدم الأستاذ عبد الله ذلك كحيلة نفسية، كما وقف بينهم بثبات لأنه يعلم ما هو الخط الذي لا يمكن تجاوزه، ويدرك حدوده، وكيف يتصرف مع هؤلاء المراهقين».

الوجوه الجديدة

ولأن مسلسل «ثانوية النسيم» يجمع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة والصاعدة، كان لا بد من سؤال صقر عن تجربة العمل مع هؤلاء الشباب، والتي يشيد بها قائلاً: «في يوم من الأيام كنت أنا وجهاً جديداً، وكنت بحاجة إلى الظهور مع من سبقوني، كي أتعلم منهم». ويردف: «وأنا وعلى الرغم من خبرتي الفنية فإنني تعلمت أشياء كثيرة من هؤلاء الشباب؛ لأن الفن بحر لا شاطئ له، فهو رحلة طويلة ومستمرة، وفي كل مرة نكتشف أموراً وتقنيات جديدة وطريقة مختلفة للتعاطي مع النص».

ذكريات المدرسة

وبسؤال خالد صقر عن ذكرياته مع المدرسة، يوضح أنه لم يكن مشاغباً ولا متفوقاً، بل يتوسط بين هؤلاء وهؤلاء، مبيناً أنه كان يهتم بحصص الفنية والرياضة، وكل ما له علاقة بالأنشطة الصفيّة. ويتابع: «أنا معجب بالتطورات الحاصلة حالياً في التعليم السعودي»، مشيراً إلى أنه لم يشعر بالحنين تجاه أيام الدراسة؛ نظراً لأن واقع التعليم الآن هو أفضل من السابق.

الرسالة في الفن

وخلال أسابيع عرض العمل على منصة «شاهد» بواقع حلقتين أسبوعياً، كان هناك كثير من الجدل حول ما إذا كان المسلسل يحمل رسالة تربوية، ومدى أهمية الرسالة في العمل الفني، وهو أمر تصاعد بعد عرض الحلقة الأخيرة التي تُظهر نتائج ما قدمه المعلم من اهتمام في إصلاح حال الطلبة، إلى جانب التوعية بمخاطر المخدرات، وتأثير الرفقة السيئة وعاقبة الاستهتار والتمرد والإهمال الدراسي، وعن رؤيته حيال ذلك، يرى صقر أن العمل الفني لا يشترط به أن يتضمن رسالة مباشرة، فهو يحوي قصة ومتعة بالدرجة الأولى، مبيناً أن الرسالة المباشرة منوطة بالبرامج التوعوية والمحاضرات والندوات التي يتقنها المتخصصون، ويتابع: «الفن يجعلنا نعيش عوالمَ من الصعب أن نعيشها على أرض الواقع... ولو كانت هناك رسالة جيدة في العمل فلا مانع، إلا أني (بوصفي) ممثلاً لا أبحث عن ذلك».


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
TT
20

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر اكتشاف رأس تمثال رخامي لرجل طاعن في السنّ يعود إلى العصر البطلمي بمدينة الإسكندرية (شمال البلاد)، السبت. واكتشفت الرأس البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة؛ وذلك ضمن أطلال أحد المنازل العائد تاريخه إلى القرن الـ7 الميلادي، خلال أعمال حفائر البعثة بمنطقة «تابوزيرس ماجنا» على بُعد 45 كيلومتراً غرب الإسكندرية، وفق تصريح وزير السياحة والآثار شريف فتحي.

ويصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان؛ ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة وليس منزلاً خاصاً، كما ورد في بيان للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد.

ووصف رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، الرأس المكتشف بأنه «منحوت بدقة فنّية عالية بملامح واقعية، وينتمي إلى فنّ التصوير الواقعي الذي ازدهر وانتشر في نهاية الحقبة الهلنستية».

وتشير ملامح الرأس إلى أنه لرجل مسنّ، حليق الرأس، وجهه مليء بالتجاعيد وتظهر عليه الصرامة وعلامات المرض، وفق دراسات مبدئية، أوضحت كذلك أن صاحبه كان من كبار الشخصيات العامة وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع «تابوزيريس ماجنا» منذ عصر بطليموس الرابع، فصاعداً.

ويُجري فريق عمل البعثة الأثرية مزيداً من الدراسات على الرأس للتعرُّف على صاحبه، فضلاً عن البدء بأعمال الصيانة والترميم اللازمة له، إذ ذكر رئيسها جواكيم لوبومين أنّ تاريخه يعود إلى 700 عام قبل بناء المنزل الذي وُجد فيه.

وموقع «تابوزيريس ماجنا» من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر، وكانت له قدسية كبيرة في العصرين اليوناني الروماني والبيزنطي. ويحتوي على معبد ضخم خُصِّص لعبادة الإله «أوزير» الذي اشتقَّ منه اسم المدينة.

أطلال المنزل الذي وجدت فيه البعثة الآثارية الرأس (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، اكتشاف رأس تمثال في الإسكندرية «دليلاً جديداً على ثراء العصر البطلمي الفنّي والتاريخي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدراسة العلمية الدقيقة ستكشف مزيداً عن تفاصيل هذا التمثال ودوره في تشكيل الهوية الثقافية لمصر البطلمية».

ويحتوي الموقع الأثري «تابوزيريس ماجنا» على عدد من الآثار الثابتة، من بينها معبد أبو صير، ومقابر البلانتين، والجبانة الضخمة الواقعة غرب المعبد وشرقه؛ وكذلك فنار أبو صير الشاهد على هيئة فنار الإسكندرية القديم.

ووصف عبد البصير الرأس المكتشف بأنه «إضافة مهمة لدراسة العصر البطلمي وفنونه. فمن خلال التحليل العلمي المتقدّم، يمكن استكشاف مزيد عن طبيعة ذلك الرأس، سواء كان يمثّل شخصية من البيت المالك أو النخبة الحاكمة. كما يمكن أيضاً مقارنته مع تماثيل أخرى محفوظة في المتاحف العالمية، مثل المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية أو المتحف البريطاني».

ويمثّل فنّ النحت البطلمي أحد أبرز إنجازات تلك الحقبة، إذ استطاع الجمع بين الواقعية اليونانية والرمزية المصرية لخلق أسلوب فنّي مبتكر وجديد. وأوضح عالم الآثار المصري أنّ «رأس التمثال المكتشف حديثاً يسهم في إثراء فهم ذلك الفنّ وتقديم صورة أوضح عن دوره في توثيق التفاعل الثقافي بين مصر واليونان».

وكانت إحدى البعثات الآثارية العاملة في موقع «تابوزيريس ماجنا» قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية والقطع الجنائزية والطقسية التي تبوح بمزيد عن أسرار هذه المنطقة خلال العصر البطلمي المتأخر؛ وكان من بين القطع المُكتشفة رأس تمثال من الرخام لسيدة ترتدي التاج الملكي، ظنَّ مسؤولون في البعثة أنه للملكة كليوباترا السابعة، وهو ما نفاه علماء آثار لعدم تطابق الملامح.