الزي المدرسي قد يعرقل النشاط البدني لفتيات المرحلة الابتدائية

يشعرن براحة أقل في اللعب وهنَّ يرتدين التنانير أو الفساتين

الزي المدرسي مُحمَّل بجوانب لعلّنا أهملناها (شاترستوك)
الزي المدرسي مُحمَّل بجوانب لعلّنا أهملناها (شاترستوك)
TT

الزي المدرسي قد يعرقل النشاط البدني لفتيات المرحلة الابتدائية

الزي المدرسي مُحمَّل بجوانب لعلّنا أهملناها (شاترستوك)
الزي المدرسي مُحمَّل بجوانب لعلّنا أهملناها (شاترستوك)

قد يعرقل الزي المدرسي ممارسة النشاط البدني بين الفتيات الأصغر سناً، وفق باحثين من جامعة كامبريدج، أجروا دراسة جديدة نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، توصّلت إلى أنّ الزي الرسمي المقيّد يمكن أن يمنع تلامذة المدارس الابتدائية، وخصوصاً الفتيات، من ممارسة هذا النشاط.

ففي بلدان تطلب فيها معظم المدارس من التلامذة ارتداء الزي الرسمي، يصل عدد أقل من الشباب إلى الحد الأدنى الذي توصي به «منظمة الصحة العالمية»، وهو 60 دقيقة من النشاط البدني يومياً على مدى أسبوع.

وأظهرت الدراسة اختلافاً أكبر بين فتيات وفتيان من المرحلة الابتدائية في بلدان تنتشر فيها ثقافة الزي المدرسي، بينما لم يظهر هذا الاختلاف بين تلامذة المدرسة الثانوية؛ وذلك قد يعود إلى تمارين عرضية يمارسها الأولاد الأصغر سناً طوال اليوم الدراسي، مثل الجري، والتسلّق، واللعب النشط أثناء الاستراحة وأوقات الغداء.

وتؤكد النتائج الأدلة السابقة على أنّ الفتيات يشعرن براحة أقل عند المشاركة في اللعب النشط، إذا كنَّ يرتدين ملابس معيّنة، مثل التنانير أو الفساتين.

في هذا السياق، قالت الباحثة في كلية التربية بكامبريدج الدكتورة مايريد ريان: «تُفضّل المدارس اعتماد الزي الموحّد لأسباب مختلفة. لا نحاول اقتراح حظر شامل على ارتدائه، لكننا نعمل على تقديم أدلّة بحثية جديدة تتيح للمجتمعات المدرسية التفكير في التصميم، وما إذا كانت خصائص معيّنة للزي الموحّد يمكن أن تشجّع أو تقيّد أي فرص للنشاط البدني على مدار اليوم».

استندت الدراسة إلى أدلة إحصائية واسعة النطاق حول مشاركة أكثر من مليون تلميذ تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً في النشاط البدني على المستوى الدولي، إلى جانب بيانات جُمِعت حديثاً حول مدى انتشار الزي المدرسي في هذه البلدان.

وقال الباحثون إنّ النتائج لم تثبت بشكل قاطع أنّ الزي المدرسي يحدّ من النشاط البدني، وثمة حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات السببية.

وكانت دراسة أُجريت عام 2021 في إنجلترا، وجدت أنّ تصميم زي التربية البدنية للفتيات يعوق التلميذات عن المشاركة في أنشطة معيّنة، في حين اقترحت لاعبة الهوكي الإنجليزية تيس هاوارد إعادة تصميم الزي الرياضي المخصّص للجنسين.

بدورها، قالت الباحثة إستر فان سلويس: «قد تشعر الفتيات بقدر أقل من عدم الثقة للقيام بأشياء مثل الدحرجة والسقوط في ساحة اللعب، أو ركوب الدراجة في يوم عاصف، إذا كنَّ يرتدين تنورة أو فستاناً. كما تؤثر القواعد الاجتماعية والعادات فيما يعتقدن أنه بإمكانهن القيام به أثناء ارتداء هذه الملابس».

وتوصي «منظمة الصحة العالمية» الشباب بممارسة نشاط بدني معتدل الشدّة لمدّة 60 دقيقة على الأقل يومياً، بينما أكدت دراسة كامبريدج أنّ معظم الأطفال والمراهقين لا يستوفون هذه التوصية.

وكانت النسبة المتوسّطة لجميع التلامذة الذين استوفوا التوصية في ثلاثة أرباع البلدان التي كان فيها ارتداء الزي المدرسي هو القاعدة 16 في المائة، وارتفعت إلى 19.5 في المائة في بلدان كان فيها الزي المدرسي أقل شيوعاً.

أما رئيسة «اتحاد قادة المدارس» سارة هانافين، فقالت: «النشاط البدني جزء مهم من المناهج الدراسية. تبذل المدارس جهوداً لضمان تمتُّع تلامذتها بصحة جيدة، وهذا يشمل النظر في خيارات الزي المدرسي المتاحة، خصوصاً للفتيات».


مقالات ذات صلة

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

يوميات الشرق د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعلم اللغة عند الأطفال أمر حاسم يؤثر على نموهم الأكاديمي والمعرفي (جامعة آيوا)

الذكاء الاصطناعي لمساعد الأطفال على تعلم اللغة

طوّر باحثون من كوريا الجنوبية نظاماً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
TT

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)

لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط على نهاية موسم إحصاء عدد الفراشات، إذ يحذر الخبراء من أنها باتت تهاجر شمالاً بشكل أكبر بسبب تغير المناخ. ويعد موسم إحصاء تعداد الفراشات الكبير حدثاً سنوياً تقوده مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» الخيرية للحياة البرية. ولا يتبقى أمام المشاركين سوى أسبوع واحد فقط للمشاركة، حيث ينتهي موسم الرصد في 4 أغسطس (آب).

وتطلب الفعالية من المشاركين قضاء 15 دقيقة في منطقة مشمسة، وتسجيل أعداد وأنواع الفراشات التي يرونها، إذ حدد الباحثون تغييرات في طريقة هجرتها عبر البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور دان هوير من مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الفراشات حساسة جداً فهي تحب الحرارة».

وأضاف هوير: «تحتاج يرقات هذه الفراشات إلى نباتات غذائية معينة لتتغذى عليها، كما تحتاج أيضاً إلى درجات حرارة مناسبة لإكمال دورة حياتها، ومن المؤكد أن الاتجاهات تتغير مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تصبح المزيد من الأماكن مناسبة لبعض أنواع الفراشات بشكل أكبر كلما اتجهت شمالاً مقارنة بحياتها السابقة».

وتابع: «ولذا؛ فإن أنواع مثل الفراشة الزرقاء المقدسة، وتلك التي تشبه علامة الفاصلة، وفراشة الطاووس، أصبح رصدها في أسكتلندا أسهل بكثير الآن مما كانت عليه في السابق».

وقد تراجعت أعداد نحو 80 في المائة من أنواع الفراشات الموجودة في المملكة المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأوضح الدكتور هوير: «هذا يخبرنا شيئاً عما يحدث في البيئة».

وذكر: «يتعلق الأمر بتغير المناخ، وبفقدان الموائل بسبب التنمية واستخدام المبيدات الحشرية، ولكن إذا حصلنا على هذه الإحصاءات، فإن ذلك يساعدنا أيضاً في معرفة كيفية إصلاح هذا الخلل ومعرفة سبل تحقيق التعافي للطبيعة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً».

يذكر أنه في العام الماضي تم إجراء أكثر من 135 عملية إحصاء أعداد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ أمضى المتطوعون ما يقرب من 4 أعوام في الرصد.

وأفاد روبرت ونيل بأنهما شاركا من قبل في إحصاء أعداد الفراشات عدة مرات، لكن هذا الموسم كان أقل نجاحاً من المواسم الأخرى.