مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
TT

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

وأوضح الباحثون، بمعهد بوتانتان في البرازيل، أن هذا المزيج تمكّن من تثبيط الأورام السرطانية بطريقة غير تقليدية، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «Cancer Discovery».

ويعدّ السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم؛ إذ تسبب في وفاة حوالي 10 ملايين شخص خلال عام 2020، بمعدل وفاة واحدة من كل 6 وفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالسرطان حول العالم إلى 35 مليوناً بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات المنظمة؛ أي بزيادة نسبتها 77 في المائة عن 20 مليون حالة مشخّصة عام 2022.

وكانت بداية الطريقة العلاجية الجديدة حينما توصّل الفريق بمختبر معهد بوتانتان، بقيادة الدكتور هنريك دياس، إلى جين يسمى «FGF2» يُثبِّط تكاثر الخلايا السرطانية بدلاً من تحفيزها، كما يفعل في الخلايا السليمة، وهو اكتشاف كان مفاجئاً للباحثين.

وفي الدراسة الحالية، وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية لا تتكاثر بشكل أقل بسبب تثبيطها المباشر بواسطة الدواء، بل بسبب التحفيز الفائق لإشارات الخلايا السرطانية؛ مما يجعلها حساسة لأدوية معينة تستهدف هذه الحالة.

وأظهر الباحثون أن التحفيز الفائق لجين «FGF2» يُجهد الخلايا بشكل كافٍ لمنع تكاثرها، ويتم ذلك من خلال العقار التجريبي الذي يسمى «LB-100» الذي يتم اختباره سريرياً على البشر لجعل أورام الرئة حساسة لأدوية العلاج الكيميائي.

ولاستهداف الخلايا المُجهدة بواسطة دواء «LB-100»، اختار الباحثون أيضاً دواءً مثبطاً لبروتين «WEE1» المسؤول عن إصلاح تلف الحمض النووي في الخلايا السرطانية، وعندما لا تعمل هذا الآلية، تنقسم الخلايا السرطانية قبل اكتمال تكرار الحمض النووي وتموت نتيجة لذلك.

وشملت التجارب خلايا سرطانية في القولون والمستقيم، مأخوذة من خزعات بشرية وزُرعت في الفئران. وأدى العلاج بالعقارَين إلى تثبيط نمو الورم في الحيوانات.

واستناداً إلى النجاح في نماذج سرطان القولون والمستقيم، اختبر الباحثون المزيج على خلايا سرطان البنكرياس وسرطان القنوات الصفراوية في المختبر، وكانت النتائج واعدة.

وسيتم اختبار هذا النهج على مرضى سرطان القولون في هولندا في وقت لاحق من هذا العام.

كما يخطط الفريق لتطبيق النهج المستخدم في مواجهة السرطان، للقضاء على الطفيليات التي تسبب الأمراض الاستوائية المهملة. وتتصرف الطفيليات التي تسبب مرض شاغاس بشكل مشابه للخلايا السرطانية، إذ إنها تتكاثر بسرعة كبيرة داخل الخلايا المُضيفة.

ويقترح الباحثون استخدام دواء يحفز مسار إشارات الانتشار في الطفيليات بما يكفي لإحداث نفس النوع من تلف الحمض النووي، ثم إعطاء دواء آخر لإصلاح الحمض النووي، وهذا من شأنه القضاء على الطفيلي دون الإضرار بالخلايا المضيفة.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي لمساعد الأطفال على تعلم اللغة

يوميات الشرق تعلم اللغة عند الأطفال أمر حاسم يؤثر على نموهم الأكاديمي والمعرفي (جامعة آيوا)

الذكاء الاصطناعي لمساعد الأطفال على تعلم اللغة

طوّر باحثون من كوريا الجنوبية نظاماً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«الصلح» يُسدل الستار على تريند «ضرب الحماة» في مصر

الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
TT

«الصلح» يُسدل الستار على تريند «ضرب الحماة» في مصر

الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)

أُسدل الستار على واقعة «ضرب الحماة»، التي حظيت باهتمام كبير على مواقع «السوشيال ميديا» المصرية، خلال الأيام الماضية، وتصدرت «التريند»، بعقد الصلح بين السيدة التي تعرضت للضرب وزوجة ابنها.

وكانت الواقعة، التي حدثت في محافظة الشرقية (دلتا مصر)، قد نشرها في مقطع فيديو نجل السيدة حنان مبروك، التي تعرضت للضرب، ويُدعى علي نبيل، وكتب معلقاً على الفيديو: «حقك عليّ يا أمي»، وأوضح، بعد ذلك، أنه نشر فيديو الاعتداء لأن الناس كانت تدَّعي أن والدته هي من بدأت الاعتداء على زوجته.

وبعد انتشار الفيديو أعلنت وزارة الداخلية القبض على الزوجة المعتدية على سيدة بالشرقية، وقررت النيابة حبسها 4 أيام، كما قرر قاضي المعارضات حبسها 15 يوماً.

وأوضحت حنان مبروك، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الواقعة بدأت حين طالبتها زوجة ابنها بـ«مواسم متأخرة»، وهي هدايا عينية أو مادية يقدمها أهل العريس للعروس في الأعياد والمناسبات، وذكرت أن ابنها متزوج منذ عام ونصف العام، فكيف بعد هذه الفترة تطالبها بـ«مواسم»!

وأكد المحامي سعيد أبو طامع، القريب من أسرة المتهمة نداء حمدي (20 عاماً)، أنه جرى التوافق على الصلح. وقال، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السيدة حنان مبروك وقَّعت على اتفاق للصلح في جلسة موضوعية، اليوم الأحد، بعد جلسات ودية وعرفية بين العائلتين، وجارٍ إخلاء سبيل زوجة الابن نداء».

وأشار إلى أن «هناك أموراً ما زالت عالقة حول ما إذا كانت الزوجة ستستمر مع زوجها في المنزل نفسه»، لافتاً إلى أنه «بمتابعة حالة نداء، فقد وجد أنها فعلاً في حالة غير طبيعية، وأنها تصرفت بطريقة تبدو كأنها مسحورة بالفعل»، وكان هذا ما ذكرته أمام جهات التحقيق، حيث قالت إنها لم تكن في حالتها الطبيعية أثناء التعدي على حماتها، وأنها تعاني من تعرضها لأعمال السحر، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية.

وعدّت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس المصرية، الدكتورة هالة منصور «هذه الواقعة تشير إلى الهشاشة والإهمال فيما يخص القيم الاجتماعية». وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جرائم عائلية تحدث ويكون سببها الخلل النفسي الذي يؤدي إلى عدم التحكم في الفعل وردّ الفعل، ومن الممكن أن يكون خللاً مؤقتاً ليس بالضرورة له تاريخ مَرَضي».

وأضافت أن «الحالة التي نحن بصددها تدخل إطار المشاكل العائلية التي جرى التعامل معها بشكل سلبي أو أسلوب غير متعارف عليه، ولم تحدث من قبل، وهذا مرتبط بأمرين مهمين: الشيء الأول هو ضعف العقوبات الاجتماعية، فمنذ فترة طويلة والمجتمع يعوِّل على المرجعية القانونية مقابل الاجتماعية والأخلاقية، فما دام الفعل لا يقع تحت طائلة القانون فسيكون هناك من يبرره».

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «المرجعية الاجتماعية تجعل الإنسان يخاف من عقوبات رمزية لكنها كانت قوية جداً؛ مثل النبذ والاحتقار والتوبيخ والتجريس وعدم التعامل، كلها عقوبات كان يمارسها المجتمع ضد من يخالف العادات والقيم السائدة ولم تعد موجودة».

وأرجعت غياب هذه المرجعية وضعفها إلى وجود نوع من «السيولة الاجتماعية»، وتبرير الأفعال الخاطئة لخدمة مصالح مجموعات خاصة، ومن يحاول تطبيق العرف الاجتماعي يجد من ينهره ويقول له «لا تتدخل»، أو «خليك في حالك»، وذكرت أن «هذه العبارات تُقال أحياناً للأب والأم».

وعدَّت أن «الهروب من العقوبة يؤدي إلى تكرار هذا الأمر، ويؤدي إلى إضعاف النسيج الاجتماعي»، مشددة على أن «ذلك سيجعل الكثيرين يفكرون في أخذ حقهم بأيديهم، ما دامت العقوبة لن تطولهم».

وذكرت أن «تبرير الأمر بأنه سحر أو حسد هو نوع من الهروب»، وأشارت إلى أن «الحل في رد الاعتبار لمنظومة القيم الاجتماعية والتشديد على عقوباتها».