طوّر باحثون من كوريا الجنوبية نظاماً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة.
وأوضح الباحثون بجامعة بوهانج للعلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع جامعة إيهوا النسائية، أن النظام يعتمد على تتبع البيئة اللغوية اليومية لكل طفل واستخراج المفردات المستهدفة بناءً على مبادئ علم أمراض النطق، وفق ما نشره موقع «يوريك أليرت»، الجمعة.
ويقوم النظام بعد ذلك بإنشاء قصص مخصصة لهذا الغرض تحتوي على الكلمات المستهدفة، ما يوفر كُتُباً قصصية تدعم تقييم وتدخلات اللغة بشكل فعال. ويعد تعلم اللغة عند الأطفال أمراً حاسماً يؤثر على نموهم الأكاديمي والمعرفي وتفاعلاتهم الاجتماعية.
وتعتمد الطرق التقليدية على قوائم مفردات موحدة وكتب قصصية جاهزة، وهذا النظام قد لا يلبي تنوع البيئات التي ينشأ فيها الأطفال، وفق الباحثين.
لذلك طوّر الفريق نظاماً تعليمياً يناسب بيئة كل طفل، واستخدموا أجهزة إنترنت الأشياء مثل التلفزيون وكاميرات المراقبة لمراقبة اللغة التي يسمعها الأطفال ويتحدثونها يومياً، ثم قاموا بتحليل الكلمات وتقييمها بناءً على عوامل رئيسية في علم أمراض النطق.
ومن خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «GPT-4» و«Stable Diffusion» تمكن الباحثون من إنتاج كتب أطفال مخصصة تدمج الكلمات المستهدفة لكل طفل.
وصُمم النظام ليتيح استخراج المفردات وإنشاء الكتب القصصية بشكل مستمر استجابةً لتغيرات تطور لغة الطفل وبيئته.
وقام الباحثون بفحص المفردات التي تعرّض لها الأطفال، والكلمات التي تحدثوا بها، وتلك التي سمعوها ولكن لم ينطقوها، ثم قاموا بتقييم كل كلمة عن طريق حساب الدرجات لكل كلمة بناءً على العوامل الرئيسية ذات الصلة بأمراض النطق.
وبعد اختبار النظام في 9 عائلات لمدة 4 أسابيع، أظهرت النتائج فاعليته في تعليم الأطفال المفردات المستهدفة، ما يدل على إمكانية تطبيق النظام في البيئات اليومية خارج غرفة العلاج.
وقال الباحثون إن هدفهم الأساسي هو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدلة مصممة خصيصاً لتناسب مستويات واحتياجات الأفراد المختلفة. وأضافوا أنه من خلال الأبحاث متعددة التخصصات، نجحوا في تطوير نظام تحفيز يدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي مع نظرية أمراض النطق لتقديم خدمات دعم لغوية غير تقليدية للأطفال.