الراحة فقط ليست الحل... كيف تتوقف عن التفكير في العمل طوال الوقت؟

مفتاح خنق الأفكار المتطفلة والتعافي التام من يوم العمل المجهد لا يكمن في الراحة فقط (رويترز)
مفتاح خنق الأفكار المتطفلة والتعافي التام من يوم العمل المجهد لا يكمن في الراحة فقط (رويترز)
TT

الراحة فقط ليست الحل... كيف تتوقف عن التفكير في العمل طوال الوقت؟

مفتاح خنق الأفكار المتطفلة والتعافي التام من يوم العمل المجهد لا يكمن في الراحة فقط (رويترز)
مفتاح خنق الأفكار المتطفلة والتعافي التام من يوم العمل المجهد لا يكمن في الراحة فقط (رويترز)

يعاني الكثير من الموظفين بعد خروجهم من المكاتب، بعيداً عن ساعات العمل الشاقة، من مشكلة ترتبط بتحليل كل تفاصيل يومهم المرهق.

وقد يجد البعض أنهم مضغوطون بسبب وظيفتهم عندما يستلقون على السرير أو خلال مشاهدة «نتفليكس»، أكثر مما يشرعون بذلك خلال وقت العمل الفعلي، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

هناك تفسير بسيط لذلك، وفقًا لجاي وينش، الخبير النفسي: «نكون مشغولين حقاً أثناء العمل وليس لدينا الكثير من الوقت للتفكير فيما يزعجنا... نميل إلى القيام بذلك عندما يكون لدينا فترة هدوء، أي عندما نكون خارج الدوام».

ويوضح أن مفتاح خنق هذه الأفكار المتطفلة والتعافي التام من يوم العمل المجهد لا يكمن في الراحة فقط، بل في إبقاء عقلك منشغلاً بنشاط بشيء آخر.

ويشير وينش إلى أن الناس «يعتقدون أن التعافي يحصل عبر الراحة... نحن فقط نجلس أمام شاشة من أي حجم ونحاول تشتيت ذهننا... رغم أن الراحة مفيدة ومهمة، فإنها مجرد قطعة واحدة من اللغز. التعافي يتطلب منا أيضاً إعادة شحن طاقتنا».

«الراحة مقابل إعادة الشحن»

ربما تجد أنه عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو تشاهد التلفاز، يبدأ عقلك بالتركيز على إحباطات عملك. وذلك لأن معظم الناس لا يستطيعون الانتقال من التفكير في وظائفهم إلى التفكير في لا شيء.

يقول وينش: «الانفصال عن العمل يعني أنك بحاجة إلى تحويل عقليتك من عقلية العمل إلى شيء آخر... لا يمكنك عدم التفكير أبداً. بدلاً من مجرد الراحة، تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك. وهذا يعني الانخراط في نشاط يجذبك حقًا... لإعادة شحن طاقتك، تحتاج إلى القيام بأشياء تُرضي شخصيتك».

ويوضح الخبير النفسي أن الأمر لا يجب أن يكون بالضرورة عبارة عن هواية تستغرق وقتاً طويلاً، حيث قد يكون تمريناً مدته 30 دقيقة، أو نشاطاً مثل حل الكلمات المتقاطعة ببساطة.

ويتابع: «نحن نتمتع بشخصية العمل عندما نكون في المكتب ونحتاج إلى إضفاء طابع شخصي على ذاتنا... حتى لو كان كل ما تريد القيام به هو الجلوس على الأريكة، فمن المفيد أن تدفع نفسك للقيام بشيء لا يرتبط بوظيفتك».

ويضيف: «عادةً ما نكون متعبين ولا نريد القيام بأي شيء، ولكن الجميع تقريباً لديهم تجربة التفكير، (يا إلهي، لا أريد أن أفعل ذلك)، وعلى الرغم من أنك متعب فإنك تشعر بالانتعاش أكثر بعد القيام بالأمر... إذا قمت بإعادة شحن طاقتك، فمن غير المرجح أن تزعجك أفكار العمل أثناء الراحة... عندما تتعافى بشكل جيد، فإنك تنام بشكل أفضل وتستيقظ براحة في اليوم التالي».


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».