ريما كركي: أغامر ولا أخشى العواقب

تُخبر «الشرق الأوسط» عن «مرض التغيير» في الحياة والمهنة

ريما كركي تعتمد «الواقعية» في جديدها التلفزيوني (حسابها الشخصي)
ريما كركي تعتمد «الواقعية» في جديدها التلفزيوني (حسابها الشخصي)
TT

ريما كركي: أغامر ولا أخشى العواقب

ريما كركي تعتمد «الواقعية» في جديدها التلفزيوني (حسابها الشخصي)
ريما كركي تعتمد «الواقعية» في جديدها التلفزيوني (حسابها الشخصي)

مكثت فكرة برنامج الإعلامية اللبنانية ريما كركي الجديد في الجارور طويلاً قبل أن تولد. تأتي صاحبتها مثقلةً من تعقُّب آلام الإنسان في مخيمات اللجوء وقسوة التحاف العراء في الليالي الباردة؛ وهي حالات تُتقن التعامل مع وحشية أقدارها، بعد تجربة تلفزيونية غزيرة. تعود إلى مُحاورَة المشاهير، وتبدو في «برنامج عادي» مُجدِّدة ومُغامِرة.

جديدها، فكرتُها وإعدادُها؛ فهي ممن يصنعون اللمسات ويجيدون ارتجال السؤال. أحدثت فيها أحمال المتألمين «عطباً نفسياً»؛ ليس تذمّراً، بل لأنّ معاينة العيش البائس والالتحام بأوجاع الآخرين، شغف مهني منهِك. من الشوارع الحزينة والفضاء الممتلئ بآهات المُناجين، إلى «الإقامة» في غاليري لبيع المفروشات؛ تتبدّل الديكورات ويتغيّر اتجاه المقاربة، لكن ريما كركي ثابتة في العمق والشفافية.

تُخبر «الشرق الأوسط» أنها «مريضة بالتغيير»، ولا تكفّ عن مطاردة الأفكار الجديدة. تذكُر نصيحة والدتها حين حذّرتها من أثمان التهوُّر. اليوم، تتطلّع إلى مسيرة مهنية طويلة، وتجد أنّ مغامرات كثيرة أثمرت نتائج غير مُتوقَّعة. تُعلّمها الحياة أنّ رمي النفس يُسعدها أضعاف الاستلقاء والتمدُّد والإذعان لما يُتاح.

ريما كركي مغامِرة لا تخشى الارتطام بالجدران (حسابها الشخصي)

تقول إنّ «البودكاست» في كل مكان، فراودها هاجس الاختراق بفكرة جاذبة: «الضيوف أنفسهم، والأسئلة تقريباً متشابهة. يملّ الشباب الحلقات المطوَّلة، فأقدّم برنامجاً بحلقات قصيرة. الضيف يحضُر للتسالي، وأحياناً للبوح، لا ليُحرَج ويُحشَر في زوايا لا تليق. بإمكان نصف ساعة تلفزيونية إظهار مرحه ومحاكاة جوانبه الإنسانية».

تُصوّر برنامجها («روتانا موسيقى»، «إل بي سي») داخل غاليري لبيع المفروشات في بيروت. تُبرّر التنقّل بين زواياه بتلبُّس دور المقيمة تحت سقفه. يوقظها المنبّه صباحاً، فتخرج من سريرها إلى انشغالات اليوم الطويل. تُكلِّم المُخرج، وتقيّم مسار الحلقة، وعند هبوط الليل، تعود إلى السرير للاستراحة والتخطيط للغد. بهذه التمثيلية، تجعل الغاليري مساحة «شخصية» تمنح الحوار ألفة، والعلاقة بالضيف خصوصية.

ذلك يُعرف بـ«الواقعية» (Reality)، تتبنّاها كركي في البرنامج حين تنهض وتنام، وتتنقّل كأنها في منزلها. تذهب أبعد في تصديق الدور، حين تُلتقط لها صورة وسيارتها مُحمَّلة بالحقائب الموضَّبة لإعلان الانتقال تماماً. تقول: «البرنامج جديد وعصري. قبل أعوام، قدّمتُ برنامج (لايك هالحكي لايك). كان آنذاك أشبه بنقلة ثورية، لمدّته القصيرة، وتشكيله ترجمة لفكرة الإعجاب (اللايك) في مواقع التواصل، وقد كانت حينها محدودة الانتشار وغريبة. من هذا التجديد تولد أفكاري».

«تقيم» في الغاليري كأنها في منزلها (لقطة من البرنامج)

تؤدّي مع الضيف رقصة أو مشهداً تمثيلياً أو مقطعاً من أغنية، قبل الحوار، وتتجنّب افتتاحه بما تعدّه مُستهلكاً: «أهلا وسهلاً، كيف حالك؟». تتفادى كل ما يُسمع في أي برنامج آخر، وتتحدّث عن رقصة البداية: «في علم النفس، تُسمّى (Ice breaker). حين نتعارف في أعراس أو حفلات، ونشبك الأيدي حول حلقة دبكة مثلاً، يَسهُل البوح وتتقلّص المسافة. حتى الأسئلة لم تُطرَح من قبل، ووراء كل فقرة عبرة».

تُطلعها خبرتها التلفزيونية على أنّ المُشاهد «يحفظ 20 دقيقة من أبرز المقابلات، باستثناء المتعلّقة بحدث بارز». وأمام واقع «السؤال الواحد والجواب المُتوقَّع»، تلمح في عيون ضيوفها «بريقاً يمنحني السعادة، مفاده أنهم أمضوا وقتاً جيداً ولم يتسلّل الملل».

عدم الثبات على «هوية»، والتنقّل بين الاجتماعي والإنساني والترفيهي وحوارات المشاهير، يُضعف التراكم في مجال واحد، أم يُثري التجربة الإعلامية؟ لا يهمها البحث عن جواب بقدر اكتراثها للعبة التي تحبّها: التجديد. يُبهجها تعدُّد ملاعبها ما دامت لا تُسدّد نحو مرمى واحد. تتابع: «لا أريد الوصول. البحث مستمر لأجدّد وأُغيِّر. لستُ سوى مغامِرة لا تخشى الارتطام بالجدران. حين يكون الدافع هو التعلُّم، فلا بأس بالوقوع من أجل الوقوف. يُحرّكني الفضول أكثر مما يفعل تصدُّري العناوين. هذا يحدث من تلقائه حين نستحقه بجدارة».

لا أريد الوصول. البحث مستمر لأجدّد وأُغيِّر. لستُ سوى مغامِرة لا تخشى الارتطام بالجدران. حين يكون الدافع هو التعلُّم، فلا بأس بالوقوع من أجل الوقوف. يُحرّكني الفضول أكثر مما يفعل تصدُّري العناوين

الإعلامية اللبنانية ريما كركي

لا بدّ أنّ إطراءً من نوع، «فلان أفضل من فلان، لكنّ ريما كركي مختلفة»، يفتح شهيتها على مزيد من جدّية الطرح ورصانة المقاربة. لا تخشى احتمال الإخفاق ما دام نقيضه وارداً في المحاولات الأخرى. تقول: «منحتني البرامج الاجتماعية قوة داخلية هائلة تجعلني لا أكترث للفشل. ماذا لو فشلت، بينما الكوكب يتألم والإنسان في مآزق مصيرية؟ الفشل والدعسات الناقصة ليست نهاية الدنيا. حين أختار المجازفة، فلأنني على يقين بأني سأبلغ الغاية أو أتعلّم. مثل فارس تجرحه المعركة ويرفض الهزيمة».

وتعلّمها المهنة أيضاً تدارُك الخسائر بطريقة خاصة، ومواجهة الفقدان والزعل. «هفواتي صنعت مني شخصاً مريحاً، أستطيع أن أحبّه أكثر»، تقول مَن تضع على عتبة منزلها شِعراً لجبران خليل جبران من غناء فيروز: «زاهداً فيما سيأتي ناسياً ما قد مضى».

في برنامجها فقرة تُحارب الخبر الكاذب وأخرى تواجه الذكاء الاصطناعي بالوعي البشري. ترى ريما كركي أنّ هذا الذكاء لن يُغيّب الجانب العاطفي للعمل الإنساني، وإن فُرِض على العصر وتوغّل في جميع المجالات. تستوقفها فقرة «الشائعات»، حين يقرأ الضيف خبراً مفبركاً عنه على طريقة نشرة الأخبار. قناعتها بأنّ «أفضل طريقة لمحاربة الشائعة هي زجّها في مواجهة علنية مع نفسها».  


مقالات ذات صلة

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
أوروبا شعار هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (متداولة)

هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية توقف النشر على منصة «إكس» جرّاء «معلومات مضللة»

قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية (إن أو إس)، الثلاثاء، إنها توقفت عن النشر على منصة «إكس» بسبب نشر المنصة معلومات مضللة.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق بيونة (أرشيفية - أ.ف.ب)

غياب بيونة... الفنانة الجزائرية الشاملة

توفيت في الجزائر العاصمة، اليوم (الثلاثاء)، الممثلة القديرة بيونة عن عمر ناهز 73 عاماً، إثر معاناة مع المرض، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق بسمة وهبة مقدمة برنامج «90 دقيقة» (صفحتها على «فيسبوك»)

منع بسمة وهبة وياسمين الخطيب من الظهور على الشاشة لمدة 3 أشهر

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر، الخميس، منع ظهور بسمة وهبة المذيعة بقناة «المحور»، وياسمين الخطيب المذيعة بقناة «الشمس»، إعلامياً، لمدة 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار.

داليا ماهر (القاهرة)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.