ما علاقة درجة حرارة الجسم بالاكتئاب؟

الحماسة عالية لإمكان إيجاد وسيلة جديدة للعلاج

الاكتئاب اضطرابٌ نفسي يُسبب تكدُّر المزاج (آن سبلاش)
الاكتئاب اضطرابٌ نفسي يُسبب تكدُّر المزاج (آن سبلاش)
TT

ما علاقة درجة حرارة الجسم بالاكتئاب؟

الاكتئاب اضطرابٌ نفسي يُسبب تكدُّر المزاج (آن سبلاش)
الاكتئاب اضطرابٌ نفسي يُسبب تكدُّر المزاج (آن سبلاش)

وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا الأميركية، أن لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب ارتفاعاً في درجات حرارة الجسم.

وأوضحوا أنّ النتائج تشير إلى أنّ خفض درجات حرارة المصابين بهذا الاضطراب قد يعود بفائدة على الصحة العقلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «ساينتيفيك ريبورتس». والاكتئاب اضطراب نفسي شائع، ينطوي على تكدُّر المزاج أو فقدان الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة، لفترات طويلة.

وتشير تقديرات «منظمة الصحة العالمية» إلى أنّ 5 في المائة من البالغين في العالم يعانون الاكتئاب الذي يصيب النساء أكثر من الرجال. حتى الآن، لا يُعرَف ما إذا كان الاكتئاب يرفع درجة حرارة الجسم، أو أنّ ارتفاع درجة الحرارة يُسببه، وفق الباحثين.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان ارتفاع درجة حرارة الجسم الملحوظ لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعكس انخفاض القدرة على التبريد الذاتي للجسم، أو زيادة توليد الحرارة من عمليات التمثيل الغذائي، أو مزيجاً من الاثنين معاً.

واستهدف الفريق تتبُّع درجة حرارة الجسم للمصابين بالاكتئاب، بهدف تحديد توقيت العلاج المعتمد على خفض هذه الدرجة بشكل جيد، لتقليل أعراض المرض.

وخلال الدراسة، حلّل الباحثون بيانات من أكثر من 20 ألف مشارك ارتدوا جهازاً يقيس درجة حرارة الجسم، وأبلغوا أيضاً عن درجات حرارة أجسامهم وأعراض الاكتئاب يومياً.

بدأت الدراسة التي استمرت 7 أشهر في أوائل عام 2020، وتضمّنت بيانات من 106 دول حول العالم. وأظهرت النتائج أنه مع كل مستوى متزايد من شدّة أعراض الاكتئاب، كانت درجات حرارة الجسم أعلى لدى المشاركين.

وكانت دراسات سابقة قد أثبتت أنّ استخدام أحواض الاستحمام الساخنة أو حمامات البخار يمكن أن يقلّل من الاكتئاب، ربما عبر تحفيز الجسم على التبريد الذاتي، مثلاً، من خلال التعرُّق.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في «معهد ويل للعلوم العصبية» بجامعة كاليفورنيا، الدكتورة أشلي ماسون، إنّ نتائج الدراسة تضيء على كيفية عمل هذه الطريقة الجديدة لعلاج الاكتئاب، عبر خفض حرارة الجسم.

وأضافت عبر موقع الجامعة: «من المفارقات أنّ أحواض الاستحمام الساخنة أو حمامات البخار يمكن أن تؤدّي في الواقع إلى انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل يدوم لفترة أطول من مجرّد تبريد الأشخاص مباشرة، كما هي الحال من خلال حمام جليدي».

وتابعت ماسون: «لعلّها أكبر دراسة حتى الآن لفحص العلاقة بين درجة حرارة الجسم وأعراض الاكتئاب في عيّنة واسعة جغرافياً. ونظراً إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب في الولايات المتحدة، نحن متحمسون لإمكان إيجاد وسيلة جديدة للعلاج، وتتبُّع درجة حرارة الجسم للأشخاص المصابين بالمرض، لتحديد الوقت المناسب للعلاجات المُعتَمدة على الحرارة».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي قد يتصدى للاكتئاب ثنائي القطب

صحتك نظام «كيتو» الغذائي قد يساعد في تخفيف الاكتئاب ثنائي القطب (رويترز)

نظام غذائي قد يتصدى للاكتئاب ثنائي القطب

كشفت دراسة جديدة أن عملية التمثيل الغذائي قد تتسبب بإصابة الأشخاص بنوع من الاكتئاب يدعى «الاكتئاب ثنائي القطب»، وأن هناك نظاماً غذائياً قد يتصدى لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عقار «فورتيوكستين» يوصف للبالغين الذين يعانون من نوبات اكتئاب شديدة (رويترز)

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

وجد العلماء أن مضادات الاكتئاب الشائعة «فعالة بشكل غير متوقع» ضد أورام المخ العدوانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مرضى الاكتئاب يعانون من تضاعف حجم إحدى الشبكات بأدمغتهم (رويترز)

مرضى الاكتئاب لديهم شبكة دماغية أكبر بمرتين من حجمها الطبيعي

كشفت دراسة حديثة أن مرضى الاكتئاب يعانون من تضاعف حجم إحدى الشبكات بأدمغتهم، الأمر الذي قد يسهم في إيجاد علاجات جديدة وفعالة للمرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الموسيقى الكلاسيكية تُهدِّئ المزاج (جامعة فيرمونت)

موسيقى باخ وبيتهوفن وموزارت تُهدِّئ مزاج المكتئبين

وجدت دراسة صينية أنّ الموسيقى الكلاسيكية الغربية، مثل موسيقى باخ وبيتهوفن وموزارت، يمكن أن تحسّن المزاج لدى مَن يعانون الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مضادات الاكتئاب ترتبط عموماً بزيادة الوزن (رويترز)

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

حدّدت دراسة أميركية، دواء الاكتئاب الأقل تسبباً في زيادة وزن المرضى، بعد إجراء مقارنة بين 8 من مضادات اكتئاب شائعة الاستخدام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).