عرض مقتنيات أمل دنقل للمرة الأولى أمام الجمهور

أرملة الشاعر الراحل طالبت بتخصيص متحف لاستيعاب متعلقاته الضخمة

غلاف ديوان «مقتل القمر» ولوحة للطفلة أسماء يحيى الطاهر عبد الله (الشرق الأوسط)
غلاف ديوان «مقتل القمر» ولوحة للطفلة أسماء يحيى الطاهر عبد الله (الشرق الأوسط)
TT

عرض مقتنيات أمل دنقل للمرة الأولى أمام الجمهور

غلاف ديوان «مقتل القمر» ولوحة للطفلة أسماء يحيى الطاهر عبد الله (الشرق الأوسط)
غلاف ديوان «مقتل القمر» ولوحة للطفلة أسماء يحيى الطاهر عبد الله (الشرق الأوسط)

يطل الشاعر المصري الراحل أمل دنقل (1940- 1983) بصوته مُسَجّلاً عبر قصائد «الطيور» و«كلمات سبارتكوس الأخيرة»، وقصيدة «إلى محمود حسن إسماعيل في ذكراه»، ضمن «موسم مكتبة تنمية الثقافي»، عبر معرض قاهري يبرز مقتنيات الشاعر الراحل للمرة الأولى أمام الجمهور.

وخلال افتتاح المعرض؛ عُرض الفيلم الوثائقي «حديث الغرفة رقم 8»، إخراج الفنانة عطيات الأبنودي، التي وثّقت من خلال مشاهده سيرة أمل دنقل.

جانب من معرض أمل (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض العديد من البورتريهات المرسومة للشاعر الراحل بريشة فنانين كبار أمثال جودة خليفة، وعز الدين نجيب، وصلاح عناني، وبهجت عثمان، وفاضل رزق، فضلاً عن مسودات قصائده الأخيرة، «الخيول»، ومقاطع من قصيدته لمحمود حسن إسماعيل، وسطورها التي صارت أيقونة شعرية والتي منها «واحد من جنودك يا أيها الشعر»، ولوحتان رسمتهما الدكتورة أسماء يحيى الطاهر ابنة الأديب الراحل يحيى الطاهر عبد الله، صديق أمل دنقل، حين كانت طفلة، وأهدتهما له قبل نحو 40 عاماً في زيارة له بالمستشفى وهو يُعالج في مرضه الأخير قبل رحيله.

مسودة من قصيدة أمل دنقل التي أهداها للشاعر محمود حسن إسماعيل في ذكراه (الشرق الأوسط)

ويضمّ معرض أمل في أسبوعه الحالي الذي بدأ مطلع شهر فبراير (شباط) الحالي، مسودات من قصائده، وهي مهمة جداً حسب قول أرملته الكاتبة عبلة الرويني، لأن أمل كما تقول «(شاعر بلا مسودات) كان في مرحلة شبابه وقبل أن يُرهقه المرض، يكتب قصائده، ويحذف منها ويضيف عبر ذاكرته الحديدية، يظلّ يُشكلها ويُعيد سطورها ومقاطعها حتى تأخذ صورتها الأخيرة، ومن ثَمّ ينشرها».

بوستر معرض أمل دنقل (الشرق الأوسط)

وأضافت عبلة الرويني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أن «المسودات ظهرت في مسيرته بعدما صارت ذاكرته لا تَقوى على الحفظ والاستعادة، وهناك أربعة منها لقصيدة (الخيول)، صفحات منها موجودة ضمن المعرض، كتبها أمل دنقل على مدار 7 أشهر، وهناك 15 مسودة لقصائد أخرى، ومعها أغلفة الدواوين جميعها».

بورتريه بريشة الفنان بهجت عثمان (الشرق الأوسط)

وقالت عبلة الرويني إن متعلقات زوجها الراحل ضخمة وكبيرة، لا يمكن أن يستوعبها معرض بمساحة ضيقة، لذا اكتفت ببعض المقتنيات الرمزية، وأشارت إلى أن لديها أكثر من مائتي بورتريه والكثير من الصورة الشخصية له.

ونوّهت بأن «المسودات والبورتريهات، والقصائد المسجلة بصوت زوجها، وجميعها تحتاج لمكان ملائم لتُصنّف وتُعرض في أقسام مختلفة، يكون بمنزلة متحف يحمل اسمه ويليق بتاريخه ومكانته في الشعر العربي».

وتطالب عبلة الرويني بتوفير موقع مناسب لتدشين متحف لزوجها: «توجد صعوبة بالغة في تجميع كل مقتنياته، أين أضع هذا الكمّ الهائل ممّا تركة أمل لي، كنت قد اقترحت ومعي العديد من الأدباء والمبدعين بإنشاء بيت ومتحف للكُتَّاب يضمّ مقتنياتهم ويحافظ على ذاكرة المبدعين وتراثهم، لكن لم يكن هناك أحد يستمع أو يستجيب، الفكرة أن كل كاتب وكل مبدع لديه تراثه الخاص ومقتنياته، وهي جزء من تراثنا الثقافي المهم جداً، لذا ينبغي أن تصون وزارة الثقافة ذاكرة مصر وتاريخها الثقافي عبر إنشاء مركز يليق بمبدعيها، على غرار بيت كفافيس في الإسكندرية، الذي جهزته السفارة اليونانية، وجعلته متحفاً لمقتنياته».

لوحة رسمتها أسماء ابنة الكاتب يحيى الطاهر عبد الله قبل 40 عاماً (الشرق الأوسط)

وتلفت إلى أن «هذه المهمة أكبر من إمكانات أي شخص بمفرده»؛ وتذكر أنه «بعد الانتهاء من معرض مقتنيات أمل دنقل في معرض الكتاب، ستبدأ في إعداد كتاب توثيقي يُبرز تراثه وكل ما يتعلق به من بورتريهات ومسودات قصائد، ولوحات فنية وإهداءات، ليكون بمنزلة كتاب تذكاري يعوّض عدم وجود مكان يحافظ على متعلقاته».

يذكر أن أمل دنقل، ولد في أسرة صعيدية في عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط في محافظة قنا جنوب مصر، وتوفي في 21 مايو (أيار) عام 1983عن عمر 43 سنة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الموزة الصفراء المثبتة على الحائط الأبيض بشريط لاصق فضي هي عمل بعنوان «كوميدي» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (أ.ب)

سعرها 35 سنتاً... بائع فواكه في مانهاتن يتحسّر على «موزة» بيعت بملايين الدولارات

باع عامل مهاجر موزة أصبحت لاحقاً جزءاً من عمل فني عبثي بيع بمبلغ مذهل بلغ 6.2 مليون دولار في مزاد «سوذبيز».

يوميات الشرق ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

تستقبل زائر معهد جوته الألماني بالقاهرة سيارة حمراء قديمة تحمل فوق سقفها أغراضاً ومتعلقات شخصية متراصة بصورة تدعوك للتوقف وتأملها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

من باب إعطاء اللبناني فسحة أمل في خضمّ هذه الأجواء القاتمة، قرر مركز «ريبيرث بيروت» الثقافي إقامة معرضه للفنون التشكيلية.

فيفيان حداد (بيروت)
إعلام الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

السعودية تعرض بمناسبة الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض التقدم الذي أحرزته في تحضير «إكسبو 2030».

ميشال أبونجم (إيسي لي مولينو: باريس)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)
من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)
TT

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)
من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2»، و«المستريحة»؛ إذ أُعلن عن طرحها بشكل رسمي.

ورأى نُقادٌ أن عدد الأفلام التجارية التي أُعلن عنها حتى الآن، قليل بالنسبة للموسم الجديد لم تتعدَ 3 أعمال، وأكّدوا أن موسم «رأس السنة» له أهمية كبيرة عند صُناع الأعمال الفنية، وكان يستقطب كثيراً من الأفلام؛ نظراً لإقبال الناس على دور العرض بوصفها جزءاً من النزهات العائلية.

وحسب صُناعه، فإن فيلم «المستريحة»، سيُطرح يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي حول ظاهرة «المستريح» التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، المرتبطة بالنّصب وجني الأموال من المواطنين والهروب، بالإضافة إلى مفارقات عدة بين الأبطال في قضايا فرعية أخرى، الفيلم بطولة ليلى علوي، وبيومي فؤاد، وتأليف محمد عبد القوي، وأحمد أنور، وأسامة حسام الدين، وأحمد سعد والي، وإخراج عمرو صلاح. كما يُطرح فيلم «الهنا اللي أنا فيه»، في اليوم نفسه أيضاً، وهو من بطولة كريم محمود عبد العزيز، ودينا الشربيني، وياسمين رئيس، وتأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج خالد مرعي. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي.

الملصق الترويجي لفيلم «الهنا اللي أنا فيه» (الشركة المنتجة)

وحجز فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، مكاناً بداية الشهر المقبل تحديداً يوم 4 ديسمبر (كانون الأول)، والفيلم من بطولة نور النبوي، وأحمد غزي، وكزبرة، ونور إيهاب، وتأليف إياد صالح، وإخراج كريم سعد، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي شبابي خفيف، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس أن «عدد الأفلام لا يناسب موسم رأس السنة، الذي اعتاد فيه صناع السينما على طرح عددٍ كبيرٍ ومتنوعٍ من الأفلام الجاذبة».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «السينما المصرية وصلت إلى الحد الأدنى في عروضها، وأن الأزمة إنتاجية في المقام الأول، مع العلم أن هذا الموسم له طبيعة خاصة وتحضيرات مسبقة بهدف استغلال الإقبال الجماهيري والرواج السياحي». كما أوضحت ماجدة أن «نوعية الأفلام الجديدة تدور في الإطار الكوميدي نفسه، ولم يعد لدينا إنتاجات تطرح موضوعات مختلفة وجذابة»، كما كشفت الناقدة عن أن «مشكلات الصناعة تتمحور حول الرقابة وبنودها، والبحث عن الربح السريع»، وطالبت بتسهيلات لزيادة المعروض، وعودة الدولة للإنتاج، وتيسير تصاريح التصوير.

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وبجانب الأفلام التجارية الجديدة، طُرح، الثلاثاء، فيلم «مين يصدق» للعرض الجماهيري، بعد مشاركته ضمن فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وشارك في بطولته أشرف عبد الباقي، وشريف منير، ومجموعة من الشباب، وإخراج زينة عبد الباقي في أولى تجاربها الإخراجية.

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «الأفلام التي ستُطرح غير كافية لموسم مهم مثل (رأس السنة)، لكن الناس اعتادت على ذلك منذ سنوات، والمشكلة ليست وليدة العام الحالي». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «دُور العرض ربما اعتمدت على الأفلام الموجودة حالياً كي تقضي الغرض وتسدّ الفجوة، بجانب الأفلام الأجنبية التي ستُطرح».

وترى ماجدة أن «سبب أزمة ندرة الإنتاج تتمثّل في الرقابة، التي حجَّمت بعضهم وجعلتهم يعتمدون أفلاماً سهلة وفي الغالب كوميدية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالصناعة، والاعتماد على خطط مستقبلية عبر التسويق في الخارج».

الملصق الترويجي لفيلم «مين يصدق» (فيسبوك أشرف عبد الباقي)

وبجانب الأفلام التي تُطرح في دور العرض قريباً، تُعرض راهناً مجموعة من الأفلام المصرية التجارية، من بينها أفلام «الهوى سلطان»، و«وداعاً حمدي»، و«دراكو رع»، و«آل شنب»، و«اللعب مع العيال»، و«المخفي»، و«إكس مراتي»، و«عصابة الماكس»، و«عاشق»، و«ولاد رزق3»، وفيلما المهرجانات «رَفعت عيني للسما»، و«الفستان الأبيض».