الجزائر تواجه دعوات متزايدة للإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)
الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)
TT

الجزائر تواجه دعوات متزايدة للإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)
الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)

دعا سياسيون وكتاب وناشطون إلى الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.

لم يُسمع عن الكاتب -البالغ من العمر 75 عاماً- والذي ينتقد النظام الجزائري، أي أخبار من أصدقائه أو عائلته منذ مغادرته باريس إلى الجزائر في وقت سابق من هذا الشهر. وقال جيرانه لوكالة «أسوشييتد برس»، إنه لم يُشاهد بالقرب من منزله في بومرداس.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء: «إن اعتقال كاتب يحمل الجنسية الفرنسية دون أسباب جدية أمر غير مقبول». مضيفاً أن «عمل صنصال يشرّف بلديه، والقيم التي نعتز بها».

ولم تعلن السلطات الجزائرية علناً عن التهم الموجهة إلى صنصال، لكن وكالة «الأنباء الجزائرية الرسمية» قالت إنه أوقف في المطار.

وعلى الرغم من عدم خضوع روايات صنصال للرقابة بعد الآن، فقد واجهت في الماضي حظراً بالجزائر.

وصنصال معجب بالثقافة الفرنسية، وقد أكسبته كتاباته عن حرية التعبير والحرب الأهلية التي دمرت الجزائر طوال التسعينات معجبين من جميع الأطياف الأيديولوجية في فرنسا، من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حضر حفل تجنيسه فرنسياً عام 2023.

لكن عمله أثار غضباً في الجزائر، من السلطات والمتطرفين، الذين أصدروا تهديدات بالقتل ضده في التسعينات وما بعدها، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ويُعدّ صنصال من بين قائمة طويلة من السياسيين المسجونين في الجزائر؛ حيث تراجعت آمال حركة الاحتجاج التي أدّت إلى الإطاحة برئيس البلاد آنذاك عبد العزيز بوتفليقة. ونددت جماعات حقوق الإنسان بالقمع المستمر الذي يواجهه الصحافيون والناشطون والكتاب. ووصفته منظمة العفو الدولية في سبتمبر (أيلول) بأنه «حملة قمع وحشية على حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات».

وقامت السلطات الجزائرية في الأشهر الأخيرة بتعطيل معرض للكتاب في بجاية، واستبعدت مؤلفين بارزين من أكبر معرض للكتاب في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة، بمن في ذلك الفائز بجائزة «غونكور» لهذا العام كمال داوود.

وكتب المؤلف الفرنسي الجزائري كمال داوود في افتتاحية وقّعها أكثر من 12 مؤلفاً في مجلة «لوبوان» هذا الأسبوع: «تعكس هذه الأخبار المأساوية واقعاً مثيراً للقلق في الجزائر؛ حيث لم تعد حرية التعبير أكثر من مجرد ذكرى في مواجهة القمع والسجن ومراقبة المجتمع بأكمله».


مقالات ذات صلة

بتوجيه من ولي العهد السعودي... وزير الداخلية يلتقي الرئيس الجزائري

الخليج عبد المجيد تبون خلال استقباله الأمير عبد العزيز بن سعود في القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر (واس)

بتوجيه من ولي العهد السعودي... وزير الداخلية يلتقي الرئيس الجزائري

بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، التقى الأمير عبد العزيز بن سعود، وزير الداخلية، الخميس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

الكاتب الجزائري - الفرنسي صنصال يستأنف قرار احتجازه

وُضع الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال رهن الاعتقال في وحدة احتجاز في أحد مستشفيات الجزائر العاصمة، فيما استأنف فريق الدفاع عنه قرار احتجازه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)

الجزائر تعلن «الاقتراب» من التحرر من تبعيتها للمحروقات

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن تصدير المحروقات «من أجل استيراد غذائنا سياسة خاطئة، وعلينا إنتاج ما نستهلكه».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يؤكد أن قطاع الزراعة بات يساهم بـ15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

أعلنت الحكومة الفرنسية، رسمياً، أنها ستقدم «حمايتها» للكاتب الشهير بوعلام صنصال الذي يحتجزه الأمن الجزائري منذ الـ16 من الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تطالب بإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة «دون شروط»

نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
TT

مصر تطالب بإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة «دون شروط»

نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون يجمعون أغراضهم لإخلاء منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس (أ.ف.ب)

طالبت مصر بإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة «دون شروط»، وذلك عشية استضافة القاهرة لمؤتمر «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة» بمشاركة إقليمية ودولية.

وتجدد مصر دائماً رفضها لمحاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية «القضية». وتشدد على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دولياً.

وتحدث رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الخميس، عن لقاء رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، في القاهرة، الذي تناول الأوضاع في غزة، مؤكداً أنه استعرض الجهود المشتركة بين مصر وقطر الرامية لوقف إطلاق النار في القطاع، وإطلاق سراح الرهائن، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية دون «شروط» إليه.

وتتوسط مصر وقطر، إلى جانب أميركا، منذ أكثر من عام، لتبادل المحتجزين، ووقف الحرب الإسرائيلية في القطاع. كما كثفت مصر مشاوراتها خلال الفترة الماضية بهدف احتواء التصعيد في المنطقة.

مصطفى مدبولي أكد خلال اجتماع الحكومة المصرية ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة (مجلس الوزراء المصري)

وأشار مدبولي، الخميس، إلى لقاءات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تستهدف دعم جهود تهدئة الأوضاع في المنطقة، ولا سيما في ضوء حرص الدولة المصرية على نجاح مؤتمر «دعم الاستجابة الإنسانية لغزة» الذي تستضيفه القاهرة في 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لافتاً إلى «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، والتشديد على الدور المحوري لوكالة (الأونروا) في هذا الإطار».

وأعلن وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، قبل أيام، استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لـ«منتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا»، الاثنين الماضي، إن «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية.

دماء وسط الخراب الذي خلفته ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة في أغسطس الماضي (رويترز)

ووفق هيئة الاستعلامات المصرية، الخميس، فإن المؤتمر يُعقد على مستوى وزراء الخارجية، ويشمل الحضور تمثيلاً إقليمياً من دول المنطقة، ودولياً من المجتمع الدولي، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وأضافت «الاستعلامات» أن المؤتمر يُعقد في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل حظر عمل «الأونروا» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويناقش المؤتمر الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة. وأوضحت أن القاهرة وفرت أكثر من 80 في المائة من المساعدات لغزة، و72 في المائة من حجم «المساعدات البرية» التي قدمتها 50 دولة مجتمعة لأهالي القطاع في 10 أشهر.

وأكد السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، وأهمية البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت أخيراً في الرياض. وشددا على حرصهما على نجاح مؤتمر «دعم الاستجابة الإنسانية لغزة» في تحقيق أهدافه.

وبحسب «الاستعلامات المصرية»، الخميس، فإن محددات الموقف المصري تتمثل في «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ (حل الدولتين)».

ورفضت مصر، الشهر الماضي، إعلان إسرائيل مصادرة الأرض المقام عليها مقر وكالة «الأونروا» بمدينة القدس، واستنكرت في بيان رسمي ما تمثله تلك الخطوات من انتهاكات سافرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وطالبت مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، داعية كل أطراف المجتمع الدولي إلى دعم الوكالة الأممية، في ظل الهجمة التي تواجهها من الاحتلال الإسرائيلي.